القائمة الرئيسية

الصفحات

قال تعالى :
{ بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (1) } (سورة الفاتحة 1)
في رحلتنا مع هذه الآية الكريمة سوف نتعرض إلى إجابات تلك الأسئلة :
س1 : هل فاتحة الكتاب هي السبع المثاني ؟!!!
س2 : ما معنى ودلالات قول الله تعالى ..القرءان العظيم .. ؟!!!
س3 : ما معنى ودلالة كلمة مثنى ؟!!!
س4 : ما هن السبع المثاني ؟!!!
س5 : في قول الله بسم الله الرحمن الرحيم .. لماذا جاءت بسم بدون الألف باسم ؟!!!
س6 : في قول الله باسم ربك .. لماذا جاءت بالألف وليس برسم .. بسم .. ؟!!!
س7 : خصائص أسماء الله تعالى بوجه عام  ؟!!!
س8 : ما الفرق بين الله الرحمن الرحيم .. والله والرحمن والرحيم ؟!!!
س9 : ما معنى ودلالة اسم جل جلاله .. الله .. ؟!!!
س10 : ما معنى ودلالة اسم جل جلاله .. الرحمن .. ؟!!!
س11 : ما معنى ودلالة اسم جل جلاله .. الرحيم .. ؟!!!
س12 : ما معنى ودلالة قول الله تعالى .. بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ .. في بداية السور ؟!!!
.......................................................
س1 : هل فاتحة الكتاب هي السبع المثاني ؟!!!
قالوا أن فاتحة الكتاب هي السبع المثاني ، وما يليها هو القرءان العظيم ، وقد استندوا في ذلك إلى قوله تعالى :
- وَلَقَدْ آتَيْنَاكَ سَبْعًا مِنَ الْمَثَانِي وَالْقُرْآنَ الْعَظِيمَ (87) سورة الحجر 87
كون أن عدد آياتها سبع آيات ، إلا أن أصحاب هذا الرأي لم يوضحوا أين هذه المثاني التي حوتها الآيات ، فيجب أن يكون في الآيات كل مثنى على حدة بينهما حرف الواو ، الذي يدل على الوصل والمعية لكلاهما ، فأين هذه المثاني ؟!!

وإذا كان الله تعالى أتى رسوله والمسلمين والعالمين سبعاً من المثاني والقرءان العظيم ، فقد أتى رسلاً من قبله ، فقد قال تعالى :
- وَإِذْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَالْفُرْقَانَ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ (53) سورة البقرة 53
o       مثنى ..... الكتاب والفرقان
- وَآتَيْنَاهُ الْإِنْجِيلَ فِيهِ هُدًى وَنُورٌ (46) سورة المائدة 46
o       مثنى ..... هدى ونور في هذا الإنجيل
- وَشَدَدْنَا مُلْكَهُ وَآتَيْنَاهُ الْحِكْمَةَ وَفَصْلَ الْخِطَابِ (20) سورة ص 20
o       مثنى ..... الحكمة وفصل الخطاب
- لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنْزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ (25) سورة الحديد 25
o       مثنى ..... الكتاب والميزان لكل رسول صاحبه كتاب
- أُولَئِكَ الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ (89) سورة الأَنعام 89
o       ثُلاث .....الكتاب والحكم والنبوة
- وَلَقَدْ آتَيْنَا بَنِي إِسْرَائِيلَ الْكِتَابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ (16) سورة الجاثية 16
o       ثُلاث ..... الكتاب والحكم والنبوة
- وَيُعَلِّمُهُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَالتَّوْرَاةَ وَالْإِنْجِيلَ  (48) سورة آل عمران 48
o       رُباع ..... الكتاب والحكمة والتوراة والإنجيل
- وَإِذْ عَلَّمْتُكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَالتَّوْرَاةَ وَالْإِنْجِيلَ (110) سورة المائدة 110
o       رُباع ..... الكتاب والحكمة والتوراة والإنجيل

أي أن الله تعالى أتى وعلم وأنزل مثاني وثُلاث ورُباع ،  وأنزل معهم مثنى الكتاب والميزان لكل من صاحبه كتاب

فما هي السبع المثاني التي هي في جملتها مثنى مع القرءان العظيم ؟!!!!!!!!!!

س2 : ما معنى ودلالات قول الله تعالى ..القرءان العظيم .. ؟!!!
.. القرءان..
هو محتوى الكتاب في حاله مسه المتطهرين حين يبلغوا إلى المعاني والدلالات ويندمج بالقلوب ، ويظهر في السلوك ناتج استخراج المعنى والتطبيق ومداومة الاستخراج للمعنى والتطبيق ، فالقراءة (استخراج المعنى) ، والترتيل (تطبيق هذا المعنى) ، التلاوة (المداومة على مزيد من استخراج المعنى ومداومة التطبيق) لآيات الله وأوامره التي تنزلت من عند الله ، وبه كلمات الله وقوله وصياغته صياغة إلهية بلسان عربي مبين ، فباندماج الشخص والمجتمع معه يتحولا به لكيان واحد ، ويصبح الشخص والمجتمع في حال غير ذات الحال الذي كانا عليه فلا يكون هناك أثر للشخص والمجتمع السابقين قبل أن يعمر القلوب بالقرءان والإيمان ، فيتبدل حاله من حال إلى حال فبعد ما بلغه من علم لا محالة أن يعود لحالته الأولى من الضلال فلا يكون لها أثر ، فيدمغ ويمحق في القلوب كل باطل ويحل محله كل حق ، وهذا يتوقف بالطبع على مقدار وسرعة حركة القرءان في هذه القلوب ومقدار مسهم لمحتوى الكتاب  ، فبه يتم تحكم المؤمن بأحواله وأموره وأطرافها من خلال الحس والبصيرة ، فيُألِّف بين أمورهم وأحوالهم فيضبطها ضبطاً تاماً وتظهر صفاتهم الإيمانية على غيرها من أباطيل فيؤنس به المؤمنين ويصبحوا نسيج واحد ، فتكون صفاتهم النقية الناتجة من تعاليم القرءان وهداية الله تعالى منقاة بلا اختلاط متنافرة مع كل صفة باطلة وينسفها ، وينهي القرءان على غيره من أباطيل لينفرد ويبقى وحيداً متفرداً ، فيقضي على كل ما يختلط به ، فهو علم من عند الله لا يحتاج لغيره ليدعمه أو يكمله 

.. العظيم ..
فصفته العظيم أي  به أعماق علم كان خفياً من قبل ولم يكن يراه  أحد ندرك به عمقاً لم نكن بالغيه ، وبناء على كشفنا منه لما هو خفي عنا سوف يتغير حالة المكتشف حيال ما اكتشفه من علم ، فإما يكون ناظراً غير مطبقاً له ، وإما يكون مبصراً  فيكون ظاهراً في قلب وفؤاد المبصر لآيات القرءان ملازم له ظافراً به حامياً له يحول بينه وبين كل ضد ، فيُخرِج من قلبه كل ضلال وكفر وباطل ، فبإبصاره لآيات القرءان يمر بمرحلة تغيير ما سبق من ضلالات ويحل محلها كل حق ، فتكون تلك الحالة الجديدة هي الأنشط والأكثر وضوحاً في فؤاده وظاهر أمر المؤمن في حركة الحياة  ، فالقرءان تم جمع وضم أشياء وأحوال وأمور شتى تنفع المؤمنين ، فيكون آيات القرءان فيها  هدى وبشرى ، وشفاء ورحمة ، وقد تم وضعها في قالب واحد ، وكتاب به الحكمة والميزان

س3 : ما معنى ودلالة كلمة مثنى ؟!!!
مصدر الكلمة ثني ، فالمثنى هنا تعني :

م : المثنى جمع وضم وتداخل آيات قرآنية ووضعها في قالب واحد لاستخراج معنى ودلالة يحتاجها المؤمنين في  مقام ومكان وميقات لاستنباط الأمر
ث: ففي المثنى الثبات والتثبيت والتوثيق من خلال تلك الآيات على أخرى موجودة فيكثروا ويطوروا ويضاعفوا المعنى والدلالة
ن : فيكون المعنى والدلالة الناتجة منهما هو النقي والحق بلا اختلاط مع الباطل وينسفه وينهي عليه  
ىَ : هذا المثنى في تأليف مستمر لأمورنا وأحوالنا المتفرقة والمختلفة فيضبطهم ضبطاً تاماً فنستخرج منهم ما هو أفضل لمعالجة هذه الأمور والأحوال

س4 : ما هن السبع المثاني ؟!!!
استخراج المثنى الأول من تلك الآيات التي تشرحهما لنا وتبلغنا به ؟!!!!!
طلب هذا المثنى لنا إبراهيم عليه السلام حيث قال تعالى :
- رَبَّنَا وَابْعَثْ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِكَ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُزَكِّيهِمْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ   (129) سورة البقرة 129
وحقق نداءه في قوله تعالى  :
- كَمَا أَرْسَلْنَا فِيكُمْ رَسُولًا مِنْكُمْ يَتْلُو عَلَيْكُمْ آيَاتِنَا وَيُزَكِّيكُمْ وَيُعَلِّمُكُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُعَلِّمُكُمْ مَا لَمْ تَكُونُوا تَعْلَمُونَ (151) سورة البقرة 151
- وَاذْكُرُوا نِعْمَةَ اللهِ عَلَيْكُمْ وَمَا أَنْزَلَ عَلَيْكُمْ مِنَ الْكِتَابِ وَالْحِكْمَةِ يَعِظُكُمْ بِهِ (231) سورة البقرة 231
- لَقَدْ مَنَّ اللهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْ أَنْفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ (164) سورة آل عمران 164
- وَأَنْزَلَ اللهُ عَلَيْكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَكَ مَا لَمْ تَكُنْ تَعْلَمُ وَكَانَ فَضْلُ اللهِ عَلَيْكَ عَظِيمًا (113) سورة النساء 113
- هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ (2) سورة الجمعة 2
إذن المثنى الأول : الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ

استخراج المثنى الثاني من تلك الآيات التي تشرحهما لنا وتبلغنا به ؟!!!!!
قال تعالى :
- اللهُ الَّذِي أَنْزَلَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ وَالْمِيزَانَ وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّ السَّاعَةَ قَرِيبٌ (17) سورة الشورى 17
وهذا المثنى كان أيضاً لكل الرسل بلا استثناء 
- لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنْزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ (25) سورة الحديد 25
إذن المثنى الثاني : الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ

استخراج المثنى الثالث من تلك الآيات التي تشرحهما لنا وتبلغنا بهما :
قال تعالى :
- قُلْ مَنْ كَانَ عَدُوًّا لِجِبْرِيلَ فَإِنَّهُ نَزَّلَهُ عَلَى قَلْبِكَ بِإِذْنِ اللهِ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ وَهُدًى وَبُشْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ (97) سورة البقرة 97
- قُلْ نَزَّلَهُ رُوحُ الْقُدُسِ مِنْ رَبِّكَ بِالْحَقِّ لِيُثَبِّتَ الَّذِينَ آمَنُوا وَهُدًى وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ (102) سورة النحل 102
- طس تِلْكَ آيَاتُ الْقُرْآنِ وَكِتَابٍ مُبِينٍ (1) هُدًى وَبُشْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ (2) سورة النمل 1 - 2
إذن المثنى الثالث : الهُدًى وَالبُشْرَى

استخراج المثنى الرابع من تلك الآيات التي تشرحهما لنا وتبلغنا بهما :
قال تعالى :
- وَلَقَدْ جِئْنَاهُمْ بِكِتَابٍ فَصَّلْنَاهُ عَلَى عِلْمٍ هُدًى وَرَحْمَةً لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ (52) سورة الأَعراف 52
- وَإِذَا لَمْ تَأْتِهِمْ بِآيَةٍ قَالُوا لَوْلَا اجْتَبَيْتَهَا قُلْ إِنَّمَا أَتَّبِعُ مَا يُوحَى إِلَيَّ مِنْ رَبِّي هَذَا بَصَائِرُ مِنْ رَبِّكُمْ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ (203) سورة الأَعراف 203
- يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ (57) سورة يونس 57
- لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِأُولِي الْأَلْبَابِ مَا كَانَ حَدِيثًا يُفْتَرَى وَلَكِنْ تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ كُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ (111) سورة يوسف 111
- وَمَا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ إِلَّا لِتُبَيِّنَ لَهُمُ الَّذِي اخْتَلَفُوا فِيهِ وَهُدًى وَرَحْمَةً لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ (64) سورة النحل 64
- إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَقُصُّ عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَكْثَرَ الَّذِي هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ (76) وَإِنَّهُ لَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ  (77) سورة النمل 76 - 77
- تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْحَكِيمِ (2) هُدًى وَرَحْمَةً لِلْمُحْسِنِينَ (3) سورة لقمان 2 - 3
- ثُمَّ جَعَلْنَاكَ عَلَى شَرِيعَةٍ مِنَ الْأَمْرِ فَاتَّبِعْهَا وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَ الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ (18) إِنَّهُمْ لَنْ يُغْنُوا عَنْكَ مِنَ اللهِ شَيْئًا وَإِنَّ الظَّالِمِينَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَاللهُ وَلِيُّ الْمُتَّقِينَ (19) هَذَا بَصَائِرُ لِلنَّاسِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ (20) سورة الجاثية 18 - 20
إذن المثنى الرابع : الهُدًى وَالرَحْمَةً

استخراج المثنى الخامس من تلك الآية التي تشرحهما لنا وتبلغنا بهما :
قال تعالى :
- وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ وَلَا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلَّا خَسَارًا (82) سورة الإسراء 82
إذن المثنى الخامس : الشِفَاءٌ وَالرَحْمَةٌ

استخراج المثنى السادس من تلك الآيات التي تشرحهما لنا وتبلغنا بهما :
قال تعالى :
- شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَنْ كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (185) سورة البقرة 185
إذن المثنى السادس : الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ

استخراج المثنى السابع من تلك الآيات التي تشرحهما لنا وتبلغنا بهما :
قال تعالى :
- وَلَوْ جَعَلْنَاهُ قُرْآنًا أَعْجَمِيًّا لَقَالُوا لَوْلَا فُصِّلَتْ آيَاتُهُ أَأَعْجَمِيٌّ وَعَرَبِيٌّ قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدًى وَشِفَاءٌ وَالَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ فِي آذَانِهِمْ وَقْرٌ وَهُوَ عَلَيْهِمْ عَمًى أُولَئِكَ يُنَادَوْنَ مِنْ مَكَانٍ بَعِيدٍ (44) سورة فصلت 44
إذن المثنى السابع : الهُدًى وَالشِفَاءٌ

إذن السبع المثاني :

  • المثنى الأول        الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ
  • المثنى الثاني       الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ
  • المثنى الثالث       الهُدًى وَالبُشْرَى
  • المثنى الرابع       الهُدًى وَالرَحْمَةً
  • المثنى الخامس    الشِفَاءٌ وَالرَحْمَةٌ
  • المثنى السادس    الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ
  • المثنى السابع      الهُدًى وَالشِفَاءٌ
س5 : في قول الله بسم الله الرحمن الرحيم .. لماذا جاءت بسم بدون الألف باسم ؟!!!
س6 : في قول الله باسم ربك .. لماذا جاءت بالألف وليس برسم .. بسم .. ؟!!!
فقد احتج الملحدون ، ومن أرادوا التشكيك في القرءان ، وقالوا أن القرءان فيه (بسم الله الرحمن الرحيم) بها خطأ إملائي كون لفظ (بسم) ليس به حرف الألف ، في حين عندما قال الله تعالى اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ (1)  سورة العلق 1  .. جاءت بالألف ، فقالوا أن هناك خطأ إملائي ونقصان يجب تصحيحه

ويجب أن نتعلم ونعلم أن الله تعالى هو من علمنا اللغة وأعطانا السمع والبصر والفؤاد ، وما نتعجب منه أن حتى علماء المسلمين عكفوا على فهم خاطئ ألا وهو أن اللغة العربية هي لغة القرءان وقواعدها قواعده ، وهذا لشيء عجيب ، فكيف للتلميذ أن يكون قاعدة لأستاذه ، وكيف يكون الأدنى مقياساً للأرقى ولله المثل الأعلى ، فصياغة الله غير خاضعة إلى لغة بل اللغة هي التي يجب أن تخضع إليه بكل قواعدها النحوية والبلاغية وإذا وِجد اختلاف فيكون العلة في القاعدة البشرية  ، فمن خلال فهمهم الخاطئ فتحوا باباً لمن أراد هجاء القرءان بأن يقول أن هناك أخطاء نحوية وإملائية وإنشائية بل يتمادوا بقولهم أنه قول بشر ، فلم يعوا أن القرءان هو الحاكم والمهيمن على اللغة وكونه عربياً ليس معناه أنه لغة عربية ، فاللغة العربية منسوبة للعربي كونها اللغة السائدة في بيئة من يسمونهم عرب  ، ولكن عندما يصف الله لسان القرءان بالعربي ليس معناه أن مرجع الصفة لأقوام صفتهم العربي كونهم لا يخبئون في أنفسهم مشاعرهم كاشفين عنها فأصبح وصفهم عرب من جانب معين في سلوكهم فتم أنتساب لغتهم لهذه الصفة التي تعبرعن هذه المشاعر والسلوك  ، ولكن عندما يتكلم الله ويصف اللسان فهو يرده للمعنى المطلق لكلمة العربي ، والعربي هو الكاشف للظاهر والباطن فيه ، أما الأعرابي فهو المختلط بين ظاهر وباطن ، والذي في قلبه نفاق بالنسبة للإنسان فهو وصف عام للأشياء التي ظاهرها لا يحمل كل ما في  باطنها ، ومن الناحية البشرية لمن لم يتمكن الإيمان من قلبه فكان ظاهره لا يعكس كل ما في باطنه  ، أما الأعجمي هي كلمة لا تعني كما يتداولوا اللغويين أنها غير اللغة العربية ، ولكن تعني المعنى المضاد كلياً لصفة العربي ، أي المختلف بين ظاهره وباطنه كلياً فهي لغة الشيطان وأتباعه وليس اللغات الأجنبية كما يدعون حيث قال تعالى :
- وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّهُمْ يَقُولُونَ إِنَّمَا يُعَلِّمُهُ بَشَرٌ لِسَانُ الَّذِي يُلْحِدُونَ إِلَيْهِ أَعْجَمِيٌّ وَهَذَا لِسَانٌ عَرَبِيٌّ مُبِينٌ (103) سورة النحل 103
لذلك الأعجمي هو كل من أشرك وكفر ونافق وأجرم فكان ضد آيات الله تعالى العربية المبينة حيث قال تعالى :
- أَوَلَمْ يَكُنْ لَهُمْ آيَةً أَنْ يَعْلَمَهُ عُلَمَاءُ بَنِي إِسْرَائِيلَ (197)  وَلَوْ نَزَّلْنَاهُ عَلَى بَعْضِ الْأَعْجَمِينَ (198)  فَقَرَأَهُ عَلَيْهِمْ مَا كَانُوا بِهِ مُؤْمِنِينَ (199)  كَذَلِكَ سَلَكْنَاهُ فِي قُلُوبِ الْمُجْرِمِينَ (200)  لَا يُؤْمِنُونَ بِهِ حَتَّى يَرَوُا الْعَذَابَ الْأَلِيمَ (201) سورة الشعراء 197 - 201
فالقرءان كونه عربياً فلفظه يحمل المعاني المطلقة ، ليس كما يدعون أنه هناك مبهمات ، ولكن به ما هو مختزن بيانه لعلم لاحق يفيضه الله علينا على حسب الميقات والمكان لبلوغ الإنسان علم دنيوي يؤهله لفهم ما كان غير قادر على استيعابه من معاني ، فهو مفصل لكل زمان ومكان على حسب حاجته منها ، ولا ينقضي نفعه  كالأعجمي الشيطاني الذي مرده إلى النار ، فالقرءان لن ينفع إلا من كان يريد هذا النفع ، ولن يجليه الله إلا لمن أراد ورجي جلاءه له ، لذلك قال تعالى :
- وَلَوْ جَعَلْنَاهُ قُرْآنًا أَعْجَمِيًّا لَقَالُوا لَوْلَا فُصِّلَتْ آيَاتُهُ أَأَعْجَمِيٌّ وَعَرَبِيٌّ قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدًى وَشِفَاءٌ وَالَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ فِي آذَانِهِمْ وَقْرٌ وَهُوَ عَلَيْهِمْ عَمًى أُولَئِكَ يُنَادَوْنَ مِنْ مَكَانٍ بَعِيدٍ (44) سورة فصلت 44

مواضع لفظ (بسم) في القرءان الكريم :

جاء لفظ (بسم) أوائل السور جميعها ما عدا سورة التوبة على النحو التالي :
 بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
إلا أنها جاءت بذات الصورة والرسم في موضعين آخرين في القرءان الكريم بدون الألف أيضاً في قوله تعالى :
- وَقَالَ ارْكَبُوا فِيهَا بِسْمِ اللهِ مَجْرَاهَا وَمُرْسَاهَا إِنَّ رَبِّي لَغَفُورٌ رَحِيمٌ (41) سورة هود 41
- إِنَّهُ مِنْ سُلَيْمَانَ وَإِنَّهُ بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (30) سورة النمل 30
أي أن لفظ (بسم) جاء بالقرآن الكريم على هذا الرسم بدون الألف (115) مرة

مواضع لفظ (باسم) في القرءان الكريم  :

جاء لفظ (باسم) بالألف في أربع مواضع بالقرءان الكريم في قوله تعالى :
- فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ (74) سورة الواقعة 74
- فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ (96) سورة الواقعة 96
- فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ (52) سورة الحاقة 52
- اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ (1) سورة العلق 1
وسوف تجد أن لفظ (بسم) جاء مع لفظ الجلالة (الله) ، في حين أن لفظ (باسم) جاء مع كلمة ربك ، وسوف نعرف جانب من الحكمة في حذف الألف في الحالة الأولى والإبقاء عليه في الحالة الثانية ، بل أنهما على الوجه الصحيح كمعنى ودلاله في كلا الموضعين ، فما كان ليضاف الألف في الحالة الأولى ، ولا أن يحذف في الحالة الثانية
 دلالات وخصائص لفظ .. اسم ..
يجب في البداية التعرف على دلالات لفظ (اسم) ، وكلمة المصدر (سمى) ، وهي بلوغ مركز الشيء واستخراج صفة محل التسمية في قالب نعرفه به

 

فما معنى ودلالة الاسم من خلال حروف اللفظ :
.. الألف ..
تأليف  بين ما هو محل التسمية وبين خصائصه وصفاته المختلفة ، فيتم ضبطهم ضبطاً تاماً وتحديدهم وإظهارهم في قالب واحد أو شيء واحد ، وهذا القالب هو الاسم بحيث يؤنس بهذا الاسم الذي يحوي الصفات مجتمعة للشيء محل القياس والتسمية الصحيحة لأقصى درجة من الدقة ، وأدنى عدد من الحروف

.. السين..
يكون الاسم بالغاً ومعبراً عن مركز وعمق خصائص وصفات محل التسمية ، وبه نحقق حركة صفة وخصائص الاسم

 .. الميم ..
 جمع وضم وتداخل كل هذه الصفات والخصائص وحركتهم ووضعهم في قالب واحد هو حروف الاسم التي تشير لملخص الصفات ، جاعلاً لها مقام وميقات ومجال عمل باستدعاء هذا الاسم للعمل في مجاله

من خصائص ودلالات  .. الاسم ..

الاسم : هو تأليف بين التسمية وبين خواص وصفات وحركة ما محل التسمية
الاسم : هو ضبط للصفات والخواص المشتتة والمتفرقة بالشيء  أو الأمر أو الحال محل التسمية 
الاسم : هو قالب واحد يضم ويضبط جميع الصفات والخواص في باطن وظاهر الشيء أو الأمر أو الحال محل التسمية
الاسم : يعبر عن حركة الشيء أو الأمر أو الحال في الساحة التي ينشط فيها خصائصه وصفاته
الاسم : هو ملخص الصفات والخواص التي يحملها الشيء أو الأمر أو الحالة محل التسمية
الاسم : أكثر تعبيراً عن مركز الصفات والخواص للشيء أو الأمر أو الحالة محل التسمية
الاسم : الإنسان يؤنس ويأتلف مع الأسماء التي تعبر عن مركز صفات وخواص الشيء أو الأمر أو الحالة محل التسمية

فلكل اسم معنى مطلق في عالم الأمر ، وفي عالم الخلق له معنى دنيوي محدود نطاقه قدرة استيعابنا لمعانيه ، فمثلاً الزيتون اسم لمادة دنيوية تحمل خصائص وصفات مركزية أنطقنا الله باسم يحمل خصائصها ، من حيث أن بها أنقى وأكبر طاقة في زيتها الذي نستخرجه من مركزها إذا ما قورنت بباقي الزيوت ، إلا أنها إذا جاءت في القرءان الكريم فذات الخصائص المركزية بمعناها المطلق الذي قد لا ندركه عند تنزيل القرءان ، ففي القرءان الكريم جاء ذكر الزيتونة التي هي لا شرقية ولا غربية ، وبالطبع لا تشير الآية لذات الزيتونة التي بين أيدينا في عالم الخلق ، ولكن من حيث خصائص وصفات النقاء وكمية الطاقة ومركزيتها وتركيزها ، وبالتالي يسري نفس الأمر على التين والزيتون حين يأتي ذكرهما ، فهما يحملان مركز الصفة والخاصية في الدنيا وكذلك لهما معنى مطلق لشيء ما في سياق الآيات يمكن تدبرها فيها إشارة لعمليات تتم في جسم الإنسان الذي تتكلم عنه الآيات


إذن عندما يقول الله تعالى لعبده :
-  اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ (1) سورة العلق 1
فهذا العبد يحتاج لحرف الألف ، من حيث كونه يحتاج أولاً قبل أن يقرأ القرءان أن يتآلف مع أسماء الله تعالى وصفاتها وبين أموره المشتتة والمتفرقة داخل نفسه ومشاغله في الدنيا ، واستحضار نفسه لكي يجعله الله قادراً على حسن تسبيحه أو قراءة قرءانه ،أو أي مجال يتوجه فيه لله ليكون عمله في مركز تركيزه  ، وهنا الله تعالى هو مصدر العطاء بعد طلب ورجاء

أما عندما يأتي العبد بعد أن ينتهي من الطلب والرجاء واستعاذة من الشيطان والتخلص من كل ما في نفسه من اضطراب ، ويُفرِغ كل طاقته السلبية وينجح في تأليف أموره وأحواله ليبدأ قراءة القرءان ، فهنا يتكلم الله تعالى في كتابه ويعطينا هبات وعطايا اسمه مباشرةً (الله الرحمن الرحيم) ، كي يكون القرءان في مركز تركيز قارئه وعمق نفسه مسيطراً عليه ليتمكن به بلوغ نطاقات من المعرفة متعددة من خلال القالب الذي بين يديه (الكتاب وما به من قول بلسان عربي)  ، ليبلغ من خلال عطايا الله له معنى كائن بذات الله فيبلغ من خلاله مقام إيماني وعلمي أعلى ومعرفة بالله  ، فالله تعالى لا يحتاج لتأليف بين أمور وأحوال لذاته لكي يهب لنا عطايا اسمه (الله الرحمن الرحيم) ، فهو الواحد الأحد الفرد الصمد ، فكان لزاماً أن لا يكون لفظ (بسم) هنا به حرف الألف التي يحتاجها المخلوق دون الخالق
فالله تعالى يعطي لنا فضل اسمه في القرءان ، فجاءت في صورة (بسم الله الرحمن الرحيم)  ، أما نحن الطلاب لهبته وعطاياه فنحتاج الألف لتأليف أنفسنا واستجماع شتاتها كي نستحق مناجاته وتلقي عطاياه فنحن من نحتاج إليه وهو لا يحتاج لأحد .. 
فالله تعالى هو الحق المطلق هو الذي يجعل قلوبنا تتآلف مع القرءان  

س7 : خصائص أسماء الله تعالى بوجه عام  ؟!!!
أسماء الله تعالى هي أنظمة أنعم الله تعالى ،علينا بها كي ندعوه بها ، حيث قال تعالى :
- وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا وَذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَائِهِ سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (180) سورة الأَعراف 180
والدعوة هنا المقصود بها من حيث مناجاة الله بها وإثباتها لله تعالى من خلال العمل بها ، ويكون سلوك المؤمن متوائماً معها ويتصف بصفاتها وإثبات هذا الفضل لله تعالى ، وتأمل عملها في الدنيا وكيفية حركتها كقوانين وأنظمة مسخرة لاستمرار الحياة على الأرض ، فهي ليست مجرد أسماء نرددها

أسماء الله تعالى هي بمثابة أنظمة يتم إدارة بها الكون :

فكل صفة من صفات أسماء الله قانوناً ونظاماً يعمل في مخلوقاته ، فسمعك وبصرك  كان نتيجة لهذه القوانين التي وضعها الله تعالى لتعمل في الدنيا ، فحتى الموبايل المحمول الذي بين يديك ما كان يمكن للإنسان أن يصل إلى فكرته وأن يعطيه القدرة على تصنيعه من مادة الكون إلا من خلال القوانين التي وضعها الله وهي أسماءه ، وأنظمة إدارة الكون الأخرى مثل نظام الحمد ، فلو تأملنا الموبايل التي تصفه بالذكاء الاصطناعي كونه متطوراً فمجال عمله جاء نتيجة لهذه الأسماء ، فهو نتاج قوانين مثل :
  • السميع .. فكانت بها صفة السمع وناقلة لك صوت المتكلم
  • البصير .. فكانت بها صفة البصر بأن ترى من خلالها صورة المتكلم
  • المصور .. فكانت بها صفة التصوير
  • الحسيب .. فكانت بها صفة الحساب وبه آلة حاسبة
وغيرها من صفات الأسماء ، فكما سخر لنا الله تلك الآلة ووضع فيها قوانينه لنا أن ندعوه بهذه الأسماء ، ونعمل بها في حياتنا كي يسخرها الله لنا في عملنا وحركة حياتنا وكل ما حولنا من زينة لنا في الدنيا

قانون الله الأعظم  :
فإن فوق كل الأنظمة التي وضعها الله تعالى والقوانين التي جعلها في عالم المادة والتي من ضمنها أسماء الله تعالى  ، قانون الله الأعظم (لا إله إلا الله) ، فما دونه مما خلق من كل شيء زوجين كلاهما يكملن بعضهما البعض في حركة الحياة وما كان أحداً ليتفرد بذاته ويتأله على الآخر أو يتفاضل ، وإذا حدث وحاول أحدهم تأليه صفة على زوجها حدث إخلال بالتوازن وفساد وانقلبت الأحول ، فحتى لو حاول الرجل الاستغناء عن المرأة في حياته أو العكس حدث خللاً وظل الإنسان ناقصاً زوجه وأداة توازنه ، وهكذا في كل أنواع الأزواج التي خلقها الله تعالى

والشيطان هو أول من تفاضل بمادة خلقه على آدم ، فكانت مادة خلقه هي سبب غوايته ، وكان الشيطان عدو لآدم وذريته ، بأن وسوس لآدم بأن أغواه بهذا التفاضل بأن يكون ملكاً أو يكون من الخالدين ، وسارت سنة إغواءه بني آدم هي أن يغوينهم ويمنيهم بأشياء تجعلهم يتفاضلوا على بعضهم البعض ، فصاروا أديان ومذاهب وشيع وجماعات فأضلهم الشيطان ، بل تفاضلوا فيما بينهم الغني على الفقير والقوي على الضعيف والجميلة على الأقل جمالاً .. الخ

بل زاد الغي بأن تفاضلوا بما صنعوا في النبات والأنعام ، بأن تلاعبوا بالخلية وأفسدوها فكان زيادة حجم البقرة ولبنها بمثابة فتنة لهم ، فأغواهم الشيطان وتفاضلوا على الله تعالى بإدعائهم أن ما تلاعبوا بخلاياه أفضل من خلق الله ، وهم أفسدوه وأخرجوه من سجوده لله على الحالة النقية ، فكان الخلل مسبباً للأمراض العضال

س8 : ما الفرق بين الله الرحمن الرحيم .. والله والرحمن والرحيم ؟!!! 

الله الرحمن الرحيم .. هو إسم لله واحد :

فهناك عدد كبير جداً من أسماء الله الحسنى بخلاف المذكورة مفردة ، فعلى سبيل المثال :
لو قلنا ، الله والرحمن والرحيم ، هنا ذكرنا ثلاث أسماء كل واحد بهيئته المفردة له نظام ومجال عمل في الدنيا ، أما لو قلنا نفس الأسماء بدون واو العطف فإننا هنا نكون في مجال عمل ونظام جديد لاسم جديد هو (الله الرحمن الرحيم) ، وبذلك يكون الله تعالى أعطانا بين أيدينا علماً مترامياً الأطراف يحتاج لمعرفة مجال عمل كل اسم من أسماء الله ومعانيه ودلالاته ، وأعطانا عدد كبير جداً لا يمكن إحصاءه حيث يمكن ضم العديد من الأسماء في مجال عمل واحد

س9 : ما معنى ودلالة اسم جل جلاله .. الله .. ؟!!!
كلمة المصدر ءاله
- الألف- المُؤلف بين أمور وأحوال الخلائق فيجعلها في خلقتها مضبوطة ضبطاً تاماً فيجعلهم في مجموعهم وكأنهم شيئاً واحداً هو الأفضل - اللام -  في انتقالهم بين عالم الأمر إلى عالم الخلق وتلاحمهم وتواصلهم بنسيج حركة ساحة الخلق أو في انتقالهم من عالم الخلق إلى عالم الأمر وما بالعالمين - الهاء - مهيمناً على كل تلك الأحوال والأمور لتلك الخلائق

س10 : ما معنى ودلالة اسم جل جلاله .. الرحمن .. ؟!!!
- الراء – الذي ربط أمور وأحوال الخلائق به وتحكم فيها وبين أطرافها  - الحاء - وأحاط بعلم ملتف ومحيط بهم وبأغوارهم  - الميم-  جامعهم وضامهم في قالب واحد في مقام وساحة ومجال له مكان وميقات محل هذا الجمع سواء في الحياة الدنيا قالبها السموات والأرض وما بينهما وما تحت الثرى .. أو الآخرة ومجالها ومكانها وميقاتها – النون – فخلق كل نوع من الخلائق نقياً وبنسبة مقدرة تقديراً دقيقاً فأوجد لها الصلة والصلوات بينه وبينها  نقية بلا اختلاط مع ندها قائمة بواجباتها التي سخرها الله لها في وضع الإسكان والتحريك (الجماد والمتحرك وما بينهما) 

س11 : ما معنى ودلالة اسم جل جلاله .. الرحيم .. ؟!!!
- الراء – الذي ربط أمور وأحوال الخلائق به وتحكم فيها وبين أطرافها وفي أطوارها المختلفة - الحاء - وأحاط بعلم ملتف ومحيط بهم وبأغوار تطورها – الياء – يخرجهم في كل مرحلة تغيير سواء من عالم الأمر إلى عالم الخلق أو في داخل العالمين من طور إلى طور يتناسب مع هذا العالم أو المرحلة التي يمر بها دون عودة على الطور فجعلهم أطواراً - الميم-  جامعهم وضامهم في قالب واحد في مقام وساحة ومجال له مكان وميقات محل هذا الطور سواء في الحياة الدنيا قالبها السموات والأرض وما بينهما وما تحت الثرى .. أو الآخرة ومجالها ومكانها وميقاتها

س12 : ما معنى ودلالة قول الله تعالى .. بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ .. في بداية السور ؟!!!
فقد قال تعالى :
{ بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (1) } (سورة الفاتحة 1)
وكما أوضحنا أن اسم الله تعالى ، الله والرحمن والرحيم ، كل منهم على حدة معنى ودلالة وصفات وخصائص بدعوانا لله بها يمكننا من خلالها بقوة هذه الخصائص والصفات ، فإذا تم دمج عدد من الأسماء بدون حرف الواو يصبحوا في مجموعهم اسم آخر له معنى وخصائص قوة أخرى تدعم وتكون في عون راجيها

ما معنى ودلالة قول الله تعالى .. بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ .. في بداية السور
طلب ورجاء العبد بالاستعانة وعون اسم الله تعالى الله الرحمن الرحيم ، بأن يبلغ مركز وعمق وخصائص وصفات ودلالات القرءان الكريم ومعانيه وفضله ومسه بدعم اسم جل جلاله الله الرحمن الرحيم ، المُؤلف بين فؤاد القاريء والقرءان الكريم ،  ليضبط من خلال أوامر الله فيه أموره وأحواله وسعيه الدنيوي ، بما وعى منه في تلاحمه وتواصله بنسيج حركة ساحة الخلق ،  ويضبط به سعيه فيها ضبطاً تاماً فيجعلهما وكأنهما شيئاً واحداً هو الأفضل مهيمناً بهذه الأوامر الإلهية على كل أموره وأحواله التي يسعى إليها في الدنيا ، ويجعله مرتبطاً بالقرءان الكريم ، ويحيط بعلم من الله تعالى ، ويبلغ أغوار وعمق معاني آياته ، بالغاً قول الحق فيه نقياً من أي باطل ، ويجعله صلة وصلوات بينه وبين الله تعالى بجعله عوناً له في حركته وسكونه ، بالغاً عمقاً أكبر لأوامر الله وفضله يتناسب مع كل حال وزمان ومكان وكل طور في حياته 

فإذا كان الله هو مؤلف القلب مع القرءان الكريم والرحمن الذي يمكننا من ربط أمورنا وأحوالنا بهذا العلم المحيط في حالته النقية من كل باطل ، فإن الرحيم كما يمكننا من الارتباط والإحاطة ، فهو جل جلاله من يعطينا تغيير في فهمنا للقرءان بقدر حاجتنا ،  فالرحيم بوجه عام كان الاسم والقانون الذي جعل التكليف الإلهي في الدنيا بقدر الطور الذي يمر به الإنسان على مختلف عمره من الطفولة للشيخوخة ، فللمسلم أن يقرأ القرءان بطلب ورجاء الله الرحمن لتأليف قلبه والإحاطة بالعلم القرءاني ، إلا أن الرحيم للسماح بتكليفه والتزامه بقدر العلم الذي حصل عليه .. لا بالعلم المطلق الذي بالقرءان فلا يعلم تأويله إلا الله فكانت الآية ، بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ ، بمثابة قواعد الطلب والرجاء بالتأليف والإحاطة بمقدار التكليف الذي يقدره الله للمتطهرين 

والله أعلى وأعلم

تعليقات