يجب أن نعي أولاً معنى :
الأسماء – الكلمة – القول - اللسان – ما هو اللسان العربي ؟ – ما هو اللسان الأعجمي ؟ - ما أهمية حروف بناء الكلمة ؟ - لماذا التشكيل لحروف الكلمة يمكن أن يغير المعنى ؟ - ما معنى القراءة ؟ الترتيل؟ التلاوة؟
وفيما يلي سوف نعرض منهج الفهم قبل طرح آيات الفتنة بالتفصيل.. فلا يمكن فهم القرءان بهذه الأدوات من التخمين والاعتماد على الإسرائيليات وما شابه
فيجب أن نتعلم ونعلم أن الله تعالى هو من علمنا النطق بالكلمات وأعطانا السمع والبصر والفؤاد ، للإدراك ..
وما نتعجب منه أن المسلمين عكفوا على فهم خاطئ ألا وهو أن اللغة العربية هي لسان القرءان وقواعدها قواعده ، وهذا لشيء عجيب ، فكيف للتلميذ أن يضع قاعدة لمن يُعلِمه ، وكيف يكون الأدنى مقياساً للأرقى ولله المثل الأعلى
فصياغة الله تعالى غير خاضعة إلى لغة بل اللغة هي التي يجب أن تخضع إليه بكل قواعدها النحوية والبلاغية وإذا وِجد اختلاف فيكون العلة في القاعدة البشرية ، فمن خلال فهمهم الخاطئ فتحوا باباً لمن أراد هجاء القرءان بأن يقول أن هناك أخطاء نحوية وإملائية وإنشائية بل يتمادوا بقولهم أنه قول بشر.
فصياغة الله تعالى غير خاضعة إلى لغة بل اللغة هي التي يجب أن تخضع إليه بكل قواعدها النحوية والبلاغية وإذا وِجد اختلاف فيكون العلة في القاعدة البشرية ، فمن خلال فهمهم الخاطئ فتحوا باباً لمن أراد هجاء القرءان بأن يقول أن هناك أخطاء نحوية وإملائية وإنشائية بل يتمادوا بقولهم أنه قول بشر.
فلم يعوا أن القرءان هو الحاكم والمهيمن على اللغة وكونه عربياً ليس معناه أنه لغة عربية ، فاللغة العربية منسوبة للعربي كونها اللغة السائدة في بيئة من يسمونهم عرب ، ولكن عندما يصف الله لسان القرءان بالعربي ليس معناه أن مرجع الصفة لأقوام صفتهم العربي كونهم لا يخبئون في أنفسهم مشاعرهم كاشفين عنها فأصبح وصفهم عرب من جانب معين في سلوكهم فتم انتساب لغتهم لهذه الصفة التي تعبر عن هذه المشاعر والسلوك.
ولكن عندما يتكلم الله ويصف اللسان ألا وهو مناط الإدراك فهو يرده للمعنى المطلق لكلمة العربي ، والعربي هو الكاشف للظاهر والباطن فيه ، أما الأعرابي فهو المختلط بين ظاهر وباطن ، والذي في قلبه نفاق بالنسبة للإنسان فهو وصف عام للأشياء التي ظاهرها لا يحمل كل ما في باطنها ، ومن الناحية البشرية لمن لم يتمكن الإيمان من قلبه فكان ظاهره لا يعكس كل ما في باطنه
أما الأعجمي هي كلمة لا تعني كما يتداولوا اللغويين أنها غير اللغة العربية ، ولكن تعني المعنى المضاد كلياً لصفة العربي ، أي المختلف بين ظاهره وباطنه كلياً فهي لغة الشيطان وأتباعه وليس اللغات الأجنبية كما يدعون حيث قال تعالى :
- وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّهُمْ يَقُولُونَ إِنَّمَا يُعَلِّمُهُ بَشَرٌ لِسَانُ الَّذِي يُلْحِدُونَ إِلَيْهِ أَعْجَمِيٌّ وَهَذَا لِسَانٌ عَرَبِيٌّ مُبِينٌ (103) سورة النحل 103
فالقرءان كونه عربياً فلفظه يحمل المعاني المطلقة ، ليس كما يدعون أنه هناك مبهمات ، ولكن به ما هو مختزن بيانه لعلم لاحق يفيضه الله علينا على حسب الميقات والمكان لبلوغ الإنسان علم دنيوي يؤهله لفهم ما كان غير قادر على استيعابه من معاني ، فهو مفصل لكل زمان ومكان على حسب حاجته منها ، ولا ينقضي نفعه كالأعجمي الشيطاني الذي مرده إلى النار ، فالقرءان لن ينفع إلا من كان يريد هذا النفع ، ولن يجليه الله إلا لمن أراد ورجي جلاءه له ، لذلك قال تعالى :
- وَلَوْ جَعَلْنَاهُ قُرْآنًا أَعْجَمِيًّا لَقَالُوا لَوْلَا فُصِّلَتْ آيَاتُهُ أَأَعْجَمِيٌّ وَعَرَبِيٌّ قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدًى وَشِفَاءٌ وَالَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ فِي آذَانِهِمْ وَقْرٌ وَهُوَ عَلَيْهِمْ عَمًى أُولَئِكَ يُنَادَوْنَ مِنْ مَكَانٍ بَعِيدٍ (44) سورة فصلت 44
لذلك الأعجمي هو كل من أشرك وكفر ونافق وأجرم فكان ضد آيات الله تعالى العربية المبينة حيث قال تعالى :
- أَوَلَمْ يَكُنْ لَهُمْ آيَةً أَنْ يَعْلَمَهُ عُلَمَاءُ بَنِي إِسْرَائِيلَ (197) وَلَوْ نَزَّلْنَاهُ عَلَى بَعْضِ الْأَعْجَمِينَ (198) فَقَرَأَهُ عَلَيْهِمْ مَا كَانُوا بِهِ مُؤْمِنِينَ (199) كَذَلِكَ سَلَكْنَاهُ فِي قُلُوبِ الْمُجْرِمِينَ (200) لَا يُؤْمِنُونَ بِهِ حَتَّى يَرَوُا الْعَذَابَ الْأَلِيمَ (201) سورة الشعراء 197 - 201
فلكي نعي كل ما اختزنه القرءان لزماننا .. وجب علينا عرض القواعد الأساسية لفهم خصائص بناء الكلمة فالأسماء فالقول واللسان لفتح أفاق الإدراك
فالحروف القرآنية هي ذاتها الحروف الأبجدية فعلينا أولاً فهم:1- فهم خصائص وصفات حركة الحرف الأبجدي
2- الحرف الأول لكلمة المصدر أو جذر الكلمة يحتوي على معظم المعنى للكلمة وباقي الحروف تابعة لهذا الحرف لتعطي عمق وباقي حركة الحرف الأول واتجاهه فيتضح معنى الكلمة وينجلي كاملاً
3- التشكيل الخاص بكل حرف يعطي عمق للمعنى إضافي ويغير العمق لذات الكلمة باختلاف التشكيل والتشكيل ترجمته الحرفية كالتالي:
- الفتح.. حرف الألف
- الكسر.. حرف الياء
- الضم.. حرف الواو
- السكون.. لا يوجد
- الشدة.. حرف الشين
- التنوين بالفتح.. حرف الألف + حرف النون
- التنوين بالكسر.. حرف الياء + حرف النون
- التنوين بالضم.. حرف الواو + حرف النون
- الشدة بالفتح.. حرف الألف + حرف الشين
- الشدة بالكسر.. حرف الياء + حرف الشين
- الشدة بالضم.. حرف الواو + حرف الشين
وهكذا
- الفتح.. حرف الألف
- الكسر.. حرف الياء
- الضم.. حرف الواو
- السكون.. لا يوجد
- الشدة.. حرف الشين
- التنوين بالفتح.. حرف الألف + حرف النون
- التنوين بالكسر.. حرف الياء + حرف النون
- التنوين بالضم.. حرف الواو + حرف النون
- الشدة بالفتح.. حرف الألف + حرف الشين
- الشدة بالكسر.. حرف الياء + حرف الشين
- الشدة بالضم.. حرف الواو + حرف الشين
وهكذا
1- حركات المد: تكرار الحرف وامتداد تأثيره هو وتشكيله بعدد حركات الحرف.. ولن نتعرض إليها في شرح المعاني مؤقتاً
2- الحروف السابقة واللاحقة عن حرف الجذر والمضافة للكلمة هي خاضعة لكلمة الجذر ولكن تغير اتجاه المعنى العام
3- سياق الآيات يحدد مدى المعنى للكلمة ما بين المحدود الدنيوي والمطلق الدنيوي والمطلق اللامادي مثل.. الزيتون.. إذا جاء في سياق الثمرة فهو معنى محدود مادي.. وإذا جاء مع التين وطور سينين فالمعنى مطلق مادي وإذا جاء في سياق الزيتونة التي لا شرقية ولا غربية فهي تشير إلى معنى مطلق لا مادي وجميعها تشير في العموم إلى أنقى طاقة وخصائصها تحملها حروف الكلمة وتشكيلها
...............................
وسوف نلاحظ أن بعض المتبعين للغة العربية وجعلوا إلههم قواعد اللغة يحاولون إخضاع الكتاب الإلهي لقواعد اللغة الإملائية والإنشائية والنحوية.. ولا يقتنعوا بوجود اختلاف عن علومهم وسوف يتضح للمتابع أن قاعدة المعنى هي سبب هذا الاختلاف
...............................
وسوف نلاحظ أن بعض المتبعين للغة العربية وجعلوا إلههم قواعد اللغة يحاولون إخضاع الكتاب الإلهي لقواعد اللغة الإملائية والإنشائية والنحوية.. ولا يقتنعوا بوجود اختلاف عن علومهم وسوف يتضح للمتابع أن قاعدة المعنى هي سبب هذا الاختلاف
وسوف نضع بين أيديكم خصائص حرف حرف وأمثلة لكل حرف من القرءان الكريم في الأجزاء القادمة إن شاء الله
أحسنت ..تابع ..جزاك الله خيرا واعانك..
ردحذف