القائمة الرئيسية

الصفحات

كيف نهتدي إلى معنى الكلم بالقرءان الكريم (2) ؟!!!!


كيف نهتدي إلى معنى الكلم بالقرءان الكريم (2) ؟!!!!
في هذه الأجزاء الآتية  سوف نبدأ في تطبيق  القواعد الأساسية  التي تناولناها في  الجزء الأول في فهم ووعي القرءان الكريم  وهي :
1-                  سياق الآيات
2-                  الحرف بالكلمة القرءانية
3-                  تشكيل الحرف القرءاني
4-                  تكامل السياق القرءاني
 .. وسوف نضع مثالاً لتطبيق تلك القواعد كي نتعلم كيف نعي الكلم 
قال تعالى :
{ ن وَالْقَلَمِ وَمَا يَسْطُرُونَ (1) } (سورة القلم 1)

حار الكثير في فهم معنى حرف النون .. وما دوره في سياق الآيات .. فهنا السياق يتكلم عن ما يتبعه الرسول وأمته من نعمة أنعم الله تعالى عليه بها .. وما يتبعه من هم على الجانب الآخر من الرسالة الإلهية ويكفرون بها
والآن علينا معرفة ما هي معاني تلك الحروف في الآية
فما هو حرف النون ؟!!! :
فهو النقي الناتج عن ما هو موصول به فنأى ونفر وانتقل كنسخة أو نسلاً أو ناتج عن هذا الموصول به إلى مكان أو محل آخر بلا اختلاط مع أنداده وينسفهم وينهيهم ويقضي على كل ما يختلط به من أنداد لينفرد ويبقى متفرداً فيقوم بواجباته فهو نسخة من الأصل ففيه النقل والنحو والنزول
فهنا النون هو النقي الناتج عن أصل موصول به .. فما هذا الأصل الموصول به النون لنعي ما هذا النون ؟!!!!
ولو تأملنا الآيات سوف نجد أن الوصل موجود مع الأصل الذي هو الله تعالى والنون الحق المبين  .. الذي يصاغ في حياتنا الدنيوية من خلال وصله وضمه إلى القلم .. { ن وَالْقَلَمِ } .. فبينهما حرف الواو وتشكيله بالفتح
فما هو حرف الواو ؟!!! :
فهو للجمع والوصل بين ما هو باطن وما هو ظاهر وبين ضدين فيوقي أحدهم الآخر فيوصل بين بيئتين أو ساحتين مختلفتين فيتوسط بين ما لا رابط بينهم فيجعلهما كشيء واحد فهو واصل بين أطراف وسط بين حدود وسيلة بين غايات (فهو يوصل بين النون والقلم)
ولكن حرف الواو هنا بالفتح .. أي يضاف إليه عمق حرف الألف
فما هو حرف الألف ؟!!! :
هو حرف التأليف والضبط المستمر بين الأمور والأحوال والأشياء المتفرقة والمختلفة .. فهو لتأليف أمور الفقراء والذين بينهما اختلاف فتضبطهم ضبطاً تاماً فتحددهم وتظهرهم على غيرهم فتجعلهم شيئاً واحداً هو الأفضل والذي يؤنس به على غيرهم فيجعلهم الأفضل والأقصى 
...............................................
أي أن هناك وصل وجمع بين الحق الإلهي المطلق وهذا القلم .. وجاء الوقت للتعرف على حروف كلمة القلم
-----------------------------
والآن ما هو القلم الموصول المجموع بالنون ليكونا هما الأفضل على ما يسطرون ؟!!!!
فما هو تكوين حروف القلم ؟!!!!
قَ ... لَ ..... مِ
ما هو حرف القاف ؟!!! :
هو خروج شيء من أصل واندماجه مع آخر فيتحولا المندمجان لحالة أخرى لا يمكن لأي منهما الرجوع إلى حالتهما الأولى بحيث تزول آثار الحالة الأولى نهائياً فلا يبقى لها أثر وتنمو من داخل الحالة الأولى حالة جديدة مختلفة كل الاختلاف عن الحالة الأولى
والقاف هنا بالفتح أي يضاف إليها عمق حرف الألف وقد سبق شرحه
أي أن هناك اندماج بين النون والقلم وظهور ناتج وقالب دنيوي مختلف عن حالتهما في عالم الأمر ليتناسب الحق المطلق مع عالم الخلق
ما هو حرف اللام ؟!!! :
هو لتلاحم وتواصل ما قبله بنسيج حركة وساحة جديدة ومجال وأمور وأحوال وشخوص وأشياء جديدة لينقل حال إلى حال ومن عالم الأمر لعالم الخلق .. فهو اللام واللاصق واللاحم بين متفرقات أو مختلفات .. فهو يلف ويلبس شيء بآخر ويأخذ الشيء لمكان آخر ويلمه  
واللام هنا بالفتح أي يضاف إليها عمق حرف الألف وقد سبق شرحه
أي أن ناتج اندماج النون بالقلم سوف يتلاحم ويتواصل بنسيج حركة الخلق
ما هو حرف الميم ؟!!! :
هو جمع وضم وتداخل أشياء ووضعها في قالب واحد في مقام ومكان وميقات محل جمع الأمر فهي المكان والمحل والمنزل أو المقام الذي يحدد مكان حدوث الأمر أو الفعل فهي ما تحل محل ما قبلها
والميم هنا بالكسر أي يضاف إليها عمق حرف الياء
ما هو حرف الياء ؟!!! :
هو المرحلة أو العضو أو الشيء الأشد والأكثر تأثيراً من غيره والأنشط الغريب والطارئ بين نظرائها حيث يُخرج شيء من مصدره دون عودة فهو مرحلة تغيير ما سبقها أو ما قبلها أو تحل محله فهي النسبة الأكثر وضوحاً والأنشط والأكثر تحديداً في انتسابها فهي النسبة النشطة ففيه خروج ووضوح الشيء
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ولكن هنا
وَمَا يَسْطُرُونَ .. هي أيضاً في حالة وصل مع القلم .. وجذرها سطر ..
فما هو حرف السين ؟!!! :
هو أساسيات ومقاييس الحياة والأفعال .. وبلوغ مركز وعمق يوضع فيه الأمر بمركز الشيء أو الحالة أو النفس وعمقها ويُسيطر عليها من خلاله سيطرة تامة للتمكن من الانتقال من موضع إلى موضع ومن شيء إلى شيء  أو من حال إلى حال .. وهي السنن المُسخرة على سلوك من خلال قوانين الله فيها

وما هو حرف الطاء ؟!!! :
هو تطويع الحالة أو الأمر أو الشيء والسيطرة عليه وضبط حركته ونقله من نطاقه إلى نطاق آخر استعدادا لنقله لنطاقات أخرى أكثر تفصيلاً .. فهو يطمر غيره ويطوقه ويغطيه فيمكن تطويله وتطويعه وتحويره وتشكيله لأشكال تخالف الأصل

وما هو حرف الراء ؟!!! :
فهو لربط الأمور والأحوال والأشياء والتحكم فيها وبأطرافها حتى لو بدون اتصال سواء بالحس أو بالبصيرة .. فلا يسمح بقطع صلات الربط فيرقق الشيء القاسي والصلب دون أن يدعه ينفصل أو ينكسر فيجعل الشدة رفقة فيربط بين الجزيئات والمكونات عند تعرضها لمؤثرات فتتماهى مع هذه المؤثرات لتخفيف الضر لتحافظ على الرابطة حتى لو بأدنى علاقة ارتباط فيقوم بربط المفصول والمفكوك

وقد تناولنا من قبل حروف يسطرون بتشكيلها .. الياء والواو والنون .. الخ


والآن بعد هذا الشرح السابق للحروف المكونة للآية وتشكيل حروفها كيف نعي معنى  { ن وَالْقَلَمِ وَمَا يَسْطُرُونَ (1) } (سورة القلم 1)

قال تعالى :
{ ن وَالْقَلَمِ وَمَا يَسْطُرُونَ (1) } (سورة القلم 1)

فهنا نون جاءت مقدمة على القلم حيث أنها كل شيء  في عالم الأمر على حالته النقية  وعلى حالة الحق المطلق أنعم الله به لينتقل من خلال القلم من عالم الأمر  فإذا إنتقل من خلال القلم إلى عالم الخلق فيكون نسخة نقية من عند الله تعالى متنافرة مع أندادها مما يسطرون فلا تختلط بها .. أي أن نون هي كل نقي ما اندمج مع القلم ونتج عنه الكتاب المنشور بكل ما يحويه من السموات والأرض وما بينهما وما تحت الثرى وجميع المخلوقات على حالته النقية التي لم  – والكتب السماوية والقرءان)
حيث تم  الجمع والوصل بين باطن نون في عالم الأمر وما هو ظاهر منها في عالم الخلق من خلال القلم فوصل القلم  بين ضدين فوقي أحدهم الآخر فوصل القلم بين ساحتين مختلفتين فتوسط بين ما لا رابط بينهما فجعلهما كشيء واحد فكان واصل بين أطراف وسط بين حدود وسيلة بين غايات (فهو يوصل بين نون عالم الأمر ليتم صياغته في عالم الخلق) بتأليف وضبط مستمر بين هذا النقي المطلق بعالم الأمر وهذا القلم على أفضل حال يؤنس به في عالم الخلق 
حيث يخرج كل نقي مطلق من عالم الأمر وباندماجه مع القلم فيتحول المندمجان لحالة أخرى لا يمكن لأي منهما الرجوع إلى حالتهما الأولى بحيث تزول آثار الحالة الأولى نهائياً فلا يبقى لها أثر وتنمو من داخل الحالة الأولى حالة جديدة مختلفة كل الاختلاف عن الحالة الأولى فيكون عالم المادة
فهذا القرءان الكريم جاء به الحق المطلق من عالم الأمر وكان قالبه في الدنيا كتاب على الهيئة الدنيوية ليتلاحم ويتواصل كنسخة نقية من قول الحق  بنسيج حركة وساحة الخلق لينقل هذا المُطلق من عالم الأمر لعالم الخلق .. فيجمع ويضم كل مُطلق ويجعله متداخل مع بعضه البعض ويضعه في قالب واحد قالبه في عالم الخلق (الكتاب) ويجعل  له مقام ومكان وميقات محل جمع هذا المُطلق النقي حيث يُخرج الكتاب النقي ويتنزل  من مصدره في عالم الأمر بإندماجه بالقلم  دون عودة في مرحلة تغيير ما سبقه من رسالات ما قبله أو يحل محلها فيكون في حالة ظهوره النسبة الأكثر وضوحاً والأنشط والأكثر تحديداً فتكون النسبة النشطة فمن خلال القلم يكون خروج ووضوح هذا المُطلق النقي .. وهكذا الكتب السماوية كل مرحلة من الرسالات تكون لها مقام ومكان وميقات فتكون هي الأنشط عن سابقتها أو ما قبلها والأوضح والأكثر تحديداً المتنافرة مع ما يسطرون ويعتقدون على خلافها
وهذا القلم كما هو أداة الوصل أيضاً التي تمكن البشر من الوصل والتواصل مع عالم الخلق بوضوح الأشياء لهم في عالم المادة فيأخذوا من عالم المادة وما فيه من أساسيات ومقاييس الحياة والأفعال الظاهرة منها كتابهم ببلوغهم مركز وعمق من العلم الدنيوي فيضعوه كقانون لحركتهم في الدنيا في محاولة لتطويع هذا المعرفة الظنية فتسيطر عليهم وعلى نفوسهم فيضبطوا أمورهم مع هذا العلم الظني الذي يُسَطروه وينتقلوا به من  نطاقه إلى نطاق آخر من المعرفة استعدادا لنقله لنطاقات أخرى أكثر تفصيلاً  مع تقدم مركزهم وعمقهم من العلم الدنيوي المحدود إلا أنها تظل مخالفة لأصل النون فيربطوا أمورهم وأحوالهم الدنيوية بكتابهم وعلمهم الظني  ولا ينفصلوا عن علمهم الظني فيحاولون الوصل بين جزيئاته الغير مترابطة وينفروا عن الأصل كتاب الله مفتونين بما يسطرون  

فكانت المقارنة بين الحق المطلق والظني بالآية .. وكان التأكيد في صواب الاختيار في العلم المطلق وتحدي هؤلاء المفتونين بقوله تعالى :
{ مَا أَنْتَ بِنِعْمَةِ رَبِّكَ بِمَجْنُونٍ (2) وَإِنَّ لَكَ لَأَجْرًا غَيْرَ مَمْنُونٍ (3) وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ (4) فَسَتُبْصِرُ وَيُبْصِرُونَ (5) بِأَيِّيكُمُ الْمَفْتُونُ (6) إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ (7) } (سورة القلم 2 - 7)

فهنا النون كل علم إلهي مطلق أنعم الله به على عباده في عالم الخلق

{ ن وَالْقَلَمِ وَمَا يَسْطُرُونَ (1) } (سورة القلم 1)
بما كتبه القلم بأمر الله تعالى في الكتاب المحفوظ كان الكتاب المنشور الذي امامنا وكانت السماوات والأرض وما بينهما في إنتظام ساجدين لله مسبحين وكان كذلك الكتب السماوية والقرآن الكريم الذي بين ايدين
ا فهن أم الكتاب فهذا هو العلم الإلهي النقي بلا إختلاط مع علوم ظنية من نتاج إستنتاجات البشر المحدودة والتي استنبطوها بعيداً عن كتب الله تعالى وكتبه فهذا الذي دونه من علم هو (ما يسطرون) فلا يختلطان فما كتبه القلم يتنافر مع ما يسطرون وينسف علومهم الظنية فكلما وجدوا علماً وقانوناً بهذا العلم الظني وجدوا من بعدها سقوطاً لهذا القانون لعدم الإحاطة الكاملة بهذا العلم الإلهي قكتاب الله فوق كل علم دنيوي محدود مما يسطرون .. فكتاب الله هو نعمة من عند الله لتصحيح مفاهيمهم المغلوطة مما سطروا بأيديهم بعيداً عن العلم المبين

تعليقات