القائمة الرئيسية

الصفحات

سين وجيم .. لمعاني كلمات من القرءان الكريم (1)


س1 : ما معنى   الحروف المقطعة (كهيعص)
كهيعص من الحروف المقطعة في أوائل السور .. جاءت في في موضع واحد .. في قوله تعالى :
} كهيعص (1) } (سورة مريم 1(
وهي تحمل القوانين الكلية لإجابة الدعاء
الكاف : هو الأمر الإلهي بعودة بناء محتوى من مواد الخلق وجعله متآلفاً متوافقاً مع إجابة الدعاء وهو أمر يختلف عن (كن) في كونه بناء محتوى في محتوى موجود أما (كن) فهو أمر بناء وخلق محتوى لم يكن موجوداً وينتج نقياً عن مواد وجوده أو مادة خلقه مثل آدم الذي خلقه الله من طين فكان جسده نقياً عن مادة الأرض كناتج نهائي
وفي هذا الموضع كان إعادة بناء الخلايا المسئولة عن عملية الإنجاب وجعلها متوافقة مع إجابة دعاءه
الهاء : هو الأمر الإلهي بهيمنة وسيطرة المحتوى الجديد أو الحالة الجديدة على المحتوى القديم وإنهاءه وهزيمته مهندساً هذا الحال والخلايا الجديدة لموضع حلولها .. أي إزالة كل ما هو قديم متسبب في علة عدم الإنجاب في هذا الموضع
الياء : بإحداث التطوير والتغيير بخروج الحال أو الخلايا الهازمة للحال أو الخلايا القديمة دون عودة للحالة السابقة التي سبقت عملية التغيير
العين : وكشف عن هذا الحال أو الخلايا الجديدة من أعماق خفية لا نراها ولم نكن أو يمكن أن ندركها من قبل حدوث التغيير فكان علماً خفياً
الصاد :  هذا التغيير ليس مادي في الأساس وإنما بتغيير في عمق العمق ألا وهو تغيير الروح التي تحمل الأوامر من الله تعالى والتي تكون سبباً للتغيير في مكونات العالم المادي حيث تتنزل الملائكة والروح فيها فتقدس لله للتنفيذ إجابة الدعاء فيكون هذه الإجابة ليلة قدر لهذا الداعي

وبذلك نعود لله في كل أمر  فيرد إليه كل شيء فيكون نتاجه جلياً صامداً صائباً وهذا ما فعله زكريا عليه السلام
قال تعالى :
} ذِكْرُ رَحْمَةِ رَبِّكَ عَبْدَهُ زَكَرِيَّا (2) إِذْ نَادَى رَبَّهُ نِدَاءً خَفِيًّا (3) قَالَ رَبِّ إِنِّي وَهَنَ الْعَظْمُ مِنِّي وَاشْتَعَلَ الرَّأْسُ شَيْبًا وَلَمْ أَكُنْ بِدُعَائِكَ رَبِّ شَقِيًّا (4) وَإِنِّي خِفْتُ الْمَوَالِيَ مِنْ وَرَائِي وَكَانَتِ امْرَأَتِي عَاقِرًا فَهَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ وَلِيًّا (5) يَرِثُنِي وَيَرِثُ مِنْ آلِ يَعْقُوبَ وَاجْعَلْهُ رَبِّ رَضِيًّا (6) يَا زَكَرِيَّا إِنَّا نُبَشِّرُكَ بِغُلَامٍ اسْمُهُ يَحْيَى لَمْ نَجْعَلْ لَهُ مِنْ قَبْلُ سَمِيًّا (7) قَالَ رَبِّ أَنَّى يَكُونُ لِي غُلَامٌ وَكَانَتِ امْرَأَتِي عَاقِرًا وَقَدْ بَلَغْتُ مِنَ الْكِبَرِ عِتِيًّا (8) قَالَ كَذَلِكَ قَالَ رَبُّكَ هُوَ عَلَيَّ هَيِّنٌ وَقَدْ خَلَقْتُكَ مِنْ قَبْلُ وَلَمْ تَكُ شَيْئًا (9) } (سورة مريم 2 – 9(
فكانت كهيعص .. بمثابة شرح بعدد الأوامر وصفاتها والتي يتنزل بها أمر إجابة الدعاء في عالم الخلق
-----------------------------------

س2 : ما معنى كلمة (رَانَ) ؟!!!!
قال تعالى :
{كَلَّا ۖ بَلْ ۜ رَانَ عَلَىٰ قُلُوبِهِم مَّا كَانُوا يَكْسِبُونَ} ﴿١٤﴾ سورة المطففين

كلمة المصدر .. رين

والكلمة في هذا الموضع تعني أن ما كانوا يفعلون ويكسبون ارتبط وربط على قلوبهم وألفت وتوافقت وتآلفت قلوبهم مع أفعالهم وتحكمت وسيطرت عليها وأصبحت قلوبهم تحمل نسخة مطابقة لصفة ما كانوا يكسبون  وتم نسف كل ما يخالف صفة ما يكسبون في قلوبهم 


------------
س3 : ما معنى الحقيقي من القرءان الكريم لكلمتي (مُكَاءً وَتَصْدِيَةً)

قال تعالى :
{وَمَا كَانَ صَلَاتُهُمْ عِندَ الْبَيْتِ إِلَّا مُكَاءً وَتَصْدِيَةً ۚ فَذُوقُوا الْعَذَابَ بِمَا كُنتُمْ تَكْفُرُونَ} ﴿٣٥﴾ سورة الأنفال

مصدر كلمة مُكَاءً  .. مكو
مصدر كلمة  تَصْدِيَةً .. صدو
قالوا عنهما الصفير والتصفيق

ولكن  هي معنى مطلق ليست محدد بفعل معين فالله تعالى يخاطب كل زمان ومكان له فعل طبيعة المكاء والتصدية

مُكَاءً :
جمع وتداخل وتواصل مجموعة من الأفعال ووضعهم في قالب فعل واحد  وجعل هذا التداخل إطار ذو قوة وسلطان عليهم  وجعلوه نُسكاً لهم ويعودوا لبناء هذا الإطار من الأفعال المتداخلة التي يعاودوا فعلها وتآلفوا على فعلها مراراً وتكراراً في تتالي ويبدو منها تنافر بين الأفعال المختلطة المتداخلة وموصولة بالتصدية

تَصْدِيَةً :
وصل تلك الأفعال المتداخلة بتفعيلها بوصل كل فعل بآخر بشكل ثابت فيصوغوه بصورة مطابقة وواحدة وبحركات ثابتة ومع كل تداخل وحركة تصبح أنشط  وأكثر تفعيلاً أي يزيدون من سرعة وقوة المُكاء وتداخل حركاتهم

وهذا الوصف في المعنى يتطابق مع من يقومون بحركات تطويح الرؤوس يميناً ويساراً وتداخلها مع ترديد كلمات الله حي مع حركات الجسم واليد وتطويحهما واستمرار زيادة حدة الحركة والصوت المصاحب  وغيرها من الطقوس التي يقومون بها متشابهة مع عبادة الشيطان بما يسمى الزار وغيرها من الطقوس

أي أن الآية لا تنحصر عند أفعال أو زمان معين

كلها أشكال من الصلاة هي أبعد ما يكون عن المناسك الإلهية 

---------------------
س4: كيف نعي معنى (صُمٌّ بُكْمٌ) ؟!!

الأصل أن الإدراك لما هو خفي أو إدراك شيء وتمييزه من بين عدة أصوات أو أفكار مختلفة ومشتتات أخرى هو السمع وما يتم إدراكه ونعيه نعبر عنه بمعنى كائن بذوات أنفسنا نتيجة هذا الإدراك .. فيأتي أقوالنا متناسبة مع إدراكنا الذي هو سمعنا والمعاني التي إدركناها

فقد سمع إبراهيم عليه السلام وأدرك ما كان خفياً عنه .. فأدرك وجود الله فلم يكن أصم .. ولم يكن أبكم .. فالمعنى الذي أصبح بذاته بوجود الله الواحد دفعه للقول فحطم الأصنام وواجه بقوله هؤلاء الذين أشركوا

والآن دعونا نستعرض معنى (صُمٌّ بُكْمٌ)
عمق نفوسهم صلب لا يتغير جمعت هذه النفوس الصلبة والمتحجرة  بين ظاهرها وباطنها ووصلت بينهم  على تلك الحالة الصلبة فيكونوا على صور متشابهة من التحجر وتصلب النفس المانع من أي تغيير متنافرين مع أي محاولة لإزالة صلابة وتحجر نفوسهم

تلك الصلابة والتحجر لنفوسهم بادية ظاهرة بينهم وتبرز في محيطهم  متوافقين على هذا الحال  المتحجر في حالة مستمرة من الصدود والكتم والتصدي لأي تغيير في نفوسهم  فلا يدركوا المعاني ولا يعبروا عنها فلا يريدون إدراك وجود الله ورسالاته ولا أن يفقهوها ويتبعوها ويطبقوا ما فيها فلا إدراك لحق من باطل ولا النطق بالحق

-----------------------

س5: هل كل من شهد الشهر يصومه .. وهل يمكن أن يصوم بدون صيام ؟! 
قال تعالى :
} فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ ۖ ............} ﴿١٨٥﴾ سورة البقرة

أن حالة الصوم تجمع بين الصوم والصيام
فالصوم للنفس وضبط شهواتها على حال دائم  أما الصيام هو الامتناع عن شهوة الأكل والشرب خلال فترات متغيرة خلال اليوم .. وعدم القدرة على الامتناع عن الأكل والشرب لأسباب خارجة عن قدرة الشخص لا يمنع صومه  .. فقوله تعالى فليصمه .. جاء في موضعه .. حيث أننا جميعاً  مكلفين بالصوم والصيام في ما عدى تم الترخيص له عدم الصيام .. واستمراره في الصوم

فإذا انفضت حالة الصيام خلال فترة من اليوم أو لأسباب خارجة عن إرادة الشخص لا تنفض حالة الصوم في كامل اليوم كما في قوله تعالى :

{ أَيَّامًا مَعْدُودَاتٍ فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ فَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْرًا فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ وَأَنْ (((تَصُومُوا))) خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ (184) } (سورة البقرة 184)




وهذه الحالة عاصرتها مريم بنت عمران في مخاضها حيث قال تعالى :

{ فَأَجَاءَهَا الْمَخَاضُ إِلَى جِذْعِ النَّخْلَةِ قَالَتْ يَا لَيْتَنِي مِتُّ قَبْلَ هَذَا وَكُنْتُ نَسْيًا مَنْسِيًّا (23) فَنَادَاهَا مِنْ تَحْتِهَا أَلَّا تَحْزَنِي قَدْ جَعَلَ رَبُّكِ تَحْتَكِ سَرِيًّا (24) وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ تُسَاقِطْ عَلَيْكِ رُطَبًا جَنِيًّا (25) فَكُلِي وَاشْرَبِي وَقَرِّي عَيْنًا فَإِمَّا تَرَيِنَّ مِنَ الْبَشَرِ أَحَدًا فَقُولِي إِنِّي نَذَرْتُ لِلرَّحْمَنِ صَوْمًا فَلَنْ أُكَلِّمَ الْيَوْمَ إِنْسِيًّا (26) } (سورة مريم 23 - 26)

فكونها نفذت أمر الله بالصوم هذا لم يمنعها من الأكل والشرب لأنها لم تكن في حالة صيام 

} فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ ۖ ............} ﴿١٨٥﴾ سورة البقرة

 أي فليفارق حالته المعتادة ويتلاحم ويتواصل مع حالة التغيير وتطهير عُمق ولُب النفس وأحوال وأموره الدنيوية من خلال تنفيذ أوامر الله تعالى بلجوء ورجاء بكامل استحضار الفكر والذهن لطلب المعونة الإلهية ليصل لطمأنينة تدعمه للوصول لهذا التغيير فيرد إلى الله تعالى كل شيء وكل حال وأمر فيضبط أموره على الطريق المستقيم فلا يميل عنه بجمع ووصل وضم نية التغيير والتطهر الباطنة والظاهرة في كل أحواله وأموره فيكون ظاهره كباطنه في كل فعل وعمل وصنع فيوقي كل ما يخالف أمر الله في ظاهره وباطنه بجمع وضم وتداخل هذا الظاهر والباطن في قالب واحد في مقام ومكان وميقات ومحل تنفيذ الأمر الإلهي بالتغيير والتطهر والامتناع عن الأكل والشراب في مواقيتها .. فيفاعل بين نية التطهر في تنفيذ الأمر الإلهي على كل ما يفعل فيكون كل فعل حامل صفة الأمر الإلهي  مهيمناً عليه هذا الأمر

-------------------

س6 : ماذا تعني (قَبِيلُهُ) في قوله تعالى إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ ؟!!!!

{يَا بَنِي آدَمَ لَا يَفْتِنَنَّكُمُ الشَّيْطَانُ كَمَا أَخْرَجَ أَبَوَيْكُم مِّنَ الْجَنَّةِ يَنزِعُ عَنْهُمَا لِبَاسَهُمَا لِيُرِيَهُمَا سَوْآتِهِمَا ۗ إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لَا تَرَوْنَهُمْ ۗ إِنَّا جَعَلْنَا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاءَ لِلَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ} ﴿٢٧﴾ سورة الأعراف

كلمة المصدر لكلمة قَبِيلُهُ .. قبل

وهم
كل ما خرج وشذ من وعن عالم الجن واندمج بأهداف الشيطان وتحول في طاعته فتغيرت حالته السابقة من حالة تسخير طاقته لخدمة الإنسان وسجوده له .. إلى حالة جديدة .. حالة أخرى ضد هذا الإنسان  .. فيظهر على بني جنسه خارجاً عن محيطهم وعالمهم لعالم الشيطان  فيكون بخروجه واندماجه بعالم الشيطان أشد وأكثر تأثيراً ويكتسب قدرات من قدرات الشيطان بأن يكون مصدراً للفتنة وإحداث تغيير في عالم الإنسان مسخراً لخدمة الشيطان ويكون الشيطان بذلك مهيمناً ومسيطراً عليهم

...........................

تعليقات