القائمة الرئيسية

الصفحات





قال تعالى :
}بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (1) الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (2) الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (3) مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ (4) إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ (5) اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ (6) صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ (7) } (سورة الفاتحة (1-7)
============

فاتحة الكتاب بها إرشاد المؤمن لخطوات الهدى بكتاب الله ففيها يعلمنا الله كيفيه الوصول للمعاني والدلالات والمنحة الإلهية منه والحصول على الدليل والبرهان والهداية إلى الطريق المستقيم من خلال هذا القرءان الكريم فكان تسلسل الإرشاد
·       طلب العون على إدراك ووعي وفهم الأمر الإلهي وتنفيذه :
{ بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (1) } (سورة الفاتحة 1) بداية فاتحة الكتاب استعانة بخصائص وصفات اسم الله تعالى (الله الرحمن الرحيم) في تلقي المعونة لإظهار الدليل والبرهان من الكتاب وبلوغ مركز وعمق دلالاته ومعانيه وضمه لقلبه لتنفيذ الأمر الإلهي  في كل خطوة من خطوات حياته وأن يجعله مهيمن على كل أموره وأحواله ويضبطها ضبطاً تاماً في كل موضع وكل طور من أطوار حياته  ليصل بحركته الدنيوية إلى خير الآخرة وذلك من خلال صلة دائمة بهذا الكتاب ليبلغ من خلاله المعرفة والحكمة  وأن يجعل الله تعالى فهمه وتكليفه وابتلاءه متدرجاً بقدر بلوغه لأعماق الدليل والبرهان من القرءان الكريم  وأن يخرج له منه الدليل والبرهان بقدر حاجتنا لزماننا ومكاننا (طلب العون على فهم الأمر وتنفيذه)
·       إثبات الإقبال على تنفيذ الأمر وطلب بلوغ الحكمة :
{ الْحَمْدُ لِلَّهِ } (سورة الفاتحة 2) تلي الاستعانة والطلب والرجاء لإدراك ووعي الأمر الإلهي فيطلب من الله ليس وعي الأمر الإلهي فقط بل الحمد الإلهي الذي هو بمثابة الزوج المقابل لنظام الأمر الإلهي فالحمد لله والأمر لله فكلاهما لله كما أن أسماء الله  تعالى بمثابة أنظمة وقوانين إدارة هذا الكون ، إلا أن نظام الحمد يأتي فوق علم الملائكة المكلفين بتنفيذ الأمر الدنيوي من حاملي التكليفات بخدمة الإنسان والسجود لآدم حيث تتنزل الملائكة الموكلين بنظام الحمد لتحقيق رجاء الطالب والروح فيها ، وتبديل الأمر المكلف به الملائكة الموكلين بخدمة الطالب الراجي فيغيروا من خلال تلك الروح طاقة الراجي ولروحه والأوامر المختزنة في خلاياه الجسدية وذلك بعد أن طهر النفس واستعد لاستقبال المنحة الإلهية وتحقيق طلبه وتغيير الأمر السابق فيطلب تلقي الأمر والعلم المحيط بهذا الأمر والحكمة من وراءه فيكون تنفيذ الأمر محبباً وراغباً فيه مقبلاً عليه
·   الإيمان بالربوبية والعلم الإلهي في هندسة أمور المخلوقات وأرزاقها وأطوارها ومبتدأها ومنتهاها لله  :
{ رَبِّ الْعَالَمِينَ (2) الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (3) مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ (4) } (سورة الفاتحة 2 - 4) فما يستحق تلقي الأمر الإلهي والحمد الإلهي من  كتاب الله تعالى إلا بعد وعي المتلقي بأنه يطلبهما من الله تعالى المرتبط به تدبير أمور وأحوال ورزق المخلوقات والمُتحكم بأمورها وأحوالها وأرزاقها وأنه المحيط بالعلم الملتف والبالغ أغوار أعماق العلم عن مخلوقاته في مختلف الساحات وهو الذي جعلها متآلفة مع نسيج حركة جميع المخلوقات وأطوارها في عالمها  وكل عالم وساحة فهو الله  الجامع والباعث لجميع مخلوقاته في قالب مقامه الآخرة ومكان وميقات محل الأمر يوم الدين وطبيعتها الجديدة في عالم الأمر فيه إقامة الدليل والبرهان بقصد الحساب بين الخلائق  لأبعد مدى فيكون الحساب والجزاء فعنده المبتدأ والمنتهى
·   إثبات الوصل والجمع بين العبودية لله والاستعانة به دون غيره وتنقية النفس مما أختلط بها من كل باطل دنيوي وغايات دنيوية محدودة :
{ إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ (5) } (سورة الفاتحة 5) فمن له الأمر والحمد رب العالمين الرحمن الرحيم مالك يوم الدين  ومن عنده المبتدأ والمنتهى له يجب أن تأتلف أمورنا وأحوالنا ونخرجها من حيزها الدنيوي المحدود ونجعل تلك الأمور والأحوال والحركة الدنيوية بكل محتواها لله فيكون كل ناتج أفعالنا وأعمالنا وصنعنا الدنيوي منقاة بلا اختلاط مع أي نفاق وتكون صلوات لله متنافرة مع أي تبعية وأي هدف أو غاية لغير الله  فيكون الوصل والجمع بين العبودية لله والاستعانة به تستوجب أن بأن ننقي أنفسنا مما أختلط بها من كل باطل دنيوي وغايات دنيوية محدودة لنستعد للقيام بواجباتنا وعباداتنا وصلاتنا وصلواتنا الدنيوية في كافة مساجد الله  (العبادة والعمل) من غير حاجة لأحد من دون الله  وتكون تلك التنقية من خلال لجوء ورجاء وطلب واعتماد على الله بالغ مركز وعمق النفس وطاقتها ومشاعرها ويكون الطالب مسيطراً على شهواته سيطرة تامة باستمرار وإلحاح وسنة يسلكها للتمكن من تلقي العون الإلهي مُدرك به عمقا وبصيرة لم يكن يدركها من قبل من خلال تجديد الفهم والتطبيق (قراءة – ترتيل – تلاوة) استعداداً للهداية للطريق المستقيم
·   طلب ورجاء انضباط العمل الدنيوي مع كتاب الله وأمره لأقصى مدى مثل من أنعم الله عليهم من المؤمنين بالكشف لهم عن الدليل والبرهان وليس ممن حجبه عنهم من الكافرين ولا ممن قاموا بتحريف الكلم لإتباع شهوات الدنيا من المنافقين :
{ اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ (6) صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ (7) } (سورة الفاتحة 6 - 7) بعد الطلب والرجاء من الله أن يمن علينا من خلال الدليل والبرهان (القرءان الكريم) ليفهم ويعي الأمر الإلهي وأن ينول منه حمده وإيمانه بأنه الله تعالى رب العالمين مالك يوم الدين والعمل والعبادة لله والاستعانة به وتنقية نفسه فيكون  طلب ورجاء بأن تكون عبادتهم وعملهم منضبطة مع كتاب الله وأوامره لأقصى مدى في الطريق المستقيم من خلال عون الله من خلال العودة الدائمة لدليله وبرهانه القرءان الكريم  من خلال تطويع أمورنا وأحوالنا وأفعالنا ومقاصدنا الدنيوية مع أوامر الله تعالى والسيطرة عليها
صِرَاطَ الَّذِينَ تفضل عليهم من المؤمنين بتأليف وضبط قلوبهم وبصيرتهم وأحوالهم وأمورهم مع رسالاته ودليله وبرهانه وكتابه وقرءانه .. وجاء وصفهم في الآيات التي تلت فاتحة الكتاب على وجه التفصيل

ولا يجعلنا من الذين لم تكشف لهم عن الصراط المستقيم وجعله محجوباً وغريب عنهم ممن جعلتهم خارجين عن محيط هذا الصراط وغير مبصرين للحكمة في كتاب الله فيكونوا في طريق الشيطان الذي يضاد كل أمر إلهي فيقوموا بمخالفة الطريق المستقيم في المعنى والغرض جامعين خواص طريق الشيطان ظاهره وباطنه في كل أفعالهم

ولا يجعلنا من الذين ضمر وضعف وتضاد فهمهم وتطبيقهم للكتاب بمخالفة المعنى والدلالة للأمر الإلهي متصورين أن أمورهم منضبطة ضبطاً تاماً مع الصراط المستقيم وأنهم في أقصى درجات الالتزام وفهمهم للدليل في مجال شهوات الدنيا في ساحة الخلق    

فمن هم المغضوب عليهم والضالين ؟!!!!!!!!!!
من العجيب أن يتساءلوا كيف يتم هداهم إلى الطريق المستقيم ومن هم الذين أنعم عليهم الله تعالى به ومن هم المغضوب عليهم ومن هم الضالين .. والإجابة تلاحقهم أمام أعينهم فيما تلاها من آيات فاتحة الكتاب مباشرةً

س1: { اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ (6) } (سورة الفاتحة 6) ؟!!!!
ج1: { الم (1) ذَلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ (2) } (سورة البقرة 1 - 2)


س2: { صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ } (سورة الفاتحة 7) ؟!!!!!
ج2: { الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ (3) وَالَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ وَبِالْآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ (4) أُولَئِكَ عَلَى هُدًى مِنْ رَبِّهِمْ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (5) } (سورة البقرة 3 - 5)


س3: { الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ } (سورة الفاتحة 7) ؟!!!!
ج3: { إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا سَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنْذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ (6) خَتَمَ اللهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ وَعَلَى سَمْعِهِمْ وَعَلَى أَبْصَارِهِمْ غِشَاوَةٌ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ (7) } (سورة البقرة 6 - 7)


س4: { الضَّالِّينَ } (سورة الفاتحة 7) ؟!!!!
ج4: { وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ آمَنَّا بِاللهِ وَبِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَمَا هُمْ بِمُؤْمِنِينَ (8) يُخَادِعُونَ اللهَ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَمَا يَخْدَعُونَ إِلَّا أَنْفُسَهُمْ وَمَا يَشْعُرُونَ (9) فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ فَزَادَهُمُ اللهُ مَرَضًا وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ (10) وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ قَالُوا إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ (11) أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ وَلَكِنْ لَا يَشْعُرُونَ (12) وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ آمِنُوا كَمَا آمَنَ النَّاسُ قَالُوا أَنُؤْمِنُ كَمَا آمَنَ السُّفَهَاءُ أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ السُّفَهَاءُ وَلَكِنْ لَا يَعْلَمُونَ (13) وَإِذَا لَقُوا الَّذِينَ آمَنُوا قَالُوا آمَنَّا وَإِذَا خَلَوْا إِلَى شَيَاطِينِهِمْ قَالُوا إِنَّا مَعَكُمْ إِنَّمَا نَحْنُ مُسْتَهْزِئُونَ (14) اللهُ يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ وَيَمُدُّهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ (15) أُولَئِكَ الَّذِينَ اشْتَرَوُا الضَّلَالَةَ بِالْهُدَى فَمَا رَبِحَتْ تِجَارَتُهُمْ وَمَا كَانُوا مُهْتَدِينَ (16) } (سورة البقرة 8 - 16)
============
{ فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَ اللهِ وَآيَاتِهِ يُؤْمِنُونَ (6) } (سورة الجاثية 6)

إلا أن البعض قالوا أن فاتحة الكتاب هي السبع المثاني ، وما يليها هو القرءان العظيم ، وقد استندوا في ذلك إلى قوله تعالى :

-        وَلَقَدْ آتَيْنَاكَ سَبْعًا مِنَ الْمَثَانِي وَالْقُرْآنَ الْعَظِيمَ (87) سورة الحجر 87

كون أن عدد آياتها سبع آيات ، إلا أن أصحاب هذا الرأي لم يوضحوا أين هذه المثاني التي حوتها الآيات ، فيجب أن يكون في الآيات كل مثنى على حدة بينهما حرف الواو ، الذي يدل على الوصل والمعية لكلاهما ، فأين هذه المثاني ؟!!

وإذا كان الله  تعالى أتى رسوله والمسلمين والعالمين سبعاً من المثاني والقرءان العظيم ، فقد أتى رسلاً من قبله ، فقد قال تعالى :
- وَإِذْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَالْفُرْقَانَ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ (53) سورة البقرة 53
o     مثنى ..... الكتاب والفرقان
- وَآتَيْنَاهُ الْإِنْجِيلَ فِيهِ هُدًى وَنُورٌ (46) سورة المائدة 46
o     مثنى ..... هدى ونور في هذا الإنجيل
- وَشَدَدْنَا مُلْكَهُ وَآتَيْنَاهُ الْحِكْمَةَ وَفَصْلَ الْخِطَابِ (20) سورة ص 20
o     مثنى ..... الحكمة وفصل الخطاب
- لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنْزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ (25) سورة الحديد 25
o     مثنى ..... الكتاب والميزان لكل رسول صاحبه كتاب
- أُولَئِكَ الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ (89) سورة الأَنعام 89
o     ثُلاث .....الكتاب والحكم والنبوة
- وَلَقَدْ آتَيْنَا بَنِي إِسْرَائِيلَ الْكِتَابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ (16) سورة الجاثية 16
o     ثُلاث ..... الكتاب والحكم والنبوة
- وَيُعَلِّمُهُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَالتَّوْرَاةَ وَالْإِنْجِيلَ  (48) سورة آل عمران 48
o     رُباع ..... الكتاب والحكمة والتوراة والإنجيل
- وَإِذْ عَلَّمْتُكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَالتَّوْرَاةَ وَالْإِنْجِيلَ (110) سورة المائدة 110
o     رُباع ..... الكتاب والحكمة والتوراة والإنجيل

أي أن الله  تعالى أتى وعلم وأنزل مثاني وثُلاث ورُباع ،  وأنزل معهم مثنى الكتاب والميزان لكل من صاحبه كتاب

فما هي السبع المثاني التي هي في جملتها مثنى مع القرءان العظيم ؟!!!!!!!!!!

فالمثنى في هذا السياق تعني :

م : المثنى جمع وضم وتداخل آيات قرءانية ووضعها في قالب واحد لاستخراج معنى ودلالة يحتاجها المؤمنين في  مقام ومكان وميقات لاستنباط الأمر منها  .. ث:  ففيها الثبات والتثبيت والتوثيق من خلال تلك الآيات ومن أخرى موجودة فيكثروا ويطوروا ويضاعفوا المعنى والدلالة  ن : فيكون المعنى والدلالة الناتجة منهما هو النقي والحق بلا اختلاط مع الباطل وينسفه وينهي عليه  .. ىَ : هذا المثنى في تأليف مستمر لأمورنا وأحوالنا المتفرقة والمختلفة فيضبطهم ضبطاً تاماً فنستخرج منهم ما هو أفضل لمعالجة هذه الأمور والأحوال
فما هن السبع المثاني ؟!!!
استخراج المثنى الأول من تلك الآيات التي تشرحهما لنا وتبلغنا به ؟!!!!!
طلب هذا المثنى لنا إبراهيم عليه السلام حيث قال تعالى :
- رَبَّنَا وَابْعَثْ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِكَ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُزَكِّيهِمْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ   (129) سورة البقرة 129
وحقق نداءه في قوله تعالى  :
- كَمَا أَرْسَلْنَا فِيكُمْ رَسُولًا مِنْكُمْ يَتْلُو عَلَيْكُمْ آيَاتِنَا وَيُزَكِّيكُمْ وَيُعَلِّمُكُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُعَلِّمُكُمْ مَا لَمْ تَكُونُوا تَعْلَمُونَ (151) سورة البقرة 151
- وَاذْكُرُوا نِعْمَةَ الله  عَلَيْكُمْ وَمَا أَنْزَلَ عَلَيْكُمْ مِنَ الْكِتَابِ وَالْحِكْمَةِ يَعِظُكُمْ بِهِ (231) سورة البقرة 231
- لَقَدْ مَنَّ الله  عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْ أَنْفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ (164) سورة آل عمران 164
- وَأَنْزَلَ الله  عَلَيْكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَكَ مَا لَمْ تَكُنْ تَعْلَمُ وَكَانَ فَضْلُ الله  عَلَيْكَ عَظِيمًا (113) سورة النساء 113
- هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ (2) سورة الجمعة 2
إذن المثنى الأول : الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ

استخراج المثنى الثاني من تلك الآيات التي تشرحهما لنا وتبلغنا به ؟!!!!!
قال تعالى :
- الله  الَّذِي أَنْزَلَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ وَالْمِيزَانَ وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّ السَّاعَةَ قَرِيبٌ (17) سورة الشورى 17
وهذا المثنى كان أيضاً لكل الرسل بلا استثناء 
- لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنْزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ (25) سورة الحديد 25
إذن المثنى الثاني : الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ
استخراج المثنى الثالث من تلك الآيات التي تشرحهما لنا وتبلغنا بهما :
قال تعالى :
- قُلْ مَنْ كَانَ عَدُوًّا لِجِبْرِيلَ فَإِنَّهُ نَزَّلَهُ عَلَى قَلْبِكَ بِإِذْنِ الله  مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ وَهُدًى وَبُشْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ (97) سورة البقرة 97
- قُلْ نَزَّلَهُ رُوحُ الْقُدُسِ مِنْ رَبِّكَ بِالْحَقِّ لِيُثَبِّتَ الَّذِينَ آمَنُوا وَهُدًى وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ (102) سورة النحل 102
- طس تِلْكَ آيَاتُ الْقُرْآنِ وَكِتَابٍ مُبِينٍ (1) هُدًى وَبُشْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ (2) سورة النمل 1 - 2
إذن المثنى الثالث : الهُدًى وَالبُشْرَى

استخراج المثنى الرابع من تلك الآيات التي تشرحهما لنا وتبلغنا بهما :
قال تعالى :
- وَلَقَدْ جِئْنَاهُمْ بِكِتَابٍ فَصَّلْنَاهُ عَلَى عِلْمٍ هُدًى وَرَحْمَةً لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ (52) سورة الأَعراف 52
- وَإِذَا لَمْ تَأْتِهِمْ بِآيَةٍ قَالُوا لَوْلَا اجْتَبَيْتَهَا قُلْ إِنَّمَا أَتَّبِعُ مَا يُوحَى إِلَيَّ مِنْ رَبِّي هَذَا بَصَائِرُ مِنْ رَبِّكُمْ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ (203) سورة الأَعراف 203
- يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ (57) سورة يونس 57
- لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِأُولِي الْأَلْبَابِ مَا كَانَ حَدِيثًا يُفْتَرَى وَلَكِنْ تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ كُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ (111) سورة يوسف 111
- وَمَا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ إِلَّا لِتُبَيِّنَ لَهُمُ الَّذِي اخْتَلَفُوا فِيهِ وَهُدًى وَرَحْمَةً لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ (64) سورة النحل 64
- إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَقُصُّ عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَكْثَرَ الَّذِي هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ (76) وَإِنَّهُ لَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ  (77) سورة النمل 76 - 77
- تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْحَكِيمِ (2) هُدًى وَرَحْمَةً لِلْمُحْسِنِينَ (3) سورة لقمان 2 - 3
- ثُمَّ جَعَلْنَاكَ عَلَى شَرِيعَةٍ مِنَ الْأَمْرِ فَاتَّبِعْهَا وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَ الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ (18) إِنَّهُمْ لَنْ يُغْنُوا عَنْكَ مِنَ الله  شَيْئًا وَإِنَّ الظَّالِمِينَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَالله  وَلِيُّ الْمُتَّقِينَ (19) هَذَا بَصَائِرُ لِلنَّاسِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ (20) سورة الجاثية 18 - 20
إذن المثنى الرابع : الهُدًى وَالرَحْمَةً

استخراج المثنى الخامس من تلك الآية التي تشرحهما لنا وتبلغنا بهما :
قال تعالى :
- وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ وَلَا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلَّا خَسَارًا (82) سورة الإسراء 82
إذن المثنى الخامس : الشِفَاءٌ وَالرَحْمَةٌ

استخراج المثنى السادس من تلك الآيات التي تشرحهما لنا وتبلغنا بهما :
قال تعالى :
- شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَنْ كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ الله  بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا الله  عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (185) سورة البقرة 185
إذن المثنى السادس : الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ

استخراج المثنى السابع من تلك الآيات التي تشرحهما لنا وتبلغنا بهما :
قال تعالى :
- وَلَوْ جَعَلْنَاهُ قُرْآنًا أَعْجَمِيًّا لَقَالُوا لَوْلَا فُصِّلَتْ آيَاتُهُ أَأَعْجَمِيٌّ وَعَرَبِيٌّ قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدًى وَشِفَاءٌ وَالَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ فِي آذَانِهِمْ وَقْرٌ وَهُوَ عَلَيْهِمْ عَمًى أُولَئِكَ يُنَادَوْنَ مِنْ مَكَانٍ بَعِيدٍ (44) سورة فصلت 44
إذن المثنى السابع : الهُدًى وَالشِفَاءٌ

إذن السبع المثاني :

  • المثنى الأول        الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ
  • المثنى الثاني       الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ
  • المثنى الثالث       الهُدًى وَالبُشْرَى
  • المثنى الرابع       الهُدًى وَالرَحْمَةً
  • المثنى الخامس    الشِفَاءٌ وَالرَحْمَةٌ
  • المثنى السادس    الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ
  • المثنى السابع      الهُدًى وَالشِفَاءٌ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
في قول الله  بسم الله  الرحمن الرحيم .. لماذا جاءت بسم بدون الألف باسم ؟!!!
وفي قول الله  باسم ربك .. لماذا جاءت بالألف وليس برسم .. بسم .. ؟!!!
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
فقد احتج الملحدون ، ومن أرادوا التشكيك في القرءان ، وقالوا أن القرءان فيه (بسم الله  الرحمن الرحيم) بها خطأ إملائي كون لفظ (بسم) ليس به حرف الألف ، في حين عندما قال الله  تعالى اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ (1)  سورة العلق 1  .. جاءت بالألف ، فقالوا أن هناك خطأ إملائي ونقصان يجب تصحيحه
ويجب أن نتعلم ونعلم أن الله  تعالى هو من علمنا اللغة وأعطانا السمع والبصر والفؤاد ، وما نتعجب منه أن حتى علماء المسلمين عكفوا على فهم خاطئ ألا وهو أن اللغة العربية هي لغة القرءان وقواعدها قواعده ، وهذا لشيء عجيب ، فكيف للتلميذ أن يكون قاعدة لأستاذه ، وكيف يكون الأدنى مقياساً للأرقى ولله المثل الأعلى ، فصياغة الله غير خاضعة إلى لغة بل اللغة هي التي يجب أن تخضع إليه بكل قواعدها النحوية والبلاغية وإذا وِجد اختلاف فيكون العلة في القاعدة البشرية  ، فمن خلال فهمهم الخاطئ فتحوا باباً لمن أراد هجاء القرءان بأن يقول أن هناك أخطاء نحوية وإملائية وإنشائية بل يتمادوا بقولهم أنه قول بشر ، فلم يعوا أن القرءان هو الحاكم والمهيمن على اللغة وكونه عربياً ليس معناه أنه لغة عربية ، فاللغة العربية منسوبة للعربي كونها اللغة السائدة في بيئة من يسمونهم عرب  ، ولكن عندما يصف الله  لسان القرءان بالعربي ليس معناه أن مرجع الصفة لأقوام صفتهم العربي كونهم لا يخبئون في أنفسهم مشاعرهم كاشفين عنها فأصبح وصفهم عرب من جانب معين في سلوكهم فتم أنتساب لغتهم لهذه الصفة التي تعبر عن هذه المشاعر والسلوك  ، ولكن عندما يتكلم الله  ويصف اللسان فهو يرده للمعنى المطلق لكلمة العربي ، والعربي هو الكاشف للظاهر والباطن فيه ، أما الأعرابي فهو المختلط بين ظاهر وباطن ، والذي في قلبه نفاق بالنسبة للإنسان فهو وصف عام للأشياء التي ظاهرها لا يحمل كل ما في  باطنها ، ومن الناحية البشرية لمن لم يتمكن الإيمان من قلبه فكان ظاهره لا يعكس كل ما في باطنه  ، أما الأعجمي هي كلمة لا تعني كما يتداولوا اللغويين أنها غير اللغة العربية ، ولكن تعني المعنى المضاد كلياً لصفة العربي ، أي المختلف بين ظاهره وباطنه كلياً فهي لغة الشيطان وأتباعه وليس اللغات الأجنبية كما يدعون حيث قال تعالى :
- وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّهُمْ يَقُولُونَ إِنَّمَا يُعَلِّمُهُ بَشَرٌ لِسَانُ الَّذِي يُلْحِدُونَ إِلَيْهِ أَعْجَمِيٌّ وَهَذَا لِسَانٌ عَرَبِيٌّ مُبِينٌ (103) سورة النحل 103

لذلك الأعجمي هو كل من أشرك وكفر ونافق وأجرم فكان ضد آيات الله  تعالى العربية المبينة حيث قال تعالى :
- أَوَلَمْ يَكُنْ لَهُمْ آيَةً أَنْ يَعْلَمَهُ عُلَمَاءُ بَنِي إِسْرَائِيلَ (197)  وَلَوْ نَزَّلْنَاهُ عَلَى بَعْضِ الْأَعْجَمِينَ (198)  فَقَرَأَهُ عَلَيْهِمْ مَا كَانُوا بِهِ مُؤْمِنِينَ (199)  كَذَلِكَ سَلَكْنَاهُ فِي قُلُوبِ الْمُجْرِمِينَ (200)  لَا يُؤْمِنُونَ بِهِ حَتَّى يَرَوُا الْعَذَابَ الْأَلِيمَ (201) سورة الشعراء 197 - 201

فالقرءان كونه عربياً فلفظه يحمل المعاني المطلقة ، ليس كما يدعون أنه هناك مبهمات ، ولكن به ما هو مختزن بيانه لعلم لاحق يفيضه الله  علينا على حسب الميقات والمكان لبلوغ الإنسان علم دنيوي يؤهله لفهم ما كان غير قادر على استيعابه من معاني ، فهو مفصل لكل زمان ومكان على حسب حاجته منها ، ولا ينقضي نفعه  كالأعجمي الشيطاني الذي مرده إلى النار ، فالقرءان لن ينفع إلا من كان يريد هذا النفع ، ولن يجليه الله  إلا لمن أراد ورجي جلاءه له ، لذلك قال تعالى :
- وَلَوْ جَعَلْنَاهُ قُرْآنًا أَعْجَمِيًّا لَقَالُوا لَوْلَا فُصِّلَتْ آيَاتُهُ أَأَعْجَمِيٌّ وَعَرَبِيٌّ قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدًى وَشِفَاءٌ وَالَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ فِي آذَانِهِمْ وَقْرٌ وَهُوَ عَلَيْهِمْ عَمًى أُولَئِكَ يُنَادَوْنَ مِنْ مَكَانٍ بَعِيدٍ (44) سورة فصلت 44

مواضع لفظ (بسم) في القرءان الكريم :

جاء لفظ (بسم) أوائل السور جميعها ما عدا سورة التوبة على النحو التالي :
 بِسْمِ الله  الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
إلا أنها جاءت بذات الصورة والرسم في موضعين آخرين في القرءان الكريم بدون الألف أيضاً في قوله تعالى :
- وَقَالَ ارْكَبُوا فِيهَا بِسْمِ الله  مَجْرَاهَا وَمُرْسَاهَا إِنَّ رَبِّي لَغَفُورٌ رَحِيمٌ (41) سورة هود 41
- إِنَّهُ مِنْ سُلَيْمَانَ وَإِنَّهُ بِسْمِ الله  الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (30) سورة النمل 30
أي أن لفظ (بسم) جاء بالقرآن الكريم على هذا الرسم بدون الألف (115) مرة

مواضع لفظ (باسم) في القرءان الكريم  :

جاء لفظ (باسم) بالألف في أربع مواضع بالقرءان الكريم في قوله تعالى :
- فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ (74) سورة الواقعة 74
- فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ (96) سورة الواقعة 96
- فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ (52) سورة الحاقة 52
- اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ (1) سورة العلق 1

وسوف تجد أن لفظ (بسم) جاء مع لفظ الجلالة (الله) ، في حين أن لفظ (باسم) جاء مع كلمة ربك ، وسوف نعرف جانب من الحكمة في حذف الألف في الحالة الأولى والإبقاء عليه في الحالة الثانية ، بل أنهما على الوجه الصحيح كمعنى ودلاله في كلا الموضعين ، فما كان ليضاف الألف في الحالة الأولى ، ولا أن يحذف في الحالة الثانية

 دلالات وخصائص لفظ .. اسم ..
يجب في البداية التعرف على دلالات لفظ (اسم) ، وكلمة المصدر (سمى) ، وهي بلوغ مركز الشيء واستخراج صفة محل التسمية في قالب نعرفه به

 

فما معنى ودلالة الاسم من خلال حروف اللفظ :
.. الألف ..
تأليف  بين ما هو محل التسمية وبين خصائصه وصفاته المختلفة ، فيتم ضبطهم ضبطاً تاماً وتحديدهم وإظهارهم في قالب واحد أو شيء واحد ، وهذا القالب هو الاسم بحيث يؤنس بهذا الاسم الذي يحوي الصفات مجتمعة للشيء محل القياس والتسمية الصحيحة لأقصى درجة من الدقة ، وأدنى عدد من الحروف

.. السين..
يكون الاسم بالغاً ومعبراً عن مركز وعمق خصائص وصفات محل التسمية ، وبه نحقق حركة صفة وخصائص الاسم

 .. الميم ..
 جمع وضم وتداخل كل هذه الصفات والخصائص وحركتهم ووضعهم في قالب واحد هو حروف الاسم التي تشير لملخص الصفات ، جاعلاً لها مقام وميقات ومجال عمل باستدعاء هذا الاسم للعمل في مجاله

من خصائص ودلالات  .. الاسم ..

الاسم : هو تأليف بين التسمية وبين خواص وصفات وحركة ما محل التسمية
الاسم : هو ضبط للصفات والخواص المشتتة والمتفرقة بالشيء  أو الأمر أو الحال محل التسمية 
الاسم : هو قالب واحد يضم ويضبط جميع الصفات والخواص في باطن وظاهر الشيء أو الأمر أو الحال محل التسمية
الاسم : يعبر عن حركة الشيء أو الأمر أو الحال في الساحة التي ينشط فيها خصائصه وصفاته
الاسم : هو ملخص الصفات والخواص التي يحملها الشيء أو الأمر أو الحالة محل التسمية
الاسم : أكثر تعبيراً عن مركز الصفات والخواص للشيء أو الأمر أو الحالة محل التسمية
الاسم : الإنسان يؤنس ويأتلف مع الأسماء التي تعبر عن مركز صفات وخواص الشيء أو الأمر أو الحالة محل التسمية

فلكل اسم معنى مطلق في عالم الأمر ، وفي عالم الخلق له معنى دنيوي محدود نطاقه قدرة استيعابنا لمعانيه ، فمثلاً الزيتون اسم لمادة دنيوية تحمل خصائص وصفات مركزية أنطقنا الله  باسم يحمل خصائصها ، من حيث أن بها أنقى وأكبر طاقة في زيتها الذي نستخرجه من مركزها إذا ما قورنت بباقي الزيوت ، إلا أنها إذا جاءت في القرءان الكريم فذات الخصائص المركزية بمعناها المطلق الذي قد لا ندركه عند تنزيل القرءان ، ففي القرءان الكريم جاء ذكر الزيتونة التي هي لا شرقية ولا غربية ، وبالطبع لا تشير الآية لذات الزيتونة التي بين أيدينا في عالم الخلق ، ولكن من حيث خصائص وصفات النقاء وكمية الطاقة ومركزيتها وتركيزها ، وبالتالي يسري نفس الأمر على التين والزيتون حين يأتي ذكرهما ، فهما يحملان مركز الصفة والخاصية في الدنيا وكذلك لهما معنى مطلق لشيء ما في سياق الآيات يمكن تدبرها فيها إشارة لعمليات تتم في جسم الإنسان الذي تتكلم عنه الآيات


إذن عندما يقول الله  تعالى لعبده :
اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ (1) سورة العلق 1
فهذا العبد يحتاج لحرف الألف ، من حيث كونه يحتاج أولاً قبل أن يقرأ القرءان أن يتآلف مع أسماء الله  تعالى وصفاتها وبين أمور الشخص المشتتة والمتفرقة داخل نفسه ومشاغله في الدنيا ، واستحضار نفسه لكي يجعله الله  قادراً على حسن تسبيحه أو قراءة قرءانه ،أو أي مجال يتوجه فيه لله ليكون عمله في مركز تركيزه  ، وهنا الله  تعالى هو مصدر العطاء بعد طلب ورجاء

أما عندما يأتي العبد بعد أن ينتهي من الطلب والرجاء واستعاذة من الشيطان والتخلص من كل ما في نفسه من اضطراب ، ويُفرِغ كل طاقته السلبية وينجح في تأليف أموره وأحواله ليبدأ قراءة القرءان ، فهنا يتكلم الله  تعالى في كتابه فالقرءان ذاته مضبوط ضبطاً تاماً لا يحتاج لضبط أموره وأحواله ولا يحتاج أن يبلغ مركز المعنى والدلالة ففيه يمكث هذا الغمق قي المعنى والدلالة ويعطينا الله منه هبات وعطايا اسمه مباشرةً (الله  الرحمن الرحيم) ، كي يكون القرءان في مركز تركيز قارئه وعمق نفسه مسيطراً عليه ليتمكن به بلوغ نطاقات من المعرفة متعددة من خلال القالب الذي بين يديه (الكتاب وما به من قول بلسان عربي)  ، ليبلغ من خلال عطايا الله  له معنى كائن بذات الله  فيبلغ من خلاله مقام إيماني وعلمي أعلى ومعرفة بالله ، فالله  تعالى لا يحتاج لتأليف بين أمور وأحوال لذاته لكي يهب لنا عطايا اسمه (الله الرحمن الرحيم) ، فهو الواحد الأحد الفرد الصمد ، فكان لزاماً أن لا يكون لفظ (بسم) هنا به حرف الألف التي يحتاجها المخلوق دون الخالق
فالله  تعالى يعطي لنا فضل القرءان الضابط له ولا يحتاج لمن يضبطه ، فجاءت في صورة (بسم الله الرحمن الرحيم)  ، أما نحن الطلاب لهبته وعطاياه فنحتاج الألف لتأليف أنفسنا واستجماع شتاتها كي نستحق مناجاته وتلقي عطاياه فنحن من نحتاج إليه وهو لا يحتاج لأحد .. 
فالله  تعالى هو الحق المطلق هو الذي يجعل قلوبنا تتآلف مع القرءان المضبوط والتي تآلفت آيته بالضبط الإلهي المطلق 
خصائص أسماء الله  تعالى بوجه عام  ؟!!!
أسماء الله  تعالى هي أنظمة أنعم الله  تعالى ،علينا بها كي ندعوه بها ، حيث قال تعالى :
- وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا وَذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَائِهِ سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (180) سورة الأَعراف 180

والدعوة هنا المقصود بها من حيث مناجاة الله  بها وإثباتها لله تعالى من خلال العمل بها ، ويكون سلوك المؤمن متوائماً معها ويتصف بصفاتها وإثبات هذا الفضل لله تعالى ، وتأمل عملها في الدنيا وكيفية حركتها كقوانين وأنظمة مُسَّخرة لاستمرار الحياة على الأرض ، فهي ليست مجرد أسماء نرددها

أسماء الله  تعالى هي بمثابة أنظمة يتم بها إدارة الكون :

فكل صفة من صفات أسماء الله  قانوناً ونظاماً يعمل في مخلوقاته ، فسمعك وبصرك المادي وغير المادي كان نتيجة لهذه القوانين التي وضعها الله  تعالى لتعمل في الدنيا ، فحتى التليفون المحمول الذي بين يديك ما كان يمكن للإنسان أن يصل إلى فكرته وأن يعطيه القدرة على تصنيعه من مادة الكون إلا من خلال القوانين التي وضعها الله  وهي أسماءه ، وأنظمة إدارة الكون الأخرى مثل نظام الحمد ، فلو تأملنا هذا المحمول التي تصفه بالذكاء الاصطناعي كونه متطوراً فمجال عمله جاء نتيجة لهذه الأسماء ، فهو نتاج قوانين مثل :
  • السميع .. فكانت بها صفة السمع وناقلة لك صوت المتكلم والعكس
  • البصير .. فكانت بها صفة البصر بأنك تُبصِر من خلالها صورة المتكلم والعكس
  • المصور .. فكانت بها صفة التصوير
  • الحسيب .. فكانت بها صفة الحساب وبه أله حاسبة
وغيرها من صفات الأسماء ، فكما سخر لنا الله  تلك الآلة ووضع فيها قوانينه لنا أن ندعوه بهذه الأسماء ، ونعمل بها في حياتنا كي يسخرها الله  لنا في عملنا وحركة حياتنا وكل ما حولنا من زينة لنا في الدنيا

قانون الله الأعظم  :
فإن فوق كل الأنظمة التي وضعها الله  تعالى والقوانين التي جعلها في عالم المادة والتي من ضمنها أسماء الله  تعالى  ، قانون الله  الأعظم (لا إله إلا الله ) ، فما دونه مما خلق من كل شيء زوجين كلاهما يكملن بعضهما البعض في حركة الحياة وما كان أحداً ليتفرد بذاته ويتأله على الآخر أو يتفاضل ، وإذا حدث وحاول أحدهم تأليه صفة على زوجها حدث إخلال بالتوازن وفساد وانقلبت الأحول ، فحتى لو حاول الرجل الاستغناء عن المرأة في حياته أو العكس حدث خللاً وظل الإنسان ناقصاً زوجه وأداة توازنه ، وهكذا في كل أنواع الأزواج التي خلقها الله  تعالى

والشيطان هو أول من تفاضل بمادة خلقه على آدم ، فكانت مادة خلقه هي سبب غوايته ، وكان الشيطان عدو لآدم وذريته ، بأن وسوس لآدم بأن أغواه بهذا التفاضل بأن يكون ملكاً أو يكون من الخالدين ، وسارت سنة إغواءه بني آدم هي أن يغوينهم ويمنيهم بأشياء تجعلهم يتفاضلوا على بعضهم البعض ، فصاروا أديان ومذاهب وشيع وجماعات فأضلهم الشيطان ، بل تفاضلوا فيما بينهم الغني على الفقير والقوي على الضعيف والجميلة على الأقل جمالاً .. الخ

بل زاد الغي بأن تفاضلوا بما صنعوا في النبات والأنعام من إفساد مادة خلقه وتغييرهم لصفات وخصائص خلق الله على وضعه الساجد ، بأن تلاعبوا بالخلية وأفسدوها فكان زيادة حجم البقرة ولبنها بمثابة فتنة لهم ، فأغواهم الشيطان وتفاضلوا على الله  تعالى بإدعائهم أن ما تلاعبوا بخلاياه وما أنتجوه أفضل من خلق الله  ، وهم في حقيقة الأمر أفسدوه وأخرجوه من سجوده لله على الحالة النقية ، فكان الخلل مسبباً للأمراض العضال وفساداً في الأرض فكان نتاجهم يأجوج ومأجوج لتفسد هي الأخرى في الأرض
ما الفرق بين الله  الرحمن الرحيم .. والله  والرحمن والرحيم ؟!!! 

الله الرحمن الرحيم .. هو إسم لله واحد :

فهناك عدد كبير جداً من أسماء الله الحسنى بخلاف المذكورة مفردة ، فعلى سبيل المثال :
لو قلنا ، الله والرحمن والرحيم ، هنا ذكرنا ثلاث أسماء لله كل واحد بهيئته المفردة له نظام ومجال عمل في الدنيا كلف به ملائكته الموكلين بتنفيذ صفات هذا الإسم قي ساحة الخلق ، أما لو قلنا نفس الأسماء بدون فواصل فإننا هنا نكون في مجال عمل ونظام جديد لاسم جديد هو (الله الرحمن الرحيم) مولداً صفات جديدة وقوى جديدة للراجي الطالب لها أن تيسر له أموره وأحواله في طاعة الله ، وبذلك يكون الله  تعالى أعطانا بين أيدينا علماً مترامياً الأطراف يحتاج لمعرفة مجال عمل كل اسم من أسماء الله  ومعانيه ودلالاته ، وأعطانا عدد كبير جداً لا يمكن إحصاءه حيث يمكن ضم العديد من الأسماء في مجال عمل واحد
ما معنى ودلالة اسم جل جلاله .. الله  .. ؟!!!
كلمة المصدر ءاله
- ء - المُؤلف بين أمور وأحوال الخلائق فيجعلها في خلقتها مضبوطة ضبطاً تاماً فيجعلهم في مجموعهم وكأنهم شيئاً واحداً هو الأفضل - ل -  في انتقالهم بين عالم الأمر إلى عالم الخلق وتلاحمهم وتواصلهم بنسيج حركة ساحة الخلق أو في انتقالهم من عالم الخلق إلى عالم الأمر وما بالعالمين – هـ - مهيمناً على كل تلك الأحوال والأمور لتلك الخلائق
ما معنى ودلالة اسم جل جلاله .. الرحمن .. ؟!!!
الرَّحْمَنِ .. رَّ : بعونك اللهم الذي ربطت أمور وأحوال الخلائق بك وتحكمت فيها وبين أطرافها وجعلتها على صلة دائمة بك  .. حْ :  بعلم ملتف ومحيط بجميع الخلائق وبأغوارها وتكوينها  .. مَ :  وجمعتهم وضممتهم في ملكوتك وعالمهم  رغم إختلاف أجناسهم وطبيعة خلقتهم وأحوالهم التي تبدو في ظاهرها مشتتة قألفت بينهم في حركتهم وكأنهم  في قالب واحد في مقام وساحة ومجال له مكان وميقات محل هذا الجمع سواء في الحياة الدنيا قالبها السموات والأرض وما بينهما وما تحت الثرى .. أو الآخرة ومجالها ومكانها وميقاتها .. نِ : فخلق كل نوع من الخلائق نقياً وأخرجت من مادتهم وذريتهم وسلالتهم بنسبة مقدرة تقديراً دقيقاً فأوجدت لها الصلة والصلوات الدائمة بينها وبينك نقية بلا اختلاط مع ندها قائمة بواجباتها التي سخرتها لها في وضع الإسكان والتحريك (الجماد والمتحرك وما بينهما)
ما معنى ودلالة اسم جل جلاله .. الرحيم .. ؟!!!
الرَّحِيمِ .. رَّ : وبعونك اللهم الذي ربطت أمور وأحوال الخلائق وجعلتها أطواراً محكمة وتحكمت في هذه الأطوار وبين أطرافها وجعلتها على صلة دائمة بك في هندسة كونية محكمة  .. حْ :  بعلم ملتف ومحيط بجميع الخلائق وبأغوارها وتكوينها وحاجتها لأطوارها سواء أطوار الدنيا أو الآخرة  .. ي: بإخراج كل طور من طور آخر يسبقه دون عودة للطور السابق فكل طور مرحلة تغيير في الطور الذي يسبقه ويحل محله فيكون الطور الجديد أكثر وضوحاً وأنشط .. مَ :  وجمعت هذه الأطوار مثل أطوار الجنين في الرحم وأطوار الإنسان طفل ثم شاب ثم رجل ثم شيخ بل أطوار الخلايا داخل الجسم طور من بعد طور وضممت تلك الأطوار في عالمها لكل المخلوقات رغم إختلاف أجناسهم وطبيعة خلقتهم وأحوالهم في أطوار تبدو في ظاهرها مشتتة فألفت بينهم في حركتهم وكأنهم  في قالب واحد في مقام وساحة ومجال له مكان وميقات محل هذا الجمع سواء في الحياة الدنيا قالبها السموات والأرض وما بينهما وما تحت الثرى .. أو الآخرة ومجالها ومكانها وميقاتها حيث قال تعالى
{ وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنْ سُلَالَةٍ مِنْ طِينٍ (12) ثُمَّ جَعَلْنَاهُ نُطْفَةً فِي قَرَارٍ مَكِينٍ (13) ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظَامًا فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْمًا ثُمَّ أَنْشَأْنَاهُ خَلْقًا آخَرَ فَتَبَارَكَ اللهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ (14) ثُمَّ إِنَّكُمْ بَعْدَ ذَلِكَ لَمَيِّتُونَ (15) ثُمَّ إِنَّكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ تُبْعَثُونَ (16) } (سورة المؤمنون 12 - 16)
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
تأويل قوله تعالى :
{ بِسْمِ الله الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (1) } (سورة الفاتحة 1)
اسم الله  تعالى ، الله والرحمن والرحيم ، كل منهم على حدة معنى ودلالة وصفات وخصائص بدعوانا لله بها يمكننا من خلالها بقوة هذه الخصائص والصفات ، فإذا تم دمج عدد من الأسماء بدون حرف الواو يصبحوا في مجموعهم اسم آخر له معنى وخصائص قوة أخرى تدعم وتكون في عون راجيها
فاسم جل جلاله .. الله الرحمن الرحيم يحوي شروط تنزيل الأمر وآلية تنفيذه وتواصل المؤمن مع هذا الأمر الإلهي والوصول إلى الدليل والبرهان .. فبداية من بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ .. هي خطوات الوصول إلى الهداية للطريق المستقيم

بِسْمِ .. بِ : الله تعالى الذي أنزل وأظهر لخلقه الأمر الإلهي والدليل والبرهان والكتاب والقرءان الكريم وتنزيله من ساحة الأمر إلى ساحة الخلق ويظهر في محيط الخلق للانتقال من الباطل إلى الحق والذي أنعم على عبده من خلال طلب ورجاء العبد بالاستعانة بعون اسم الله  تعالى الله الرحمن الرحيم .. سْ : لبلوغ مركز وعمق وخصائص وصفات ودلالات القرءان الكريم ومعانيه وفضله ومسه بدعم اسم جل جلاله الله الرحمن الرحيم .. مِ : الله تعالى الذي جمع وضم في الأمر الإلهي والقرءان الكريم وسوره وآياته وجعلهم في قالب واحد لهم مقام ومكان وميقات لتنفيذ الأمر الإلهي ليستخرج المؤمن من معانيه ودلالاته ليجمعه ويضمه المؤمن في قلبه وفي حياته فيصير المؤمن هو الآخر والأمر الإلهي في قالب واحد محل تنفيذه في كل خطوة في حركة حياته وليجعل الأمر الإلهي والسعي في الدنيا كأنهما شيئاً واحداً هو الأفضل مهيمناً بهذه الأوامر الإلهية على كل أموره وأحواله التي يسعى إليها في الدنيا بالاستعانة باسم وتقدير وشروط وخصائص اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
فلك الطلب والرجاء والاستعانة أن تُظهر لنا الدليل والبرهان  من كتابك وانقلنا به من الباطل إلى الحق بعونك لنبلغ مركز وعمق دلالات معانيه وضمه لقلوبنا لتنفيذ أمرك في كل خطوة من خطوات حياتنا واجعل أمرك مهيمنة على كل أمورنا وأحوالنا وأعنا بفضل خصائص وصفات اسمك الله الرحمن الرحيم
الله الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ .. ء : الله المُؤلف بين أمور وأحوال الخلائق الذي جعلتها في خلقتها مضبوطة ضبطاً تاماً فجعلتهم في مجموعهم وحركتهم وكأنهم شيئاً واحداً هو الأفضل   ..  ل :  وفي انتقالهم بين عالم الأمر إلى عالم الخلق وتلاحمهم وتواصلهم بنسيج حركة ساحة الخلق أو في انتقالهم من عالم الخلق إلى عالم الأمر أو انتقالهم من طور إلى طور ومن  نطاق إلى نطاق في الدنيا وفي كل حركة وسكون في انضباط تام ونظام بلا أي خلل  .. هـ :  ومهيمناً على كل تلك الأحوال والأمور لتلك الخلائق
ألف أمورنا وأحوالنا مع أوامرك بكتابك وقرءانك وآياتك واجعل أمورنا منضبطة معهم لصلاح حياتنا وانضباطها .. في كل انتقال في أطوار حياتنا في سكوننا وحركتنا لنصل بخير بحركتنا الدنيوية إلى خير الآخرة .. وأجعل أوامرك مهيمنة على أمورنا وأحوالنا وعلى قلوبنا
الرَّحْمَنِ .. رَّ : بعونك اللهم الذي ربطت أمور وأحوال الخلائق بك وتحكمت فيها وبين أطرافها وجعلتها على صلة دائمة بك  .. حْ :  بعلم ملتف ومحيط بجميع الخلائق وبأغوارها وتكوينها  .. مَ :  وجمعتهم وضممتهم في ملكوتك وعالمهم  رغم إختلاف أجناسهم وطبيعة خلقتهم وأحوالهم التي تبدو في ظاهرها مشتتة فألفت بينهم في حركتهم وكأنهم  في قالب واحد في مقام وساحة ومجال له مكان وميقات محل هذا الجمع سواء في الحياة الدنيا قالبها السموات والأرض وما بينهما وما تحت الثرى .. أو الآخرة ومجالها ومكانها وميقاتها .. نِ : فخلق كل نوع من الخلائق نقياً وأخرجت من مادتهم وذريتهم وسلالتهم بنسبة مقدرة تقديراً دقيقاً فأوجدت لها الصلة والصلوات الدائمة بينها وبينك نقية بلا اختلاط مع ندها قائمة بواجباتها التي سخرتها لها في وضع الإسكان والتحريك (الجماد والمتحرك وما بينهما)
فبعونك وحسن عبادتك أربط أمورنا وأحوالنا بك وبقرءانك وتحكم فيها وبأطرافها في صالح العمل  واجعلنا على صلة دائمة بك وبقرءانك .. واجعلنا بالغين المعرفة بحكمة خلقنا وميزان خِلقتنا ومعاني ودلالات قرءانك ..  واجمعنا في ملكوتك على طاعة أمرك وما جاء من أوامر بهذا القرءان..  واجعل نفوسنا نقية ونقاء ذريتنا على صلة دائمة بقرءانك في كل عمل وفعل محافظين على الصلوات بكلماتك في كل عمل وفعل على مدار حياتنا والصلاة الوسطى (المقامة) بلا اختلاط مع أي صلة بالشيطان
الرَّحِيمِ .. رَّ : وبعونك اللهم الذي ربطت أمور وأحوال الخلائق وجعلتها أطواراً محكمة وتحكمت في هذه الأطوار وبين أطرافها وجعلتها على صلة دائمة بك في هندسة كونية محكمة  .. حْ :  بعلم ملتف ومحيط بجميع الخلائق وبأغوارها وتكوينها وحاجتها لأطوارها سواء أطوار الدنيا أو الآخرة  .. ي: بإخراج كل طور من طور آخر يسبقه دون عودة للطور السابق فكل طور مرحلة تغيير في الطور الذي يسبقه ويحل محله فيكون الطور الجديد أكثر وضوحاً وأنشط .. مَ :  وجمعت هذه الأطوار مثل أطوار الجنين في الرحم وأطوار الإنسان طفل ثم شاب ثم رجل ثم شيخ بل أطوار الخلايا داخل الجسم طور من بعد طور وضممت تلك الأطوار في عالمها لكل المخلوقات رغم إختلاف أجناسهم وطبيعة خلقتهم وأحوالهم في أطوار تبدو في ظاهرها مشتتة فألفت بينهم في حركتهم وكأنهم  في قالب واحد في مقام وساحة ومجال له مكان وميقات محل هذا الجمع سواء في الحياة الدنيا قالبها السموات والأرض وما بينهما وما تحت الثرى .. أو الآخرة ومجالها ومكانها وميقاتها حيث قال تعالى
{ وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنْ سُلَالَةٍ مِنْ طِينٍ (12) ثُمَّ جَعَلْنَاهُ نُطْفَةً فِي قَرَارٍ مَكِينٍ (13) ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظَامًا فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْمًا ثُمَّ أَنْشَأْنَاهُ خَلْقًا آخَرَ فَتَبَارَكَ اللهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ (14) ثُمَّ إِنَّكُمْ بَعْدَ ذَلِكَ لَمَيِّتُونَ (15) ثُمَّ إِنَّكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ تُبْعَثُونَ (16) } (سورة المؤمنون 12 - 16)
فبعونك وحسن عبادتك أربط أمورنا وأحوالنا بك وبقرءانك واجعل فهمنا وتكليفنا وابتلاءنا متدرجاً بقدر بلوغنا لأعماق دليلك وبرهانك بقرءانك وبلوغه قلوبنا وتحكم فيها وبأطرافها في صالح العمل  .. واجعلنا بالغين المعرفة بحكمة خلقنا وميزان خِلقتنا ومعاني ودلالات قرءانك في كل طور في حياتنا بقدر حاجتنا منه..  واخرج لنا منه الدليل والبرهان بقدر حاجتنا لزماننا ومكاننا يما يجمع قلوبنا وعملنا على طاعة أمرك وما جاء من أوامر بهذا القرءان ..  واجمع أطوار فهمنا ووعينا لدليلك وبرهانك مع أطوار حياتنا على الطاعة في جميع أحوالنا  
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
تأويل قوله تعالى :
}الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (2) } (سورة الفاتحة 2(

النظام الإلهي الحمد ؟!!!

إن نظام الحمد الإلهي هو بمثابة الزوج المقابل لنظام الأمر الإلهي فالحمد لله والأمر لله فكلاهما لله كما أن أسماء الله  تعالى بمثابة أنظمة وقوانين إدارة هذا الكون ، إلا أن نظام الحمد يأتي فوق علم الملائكة المكلفين بتنفيذ الأمر الدنيوي من حاملي التكليفات بخدمة الإنسان والسجود لآدم
فإن سجود الملائكة لآدم من حيث خضوعهم لأمر الله  لهم بأن يكونوا في خدمة آدم من بدايته في الدنيا إلى نهايته فيها كان يشمل الأوامر المعلومة لهم والمكلفين بها طبقاً لما هو بأم الكتاب والذي سطره القلم والذي به كل شاردة وواردة في هذا الكون طبقاً لما قدره الله
فإن كل نظام من هذه الأنظمة الإلهية جعل الله  عليها ملائكة تقوم بتنفيذ هذه الأوامر الإلهية فما أن يدعو الإنسان بطلب ورجاء بأحد أسماءه أو بحمده وتسبيحه فقبول الطلب والرجاء بتسخير الملائكة في تلك الأنظمة والأوامر الإلهية لهذا الطالب المقبول دعوته بإتمام حاجته
إلا أن نظام الحمد بمثابة جزء من العلم الإلهي الكائن بذاته والذي يتم تكليف ملائكة نظام الحمد الذي لم يطلع عليه الملائكة المكلفين بالأوامر الدنيوية وليس مسطوراً لهم لتنفيذها بمقدار علمهم ، ولعل ليلة القدر بمثابة أحد تطبيقات نظام الحمد ، حيث قال تعالى :

}لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ (3) تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ (4) سَلَامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ (5) } (سورة القدر 3 -5)

حيث تتنزل الملائكة الموكلين بنظام الحمد لتحقيق رجاء الطالب والروح فيها ، وتبديل الأمر المكلف به الملائكة الموكلين بخدمة الطالب الراجي فيغيروا من خلال تلك الروح طاقة الراجي ولروحه والأوامر المختزنة في خلاياه الجسدية وذلك بعد أن طهر النفس واستعد لاستقبال المنحة الإلهية وتحقيق طلبه وتغيير الأمر السابق
ولفهم خصائص ومعاني ودلالات نظام الحمد من خلال حروف كلمة المصدر .. حمد ..
-    الحاء : إحاطة بعلم ملتف ومحيط بالطالب الراجي ويعلم أغوار طلبه ورجاءه وعلم محيط بأغوار حاجة المجتمع
-   الميم : هذا العلم يتم جمعه وضمه  بأمر الله في قالب واحد (ملائكة .. رسل .. أنبياء .. الخ) ذو مقام لتنفيذ الأمر الإلهي في مكان وميقات محل تنفيذ الأمر 
-   الدال : ويكون حركتهم في تنفيذ الأمر الإلهي وقصدهم في تنفيذ الحمد بدليل وبرهان وكتاب إلهي بإذن من الله  وأمره
فكان رسولنا محمد صلى الله  عليه وسلم من ضمن نظام الحمد الذي رزقنا الله   ذو مقام الرسول لتنفيذ الأمر الإلهي في مكان وميقات محل تنفيذ الأمر  وكان دليله وبرهانه القرءان الكريم بصياغة إلهية تحوي الحق المطلق وأوامره

لماذا بشر عيسى عليه السلام قومه بأحمد وليس محمد ؟!!!

فالاسم في القرءان الكريم يحمل مركز وعمق خصائص المسمى به .. فكان رسولنا مركز وعمق خصائص دعوته ورسالته جزء من نظام الحمد الإلهي لإنقاذ البشرية من خلال إحاطة الله تعالى بعلم ملتف ومحيط بأغوار حاجة المجتمع هذا العلم تم جمعه وضمه  بأمر الله في قالب واحد من خلال الرسول فيما يعرف بالكتاب (القرءان الكريم) ذو مقام لتنفيذ الأمر الإلهي في مكان وميقات محل تنفيذ الأمر فكانت حركته في الدنيا تنفيذً للأمر الإلهي وقصده في تنفيذ الحمد بدليل وبرهان وكتاب إلهي بإذن من الله  وأمره فكان رسولنا محمد صلى الله عليه وسلم من ضمن نظام الحمد الذي رزقنا الله   ذو مقام (رسول من عند الله حاملاً لرسالة وكتاب مبين) لتنفيذ الأمر الإلهي في مكان وميقات محل تنفيذ الأمر وكان دليله وبرهانه القرءان الكريم بصياغة إلهية تحوي الحق المطلق وأوامره

فكان اسمه أحمد : حين كان رسولنا في علم الله الكائن بذات الله وكان حرف الألف المضاف إلى كلمة حمد من خلال دلالة وخصائص الحرف بمثابة تأليف أمور الخلق وأحوالهم وضبط تلك الأمور لاستقبال حمد الله الذي قدره لنا فكان في وضع التبشير به على لسان عيسى عليه السلام  اسمه أحمد وتأليف الأمور له وضبطها لإستقبال الرسالة

لماذا أصبح اسم رسولنا محمد وليس أحمد كما بشر عيسى عليه السلام ؟!!!

كان اسمه محمد : فكان حرف الميم بخصائصه ودلالاته بدلاً من الألف حيث إنتهت عملية تأليف المجتمع وضبطه لاستقبال الرسالة وجاء فعل خصائص الميم ليصبح في قالبه الدنيوي في مقام ومكان وميقات تبليغ دعوته وفي معيته جاء قالب الكتاب بما يحويه من علم الله  المطلق

متى أصبح اسم محمد عليه الصلاة والسلام محمود ؟!!!

أصبح اسمه محمود : حين فارق قالب الجسد عن الدنيا وبقى قالب رسالته (الكتاب)  وتم إضافة الواو لاسم محمد لإضافة خصائص حرف الواو كونه أصبح واصل بين ضدين الدنيا والآخرة حيث رحلت نفسه وبقيت رسالته في الدنيا فيما بيننا فيتوسط بين الدنيا والآخرة بين لا رابط بينهما فظلت صلتنا به محموداً كوسيلة للوصول لغايات الآخرة فكانت الشهادة لا إله إلا الله  محمد رسول الله




فإن الأمر لله والحمد لله والأسماء الحسنى لله

ما معنى ودلالة لفظ الجلالة الله  ؟!!!

كلمة المصدر ءله

- الألف- المُؤلف بين أمور وأحوال الخلائق فيجعلها في خلقتها مضبوطة ضبطاً تاماً فيجعلهم في مجموعهم وكأنهم شيئاً واحداً هو الأفضل - اللام -  في انتقالهم بين عالم الأمر إلى عالم الخلق وتلاحمهم وتواصلهم بنسيج حركة ساحة الخلق أو في انتقالهم من عالم الخلق إلى عالم الأمر وما بالعالمين - الهاء - مهيمناً على كل تلك الأحوال والأمور لتلك الخلائق

ما معنى ودلالة لفظ رب ؟!!!

كلمة المصدر ربب

- ر : المرتبط به تدبير أمور وأحوال ورزق المخلوقات والتحكم بتلك الأمور والأحوال والأرزاق وأطرافها  بدون اتصال مادي – ب - فيرزقهم من خلال إظهار رزق لمخلوق على مخلوق آخر كالزرع على الأرض أو من داخل مخلوق آخر  كالبترول من داخل باطن الأرض أو العسل من داخل بطون النحل فيخرج لمخلوقاته الرزق خارجاً عن محيطه ظاهراً لهم وتحويله من أحوال لنقيضها للاستفادة منها – ب - بإعادة تخليق الرزق في عملية متكررة في أطوار متعددة جعلها لنا في مجموعها كالبئر الذي ما إن نسقى منه استعاد توازنه وارتفاعه السابق قبل إستهلاك جزء من هذا الرزق من الماء داخل البئر طالما أن المجتمع التزم بقوانين الله  تعالى في كونه يلتزم بعدم تعطيل هذا الرزق عن عباد الله ولم يحتكرها أحدهم أو فئة البئر لنفسه  

{ فَكَأَيِّنْ مِنْ قَرْيَةٍ أَهْلَكْنَاهَا وَهِيَ ظَالِمَةٌ فَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَى عُرُوشِهَا وَبِئْرٍ مُعَطَّلَةٍ وَقَصْرٍ مَشِيدٍ (45) أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا أَوْ آذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ (46) } (سورة الحج 45 - 46)


ما معنى ودلالة لفظ العالمين ؟!!!

مصدر الكلمة علم

- ع - أعماق العلم الكائن بذات الله  عن تلك المخلوقات في مختلف الساحات و تدبير أمورهم وأرزاقهم في كل ساحة خلقها من مخلوقات أعلمنا الله  وعلمنا بعض ما خفى منها ولم نكن ندركه من قبل للتأمل والتدبر وساحات ومخلوقات لا نعلمها وخفية عنا – أ- فهي ساحات ومخلوقات مختلفة ومتفرقة في ظاهرها إلا أن أمورها وأحوالها وتدبير أمورها وأرزاقها متآلفة مضبوطة ضبطاً تاماً لأقصى مدى – ل -  متلاحمة متواصلة مع ساحات وجودها ونسيج حركة جميع المخلوقات في عالمها  كل عالم وساحة – م - تم جمع جميع المخلوقات فيها من قالب خلق واحد في عالمه الذي له مقام ومكان وميقات محل وجود تلك المخلوقات في تلك الساحة كمادة الطين في ساحة الأرض والنار في ساحة نسيج حركة الجن أو النور في ساحة نسيج حركة الملائكة - ي -  فيخرج من هذا القالب العديد من المخلوقات داخل هذه الساحة في أطوار مختلفة وأشكال متعددة فيكونوا أمم داخل هذه الساحة – ن - فيكون ناتج كل مخلوق داخل هذه الساحة نقي عن باقي المخلوقات بلا اختلاط متنافراً مع نده من المخلوقات ولكنه نسبة من مادة خلق الساحة التي أوجده الله  فيها

ما معنى ودلالة قول الله  تعالى .. الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ؟!!!

قال تعالى
{ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (2) } (سورة الفاتحة 2)

حَ : المحيط بالعلم الملتف والبالغ أغوار جميع مخلوقاته هو لله.. مْ : فهو الجامع والضام لإجابة طلبهم ورجائهم في قالب واحد ذو مقام ومكان وميقات محل تنفيذ إجابة الحمد .. دُ : بتلبية طلب الراجي من خلال دليل وبرهان إلهي .. لِلَّهِ : بإذن وأمر الله المُؤلف بين أمور وأحوالهم وبين عطائه ويضبطه ضبطاً تاماً فيجعله هو الأفضل في تلاحمه بنسيج حركة مخلوقاته مهيمناً على كل أحواله وأموره موصول به .. رَبِّ : رَ : فجميع المخلوقات ومن بينهم الطالب الراجي لحمد الله مرتبط به في تدبير الله تعالى أمور وأحوال ورزق المخلوقات والتحكم بتلك الأمور والأحوال والأرزاق وأطرافها  بدون اتصال مادي فيرزقهم من خلال .. بِّ : إظهار رزق لمخلوق على مخلوق آخر كالزرع على الأرض أو من داخل مخلوق آخر  كالبترول من داخل باطن الأرض أو العسل من داخل بطون النحل فيخرج لمخلوقاته الرزق خارجاً عن محيطه ظاهراً لهم وتحويله من أحوال لنقيضها للاستفادة منها بإعادة تخليق الرزق في عملية متكررة في أطوار متعددة جعلها لنا في مجموعها كالبئر الذي ما إن نسقى منه استعاد توازنه وارتفاعه السابق قبل إستهلاك جزء من هذا الرزق من الماء داخل البئر طالما أن المجتمع الطالب الراجي التزم بقوانين الله تعالى في كونه يلتزم بعدم تعطيل هذا الرزق عن عباد الله ولم يحتكرها أحدهم أو فئة البئر لنفسه فهذه العطايا تشمل الْعَالَمِينَ : عَ : أعماق العلم الكائن بذات الله عن تلك المخلوقات في مختلف الساحات .. ا :  و تدبير أمورهم وأرزاقهم في كل ساحة خلقها من مخلوقات أعلمنا الله وعلمنا بعض ما خفى منها ولم نكن ندركه من قبل للتأمل والتدبر وساحات ومخلوقات لا نعلمها وخفية عنا فهي ساحات ومخلوقات مختلفة ومتفرقة في ظاهرها إلا أن أمورها وأحوالها وتدبير أمورها وأرزاقها متآلفة مضبوطة ضبطاً تاماً لأقصى مدى متلاحمة متواصلة مع ساحات وجودها .. لَ : متلاحمة ومتآلفة مع نسيج حركة جميع المخلوقات في عالمها  وكل عالم وساحة .. مِ : تم فيها جمع وخروج جميع مخلوقاتها  إليها من قالب خلق واحد في عالمها السابق إلى تلك العالم الجديد الذي له مقام ومكان وميقات محل وجود تلك المخلوقات في تلك الساحة كمادة الطين في ساحة الأرض والنار في ساحة نسيج حركة الجن أو النور في ساحة نسيج حركة الملائكة .. ي : فيخرج من هذا القالب العديد من المخلوقات داخل هذه الساحة في أطوار مختلفة وأشكال متعددة فيكونوا أمم داخل هذه الساحة .. نَ : فيكون ناتج كل مخلوق داخل هذه الساحة نقي عن باقي المخلوقات بلا اختلاط متنافراً مع نده من المخلوقات ولكنه نسبة من مادة خلق الساحة التي أوجده الله  فيها
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قال تعالى :
{ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (3) مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ (4) } (سورة الفاتحة 3 - 4)
ما هو الاختلاف في المعنى والدلالة بين قول الله  تعالى (الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ) في تلك الآية الثالثة في فاتحة الكتاب وبين قول الله  تعالى (الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ) في بداية السور ؟!!!
فكما سبق أن أوضحنا قول الله  تعالى (الله الرحمن الرحيم) هو اسم واحد لله فهناك عدد كبير جداً من أسماء الله الحسنى بخلاف المذكورة مفردة ، فعلى سبيل المثال :
لو قلنا ، الله والرحمن والرحيم ، هنا ذكرنا ثلاث أسماء كل واحد بهيئته المفردة له نظام ومجال عمل في الدنيا وخصائص وصفات، أما لو قلنا نفس الأسماء بدون واو العطف فإننا هنا نكون في مجال عمل ونظام جديد لاسم جديد هو (الله الرحمن الرحيم) ، وبذلك يكون الله  تعالى أعطانا بين أيدينا علماً مترامياً الأطراف يحتاج لمعرفة مجال عمل كل اسم من أسماء الله  ومعانيه ودلالاته ، وأعطانا عدد كبير جداً لا يمكن إحصاءه حيث يمكن ضم العديد من الأسماء في مجال عمل واحد

إذن قول الله  تعالى الرحمن الرحيم اسم لله ذو معنى ودلالة  داخل سياق الآيات فو إثبات الرحمن الرحيم مالك يوم الدين لله
الرَّحْمَنِ .. رَّ : الله الذي ربطت أمور وأحوال الخلائق به وتحكم فيها وبين أطرافها وجعلها على صلة دائمة به  .. حْ :  بعلم ملتف ومحيط بجميع الخلائق وبأغوارها وتكوينها  .. مَ :  وجمعهم وضمهم في ملكوته وعالمهم  رغم إختلاف أجناسهم وطبيعة خلقتهم وأحوالهم التي تبدو في ظاهرها مشتتة فألف بينهم في حركتهم وكأنهم  في قالب واحد في مقام وساحة ومجال له مكان وميقات محل هذا الجمع سواء في الحياة الدنيا قالبها السموات والأرض وما بينهما وما تحت الثرى .. أو الآخرة ومجالها ومكانها وميقاتها .. نِ : فخلق كل نوع من الخلائق نقياً وأخرج من مادتهم وذريتهم وسلالتهم بنسبة مقدرة تقديراً دقيقاً فأوجد لها الصلة والصلوات الدائمة بينها وبينه نقية بلا اختلاط مع ندها قائمة بواجباتها التي سخرها لها في وضع الإسكان والتحريك (الجماد والمتحرك وما بينهما)
الرَّحِيمِ .. رَّ : وبعون الله ربط أمور وأحوال الخلائق وجعلها أطواراً محكمة وتحكمت في هذه الأطوار وبين أطرافها وجعلتها على صلة دائمة بك في هندسة كونية محكمة  .. حْ :  بعلم ملتف ومحيط بجميع الخلائق وبأغوارها وتكوينها وحاجتها لأطوارها سواء أطوار الدنيا أو الآخرة  .. ي: بإخراج كل طور من طور آخر يسبقه دون عودة للطور السابق فكل طور مرحلة تغيير في الطور الذي يسبقه ويحل محله فيكون الطور الجديد أكثر وضوحاً وأنشط .. مَ :  وجمع هذه الأطوار مثل أطوار الجنين في الرحم وأطوار الإنسان طفل ثم شاب ثم رجل ثم شيخ بل أطوار الخلايا داخل الجسم طور من بعد طور وضم تلك الأطوار في عالمها لكل المخلوقات رغم اختلاف أجناسهم وطبيعة خلقتهم وأحوالهم في أطوار تبدو في ظاهرها مشتتة فألف بينهم في حركتهم وكأنهم  في قالب واحد في مقام وساحة ومجال له مكان وميقات محل هذا الجمع سواء في الحياة الدنيا قالبها السموات والأرض وما بينهما وما تحت الثرى .. أو الآخرة ومجالها ومكانها وميقاتها حيث قال تعالى
{ وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنْ سُلَالَةٍ مِنْ طِينٍ (12) ثُمَّ جَعَلْنَاهُ نُطْفَةً فِي قَرَارٍ مَكِينٍ (13) ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظَامًا فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْمًا ثُمَّ أَنْشَأْنَاهُ خَلْقًا آخَرَ فَتَبَارَكَ اللهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ (14) ثُمَّ إِنَّكُمْ بَعْدَ ذَلِكَ لَمَيِّتُونَ (15) ثُمَّ إِنَّكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ تُبْعَثُونَ (16) } (سورة المؤمنون 12 - 16)
مَالِكِ : مَ :  فهو الله  الجامع والباعث لجميع مخلوقاته في قالب مقامه الآخرة ومكان وميقات محل الأمر يوم الدين .. ا : فهو الله  المُؤلف بين أمور وأحوال الخلائق في هذا اليوم فيجعلها في خلقتها وطبيعتها الجديدة في عالم الأمر مضبوطة ضبطاً تاماً فيجعلهم في مجموعهم وكأنهم شيئاً واحداً هو الأفضل بما يتناسب مع انتقالهم بين عالم الخلق إلى عالم الأمر  .. لِ : وتلاحمهم وتواصلهم بنسيج حركة ساحة الأمر أو في انتقالهم من عالم الخلق إلى عالم الأمر وما بين العالمين .. كِ : في إطار ومحتوى ذو سلطان وقوة من تكتل وتآلف وتوافق من خلال قالب يوم الدين وما يحويه من حساب وعقاب وجزاء يمكن به استرجاع تلك المخلوقات التي كانت محتوى عالم الخلق واسترجاع أمورها وأحوالها وعودة بناء تلك الحالة وحسابها على ركوعها فيها أو صدودها
يَوْمِ الدِّينِ  : يَ:  في مرحلة تغيير ما سبق في عالم الخلق ويحل محله أمور جديدة فهو اليوم الأكثر وضوحاً والأنشط  .. وْ : يُجمَع فيه ويوصل ويضم خواص (يوم الدين) داخلية وخارجية ظاهرة وباطنه فيوصل بين ضدين وساحتين مختلفتين فيتوسط ما لا رابط بينهما الحياة الدنيا والحياة الآخرة فهو واصل بين أطراف ووسط بين حدود ووسيلة بين غايات وجامع كل ما يشمل مرحلة التغيير هذه .. مِ : مضموم في قالب واحد له مقام ومكان وميقات محله يوم الدين  .. دِّ : فيه إقامة الدليل والبرهان بقصد الحساب بين الخلائق  لأبعد مدى  .. ي : واستخراج هذا الدليل والبرهان من مصدره (كتاب المخلوق) في مجال التطبيق في الدنيا وتغيير ما سبق من ظلم في ساحة الدنيا  ليحل محله الحق في ساحة الآخرة بهذا الدليل والبرهان على الخلائق .. نِ : فيكون الحساب والجزاء الناتج بهذا الدليل والبرهان نقي ونسبة من كل موصول من الدليل والبرهان الإلهي تقضي على كل ما يختلط بالعمل والفعل والقصد والحركة الدنيوية من ابتغاء لغير وجه الله  فينقي المؤمنين مما دونهم في هذا اليوم ممن عبدوا غير الله  والذي استعان بغير الله  في دنياه من المشركين والمنافقين والكفار
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قال تعالى :
{ إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ (5) } (سورة الفاتحة 5)
الله الرحمن الرحيم مالك يوم الدين  الذي ربط أمور وأحوال الخلائق به وتحكم فيها وبين أطرافها وأحاط بعلم ملتف ومحيط بهم والذي خلق كل نوع من الخلائق نقياً وبنسبة مقدرة تقديراً دقيقاً فأوجد لها الصلة والصلوات بينه وبينها  نقية بلا اختلاط مع أندادها قائمة بواجباتها التي سخرها الله  لها في وضع الإسكان والتحريك والذي  يخرجهم ويبعثهم  في كل مرحلة تغيير سواء من عالم الأمر إلى عالم الخلق أو في داخل العالمين من طور إلى طور يتناسب مع هذا العالم أو المرحلة التي يمر بها دون عودة إلى الأطوار السابقة فجعلهم أطواراً تتناسب مع كل مرحلة
وهو الله الجامع والباعث لجميع مخلوقاته في قالب مقامه الآخرة ومكان وميقات محل الأمر يوم الدين وما يحويه من حساب وعقاب وجزاء وحسابها على ركوعها في الدنيا أو صدودها وإقامة الدليل والبرهان على مخلوقاته  فيكون الحساب والجزاء الناتج بهذا الدليل والبرهان نقي ونسبة من كل موصول من الدليل والبرهان الإلهي تقضي على كل ما يختلط بالعمل والفعل والقصد والحركة الدنيوية من ابتغاء لغير وجه الله  فينقي المؤمنين مما دونهم في هذا اليوم ممن عبدوا غير الله  والذي استعان بغير الله  في دنياه من المشركين والمنافقين والكفار فكان لابد أن يكون إياه نعبد وإياه نستعين
إِيَّاكَ : فمن خلالك يا رب العالمين ولك تأتلف أمورنا وأحوالنا المشتتة والمتفرقة ونضبطها ضبطاً تاما على أفضل حال ونخرجها من حيزها الدنيوي المحدود ونجعل تلك الأمور والأحوال والحركة الدنيوية بكل محتواها كي نعبدك بها ونستعين بها على عبادتك
نَعْبُدُ: نَ - فيكون كل ناتج أفعالنا وأعمالنا وصنعنا الدنيوي منقاة بلا اختلاط مع أي نفاق ون تكون صلوات لله متنافرة مع أي تبعية وأي هدف أو غاية لغير الله   - عْ -   فنصل بأعمالنا وأفعالنا إلى ضبط أمورنا وأحوالنا الدنيوية مع أمر الله  وإلى عمق علم وعمل كان خفياً عنا لم نكن بالغيه من قبل تنقية أعمالنا لله محققين مزيد من ضبط أحوالنا وأمورنا في الدنيا بلوغ غاية الآخرة  - بُفيكون هذا الضبط للأحوال والأمور ظاهراً من داخلنا وعلينا ذو تأثير على محيطنا لنتمكن من خلال تلك العبودية لله من الانتقال من الباطل إلى الحق ومن الشر إلى الخير دُوحركتنا وسعينا في الدنيا لتنقية عملنا لله لا يتم إلا من خلال استعانة دليل وبرهان إلهي (الكتاب) وموصولة بالله من خلال هذا الدليل والبرهان بالكتاب
فكان الوصل والجمع بين العبودية لله والاستعانة به تستوجب أن بالله تعالى:
نَسْتَعِينُ : نَ:  بأن ننقي أنفسنا مما أختلط بها من كل باطل دنيوي وغايات دنيوية محدودة لنستعد للقيام بواجباتنا وعباداتنا وصلاتنا وصلواتنا الدنيوية في كافة مساجد الله  (العبادة والعمل) من غير حاجة لأحد من دون الله  ..  َسْ : وتكون تلك التنقية من خلال لجوء ورجاء وطلب واعتماد على الله بالغ مركز وعمق النفس وطاقتها ومشاعرها ويكون الطالب مسيطراً على شهواته سيطرة تامة باستمرار وإلحاح وسنة يسلكها للتمكن من تلقي العون الإلهي للانتقال من علم وعمل إلى علم وعمل آخر ..  تَ : فيُتِم تنقية نفسه بخير وإتقان وهلاك كل باطل داخل نفسه فيحظى بتنقية النفس من الباطل واللجوء إلى الله فهما المتتامان المتساويان في الوظيفة والمشاركة لتلقي العون .. عِ : فنصل من خلال تلك التنقية والرجاء برزق الله تعالى من حيث بلوغ علم وعمل من عند الله كان خفياً عنا (القرءان والتطبيق) مدركين به عمقا وبصيرة لم نكن ندركها من قبل من خلال تجديد الفهم والتطبيق (قراءة – ترتيل – تلاوة) .. ي : لتخرج لنا منه ما يلزمنا في كل مرحلة تغيير ليكون أكثر وضوحاً لنا   .. ن :  فيكون ناتج العلم والعمل من خلال ما استخرجناه من دليل وبرهان من القرءان الكريم نقي موصول بصاحب القرءان الله تعالى نقي بلا اختلاط متنافراً مع كل باطل وينسفه فيقوم العبد بواجباته من خلال هذا العون من غير حاجة لغير الله تعالى
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قال تعالى :
{ اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ (6) صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ (7) } (سورة الفاتحة 6 - 7)
بعد تنقية النفس والطلب والرجاء من الله أن يمن علينا من خلال الدليل والبرهان (القرءان الكريم) كان الطلب والرجاء
اهْدِنَا .. ا : طلب ورجاء بتأليف أمورهم وأحوالهم الدنيوية المختلفة مع كتاب الله وأوامره وضبط أحوالهم ضبطاً تاماً مع تلك الأوامر الإلهية لأقصى مدى  .. هـْ : فيكون الدليل والبرهان الإلهي مهيمن عليهم وضد كل ما دونه ويحل محل كل باطل هازم لهذا الباطل داخل نفوسهم وفي مجتمعهم مهندساً دائماً .. دِ : لكل حركة وقصد وعمل وفعل بهذا الدليل والبرهان الإلهي القرءان الكريم لأبعد مدى يمكن فهمه منه ووعيه  (الكسرة) .. نَ : ويكون ناتج العلم والعمل في ائتلاف دائم وتوافق ومضبوط ضبطاً تاماً مع  الدليل والبرهان الإلهي بالقرءان نقي موصول بصاحب القرءان الله تعالى نقي بلا اختلاط متنافراً مع كل باطل وينسفه فيقوم العبد بواجباته من خلال هذا العون من غير حاجة لغير دليل وبرهان الله تعالى .. .. ا : وأن يكون الهدى والضبط للأمور والأحوال بدليل وبرهان للمجتمع كله 

الصِّرَاطَ .. صِّ :  طريق الحق من خلال عون الله الذي يمنحنا إياه بتغيير في مركزية وعمق العمق ولب  نفوسنا لفهم ووعي أوامره بكتابه من خلال لجوء ورجاء بكامل استحضار الذهن والفكر والتدبر في طلب المعونة الأمرية  من الله تعالى في كل فعل وعمل لنصل لطمأنينة بأننا سلكنا طريق الحق وعودتنا لدليله وبرهانه في كل حركة وقصد فيكون ناتج الفعل والعمل جلياً صامداً صائباً .. رَ : بربط أمورنا وأحوالنا وأفعالنا بذلك الدليل والبرهان الإلهي القرءاني والتحكم فيها بعيدة عن الشهوات والمطامع الدنيوية  .. ا :   في تآلف وضبط مستمر لكافة أمورنا في نسيج حركة الحياة مضبوطة على هذا الدليل والبرهان (القرءان) لأقصى مدى .. طَ : وتطويع أمورنا وأحوالنا وأفعالنا ومقاصدنا الدنيوية مع أوامر الله تعالى والسيطرة عليها وضبط حركتنا الدنيوية من نطاق إلى آخر في مناحي الحياة على ذات الطريق استعدادا لنطاقات وأحوال أخرى أكثر تفصيلاً  من خلال التمسك بهذا الدليل القرءاني

الْمُسْتَقِيمَ .. مُ : صراط صفته أنه يجمع ويضم كل أوامر الله تعالى في  قالب واحد من كتاب الله تعالى القرءان الكريم في تطبيق كل فعل وعمل في الظاهر والباطن وفي كل مقام ومكان وميقات محل تنفيذ كل أمر إلهي كوسيلة لبلوغ هدف الآخرة  .. سْ : صراط بالغاً مركز وعمق النفس مسيطراً عليها سيطرة تامة في كل موضع من حياتنا على سنة دائمة مع الأمر الإلهي .. تَ : صراط فيه كل فعل وعمل تام لما قبله متآلف معه مضبوط ضبطاً تاماً  بخير وإتقان فيكون الأوامر الإلهية بالقرءان وأفعالنا متتامة ومتساوية في الوظيفة والمشاركة .. قِ : تلك المشاركة بين أمر الله وكلامه من القرءان الكريم وأفعالنا وأمورنا الدنيوية باندماج كلام الله بنفوسنا فتتحول النفس من الباطل إلى الحق فلا يبقى في نفوسنا وأفعالنا من الباطل أثر .. ي : هذا الاندماج باستخراج ووعي وتطبيق والمداومة على التطبيق ما بالقرءان الكريم من معاني ودلالات وأوامر إلهية وبلوغها عمق نفوسنا فتغير ما بنفوسنا من ضلال وظن ووساوس .. مَ : فيجمع في نفوسنا بين الأمر والتطبيق في قالب واحد متآلف مضبوطاً ضبطاً تام في كامل حركة الحياة في كل مكان وميقات محل تنفيذ الأمر

خصائص وصفات الصراط المستقيم :
الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ :  طريق الحق من خلال عون الله
الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ :  يمنحنا إياه الله تعالى بتغيير في مركزية وعمق العمق ولب  نفوسنا لفهم ووعي أوامره بكتابه القرءان الكريم
الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ :  يمنحنا إياه الله تعالى من خلال لجوء ورجاء بكامل استحضار الذهن والفكر والتدبر في طلب المعونة الأمرية  من الله تعالى في كل فعل وعمل
الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ :  نصل من خلاله لطمأنينة بأننا سلكنا طريق الحق من خلال عودتنا الدائمة لدليله وبرهانه القرءان الكريم 
الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ :  يجعل ناتج الفعل والعمل جلياً صامداً صائباً
الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ :  نسلكه بربط أمورنا وأحوالنا وأفعالنا بذلك الدليل والبرهان الإلهي القرءاني والتحكم فيها بعيدة عن الشهوات والمطامع الدنيوية 
الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ :  نتيجته تآلف وضبط مستمر لكافة أمورنا في نسيج حركة الحياة مضبوطة على هذا الدليل والبرهان (القرءان) لأقصى مدى
الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ :  يكون من خلال تطويع أمورنا وأحوالنا وأفعالنا ومقاصدنا الدنيوية مع أوامر الله تعالى والسيطرة عليها
الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ :  يكون من خلال ضبط حركتنا الدنيوية من نطاق إلى آخر في مناحي الحياة على أوامر الله تعالى استعدادا لنطاقات وأحوال أخرى أكثر تفصيلاً  من خلال التمسك بهذا الدليل القرءاني
الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ :  صفته أنه يجمع ويضم كل أوامر الله تعالى في  قالب واحد من كتاب الله تعالى القرءان الكريم في تطبيق كل فعل وعمل في الظاهر والباطن وفي كل مقام ومكان وميقات محل تنفيذ كل أمر إلهي كوسيلة لبلوغ هدف الآخرة 
الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ :  صراط صفته أنه بالغاً مركز وعمق النفس مسيطراً عليها سيطرة تامة في كل موضع من حياتنا على سنة دائمة مع الأمر الإلهي
الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ :  صراط صفته أن كل فعل وعمل تام لما قبله متآلف معه مضبوط ضبطاً تاماً  بخير وإتقان فيكون الأوامر الإلهية بالقرءان
الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ :  صراط صفته أن أفعالنا فيه متتامة ومتساوية في الوظيفة والمشاركة
الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ :  صراط صفته أن المشاركة بين أمر الله من القرءان الكريم وأفعالنا وأمورنا الدنيوية تتم باندماج كلام الله بنفوسنا فتتحول النفس من الباطل إلى الحق فلا يبقى في نفوسنا وأفعالنا من الباطل أثر
الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ :  صراط صفته اندماج الأمر والعمل يتم بعد استخراج ووعي وتطبيق والمداومة على التطبيق ما القرءان الكريم من معاني ودلالات وأوامر إلهية وبلوغها عمق نفوسنا فتغير ما بنفوسنا من ضلال وظن ووساوس
الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ :  صراط صفته أنه يجمع في نفوسنا بين الأمر والتطبيق في قالب واحد متآلف مضبوطاً ضبطاً تام في كامل حركة الحياة في كل مكان وميقات محل تنفيذ الأمر

صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ : صِرَاطَ الَّذِينَ .. أ: تفضلت عليهم بتأليف وضبط قلوبهم وبصيرتهم وأحوالهم وأمورهم مع رسالاتك ودليلك وبرهانك وكتابك وقرءانك ضبطاً تاماً فكانوا هم الأفضل بفضل صراطك المستقيم .. نْ : الذي نقى أنفسهم وجعل ناتج أفعالهم وأعمالهم وحركتهم بنسيج حركة الدنيا نقياً من كل باطل دون حاجة لما هو دونك .. عَ : موصولون بفضل بكشف ما كان خفياً عنهم في كتابك بالغين عمقاً لم يدركوه قبل ولم يكونوا بالغيه إلا بفضلك منحهم الصراط وتأليف أمورهم مع هذا الدليل والبرهان الإلهي مبصرين الحكمة في هذا الصراط .. مْ : فجعلت جميع أمورهم وأحوالهم في الدنيا على هذا الصراط المستقيم في كل مقام ومكان وميقات قي حياتهم الدنيوية .. تَ : متمماً بخير وإتقان وضبط العمل العمل الدنيوي لبلوغ الآخرة .. عَلَيْهِمْ : فأصبحت نعمة كشفها الله لهم وجعلها ظاهرة عليهم متلاحمة بنسيج حركتهم الدنيوية مهيمنة على كل أمورهم في صراط الله المستقيم

غَيْرِ .. غَ : ولا تجعلنا من الذين لم تكشف لهم عن صراطك المستقيم وجعلته محجوباً وغريب عنهم.. يْ : ممن جعلتهم خارجين عن محيط هذا الصراط وغير مبصرين للحكمة في دليلك وبرهانك .. رِ :  ممن ربط أمورهم وأحوالهم بدون اتصال مع هذا الصراط

الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ :  مَ : قالب حياتهم الدنيوية بكل أمورهم فيها وأحوالهم وأفعالهم وأعمالهم على قالب واحد في كل مقام ومكان وميقات .. غْ :  على غير الصراط المستقيم الغير مكشوف لهم والمحجوب والغريب عنهم فهم في طريق الشيطان .. ضُ : الذي يضاد كل أمر إلهي ويُضعف مقومات مجتمعهم ويضيق به صدورهم ويضمر نتيجة أعمالهم الدنيوية ويضرها فيقوموا بمخالفة الطريق المستقيم في المعنى والغرض .. و : جامعين خواص طريق الشيطان ظاهره وباطنه في كل أفعالهم .. بِ : فيكون ظاهراً عليهم إتباعهم طريق الشيطان  ظاهراً من داخلهم خارجاً لمحيطهم على نقيض الصراط المستقيم .. عَلَيْهِمْ : فأصبحت نقمة كشفها الله لهم وجعلها ظاهرة عليهم متلاحمة بنسيج حركتهم الدنيوية مهيمنة على كل أمورهم في طريق الشيطان


وَلَا الضَّالِّينَ :  ولا تجعلنا من .. ضَّ : الذين ضمر وضعف وتضاد فهمهم وتطبيقهم لدليلك وبرهانك (الكتاب) ممن ضيقوه وممن أضروه وممن أضمروه فيقوموا بمخالفة المعنى والدلالة للأمر الإلهي فيخالفوا صراطك المستقيم في المعنى والغرض .. ا .. متآلفين مع هذا الضمور والمخالفة في المعنى والغرض متصورين أن أمورهم منضبطة ضبطاً تاماً مع الصراط المستقيم وأنهم في أقصى درجات الالتزام بالصراط المستقيم .. لِّ .. منجذبين في فهمهم هذا للدليل والبرهان للتلاحم مع شهوات الدنيا في ساحة الخلق  .. ي : خارجين عن صراط الله تعالى المستقيم بذلك الفهم والعمل دون عودة .. نَ : فيكون ناتج عملهم الدنيوي بعيداً كل البعد عن الصراط المستقيم وما به من دليل وبرهان متنافراً معه 

والله أعلى وأعلم



تعليقات