القائمة الرئيسية

الصفحات






إِنَّا أَنْشَأْنَاهُنَّ إِنْشَاءً
قال تعالى :
{ فِي سِدْرٍ مَخْضُودٍ (28) وَطَلْحٍ مَنْضُودٍ (29) وَظِلٍّ مَمْدُودٍ (30) وَمَاءٍ مَسْكُوبٍ (31) وَفَاكِهَةٍ كَثِيرَةٍ (32) لَا مَقْطُوعَةٍ وَلَا مَمْنُوعَةٍ (33) وَفُرُشٍ مَرْفُوعَةٍ (34) إِنَّا أَنْشَأْنَاهُنَّ إِنْشَاءً (35) } (سورة الواقعة 28 - 35)
فكل النعم السابقة بالآيات .. لها بعض الصفات الخاصة وسوف نبدأ بصفة النشء فهي كلمة المصدر.. وهنا سوف نبدأ بكلمة المصدر النشء لتعريفها كما يلي :

ن : النشء .. وجود شيء نقي ناتج عن أصله نسبة من هذا الأصل الموصول به بلا اختلاط مع الأصل الذي هو منه يقوم بواجباته دون حاجة للأصل

ش : النشء .. فهو صورة أخرى من أصل أو أشباه أو شكل أو شق من الأصل ويُسمح من خلال هذا الشق المٌنشأ من الأصل أن يوجد بعيداً عن الأصل وتفشيه وانتشاره بصور متعددة وكثيرة كأنه الأصل


ء : النشء .. هذا الشق من الأصل يتعدد وينتشر بعيداً عن أصله من خلال تأليف وضبط مستمر بين أحواله وأموره المختلفة وأصله فتنضبط انضباطا تاماً كأن هذا الإنشاء المتعدد والمنتشر والأصل شيئاً واحداً وهو الأفضل وفي أقصى مؤانسة به
ــــــــــــــــــــــــــــــ
خصائص النشء :
ــــــــــــــــــــــــــــــ
النشء : شيء نقي ناتج عن أصله
النشء : ينتج كنسبة من أصله
النشء : لا يختلط مع أصله الذي هو منه
النشء : يقوم بواجباته دون حاجة للأصل الذي هو منه
النشء : هو صورة أخرى من أصل أو أشباه أو شكل أو شق من الأصل
النشء : يتفشى وينتشر بعيداً عن الأصل الذي هو منه
النشء : هو الأفضل لقياس وحمل الصفة الكاملة للأصل في أقصى ضبط مهما تعدد النشء وانتشر


هكذا يمكن وعي  كلمات القرءان التي تحمل صفة الإنشاء
ونحن هنا نريد أن نعي قوله تعالى  :
{ إِنَّا أَنْشَأْنَاهُنَّ إِنْشَاءً (35) } (سورة الواقعة 35)

فنعم الله في الجنة لها صفة الإنشاء من أصل وهناك تأكيد لهذا الإنشاء كل مرة أي أنه ليس هناك أطوار بعد النشأة الأولى .. فكل مرة وكل صورة من الأصل هي كأنها نشأة أولى من الأصل نشأة كاملة تامة
فجاءت كلمة (أَنْشَأْنَاهُنَّ) أي الله تعالى ألف وضبط أمور الإنشاء للنعم في شق من الأصل منتشر بين أهل الجنة من خلال صور الإنشاء المتعددة هي ذات الأصل بنقائها في ضبط مستمر بين الأصل والمنشء منه كأنهما شيئاً واحداً .. لكل ما هو منتشر من صور الإنشاء تقوم بواجباتها دون حاجة لأصلها أو أشباهها المنتشرة .. هذا الانتشار والتعدد الذي أنشأه الله تعالى من أصل النعم هيمن الله تعالى عليه هيمنة تامة لبقاءها على ذات نقاء الأصل

ثم جاءت كلمة (إِنْشَاءً) لتأكيد طبيعة الإنشاء  الخارج في كل مرة من الأصل حامل ذات نقائه والقدرة على الإنتشار بعيداً عن أصله في كل مرة كونه إنشاء كأول مرة دون أطوار مكتمل لا يحتاج لنمو أو فترة إعداد

فإذا طلب المؤمن النعمة بالجنة ببصيرته سِدْرٍ مَخْضُودٍ وَطَلْحٍ مَنْضُودٍ وَظِلٍّ مَمْدُودٍ  وَمَاءٍ مَسْكُوبٍ  وَفَاكِهَةٍ كَثِيرَةٍ وَفُرُشٍ مَرْفُوعَةٍ
فيٌنشأ له من أصولها المتعددة  صورة أو شق منها مجتمعة  في شق كامل متناغم متآلف فيما بينها رغم أن أصولها متعدد ليتناولها أو يستمتع بها هذا المؤمن فيكون فيها وله هو بكامل صفاتها وإن كانت بعيدة عن أصولها منتشرة ومتفشية من حوله بلا اختلاط مع أصلها في كل مرة يطلب النعم تكون كنشأة أولى حاملة الصفات الكاملة للأصل نشأة كاملة تامة بمجرد طلبها مهما اختلف الطلب وتنوع .


تعليقات