القائمة الرئيسية

الصفحات



الْخُنَّسِ الْجَوَارِ الْكُنَّسِ

قال تعالى:

{فَلَا أُقْسِمُ بِالْخُنَّسِ (15) الْجَوَارِ الْكُنَّسِ} (سورة التكوير 15 - 16)

مصادر الكلمات

الْخُنَّسِ: كلمة المصدر (خنس) ومن مشتقاتها الخَنَّاسِ

الْجَوَارِ: كلمة المصدر (جري) ومن مشتقاتها الجاريات ومجريها

الْكُنَّسِ: كلمة المصدر (كنس) ولا يوجد لها مشتقات بالقرآن الكريم

والسياق بعد ذلك يتكلم عن الليل الذي يكشف عن السماء وتفاصيلها وكلما يقبل الليل ويشتد يكون كاشفًا موضحًا لما هو أعمق في السماء من نجوم وكواكب، والصبح إذا تنفس، الذي يكون تفعيله وتفاعله على الليل كفعل التنفس في الرئة حيث يبدأ بغلاف الأرض ثم تتداخل للمناطق المكشوفة ثم تدخل إلى الشعب وثم ثقوب النوافذ وصولاً لثقوب الجحور، وكأن الصبح يتنفس الهواء بالرئة وصولاً لأبعد عمق فيفرق الظلام ويهزمه ويقضي عليه وينهيه رغم عدم وجود أشعة شمس مباشرة في بداية الصبح ويكون الانتشار بالشُعب كشهيق ثم انسحاب الضوء من الشقوق الصغيرة ثم الكبيرة وصولاً لانسحاب الضوء في كامل الغلاف وحلول الليل فبذلك يكون بمثابة الزفير.

وعلى حسب السياق في قوله تعالى:

{فَلَا أُقْسِمُ بِالْخُنَّسِ (15) الْجَوَارِ الْكُنَّسِ (16) وَاللَّيْلِ إِذَا عَسْعَسَ (17) وَالصُّبْحِ إِذَا تَنَفَّسَ} (سورة التكوير 15 - 18)

الْخُنَّسِ هي ذاتها الْجَوَارِ الْكُنَّسِ فليس بينهما حرف الواو أو الفاء تحمل خصائص لا مرئية ولكن هي من أساسيات عالم المادة، ولكن الواو جاءت مع عسعسة الليل وتنفس الصبح لبيان أهميتها فهناك وصل بين الْخُنَّسِ الْجَوَارِ الْكُنَّسِ وعسعسة الليل وتنفس الصبح فبدونها لن يعسعس الليل ولن يكشف عن أسرار السماء ونور القمر والنجوم، وبدونها لن ينتقل ضوء الشمس إلينا في المجال المُعتم بين السماء والأرض، بل وانتشاره يتوقف على وجودها فهي الجزء غير الملموس من عالم المادة الخفي الناقل للطاقة من بيئة أو نطاق إلى بيئة أو نطاق آخر ليس بينهم اتصال في حالة غير مرئية.

فماذا قالوا عن الخنس والجوار الكنس: قالوا النجوم المختفية أنوارها نهارًا، الجارية والمستترة في أبراجها.

والآن دعونا نتعلم خصائصها من خلال الحرف القرآني:

الْخُنَّسِ

الْخُنَّسِ (خُ): شيء غير مادي في عالم المادة لدخول الضوء أو النور أو الطاقة بها والخلو والاختفاء بداخلها أي لعمق خفي فيها فيخوي الضوء أو النور من المكان فهي تجمع بين خاصية حمل الضوء أو النور في شكل طاقة في باطنها أو ظهور الطاقة في الوضع غير الخانس، فهي الناقل لجميع أشكال الطاقة اللامرئية، فتوصلهم من بيئة مصدر الطاقة إلى بيئة أو نطاق آخر فتكون وسط بين ما لا رابط بينهما فيوصل بين نقائض فمثلاً يمكن أن يوصل نور النجوم والقمر من السماء إلى الأرض أو ضوء الشمس من السماء إلى الأرض فهي اللامادة التي توصل بين أطراف ضوء أو نور أو طاقة وطنت فيها.

الْخُنَّسِ (نَّ): نتاجها في الوضع الخانس نوع نقي عن مصدر الطاقة ذاته فهي تحمل صورة أخرى من مادة المصدر للطاقة فتتحول فيها إلى اللامادة وتحمل نسبة من طاقة المصدر، تلك النسبة من الْخُنَّسِ متنافرة عن مصدر الطاقة ونأت عنه فتعطي الْخُنَّسِ نسخة من طاقة المصدر فتكون الْخُنَّسِ فيها خاصية النقل والنحو والنزول لتلك النسبة المتنافرة من الطاقة فتكون بها صورة أخرى من أصل الطاقة أو أشباه أو شكل منها في الفراغ الافتراضي فمن خلال الْخُنَّسِ يمكن أن يوجد الضوء أو النور أو الطاقة لتسبح من خلالها بعيداً عن مصدرها فتفشيها وتنشر الطاقة في كل مكان فهي صورة من المادة الأصلية  على هيئة لا مادة فتصبح الْخُنَّسِ والنسبة المحمولة عليها من الطاقة كأنهما شيئًا واحدًا.

الْخُنَّسِ (سِ): هي بحملها الضوء أو النور أو الطاقة كنسبة من مصدرها فتكون كمقياس من النور أو الضوء أو الطاقة في اللامادة تلك الْخُنَّسِ حيث تبلغ تلك النسبة مركز وعمق الخُنَّس فتسيطر عليها سيطرة تامة وتحولها إلى طاقة تمكنها من الانتقال من مكان إلى مكان ومن موضع إلى موضع فهي من السنن المسخرة على سلوك واحد وعلى قوانين الله فيها، فتكون في مرحلة حملها لتلك الطاقة أكثر نشاطاً وأكثر تأثيراً فيها تخرج الطاقة من مصدرها دون عودة فهي الأصغر والأنشط والأخطر والأغرب والأعجب في عالمنا المادي لأنها تتحول إلى صورة من صور الإشعاع الخانس.

الْجَوَارِ الْكُنَّسِ

الجَوَارِ: عموماً هي شبيهة بأمواج البحر من حيث مساراتها وقوة اندفاعها، وليس الفُلك كما يقول البعض وكذلك الجاريات هي مسارات في الحاملات التي تخزن أحجام كبيرة من الذِّكر على شكل من أشكال الطاقة المغناطيسية في داخل جاريات، بها مقسمات أو ما نسميه قطاعات داخل مسارات.

وكما وضحنا من قبل خصائص الْخُنَّسِ وكيف أنها اللامادة الحاملة للطاقة وكيف وجدنا ترتيلها من خلال علوم زماننا وكيف أننا نُعبر عن موجات ومسارات لها أطوال معينة، فسوف نكمل تلك الخصائص الْجَوَارِ الْكُنَّسِ لنكتشف عنها ما هو أكثر تفصيلاً.

جَ: الْجَوَار: جامعة لمكونات متفرقة من المكونات من أنواع الإشعاع أو الموجات لتصير ومكوناتها من موجات وطاقة واحداً أو كناتج إشعاعي واحد فهي جلال الموجة وكمال ظهورها وتمامها في أشد حالاتها إجمالاً فتجليها في حيز وأبعاد وكينونة دون اختلاط بغيرها من أنواع الإشعاعات الأخرى، هذا الحيز بتآلف وضبط مستمر بين مكونات الضوء المتفرقة والمختلفة فلها وسط وحيز.

وَ: الْجَوَار: فهي تجمع وتوصل وتضم خواص داخلية وخارجية ظاهرة وباطنة، مثل الحقل المغناطيسي كباطن والطاقة كظاهر لتلك الموجة لتوصل بين ضدين وتوقيهم وتخفيهم جميعاً وتصدر الضوء كشيء جامع واحد فتوصل بين ساحتين وبيئتين مختلفتين أي بين بيئة مصدر الإشعاع وبيئة الحيز المحيط المجاور لها فتجري فيه، فتتوسط بين ما لا رابط بينهم كنقائض فتوحدهم  وتوصلهم ببعضهم البعض وتجعلهما كشيء واحد فتوصلهم لغير مكانهم أو غير اتجاههم الأصلي.

ا: الْجَوَار: بتآلف وضبط مستمر بين أمور وأحوال الحقل الموجي والطاقة المتفرقة ألا وهو ناتجها من أنواع الإشعاعات والضوء.

رِ: الْجَوَار: فتربط أمور وأحوال المتفرقات من أنواع الحقل الموجي والطاقات المختلفة والمجموعة والمضمومة إليها وتتحكم فيها وبأطرافها حتى لو بدون اتصال مادي فتربط بينهم وتُرسل بين أطرافها فلا تسمح بقطع الصلات بينها وبينهم فترقق مساراتهم دون أن تدعهم ينفصلوا عنها أو تنكسر من خلالها فتحافظ على ترابطهم، فتتماهى في حركتها مع حركتهم ومع المؤثرات التي تؤثر عليهم والتي تسبب بعض الانحرافات لتخفيف الضرر فتحافظ على الرابطة ولو بأدنى علاقة فهي الْجَوَارِ الْكُنَّسِ الجزء النشط والأشد تأثيراً على تلك المكونات الإشعاعية حيث تخرج تلك المكونات من حالتها الأولى الخانسة دون عودة لما كانت في مراحل تتابعية لخروج الإشعاعات الضوئية منها وتحول تلك المكونات الإشعاعية ليحل محلها الضوء، فالضوء يكون النسبة الأكثر وضوحاً والأنشط أثناء تماهي الْجَوَارِ الْكُنَّسِ أثناء ما تواجهه من مؤثرات مثال الغلاف الجوي.

كُ: الْكُنَّسِ: فهي صفتها إطار متوافق ما بين الحقل والطاقات المحمولة عليه  ومحتواها ذو قوة وسلطان من تكتل وتآلف وتوافق خواصها الظاهرة والباطنة من الحقول المغناطيسية والطاقة المحمولة عليها تجعلها يمكن أن تحمل النقائض ما بين الحقل المغناطيسي والطاقة ويمكن أن توحد بين المتفرقات الإشعاعية المختلفة والضوء المتفرق منها، ويمكن بها استرجاع الحالة من شعاع إلى شعاع يحمل ضوء فيصبح محتواها في عملية تبادلية، وعودة بناء تلك الحالة المتضادة فهي كابحة لمقدارها وكتلتها وكينونتها فهي مقداراً ثابتاً كامل كاف في الحيز تتصدى للتغيير ولا تنضغط لذا تبقى على إطارها ومحتواها بعد إزالة مصادر الطاقة عنها وبدونها لا يمكن أن يحدث هذا التحول للحالة ما بين الضوء والظلام والتجانس بينهما وإمكانية وجود النقيضين معًا.

نَّ: الْكُنَّسِ: هذا الاسترجاع للحالة ما بين شعاع حامل للطاقة وشعاع مضيء  أي ما بين الحالة الخانسة والحالة الجارية أي ما بين الحالة المظلمة والحالة المضيئة، يكون من خلال هذا الإطار الموجي الخاص بالخنس الجواري الكنس الذي بها قوة وسلطان وقوانين وسنن تجعلها تنتج نوع نقي عن الضد مع كل بناء لحالة منهما فتكون نتاجها الظلام النقي عن الضوء ونتاجها الضوء النقي عن الظلام بلا اختلاط بينهما نازعة لنقائهما في كل حالة متنافرة مع هذا الضد أو الند وتنهيه ليبقى أحدهما متفرداً فيقضي على كل ما يختلط به من هذا الضد فيعطي نسخة من الضوء أو الظلام وأشكال ودرجات منهما وتعمل على تفشيها وانتشارها في صورة أخرى من أصلهما فهي تقوم بضبط مستمر لأحوال ظهور الفرقاء الضوء والظلام فتجعلهم كأنهم شيئاً واحداً في ضبط ظهورهما على حسب المؤثرات المحيطة بالخنس الجواري الكنس.

سِ: الْكُنَّسِ: تلك القوة والسلطان والقوانين الإلهية التي توجد بتلك الخنس ألا هي الموجات المغناطيسية والتي تعيد بناء حالة وقالب الصبح على الليل والعكس، فتلك المراحل لاسترجاع الحالة المضادة هي المرحلة الأكثر تأثيراً في الحياة ومن أساسيتها فهي المركز والعمق الذي توضع به قوانين الاسترجاع للحالة والتي تسيطر عليها سيطرة تامة لاسترجاعها فتنتقل بين الظلام والضوء على سلوك واحد مستمر وفقاً لهذه القوانين الإلهية فيها (كالتنفس شهيق وزفير) فتلك القوانين تسترجع النسبة النشطة من الضوء أو الظلام فيعسعس الليل ويتنفس الصبح.

إذن نحن هنا أمام ما تعارف عليه العلم الظني بأنه الموجات المغناطيسية الحاملة للطاقة وهي طبقاً لتعريفها من خلال الحروف هي كائنة وموجودة في كل الحالات ما بين حمل الطاقة فتخنس فيها وانتشار الطاقة منها نتيجة مؤثرات أثرت فيها فتصير على حالة جواري كُنس نشطة، فهي في كل الحالات موجودة في كل جزء من الكون، فلنرى من وجهة نظر العلوم الظنية وسوف نعرض هنا أهم المعلومات العلمية عنها:

الإشعاع الكهرومغناطيسي طبقاً للنظرية العلمية:

- الإشعاع الكهرمغناطيسي هو انتشار الموجات الكهرومغناطيسية بمكوناتها الكهربائية والمغناطيسية في الفضاء، ويتم هذا الانتشار مع اهتزاز المجالين الكهربائي والمغناطيسي بحيث يتعامدان على بعضهما البعض أي يشكلان زوايا قائمة مع بعضهما وعلى اتجاه الانتشار. كما تقوم الموجات الكهرومغناطيسية بنقل الطاقة من خلال انتشارها في الفراغ أو في المواد الشفافة مثل الزجاج، وتختلف الموجات الكهرومغناطيسية تمامًا عن موجات الصوت، فموجات الصوت تعتبر موجات ميكانيكية تحتاج إلى وسط مادي للانتشار فيه مثل الهواء والماء والمعادن وغيرها.

- أما الموجات الكهرومغناطيسية مثل الضوء فهي لا تحتاج لوسط مادي لتنتقل فيه، فأشعة الشمس على سبيل المثال تصلنا بعد انتشارها الفراغ وكما يصلنا ضوء النجوم البعيدة.

بعد أن توصل الإنسان لتوليد الموجات الكهرومغناطيسية سخرها للكثير من استخدامات التكنولوجية مثل: الراديو، والتلفزيون، والرادار، والهاتف المحمول وغيرها، كذلك بالنسبة لتكنولوجيا الاتصال بين الأرض ورواد الفضاء، والمركبات الفضائية المتحركة التي يرسلها الإنسان إلى كواكب المجموعة الشمسية، كل هذه الاتصالات تتم بواسطة الموجات الكهرومغناطيسية.

- الإشعاع الكهرومغناطيسي أو الموجات الكهرومغناطيسية أو الموجة الكهرطيسية هو أحد أشكال الطاقة تصدره وتمتصه الجسيمات المشحونة، والتي تظهر سلوك مشابه للموجات في سفرها خلال الفضاء.

- يحمل الإشعاع الكهرومغناطيسي طاقة مستمرة عبر المكان بعيدًا عن المصدر، تدعى أحيانًا «طاقة إشعاعية»، (لا ينطبق الوضع على جزء الحقل القريب من المجال الكهرومغناطيسي)، ويحمل أيضًا زخم حركة وزخم زاوي، ومن الممكن لهذه الطاقة وزخم الحركة والزخم الزاوي أن تنتقل للمادة التي تتفاعل معه.

- ينتج الإشعاع الكهرومغناطيسي من أشكال أخرى من الطاقة عند تشكله ويتحول إلى أشكال أخرى من الطاقة عند فنائه.

- يصنف الإشعاع الكهرومغناطيسي وفقًا لتردد موجته، ويتكون الطيف الكهرومغناطسي وفقًا لتزايد التردد وتناقص الطول الموجي من الموجات الراديوية، تليها الموجات الصغرية، تليها الأشعة تحت الحمراء، يليها الضوء المرئي، يليه الأشعة فوق البنفسجية، تليها الأشعة السينية، وأخيرًا أشعة غاما. تبدي أعين العديد من الكائنات حساسية لنافذة صغيرة ومتغيرة نوعًا ما من ترددات الإشعاع الكهرومغناطيسي تدعى الطيف المرئي.

تعليقات