القائمة الرئيسية

الصفحات

كيف نهتدي إلى معنى الكلم بالقرءان الكريم (1) ؟!!!!














كيف نهتدي إلى معنى الكلم بالقرءان الكريم (1) ؟!!!!

يجب أن نفرق بين القول والكلم .. فقول الله تعالى محفوظ .. ولكن ما يتم تحريفه الكلم

فالكلم الإلهي هو المعنى الكائن بالذات الإلهية .. صاغ من كلماته قولاً بكتابه المنشور .. وأنزل كتبه السماوية وصاغ  لنا القرءان الكريم قول ننطق به وقد لا نعي ما به من كلم (معاني)  فيأتي أحدهم ليحرف الكلم رغم بقاء النص القرءاني كما هو بدون أي تغيير

 فكيف نهتدي إلى معنى الكلم بالقرءان الكريم ؟!!!!
سؤال نبتعد عنه بوسائلنا الدنيوية المحدودة سواء باللغة أو بالإدراك المحدود لمعاني الأسماء .. فنظل عالقين في منطقة توصلنا لمتاهة تنتهي بطريق مسدود .. بل تم تحريف كثير من معاني النصوص القرءانية وتحكمت الأهواء  والسلطة في كثير من المعاني الدخيلة على النص .. فقياس صحة القاعدة التي نعي بها الكلم القرءاني هو استمرارها في كشف ما هو كان خفياً عن إدراكنا دون تعارض مع السياق الجزئي والكلي بالقرءان الكريم

وفي سبيلنا لتوضيح الكيفية سوف نستعين كمثال تطبيقي لما جاء بقوله تعالى :
1- { وَإِذَا الْأَرْضُ مُدَّتْ (3) } (سورة الِانْشقاق 3)
2- { وَالْأَرْضَ مَدَدْنَاهَا } (سورة الحجر 19)
3- { وَالْأَرْضَ مَدَدْنَاهَا } (سورة ق 7)

ففي الآية الأولى تتكلم عن سياق الحدث في  يوم القيامة .. والثانية والثالثة تتكلم عن سياق الحدث في الحياة الدنيا .. عن لفظ قرءاني له جذر واحد هو الجذر (مدد)

إذن :
القاعدة الأولى : سياق الآية
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وإذا كان كما يقولون أن المعنى في الآية الأولى :
وإذا الأرض بُسطت وَوُسِّعت
وإذا كما يقولون أن المعنى في الآيتين الثانية والثالثة :
الأرض مددناها متسعة
والأرض وسَّعْناها وفرشناها
والأسئلة بعد عرض المعاني المتداولة الآن :
1- هل وعيتم من ذلك شيئاً ؟!!!!
2- هل الآية التي تتحدى علمنا الدنيوي المحدود تم اختزالها في هذا المعنى ؟!!
3- هل هناك فرق بين المعنيين ؟!!!
فهذا معنى يتكلم عن البسط والسعة والثاني يتكلم عن ذات المعنى
-------------------------------
وقد قال تعالى :
{ قُلْ لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الْإِنْسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هَذَا الْقُرْآنِ لَا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرًا (88) } (سورة الإسراء 88)

فالبعض انحرف بمفهومه أن التحدي في الآيات في اللغة وهي محاولة لإخضاع القرءان العظيم إلى لغة يتداولها البشر وأنطقهم بها خالقهم فسنوا لها قواعد بشرية لما أنطقهم به  .. ولم يفطنوا أن التحدي الحقيقي بين العلم المطلق وعلمهم المحدود .. 

ففي مثالنا الذي طرحناه فيه الكلمة مدد تكشف لنا بمشتقاتها قوانين الأرض في الدنيا ويوم القيامة مع اختلاف بسيط في تكوين الحروف لهذا المشتق من هذا الجذر .

فإذا كان السياق  في الآيات هو القاعدة الأولى لوعي كلمات القرءان
فتكوين حروف الكلمة المشتقة من جذرها تضع القاعدة الثانية .. فلا يوجد كلمة تتشابه مع أخرى سواء في البناء أو التشكيل ومن أنطقنا بها جعلها تحمل معنى مطلق لا ندركه في إستعمالاتنا الدنيوية المحدودة للكلمة

إذن :
القاعدة الثانية : التكوين الحرفي للكلمة القرءانية
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

إلا أن هناك لكل كلمة مشتقة تكوين للنطق بها جعل لها تشكيل يضع حرف وحرفان إضافيان للحرف الأصلي للكلمة مثل :
الضمة : تضيف للحرف عمق معنى حرف الواو
السكون : تعطي معنى الحرف الأصلي مع إبطاء حركته
الكسرة : تضيف للحرف عمق معنى حرف الياء
المد : تضيف طول حركته وتأثيره بقدر المد
الشدة : تضيف للحرف عمق معنى حرف الشين
تنوين فتح : تضيف للحرف عمق معنى حرف النون والألف
تنوين كسرة : تضيف للحرف عمق معنى حرف النون والياء

تنوين ضم : تضيف للحرف عمق معنى حرف النون والواو

إذن :

القاعدة الثالثة : تشكيل الحرف القرءاني
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ثم تأتي القاعدة الرابعة والأخيرة وهي كامل سياق القرءان وتكامل هذا السياق ..  فالأرض تم وصف تكوينها وطبقاتها في كثير من آيات القرءان .. مثل كيف طحاها ودحاها وكيف سطحت .. وغيرها توضح ما هو أعمق لفهم طبيعة المد في كل حالة ..

إذن :
القاعدة الرابعة : كامل سياق القرءان
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ولكن للقرءان ترتيل .. أي ارتباط بواقع تطبيقي متلاحم ومتواصل مع الحياة الدنيا حتى لو كان يتكلم عن شيء غيبي فله مثل دنيوي يقرب هذا المعنى فيزداد عمق المعنى بزيادة وضوح التطبيق الدنيوي .. فضرب الله الأمثلة بما هو دنيوي لإدراك الخصائص الجزئية وصولاً للخصائص الكلية .. فالقرءان يتدرج فيه العلم صعوداً من المثل المعلوم إلى المختزن إلى المطلق .. وهي عملية إسترشادية  فقط وليست قاعدة .. وهنا التدرج ما بين المعلوم والمُختزن والغيبي المطلق  .. يجعل القرءان دائما متجدد إستخراج ما أعمق في المعنى وليس إختلاف للمعنى الأصلي .. فالترتيل لعمق المعنى لكا مقام ومكان وميقات لذلك يظل الكتاب السماوي مقدس وليس مجرد كتاب يفقد عمقه كما الكتب البشرية


فكل قاعدة مما سبق توضح لنا عمق أكبر في المعنى على النحو التالي :
1-  سياق الآيات
2- الحرف بالكلمة القرءانية
3- تشكيل الحرف القرءاني
4- تكامل السياق القرءاني

والآن هل يمكن معرفة الفرق بين مشتقات مدد في الآيات التي ذكرناها :
 .. ولن ندخل في التفاصيل لكن سوف نضع الفروق فقط :

1-   في الحالتين الأرض مجموعة بكل مكوناتها في كل قالبها خاضعة لقوانين المد إلا أن تشكيل الضم والفتح على الميم يبين اختلاف في وضع قالب الأرض مُدَّتْ بالضم تبين حدوث تواصل وتداخل طبقات الأرض أثناء المد أما فتح الميم مَدَدْنَاهَا تبين استقلال كل طبقة وتآلف كل طبقة مع حركة المد مع الأخرى في انتظام وضبط وإنضباط تام

2-   الدال الأولى مُدَّتْ بالشدة والفاتحة توضح أن حركة المد تعطي صوراً وأشباه ومشتقات من القالب منتشرة بعيدة عن أماكنها الأصلية نتيجة هذا النوع من المد أي انتشارها بعيدة جداً عن طبقاتها .. أما الدال في الثانية مَدَدْنَاهَا تعطي حركة من الداخل للخارج منتظمة متآلفة منضبطة خاضعة لقوانين حركة منضبطة مع بعضها البعض من الداخل للخارج والسؤال ما نهاية هذا المد كيف ستوقف ؟!!! 

3-   تكرار الدال في الحالة الثانية مَدَدْنَاهَا توضح وجود قوة حركة ساكنة تواجه حركة المد للطبقات التي تحثها الدال الأولى من الداخل للخارج فتجعل الأرض ذات حجم ثابت عند نقطة تساوي القوتين من خلال حركة الأرض في مواجهة سرعتها في فلكها .. ولكن الحركة الساكنة المقابلة لحركة تمدد الأرض من الداخل للخارج لا يمكن أن تتوقف حالة التمدد وثبات الحجم والشكل إلا إذا كان قالب الأرض متحرك ليقابل ضغط الحركة الساكنة لسماء الأرض ومع ذلك سوف يحدث إنبعاج للأرض من الجهات الغير متعرضة لضغط مجال السماء  .. لذلك هذا لا يُحدث الانتظام إلا إذا كانت حركتها حول نفسها هذا بل توقف وفي ذات الوقت لها حركة لولبية أو ترددية من أسفل إلى أعلى ثم من أعلى إلى أسفل تجعل القطبين في حالة ثبات في التمدد .. فحركة الأرض في فلكها وحلاكتها حول نفسها وحركتها اللولبية يقابلها ضغط المجال التي تسبح فيهلبقائها بدون انبعاجها وتغير مناطق تمدداتها وثبات الشكل والحجم 

4-   التاء في الحالة الأولى مُدَّتْ توضح تمام حركة الانتشار وعدم عودتها لقالبها الأصلي أما باقي حروف الحالة الثانية مَدَدْ(نَاهَا).. توضح أن الحركة من الداخل وفي مقابلة القوة الساكنة تجعل قالبها نقي عن محيطها الساكن (سماءها) غير مختلطة متفردة في تأليف وضبط نقائها في سماءها من خلال حرف النون والألف .. و(ها) توضح أن الهيمنة الإلهية المطلقة على هذا المد والتأليف والضبط الإلهي من خلال قوتي الحركة في الفلك الخاص بالأرض هيمنة تامة مضبوطة ضبطاً تاماً 

إذن حالة التمدد الدائم لطبقات الأرض الناتجة من عملية الطحو والدحو .. أنتجت قوة تمدد من الداخل للخارج التي يقابلها قوة ضغط السماء الناتج من سرعة حركة الأرض تحافظ على حجم الأرض في نطاق معين يمنع انطلاق قوة التمدد وانفلات تلك الطبقات الأرضية وتداخلها مع بعضها البعض وانشطارها وانتشارها بعيدة عن قالبها الأصلي وذلك سوف يحدث إِذَا السَّمَاءُ فُرِجَتْ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وكلما تعمقنا في معنى الحرف بالكلمة القرءانية كلما وصلنا لعمق أكبر من المعنى


تعليقات