تابع حرب الشيطان بما تلى على مُلك سليمان وكرسيهِ الدنيوي الجسد من خلال الرقيم
وورقكم هذه
تناولنا
في الجزء الثاني والثالث مرحلة محاكاة كرسي سليمات المتعارف عليه كأسطورة بخاتم
سليمان وتكلمنا عن الأجزاء المادية الملموسة وذكرها بالقرآن ووحدة التكوين لتلك
الأجزاء ما بين المطلق والمحدود وفي هذا الجزء سوف نتناول الجزء غير الملموس
(الرقيم).. ونذكركم بمراحل هذه الحرب:
المرحلة
الأولى: مرحلة محاكاة كرسي سليمان وكانت هي أصعب مرحلة، وقد شملت معرفة أهم مكونات
الكرسي:
أ-
المكونات الملموسة: (الصافات – الزاجرات – التاليات).
ب-
المكونات غير الملموسة: الرقيم
ج-
عناصر التخزين (الذاريات – الحاملات والمقسمة إلى جاريات ومقسمات)
المرحلة
الثانية. مرحلة تطوير استخدام القوانين والسنن الإلهية في برمجة الشعوب من خلال:
أ- تعميم الرقيم في جميع الاستخدامات وأهمها تكوين الشبكة العنكبوتية
ب-
تعميم استخدام (ورقكم هذه)
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ب- المكونات غير الملموسة: الرقيم
قال
تعالى:
{أَمْ
حَسِبْتَ أَنَّ أَصْحَابَ الْكَهْفِ وَالرَّقِيمِ كَانُوا مِنْ آيَاتِنَا عَجَبًا}
(سورة الكهف 9)
{وَمَا
أَدْرَاكَ مَا سِجِّينٌ (8) كِتَابٌ مَرْقُومٌ} (سورة المطففين 8 - 9)
{وَمَا
أَدْرَاكَ مَا عِلِّيُّونَ (19) كِتَابٌ مَرْقُومٌ} (سورة المطففين 19 - 20)
الرقم:
هو
مصدر كلمة الرقيم والمرقوم وهو يحمل الخصائص الأولية والصفات الأساسية للرقيم
والمرقوم وهي مكونة من حروف الراء والقاف والميم وتم إضافة الياء إلى كلمة الرقيم،
والميم والواو في كلمة المرقوم لتضيف لهذه الخصائص والصفات.
فالرقم
هو ربط كل حدث أو شيء أو حالة أو أمر (الذِّكر) برمز أو بمجموعة رموز وبدمجه في
هذه الرموز يتحول (الذِّكر) والرمز لحالة أخرى تجمع ما بين (الذِّكر) والرمز في
كيان واحد.
ولتوضيح
ذلك بصورة بسيطة لو قلنا (محمد كان لديه خمسة تفاحات) هنا تم دمج التفاحة بالرقم
وجمعهما في كيان واحد من التعبير عنهم ويمكن نقل الخبر من مكان إلى مكان على
الحالة الجديدة دون الرجوع للحدث الأصلي وإنما يحمل هذا الرمز والدمج صورة أو نسخة
عن الحدث الأصلي، ومن هنا تأتي عملية النسخ الظاهر في حالة الرقيم والنسخ ببواطن
الأمور في حالة المرقوم.
ولنا
أن نعرف ونتعرف على الرقيم:
الرَّقِيمِ:
رَّ: ما
يربط أصل الذِّكْر أو أشباه من كافة أنواع الذِّكْر عُذْرًا أَوْ نُذْرًا
(مرئياً أو مسموعاً) والأحداث والأقوال والصور والفيديوهات وغيرها على صورة رقمية
(ترميز) ويُسمح من خلال هذه الصورة الرقمية (الترميزية) والأشباه من أصل الذِّكْرَ
الرقمية أن تشتهر وتنتشر وتوجد بعيداً عن مصدر حدوثها أو تخزينها وذلك بالتوفيق
بين هذا الذِّكْرَ والنظام الرقمي (الترميزي) فيكون الذِّكْرَ والنظام الرقمي
كأنهما شيئاً واحداً وهو أفضل طريقة لإتمام عملية الربط فيمكن من خلال هذا النظام تفشي الذِّكْرَ
وانتشاره وشهرته .
قِ: وذلك
النظام الرقمي (الترميزي) يتم من خلال استخراج صورة من أصل ومصدر الذِّكْر وإدماجها
مع أرقام الصياغة الرقمية في مرحلة تغيير للذِّكْر من حالته الحقيقية إلى حالة
أخرى مغايرة تماماً (إلى رموز) فيتحولا المندمجان لحالة الذَّر (الحدث + الرقم) وهي
حالة جديدة مختلفة كل الاختلاف عن حالتهما الأولى فرادى.
ي: وخروج
هذا الذَّر الرقمي (الترميزي) في مراحل خروج متعددة لتكون في حالة خروجها ووضوحها
شبيه للذِكر الأصلي فيكون على حالة أوضح وأنشط وأكثر تأثيراً وأغرب وأعجب فهي
النسبة الأكثر وضوحاً من الحدث فيمكن تكرار مشاهدتها أو سماعها أو قراءتها.
مِ: فيتم
جمع (الذِّكر أو الذَّر) وضمه وتداخله ووضعه في قالب تخزين واحد فيكون له في هذا
القالب مقام ومكان وميقات محل تخزينه (نسميه في زماننا الملف) بما يمكن من خلال
هذا القالب أو الملف استعادة خروج الذَّر أي الذِّكر من الحالة الرقمية
(الترميزية) في حالة أوضح وأنشط في صورة من أشباه الذِّكْرَ الأصلي،
ولكنها ظاهرية (تحمل ظاهر الذِّكر)
وهذه
العملية بكاملها هي الرَّقِيمِ، والبيانات بكل تفاصيلها التي هي أشباه الذِّكْر هي
في حالتها المتنقلة داخل هذا النظام على حالة الذَّر الذي يحمله هذا النظام ويخزنه
في قوالب هي في عالمنا الدنيوي نسميها أجهزة تخزين رقمية وسوف نستعرض ما هو الكتاب
المرقوم حيث أنه الصورة المُطلقة من الرقيم والنظام المقابل لهذا النظام الدنيوي
المحدود.
كِتَابٌ
مَرْقُومٌ:
لم يسبق الرقيم كلمة كتاب لأنه بشري ظاهري يحمل حالة
الظن بل يمكن التلاعب به، فهو من أهم حيل الشيطان لأنها محمولة على طاقة الجن بعكس
الكتاب المرقوم فمحمول بطاقة الملائكة.
فالـ
كِتَابٌ إطار ومحتوى ذو قوة وسلطان نتيجة تكتل وتوافق محتواه، فالسموات والأرض
كتاب يحملان قوة وسلطان طبيعة وقوانين التكوين التي تجعلهما على سنن واحدة
واستقرار دائم ما بقت السموات والأرض.
فمحتوى
الكتاب المرقوم هو نسخة من أفعالنا الدنيوية يمكن عودة بناء هذا الذِكر الدنيوي عن
هذا الإنسان والخلق أجمعين بما تم استنساخه من ميقات حياته الدنيوية بما يشمله من
كل تفاصيل حياته في مقامه ومكانه الدنيوي داخل ميقات حلوله الدنيوي موضح به كل
ركوع وصدود، فهو كتاب متكامل تام لكل حدث متوافق ومبين
فهو
مرقوم فيتم جمع وضم وتداخل الذِكر الدنيوي لكل إنسان في قالب واحد فيه كل حدث
بمقامه ومكانه وميقاته بتوافق بين تلك المكونات من الأحداث المختلفة والمتفرقة
وضبطها بترتيب ميقاتها ضبطاً تاماً في كتاب واحد، بربط صورة أصل الذِّكْر - كافة أنواع الذِّكْر عُذْرًا ونُذْرًا (مرئياً
و مسموعاً) حتى حديث النفس والتحكم في هذا الذِكر وبين أطرافه حتى لو بدون اتصال
حسي مادي ويسمح من خلال هذه الصورة والأشباه من أصل الذِّكْرَ أن يتم نسخها، وذلك
من خلال خروج صورة من أصل ومصدر الذِّكْر والحدث الدنيوي واستنساخها واندماجها مع
أرقام الصياغة الرقمية للذِكر من حالتها الدنيوية
إلى حالة أخرى مغايرة تماماً بجمع ووصل وضم خواص الحدث ظاهره وباطنه (ظاهر
وباطن الإنسان وكامل نيته بما حُصل من الصدور) فيكون الكتاب مُختزن فيه ليس ظاهر
الفعل فقط بل وباطنه (مثال: رجل يتصدق ولكنه رياء فيظهر من الكتاب المرقوم الحدث
وظاهراً منه هذا الرياء). فيتم جمع الذَّر الدنيوي من خلال الملائكة المكلفين وضمه
وتداخله ووضعه في قالب تخزين واحد (الكتاب المرقوم) فيكون له في هذا القالب مقام
ومكان وميقات محل تخزينه بما يمكن من خلال هذا القالب استعادة خروج الذَّر في حالة
أوضح وأنشط في صورة من ظاهر وباطن الذِّكْرَ .. فيمكن من خلال هذا الكتاب المرقوم
أن يوصل بين ضدين عالم الدنيا وعالم الآخرة ويوصل من خلال الرقيم بين ضدين
المستنسخ من أعمالنا الدنيوية بقالب الذَّر إلى نقيضه باسترجاع بقالب الذِكر وما
يحمله من ظاهر فعل الإنسان وباطنه ونيته فيكون ناتج استرجاع ما تم استنساخه نقياً
لكل حدث وكل ذِكر شخص وذِكر أُمة فيكون كل ناتج منه نسبة من كل موصول بهذا الكتاب
بلا اختلاط مع أحداث أخرى فهو مرقوم
ومن هنا يتضح الفروق الأساسية ما بين الكتاب المرقوم والرقيم
1-
الكتاب المرقوم: كتاب
كامل تام لكامل الحدث – الرقيم: شِق وجزء من صور الحدث.
2-
الكتاب المرقوم: يحمل
صورة الحدث بظاهره وباطنه – الرقيم: يحمل ظاهر الحدث فقط.
3- الكتاب المرقوم:
يحمل صور الحدث من عالم الدنيا إلى عالم الآخرة – الرقيم: يحمل صورة من الحدث من مكان إلى مكان أو من حال إلى حال
أو من موضع إلى موضع أو من ميقات إلى ميقات آخر داخل عالم الدنيا.
4-
الكتاب المرقوم: كتاب
كامل غير منقوص يحمل آلية عرضه – الرقيم: يحتاج ما يعرضه فيحتاج إلى وصل بينه وبين شيء آخر ليظهر
ما فيه (فما اسمه في القرءان كخاصية شاملة جميع طرق العرض).
تعليقات
إرسال تعليق