القائمة الرئيسية

الصفحات




قالوا عنه مكان حصين وقالوا عنه رحم النساء ولكننا أمام لفظ قرءاني يتعدى ظاهر المكان لذلك جاء بلفظ مغاير للتسمية الظاهرة ولا يجب أن نتعامل مع كلمات القرءان بهذا القدر من السطحية فقد قال تعالى :
{ ثُمَّ جَعَلْنَاهُ نُطْفَةً فِي قَرَارٍ مَكِينٍ (13) ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظَامًا فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْمًا ثُمَّ أَنْشَأْنَاهُ خَلْقًا آخَرَ فَتَبَارَكَ اللهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ (14) } (سورة المؤمنون 13 - 14)
{ أَلَمْ نَخْلُقْكُمْ مِنْ مَاءٍ مَهِينٍ (20) فَجَعَلْنَاهُ فِي قَرَارٍ مَكِينٍ (21) إِلَى قَدَرٍ مَعْلُومٍ (22) فَقَدَرْنَا فَنِعْمَ الْقَادِرُونَ (23) } (سورة المرسلات 20 - 23)

---
مصدر كلمة قرار .. (قرر)  ومصدر مكين .. (مكن)
هنا القرار المكين قد يتبادر للذهن المكان .. ولكنه صفة الحيز والتغيرات التي تحدث في هذا الحيز  فالحيز النهائي للماء المهين  يختلف عن حيز النطفة 

و (في) .. تشير لما فارق وخرج من أصل تواجده لينشط ويحدث له تغيرات تكون على خصائص قَرَارٍ مَكِينٍ ..

قَ : قَرَارٍ .. خروج الشيء (النطفة على سبيل المثال) واندماج مادتي الرجل والمرأة (الحيوان المنوي والبويضة) بتأليف وضبط مستمر بينهما وضبط أحوالهما ضبطاً تاماً حتى يصبحا شيئاً واحداً ليتحولا لحالة جديدة لم تكن مُدركة من قبل حيث تزول حالتهما الأولى نهائياً ولا تبقى لها أثر وتظهر حالة جديدة ألا وهي النطفة

رَ : قَرَارٍ .. هذا الدمج يتم من خلال ارتباط  بين الحيوان المنوي والبويضة فتم التحكم بها وبجزيئاتها فرقق مكوناتها وربط بين جزيئاتها

ا : قَرَارٍ .. بتأليف وضبط مستمر لأمورهما وأحوالهما المختلفة ضبطاً تاماً حتى أصبحا قالب واحد (نطفة)

رٍ : قَرَارٍ .. أتبعها عدة ارتباطات متكررة أكثر تفصيلاً ومتغيرة لما هو أعمق بها حيث ترابطت جزيئات دقيقة فيها (مثل ترابط الأحماض الأمينية بالشريط الوراثي لكل منهما)  بتحكم صفة على أخرى وتماهي الصفة المقابلة لها وهي المرحلة الأكثر تعقيداً والأكثر نشاطاً وتأثيراً بعملية الاندماج حيث يحمل الناتج نسبة من أصلي الرجل والمرأة فهي المرحلة الأخطر والأغرب والأعجب حيث هي مرحلة بنهاية عمليات الارتباط والدمج  تخرج وتتضح العلقة من تلك النطفة
-----
هذا الدمج الناتج من عملية ارتباط الحيوان المنوي والبويضة ثم ارتباط أكثر تفصيلاً بين جزيئاتهم الأكثر تفصيلاً خصائصه أنه مَكِينٍ ..

مَ : قَرَارٍ مَكِينٍ .. أي يتم بجمع وضم وتداخل ما بين الحيوان المنوي والبويضة ووضعهما في قالب واحد في مقام ومكان داخل البويضة وميقات معين محل حدوث الدمج والاقتران بين المكونات والجزيئات وتفاعلهما ومفاعلتهما في تأليف وضبط مستمر بين مكوناتهما المختلفة حتى يصبحا قالباً واحداً ويصبح كل شيء فيها مكان لصفة تحل محل صفة كانت موجودة في قالبي الرجل والمرأة

كِ : قَرَارٍ مَكِينٍ .. فيتكون من خلال هذا الجمع والضم والتداخل للصفات إطار ومحتوى ذو قوة وسلطان (قانون التكوين) من تكتل لتلك الصفات وتآلف وتوافق من خلال قالب (DNA) يمكن من خلاله إعادة بناء تلك الصفات في كتلة وكينونة وتكون الصفات في تلك الكتلة ثابتة ولها مقدار معلوم كماً وكيفاً

ي : قَرَارٍ مَكِينٍ .. فمرحلة تغير ناتج الصفة الناتج عن الجمع والتداخل بين صفات الرجل والمرأة ووضوح الصفات المتغيرة على حسب سيطرة أحدهم وتماهي الأخرى هي المرحلة الأكثر تأثيراً والأعجب والأغرب في إعادة بناء الصفات ضمن كتلة وكينونة 

نِ : قَرَارٍ مَكِينٍ .. فيكون الناتج من عمليات الدمج والارتباط  بين جزيئات الحيوان المنوي والبويضة والجمع والضم والتداخل والمفاعلة بين جزيئاتهما وصفاتهما وجمعهم في إطار ذو قوة وسلطان (قانون التكوين) لخروج الناتج النقي الجسدي بمراحل إعادة البناء المختلفة الذي يحوي نسبة من كل ما هو موصول به (من الأب والأم) نازع لنقاء الصفات الجديدة فتكون الصفات الجديدة هي الأقوى  فيعطي نسخة ونسلاً ونتاجاً من أصله  (الأب والأم)
------------------------
وبعد هذا العرض السابق .. تعالى نستعرض كمية الخصائص التي أعطتنا الكلمات والتي لا تحتاج لمعلومات علمية لمعرفتها وسوف نزيل جميع الكلمات العلمية منها .. لنعي الخصائص القرءانية بمعنى الحرف القرءاني فقط
1-    خروج شيء من الرجل واندماجه مع شيء لدى المرأة
2- يتم تأليف وضبط مستمر بين المادتين محل الاندماج وضبط أحوالهما ضبطاً تاماً حتى يصبحا شيئاً واحداً
3- ليتحولا لحالة جديدة لم تكن مُدركة من قبل حيث تزول حالتهما الأولى نهائياً ولا تبقى لها أثر وتظهر حالة جديدة ألا وهي النطفة
4- هذا الدمج يتم من خلال مادة الرجل والمرأة كمرحلة أولى فتتحكم مادة الرجل بمادة المرأة
5- تسيطر وتهيمن مادة الرجل على مادة المرأة وعلى جزيئاتها فترق مكوناتها  بتأليف وضبط مستمر لأمورهما وأحوالهما المختلفة ضبطاً تاماً حتى أصبحا قالب واحد (نطفة)
6- يتبع الإرتباط الأول بين المادتين  عدة ارتباطات متكررة أكثر تفصيلاً ومتغيرة لما هو أعمق بها حيث ترابطت جزيئات دقيقة فيها
7-  في مرحلة الإرتباطات الدقيقة بين جزيئات المادتين تتحكم صفة على أخرى وتماهي الصفة المقابلة لها سواء كانت الهيمنة لمادة الرجل أو المرأة وهي المرحلة الأكثر تعقيداً والأكثر نشاطاً وتأثيراً بعملية الاندماج
8-  يحمل الناتج النهائي نسبة من أصلي الرجل والمرأة فهي المرحلة الأخطر والأغرب والأعجب حيث هي مرحلة بنهاية عمليات الارتباط والدمج  تخرج وتتضح العلقة من تلك النطفة
9- هذا الدمج والارتباط  يتم بجمع وضم وتداخل ما بين مادتي الرجل أو المرأة  بوضعهما في قالب واحد في مقام ومكان داخل مادة المرأة  وفي ميقات معين محل حدوث الدمج والاقتران بين المكونات والجزيئات وتفاعلهما ومفاعلتهما في تأليف وضبط مستمر بين مكوناتهما المختلفة حتى يصبحا قالباً واحداً ويصبح كل شيء فيها مكان لصفة تحل محل صفة كانت موجودة في قالبي الرجل والمرأة
10-     فيتكون من خلال هذا الجمع والضم والتداخل للصفات إطار ومحتوى ذو قوة وسلطان (قانون التكوين) من تكتل لتلك الصفات وتآلف وتوافق من خلال قالب  يمكن من خلاله إعادة بناء تلك الصفات في كتلة وكينونة وجسد جديد وتكون الصفات في تلك الكتلة ثابتة ولها مقدار معلوم كماً وكيفاً
11-     فمرحلة تغير ناتج الصفة الناتج عن الجمع والتداخل بين صفات الرجل والمرأة ووضوح الصفات المتغيرة على حسب سيطرة أحدهم وتماهي الأخرى هي المرحلة الأكثر تأثيراً والأعجب والأغرب في إعادة بناء الصفات ضمن كتلة وكينونة  وجسد
12-     فيكون الناتج من عمليات الدمج والارتباط  بين جزيئات مادتي الرجل والمرأة  والجمع والضم والتداخل والمفاعلة بين جزيئاتهما وصفاتهما وجمعهم في إطار ذو قوة وسلطان (قانون التكوين) لخروج الناتج النقي الجسدي بمراحل إعادة البناء المختلفة الذي يحوي نسبة من كل ما هو موصول به (من الأب والأم) نازع لنقاء الصفات الجديدة فتكون الصفات الجديدة هي الأقوى  فيعطي نسخة ونسلاً ونتاجاً من أصله  (الأب والأم)
 ----------------------------------------
هذا كله أعطتنا قوانين الحروف القرءانية وتشكيلها بدون أن نراها بسونار وما ينقصنا من علم دنيوي هو المشاهدة وتصحيح مفهومنا إذا كان الإستنتاج المادي الظني  من المشاهدة شيء يخالف هذه الخصائص فعلينا إعادة الفهم والتدقيق
وبالطبع نحتاج أيضاً فهم معنى النطفة والعلقة وغيرها من التكوينات التي تدخل في العملية كلها من القرءان للإحاطة الكاملة بتلك الخصائص

فكل ما نسبح فيه من علم دنيوي ساق فقط من العلم.. وهو أهم أدوات فتنتنا .. والقرآن بمثابة الخصائص الكلية للمعرفة.. فالإدراك لدى الإنسان لا يسبق المعرفة.. وإنما الإدراك بقدر المعرفة.. وما ندركه من القرءان بذات القدر ولكن يكون إدراكاً مصححاً لمسار استخدام تلك المعرفة .. ولن ينكشف للإنسان علم يزيد عن حاجته أو فوق قدرات تحمل فتنته

تعليقات