قال تعالى :
{ الم (1) ذَلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ (2) } (سورة البقرة 1 - 2)
مقدمـــــــــــــــــــــــــــــة
سورة البقرة جاءت في بدايتها ومطلع آياتها إجابة الله تعالى عن أسئلة سورة الفاتحة فكان السؤال والجواب في قوله تعالى :
س1: { اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ (6) } (سورة الفاتحة 6) ؟!!!!
ج1: { الم (1) ذَلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ (2) } (سورة البقرة 1 - 2)
س2: { صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ } (سورة الفاتحة 7) ؟!!!!!
ج2: { الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ (3) وَالَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ وَبِالْآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ (4) أُولَئِكَ عَلَى هُدًى مِنْ رَبِّهِمْ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (5) } (سورة البقرة 3 - 5)
س3: { الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ } (سورة الفاتحة 7) ؟!!!!
ج3: { إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا سَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنْذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ (6) خَتَمَ اللهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ وَعَلَى سَمْعِهِمْ وَعَلَى أَبْصَارِهِمْ غِشَاوَةٌ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ (7) } (سورة البقرة 6 - 7)
س4: { الضَّالِّينَ } (سورة الفاتحة 7) ؟!!!!
ج4: { وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ آمَنَّا بِاللهِ وَبِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَمَا هُمْ بِمُؤْمِنِينَ (8) يُخَادِعُونَ اللهَ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَمَا يَخْدَعُونَ إِلَّا أَنْفُسَهُمْ وَمَا يَشْعُرُونَ (9) فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ فَزَادَهُمُ اللهُ مَرَضًا وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ (10) وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ قَالُوا إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ (11) أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ وَلَكِنْ لَا يَشْعُرُونَ (12) وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ آمِنُوا كَمَا آمَنَ النَّاسُ قَالُوا أَنُؤْمِنُ كَمَا آمَنَ السُّفَهَاءُ أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ السُّفَهَاءُ وَلَكِنْ لَا يَعْلَمُونَ (13) وَإِذَا لَقُوا الَّذِينَ آمَنُوا قَالُوا آمَنَّا وَإِذَا خَلَوْا إِلَى شَيَاطِينِهِمْ قَالُوا إِنَّا مَعَكُمْ إِنَّمَا نَحْنُ مُسْتَهْزِئُونَ (14) اللهُ يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ وَيَمُدُّهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ (15) أُولَئِكَ الَّذِينَ اشْتَرَوُا الضَّلَالَةَ بِالْهُدَى فَمَا رَبِحَتْ تِجَارَتُهُمْ وَمَا كَانُوا مُهْتَدِينَ (16) } (سورة البقرة 8 - 16)
------------------------------------------
الآيتين الأولى والثانية من سورة البقرة .. هي بمثابة الإجابة عن سؤال العبد ربه في قوله تعالى { اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ (6) } (سورة الفاتحة 6) ؟!!!!
فكان الجواب { الم (1) ذَلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ (2) } (سورة البقرة 1 - 2)
وقد بدأت السورة بالحروف المقطعة (الم) فماذا قالوا عنها :
- منهم من قال هي مما استأثر الله بعلمه فردّوا علمها إلى الله ..
- منهم من قال هي فواتح افتتح الله بها القرءان
- منهم من قال هي اسم من أسماء السور
- منهم من قال هي اسم من أسماء الله تعالى
- منهم من قال هي حروف استفتحت من حروف هجاء أسماء الله تعالى
- منهم من قال هي مدة أقوام وآجالهم .. فالألف مفتاح الله ، واللام مفتاح اسمه لطيف ، والميم مفتاح اسمه مجيد . فالألف آلاء الله ، واللام لطف الله ، والميم مجد الله ، والألف سنة ، واللام ثلاثون سنة، والميم أربعون سنة
- منهم من قال هي الحروف الأربعة عشر مشتملة على أصناف أجناس الحروف
- منهم من قال هي ابتدئ بها لتفتح لاستماعها المشركين
- منهم من قال هي كررت ليكون ابلغ فى التحدي والتبكيت
- منهم من قال كهيعص التي جاءت في "سورة مريم: " هو اسم تخشاه السماء والأرض
- منهم من قال هي يستبارك بها الناس ويكتبونها على واجهات منازلهم ومحلاتهم التجارية للبركة دون فهم لمعانيها.
- منهم من قال هي قرع لأسماع وقلوب القارئين للقرآن أو المستمعين إليه ، حتى يتهيئوا لتلقى كلام الله
- منهم من قال هي معجزة لرسول الله ص من حيث نطقه بأسماء الحروف ، وهو أمي، والأمي ينطق بأصوات الحروف دون معرفة أسمائها
- منهم من قال هي فيها تنبيها عن إعجاز القرآن الكريم الذي صيغ من جنس تلك الحروف الهجائية التي يتكلم بها العرب ، ويعجزون عن الإتيان بشيء من مثله
فأي مما قالوا صحيح .. أم كل هذا لا يُغني عن الحق شيئاً
------------------------------------------------
طريقة الفهم الصحيح للحروف المقطعة :
------------------------------------------------------
إذا كان الله أنطقنا باللسان العربي وقد علمنا الأسماء كلها فلكل اسم معنى مطلق في عالم الأمر ، وفي عالم الخلق له معنى دنيوي محدود نطاقه قدرة استيعابنا لمعانيه ، فمثلاً الزيتون اسم لمادة دنيوية تحمل خصائص وصفات مركزية أنطقنا الله باسم يحمل خصائصها ، من حيث أن بها أنقى وأكبر طاقة في زيتها الذي نستخرجه من مركزها إذا ما قورنت بباقي الزيوت ، إلا أنها إذا جاءت في القرءان الكريم فذات الخصائص المركزية بمعناها المطلق الذي قد لا ندركه عند تنزيل القرءان ، ففي القرءان الكريم جاء ذكر الزيتونة التي هي لا شرقية ولا غربية ، وبالطبع لا تشير الآية لذات الزيتونة التي بين أيدينا في عالم الخلق ، ولكن من حيث خصائص وصفات النقاء وكمية الطاقة ومركزيتها وتركيزها ، وبالتالي يسري نفس الأمر على التين والزيتون حين يأتي ذكرهما ، فهما يحملان مركز الصفة والخاصية في الدنيا وكذلك لهما معنى مطلق لشيء ما في سياق الآيات يمكن تدبرها فيها إشارة لعمليات تتم في جسم الإنسان الذي تتكلم عنه الآيات
{ زَيْتُونَةٍ لَا شَرْقِيَّةٍ وَلَا غَرْبِيَّةٍ يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِيءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌ نُورٌ عَلَى نُورٍ } (سورة النور 35)
فإذا كان الاسم الذي يحمل المعنى يتكون من حروف وهذه الحروف لها تشكيل من حيث الضم والفتح والكسر .. الخ .. فنحن هنا أمام مكونات الأسماء وهناك تمييز بين تلك الأسماء من خلال تغيير مواضع حروفها أو تشكيلها فبالتالي لا تكتمل الخصائص والصفات المركزية للاسم بدون هذه الحروف . . وهذا لاستعمالاتنا الدنيوية المحدودة فما بالك في تكوين كلمات القرءان فسوف نكتشف أن الحرف في القرءان الكريم فيه من المعاني والدلالات المطلقة التي يمكن أن تعطينا ما هو مبين عن أسماء سميناها بعقولنا المحدودة عن الأشياء
{ إِنْ هِيَ إِلَّا أَسْمَاءٌ سَمَّيْتُمُوهَا أَنْتُمْ وَآبَاؤُكُمْ مَا أَنْزَلَ اللهُ بِهَا مِنْ سُلْطَانٍ إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَمَا تَهْوَى الْأَنْفُسُ وَلَقَدْ جَاءَهُمْ مِنْ رَبِّهِمُ الْهُدَى (23) } (سورة النجم 23)
وإذا كان القرءان يحوي كلمات الله وقوله فنحن أمام علم كائن بالذات الإلهية ولا يجب التعامل معه بحدود فهمنا الدنيوي المحدود فقط فنحن نردد القول الذي صاغه تعالى لنا بلسان عربي كقالب يتكون من حروف.. فالمُعلم والمبين لنا هنا القرءان الكريم .. وإذا كنا بصدد أن نتعلم من القرءان فليس العلم البشري إلا علم ظني فقير وفي حاجة دائمة لهذا العلم الإلهي المطلق من القرءان الكريم
ولعل قد يضطرب التأويل حينما لا يفهم من يقوم بالتأويل مقصد قول الله تعالى أي عدم فهمه المعنى الكائن في ذات الله ، وبالطبع لن يعلم تأويله إلا الله حيث أنه حتى لو أحاط أحدهم بالمعنى فهناك دائماً ما هو أعمق ينجلي في زمانه ولن ينتهي هذا العمق في الدلالة ، ولكن يظل هناك طرفاً من معنى يمكن أن يدركه البشر هو جزء من المعنى الكائن بالذات الإلهية ، يكشفه الله لنا كل مرة عندما يكشف لنا عن ساق (جانب) من القرءان فنكتشف أفاق جديدة تمنحنا فهماً أعمق لمساعدتنا في فهم أحداث جارية والمتشددين الذين أغلقوا باب الفهم على زمان سابق أسموه تراث ما هم إلا حفنة من الناس ساعدوا الشيطان على أن يكون هذا القرءان مهجوراً
{ وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْآنَ مَهْجُورًا (30) وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا مِنَ الْمُجْرِمِينَ وَكَفَى بِرَبِّكَ هَادِيًا وَنَصِيرًا (31) } (سورة الفرقان 30 - 31)
والإنسان غير قادر على اختراع اللغة بما تحوي من أسماء وصفات للأشياء ، وبالتالي لابد له من معلم يعلمه بغض النظر عن مفهوم الخلائق لبداية الإنسان فالله تعالى هو الذي علم الإنسان قالب النطق بالأسماء والصفات ، فعلم الله تعالى اللامحدود بالشيء ومميزاته وخواصه وتغيراته وقدرة الله المطلقة سبحانه على صياغة ما يعلمه تجعل من تسميته للشيء تسميه مطلقة لا عيب فيها ، بحيث تكون الكلمة التي يطلقها الله تعالى على الشيء تختصر كل خواص هذا الشيء بداخلها بحيث لا يحيط بمعناها الكامل إلا الله تعالى فسوف يظل هناك ما هو مجهول عن الإنسان حتى لو كان يعتقد أنه في قمة التقدم العلمي
{ وَعَلَّمَ آدَمَ الْأَسْمَاءَ كُلَّهَا ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلَائِكَةِ فَقَالَ أَنْبِئُونِي بِأَسْمَاءِ هَؤُلَاءِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (31) قَالُوا سُبْحَانَكَ لَا عِلْمَ لَنَا إِلَّا مَا عَلَّمْتَنَا إِنَّكَ أَنْتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ (32) } (سورة البقرة 31 - 32)
فالقرءان الكريم يحوي:
- الكلام : وهو المعنى الكائن بالذات الإلهية .. لذلك لن يعلم تأويله إلا الله
- القول : فهو صياغة الكلمة التي هي كائنة بالذات الإلهية بقالب لغوي عبر (لسان عربي)
فالبيان .. هو من عند الله .. فقد قال تعالى :
{ لَا تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ (16) إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ (17) فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ (18) ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا بَيَانَهُ (19) } (سورة القيامة 16 - 19)
فالقضية التي يجب أن تشغل المسلمين ليس تحريك اللسان وترديد القرءان في عجلة من أمرنا وإنما أنت تردده كي نستبين به الصراط المستقيم بطلب البيان من الله تعالى
قال تعالى :
وَلَا يَأْتُونَكَ بِمَثَلٍ إِلَّا جِئْنَاكَ بِالْحَقِّ وَأَحْسَنَ تَفْسِيرًا (33) } (سورة الفرقان 33)
فكيف يأتي أحدهم ليقول لك أن فلان فسر القرءان؟!!!!!!! .. فكيف يكون الكتاب الذي جاء ليفسر لنا يفسره أحدهم .. فهل المُستًفسِر من الكتاب مُفَسر له .. أم يتعالون على الله
وإذا كنا بصدد أن نتعلم من القرءان الكريم الذي هو كلام الله وأن لا نلجأ للمتشابهات لفهم ووعي المُحكم فإننا نعرض عليكم كيفية التدبر للحروف المقطعة بل مكونات الكلمات من حروف
فلكل حرف قرآني مجال حركة وشخوص ودلالات ومعاني وخصائص وصفات والحرف الأول من مصدر الكلمة يستحوذ على غالبية المعنى والدلالة وباقي الحروف هي بمثابة عمق أكبر لهذا المعنى والدلالة هذا بالإضافة للحروف التي تضاف إلى مصدر الكلمة وكذا تشكيل تلك الحروف هذا كله داخل سياق الآيات.. أما الحروف المقطعة في القرءان فكل حرف يحمل معنى ودلالة وخصائص وصفات داخل السياق إلا أن جميع الحروف يمكن استبيان شخوصها وحركتها وخصائصها وصفاتها من القرءان الكريم ذاته دون اللجوء لما هو دونه
وهنا ونحن بصدد تدبر الحروف المقطعة (الم) في أول سورة البقرة لا يجب فصلها عن السياق الذي قبلها وبعدها فما قبلها طلب الهداية للطريق المستقيم وما بعدها الإجابة بذلك الكتاب القرءان الكريم الذي لا ريب فيه وأنه هدىً للمتقين إلا أن (الم) وصف دقيق لذلك الكتاب رغم أنها مجرد حروف مقطعة كما يحسبها البعض
----------------------------------
(الم) :
..الألف.. ذلك الكتاب فيه تأليف وتآلف مستمر للأمور والأحوال والأشياء المتفرقة والمختلفة في عالم الخلق وضبطها ضبطاً تاماً فيجعل أمور المتقين وأحوالهم ظاهرة على غيرهم من الضالين والمغضوب عليهم فيجعل المتقين على الطريق المستقيم على أحسن صورة لكي يؤنس المتقين بأمر الله فيه الذي هو الحق المطلق
..اللام.. ذلك الكتاب تم تنزيله من ساحة الأمر فيه تلاحم وتواصل بنسيج حركة ساحة الخلق ومجالها وأمورها وأحوالها وشخوصها مغيراً حال المتقين في تلك الساحة من حال إلى حال فيعينهم على مخالفة كل باطل والتمسك بكل الحق
..الميم.. فذلك الكتاب يضم ويجمع العلم والأوامر الإلهية في قالبه ذلك اللسان العربي ليعالج أحوال وأمور المتقين في كل مكان وميقات ومقام محل تنفيذ الأمر الإلهي
ذَلِكَ الْكِتَابُ .. كِ : ذلك الإطار والمحتوى ذو السلطان (العلم الإلهي) والقوة من تكتل وتآلف وتوافق من خلال قالب اللسان العربي يمكن به استرجاع الأمر الإلهي والأمور والأحوال والكلمات التي هي محتواه ويمكن عودة بناء هذا الإطار والمحتوى بكتب مكتوبة أو وسائل مسموعة وبعد خروجه من مصدره اللوح المحفوظ بإذن الله تعالى لا يعود ولا ينسخ منه آية فهو مرحلة تغيير للكتب السماوية السابقة عنه ويحل محلها فهو الأكثر وضوحاً والأنشط بوضوحه وجلاءه في عالم الأمر صار قرءاناً .. تَ : ذلك الكتاب تم إتقانه تاماً ومتمم لما قبله في الوظيفة والمشاركة فكان مصدقاً لما قبله ومصدقاً لكتاب الله تعالى المنشور .. ا : ذلك الإطار والمحتوى متآلف يحوي من الأمور والأحوال والأشياء المختلفة والمتفرقة والمضبوطة ضبطاً تاماً ككيان واحد هو الأفضل في أقصى مدى .. بُ : آياته هن أم الكتاب ظهوره وتنزيله في الكتاب المنشور بعالم الخلق وظهوره من داخل اللوح المحفوظ خارجاً من محيطه في عالم الأمر إلى عالم الخلق جمع ووصل وضم بمحتواه خواص عالم الأمر وعالم الخلق ما ظهر منها لنا وما بطن فكان واصل بين عالم الأمر وعالم الخلق هذان الضدين اللذان يوقي أحدهم الآخر فيكون محتوى الكتاب أداة الوصل بين الساحتين فيتوسط ما لا رابط بينهما
لَا رَيْبَ فِيهِ .. رَ : لا يمكن تعطيل الأوامر الإلهية والعلم الإلهي الذي هي محتواه وربطها بأحد من دون الله ولا يمكن إظهار كتاب من دونه عليه .. يْ .. ولا يمكن الظن أنه ليس من عند الله .. بَ .. ولا يمكن ظهور كتاب عليه أو يأتي أحد بمثله أو يقدر على أن تأتلف ويضبط آية من آياته
هُدًى .. هُـ .. ذلك الكتاب يهيمن على المتقين مهندساً لحالهم فلا يجتمع معه ضد من هوى فيكون بإتباع الكتاب مضاد لكل هوى .. دً .. فذلك الكتاب يجعل حركة المتقين ومقاصدهم الدنيوية بدليل وبرهان لأقصى مدى .. ى .. وباستخراجهم الدائم للدليل والبرهان من ذلك الكتاب تكون رحلتهم ورشادهم وإرشادهم واضحاً جلياً عليهم بهذا الإتباع لذلك الكتاب من خلال عطاياه المتجددة لهم وتجعل حركتهم في الدنيا متآلفة منضبطة لأقصى مدى
لِلْمُتَّقِينَ .. المتقين الذين تلاحمت وتواصلت نسيج حركتهم في ساحة الخلق بذلك الكتاب .. مُ .. الذين جمعوا وضموا كتاب الله تعالى وأوامره ونواهيه في قلوبهم وفي حركة حياتهم في كل مقام ومكان وميقات محل تنفيذ الأوامر الإلهية .. تَّ .. الذين يتقنوا ويتموا ويقرنوا الأمر الإلهي والدليل والبرهان بذلك الكتاب بالعمل و حركتهم الدنيوية فكان دليلهم ذلك الكتاب في حال من أحوالهم .. قِ .. الذين استخرجوا دليلهم وبرهانهم من ذلك الكتاب فاندمج في قلوبهم وعملهم فزال في قلوبهم أي أثر من كل باطل وحل محله كل حق .. ي .. فكانوا مصدراً للتطبيق لذلك الكتاب والدليل والبرهان في عالم الخلق دون عودة للباطل فكانوا بأفعالهم هم الظاهرين على غيرهم .. نَ .. فكان نتيجة كل فعل من أفعالهم نقية نسبة من ذلك الكتاب موصول به بلا اختلاط مع أي باطل متنافراً مع هذا الباطل وينسفه وينهيه لينفرد العمل النفي على ما دونه فقام بضبطه ضبطاً تاماً مع ذلك الكتاب في كل حركاته وسكناته
-----------------------------
خصائص وصفات ذلك الكتاب :
------------------------------
- ذَلِكَ الْكِتَابُ : فيه من العلم المختزن الذي فيه تأليف وتآلف مستمر للأمور والأحوال والأشياء المتفرقة والمختلفة في عالم الخلق وضبطها ضبطاً تاماً
- ذَلِكَ الْكِتَابُ : يجعل أمور المتقين وأحوالهم ظاهرة على غيرهم من الضالين والمغضوب عليهم
- ذَلِكَ الْكِتَابُ : يجعل المتقين على الطريق المستقيم على أحسن صورة لكي يؤنس المتقين بأمر الله فيه الذي هو الحق المطلق
- ذَلِكَ الْكِتَابُ : فيه تلاحم وتواصل بنسيج حركة ساحة الخلق ومجالها وأمورها وأحوالها وشخوصها
- ذَلِكَ الْكِتَابُ : يغير حال المتقين في ساحة الخلق من حال إلى حال فيعينهم على مخالفة كل باطل والتمسك بكل الحق
- ذَلِكَ الْكِتَابُ : يضم ويجمع العلم والأوامر الإلهية في قالبه ذلك اللسان العربي
- ذَلِكَ الْكِتَابُ : يعالج أحوال وأمور المتقين في كل مكان وميقات ومقام محل تنفيذ الأمر الإلهي
- ذَلِكَ الْكِتَابُ : إطار ومحتوى ذو سلطان (العلم الإلهي) والقوة من تكتل وتآلف وتوافق لمحتواه
- ذَلِكَ الْكِتَابُ : قالبه اللسان العربي
- ذَلِكَ الْكِتَابُ : يمكن به استرجاع الأمر الإلهي والأمور والأحوال والكلمات التي هي محتواه
- ذَلِكَ الْكِتَابُ : يمكن عودة بناء هذا الإطار والمحتوى لذلك الكتاب في كتب مطبوعة أو مسموعة
- ذَلِكَ الْكِتَابُ : بعد خروجه من مصدره اللوح المحفوظ بإذن الله تعالى لا يعود ولا ينسخ منه آية
- ذَلِكَ الْكِتَابُ : فهو مرحلة تغيير للكتب السماوية السابقة عنه ويحل محلها فهو الأكثر وضوحاً والأنشط بوضوحه وجلاءه في عالم الأمر صار قرءاناً
- ذَلِكَ الْكِتَابُ : تم إتقانه تاماً ومتمم لما قبله في الوظيفة والمشاركة
- ذَلِكَ الْكِتَابُ : مصدقاً لما قبله ومصدقاً لكتاب الله تعالى المنشور
- ذَلِكَ الْكِتَابُ : ذلك الإطار والمحتوى متآلف يحوي من الأمور والأحوال والأشياء المختلفة والمتفرقة والمضبوطة ضبطاً تاماً ككيان واحد هو الأفضل في أقصى مدى
- ذَلِكَ الْكِتَابُ : آياته هن أم الكتاب ظهوره وتنزيله في الكتاب المنشور بعالم الخلق وظهوره من داخل اللوح المحفوظ خارجاً من محيطه في عالم الأمر إلى عالم الخلق
- ذَلِكَ الْكِتَابُ : جمع ووصل وضم بمحتواه خواص عالم الأمر وعالم الخلق ما ظهر منها لنا وما بطن
- ذَلِكَ الْكِتَابُ : واصل بين عالم الأمر وعالم الخلق هذان الضدين اللذان يوقي أحدهم الآخر
- ذَلِكَ الْكِتَابُ : أداة الوصل بين الساحتين ساحة الأمر والخلق فيتوسط ما لا رابط بينهما
- ذَلِكَ الْكِتَابُ : لا يمكن تعطيل الأوامر الإلهية والعلم الإلهي الذي هي محتواه وربطها بأحد من دون الله
- ذَلِكَ الْكِتَابُ : لا يمكن إظهار كتاب من دونه عليه
- ذَلِكَ الْكِتَابُ : لا يمكن الظن أنه ليس من عند الله
- ذَلِكَ الْكِتَابُ : ولا يمكن ظهور كتاب عليه أو يأتي أحد بمثله أو يقدر على أن تأتلف ويضبط آية من آياته
- ذَلِكَ الْكِتَابُ : يهيمن على المتقين مهندساً لحالهم
- ذَلِكَ الْكِتَابُ : لا يجتمع معه ضد من هوى فيكون بإتباع الكتاب مضاد لكل هوى
- ذَلِكَ الْكِتَابُ: يجعل حركة المتقين ومقاصدهم الدنيوية بدليل وبرهان لأقصى مدى
- ذَلِكَ الْكِتَابُ : به المتقين المهتدين ظاهرين على ما دونهم ممن اتبعوا الهوى
- ذَلِكَ الْكِتَابُ : من خلال عطاياه المتجددة للمتقين تجعل حركتهم في الدنيا متآلفة منضبطة لأقصى مدى
-----------------------------
خصائص وصفات المتقين :
------------------------------
- الْمُتَّقِينَ: جمعوا وضموا كتاب الله تعالى وأوامره ونواهيه في قلوبهم وفي حركة حياتهم في كل مقام ومكان وميقات محل تنفيذ الأوامر الإلهي
- الْمُتَّقِينَ: الذين يتقنوا ويتموا ويقرنوا الأمر الإلهي والدليل والبرهان بذلك الكتاب بالعمل و حركتهم الدنيوية فكان دليلهم ذلك الكتاب في حال من أحوالهم
- الْمُتَّقِينَ: الذين استخرجوا دليلهم وبرهانهم من ذلك الكتاب فاندمج في قلوبهم وعملهم فزال في قلوبهم أي أثر من كل باطل وحل محله كل حق
- الْمُتَّقِينَ: مصدراً للتطبيق لذلك الكتاب والدليل والبرهان في عالم الخلق دون عودة للباطل فكانوا بأفعالهم هم الظاهرين على غيرهم
- الْمُتَّقِينَ: نتيجة كل فعل من أفعالهم نقية نسبة من ذلك الكتاب موصول به بلا اختلاط مع أي باطل متنافراً مع هذا الباطل وينسفه وينهيه لينفرد العمل النفي على ما دونه فقام بضبطه ضبطاً تاماً مع ذلك الكتاب في كل حركاته وسكناته
والله أعلى وأعلم
تعليقات
إرسال تعليق