القائمة الرئيسية

الصفحات

نتيجة بحث الصور عن المص كتاب أنزلناه

كامل عشري يكتب : تأويل (المص) .. من القرآن الكريم
(المص) من الحروف المقطعة في أوائل السور .. جاءت في في موضع واحد ..  وهنا نتعلم من كتاب الله معنى ودلالة الحروف المقطعة في قوله تعالى :
{ المص (1) كِتَابٌ أُنْزِلَ إِلَيْكَ فَلَا يَكُنْ فِي صَدْرِكَ حَرَجٌ مِنْهُ لِتُنْذِرَ بِهِ وَذِكْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ (2) اتَّبِعُوا مَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ وَلَا تَتَّبِعُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ قَلِيلًا مَا تَذَكَّرُونَ (3) } (سورة الأَعراف 1 - 3)
فنجد أن تلك الأسئلة تفرض نفسها علينا :
  • س1 : ما هي الحكمة في تواجد الحروف (المص) في أول السورة؟!!!!!
  • س2 : لابد وان (المص) حروف لهما معنى وإلا ما المبرر في وجودهما؟!!!!!
  • س3 : لماذا لم يستطع أحد منذ بداية الدعوة أي منذ أربعة عشر قرناً من الزمان وحتى الآن تأويل تلك الحروف، بالرغم من أنهم تصدوا لتأويل القرآن كله بجميع حروفه وكلماته وآياته في مجلدات ضخمة في جميع العصور، هل عدم تأويلهم عن عمد أو عن عدم معرفة؟!!!
  • س4 : ما معنى ودلالة حرفي (المص) في هذه السورة ؟!!!!
    =======
    وفي إطار محاولة التأويل بقدر علمنا الإنساني للمعنى الكائن بالذات الإلهية من خلال القرآن المجيد سوف نستعرض التالي :
  • أولاً : قول السلف عن الحروف المقطعة في أوائل السور :
  • ثانياً : طريقة الفهم الصحيح للحروف المقطعة :
  • ثالثاً : فهم حرف (الألف) من القرآن الكريم :
  1. مختصر ما قيل في حرف (الألف)
  2. خصائص حرف (الألف) من القرآن الكريم
  3. ما وعيناه من دلالات حرف (الألف) من القرآن الكريم
  • رابعاً : فهم حرف (اللام) من القرآن الكريم :
  1. مختصر ما قيل في حرف (اللام)
  2. خصائص حرف (اللام) من القرآن الكريم
  3. ما وعيناه من دلالات حرف (اللام) من القرآن الكريم
  • خامساً : فهم حرف (الميم) من القرآن الكريم :
  1. مختصر ما قيل في حرف (الميم)
  2. خصائص حرف (الميم) من القرآن الكريم
  3. ما وعيناه من دلالات حرف (الميم) من القرآن الكريم
  • سادساً : فهم حرف (الصاد) من القرآن الكريم :
  1. مختصر ما قيل في حرف (الصاد)
  2. خصائص حرف (الصاد) من القرآن الكريم
  3. ما وعيناه من دلالات حرف (الصاد) من القرآن الكريم
  • سابعاً : تَدبر.. قول الله تعالى  (المص)
 ============================

أولاً : قول السلف عن الحروف المقطعة في أوائل السور :

  • منهم من قال هي مما استأثر الله بعلمه فردّوا علمها إلى اللهولم يفسرها
  • منهم من قال هي فواتح افتتح الله بها القرآن
  • منهم من قال هي إسم من أسماء السور
  • منهم من قال هي إسم من أسماء الله تعالى
  • منهم من قال هي حروف استفتحتمن حروف هجاء أسماء الله تعالى
  • منهم من قال هي مدة أقوام وآجالهم  .. فالألف مفتاح الله ، واللام مفتاح اسمه لطيف ، والميم مفتاح اسمه مجيد فالألف آلاء الله ، واللام لطف الله ، والميم مجد الله ، والألف سنة ، واللام ثلاثون سنة، والميم أربعون سنة
  • منهم من قال هي الحروف الأربعة عشر مشتملة على أصناف أجناس الحروف
  • منهم من قال هي ابتدئ بها لتفتح لاستماعها المشركين
  • منهم من قال هي كررت ليكون ابلغ فى التحدي والتبكيت.. وكرر التحدي بالصريح قال وجاء منها على حرف واحد كقوله(ص ، ن ، ق) وحرفين حموثلاثة (الموأربعة مثل (المر) و (المص) وخمسة مثل )كهيعص، حمعسقلأن أساليب كلامهم على هذا مـن الكلمات ما هو على حرف وعلى حرفين وعلى ثلاثة أحرف وعلى أربعة أحرف وعلى خمسة أحرف لا أكثر من ذلك (قلت) ولهذا كل سورة افتتحت بالحروف فلا أن يذكر فيها الانتصار للقرآن وبيان إعجازه وعظمته وهذا معلوم بالاستقراء وهو الواقع في تسعة وعشرين سورة
  • منهم من قال (كهيعص) التي جاءت في "سورة مريم: " هو اسم تخشاه السماء والأرض
  • منهم من قال هي يستبارك بها الناس ويكتبونها على واجهات منازلهم ومحلاتهم التجارية للبركة دون فهم لمعانيها.
  • منهم من قال هي قرع لأسماع وقلوب القارئينللقرآن أو المستمعين إليه ، حتى يتهيئوا لتلقى كلام الله 
  • منهم من قال هي معجزة لرسول الله( ص) من حيث نطقه بأسماء الحروف ، وهو أمي، والأمي ينطق بأصوات الحروف دون معرفة أسمائها
  • منهم من قال هي فيها تنبيها عن إعجاز القرآن الكريمالذي صيغ من جنس تلك الحروف الهجائية التي يتكلم بها العرب ، ويعجزون عن الإتيان بشيء من مثله

ثانياً : طريقة الفهم الصحيح للحروف المقطعة :

هنا سوف نعتمد على ما يعلمنا الله من خلال القرآن الذي يحوي كلماته ويحوي المعنى الكائن بالذات الإلهية . وهو القول الذي صاغه بلسان عربي كقالب صاغه الله تعالى أيضاً ليعبر لنا عن دلالات ومعاني كلماته .. فالمُعلم والمبين لنا هنا القرآن الكريم .. وإذا كنا بصدد أن نتعلم من القرآن .. فليس العلم البشري إلا علم ظني يفتقد هذا الإلهي المطلق  
 ولعل دائماً ما يضطرب التأويل حينما لا يفهم من يقوم بالتأويل مقصد قول الله تعالى أي عدم فهمه المعنى الكائن في ذات الله ، وبالطبع لن يعلم تأويله إلا الله ، ولكن يظل هناك طرفاً من معنى يمكن أن يدركه البشر هو جزء من المعنى الكائن بالذات الإلهية ، يكشفه الله لنا كل مرة عندما يكشف لنا عن ساق (جانب) من القرآن فنكتشف أفاق جديدة بالقرآن تمنحنا فهماً أعمق لمساعدتنا في فهم أحداث جارية
 والإنسان غير قادر على اختراع اللغة ، وبالتالي لابد له من معلم يعلمه بغض النظر عن مفهوم الخلائق لبداية الإنسان فالله تعالى هو الذي علم الإنسان اللغة  ، فعندما علم الله اللغة للإنسان كان لابد من إطلاق مسميات على الأشياء ، وتكون هذه المسميات صحيحة لأن علم الله مطلق بالأشياء وقدرته على الصياغة أيضا مطلقة وليس مثل البشر ، فعلم الله تعالى اللامحدود بالشيء ومميزاته وخواصه وتغيراته وقدرة الله المطلقة سبحانه على صياغة ما علِمهُ تجعل من تسميته للشيء تسميه مطلقة لا عيب فيها ، بحيث تكون الكلمة التي يطلقها الله تعالى على الشيء تختصر كل خواص هذا الشيء بداخلها بحيث لا يحيط بمعناها الكامل أي مخلوق فكلمات النص القرآني من المستحيل أن تكون من صنع البشر وإلا كان القرآن ناقص وليس مطلق لان كلمات البشر ناقصة وليست مطلقة
 فالقرآن الكريم يحتوي على :
  • الكلام : هو المعنى الكائن بالذات الإلهية .. لذلك لن يعلم تأويله إلا الله
  • القول : فهو صياغة الكلمة التي هي كائنة بالذات الإلهية بقالب لغوي عبر لغة (لسان عربي)
فالبيان .. هو من عند الله .. فقد قال تعالى :
{ لَا تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ (16) إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ (17) فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ (18) ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا بَيَانَهُ (19) } (سورة القيامة 16 - 19){ وَلَا يَأْتُونَكَ بِمَثَلٍ إِلَّا جِئْنَاكَ بِالْحَقِّ وَأَحْسَنَ تَفْسِيرًا (33) } (سورة الفرقان 33)
فكيف يأتي أحدهم ليقول لك أن فلان فسر القرآن؟!!!!!!! .. فكيف يكون الكتاب الذي جاء ليفسر لنا  يفسره أحد فهل المُستًفسِر من الكتاب مُفَسر له ..  أم  يتعالون على الله
لذا .. كان لزاماً علينا طلب البيان من الله ومن خلال كتابه .. ولكن نعرض عليكم مختصر ما جاء في قول السلف عن الحروف المقطعة ..

ثالثاً : فهم حرف (الألف) من القرآن الكريم :

1- مختصر ما قيل  في حرف (الألف) :
تهمز وتحفز حركة الحرف ذهاباً وإياباً .. الألف تتكون من همزة ولام وفاء وهذا اسمها وليس ذاته أما ذاتها فهو ( أ ) ولأن الحرف متحركا والعرب لا تبدأ بساكن ولا تقف على متحرك فنأتي له بها السكت فيكون ذاته (أه)
2-  خصائص حرف (الألف) من القرآن الكريم :
وهنا سوف ندرس مصدر بعض الأفعال التي تبدأ بحرف (الألف) بالقرآن طلب للبيان من الله تعالى لفهم حركة ومعاني ودلائل وخصائص حرف  (الألف)
  • أدى:
قال تعالى :
{ إِنَّ اللهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا } (سورة النساء 58)

فبالـ (التاء) إتمام بخير وإتقان .. وبالـ (الألف) فيتم تأليف مستمر بين الأمور والأحوال والأشياء المتفرقة والمختلفة في مجال إتمام الأمانة  فتضبطها ضبطاً تاماً وتحددهم وتظهرها على غيرها فتكون في تمامها هي الأفضل والذي يؤنس بإتمامها  فتكون على أقصى مدى من الإتقان   وبال (الدال) تكون هذا الإتمام للأمانة لإنجازها تحرك بقصد بدليل وبرهان لأبعد مدى مستوفى شروطه على هذا الدليل والبرهان .. وبالـ (الياء) يكون عند تمام الأمانة لأهلها يكون خرج الشيء موضوع الأمانة من مصدرها (الشخص الحامل للأمانة) لتذهب إلى أهلها دون عودة لحاملها مرة أخرى
وعليه يكون خصائص كلمة (أدى) من خلال معاني حروفها :
  1. تأليف مستمر بين الأمور والأحوال المتفرقة التي يحتاجها إتمام الشيء
  2. ضبط تلك الأمور المتفرقة ضبطاً تاماً على أفضل وجه لأقصى مدى
  3. يكون نتيجة هذا الضبط والإتمام والإتقان ومعيار تمامها أن تؤنس النفس بها
  4. بشرط أن يكون هذا الأداء ليس عشوائياً ولكن بقصد ودليل وبرهان
  5. يكون مع تمام الأداء للشيء يكون مستقلاً عن فاعله خارجاً عنه ليس بحاجة لمن أداه لإنجاز مهامه
فعلى سبيل المثال :
موظف يقدم خدمات حكومية للمواطنين .. كاستخراج بطاقات للمواطنين  فيكون خصائص هذا الأداء حتى يكون على الوجه الأكمل كالتالي:
  1. تأليف بين الأوراق والمستندات وكافة ما يلزم لبدء إنجاز استخراج البطاقة وكل ما يحتاجه إتمام الخدمة
  2. ضبط تلك الأوراق والمستندات وغيرها ضبطاً تاماً واستيفائها على أفضل وجه ممكن وأقصى مدى
  3. سيكون في حالة انضباط الأوراق وتمامها على الوجه الصحيح أن تؤنس نفس مؤدي الخدمة والمنتفع بالخدمة
  4. شرط أن يكون هذا الأداء بقصد التيسير على المنتفع بالخدمة ودليل من خلال القوانين والقرارات والتعليمات وعدم مخالفتها وبرهان على صحة الالتزام بتلك القوانين والتعليمات
  5. عند تمام إستخراج البطاقة ستكون خارج نطاق الموظف الذي إستخرجها مستقلة عنه وبيد المنتفع تقوم بمهامها دون حاجة للموظف الذي إستخرجها لإنجاز مهمتها
وهكذا يتضح مدى بيان معاني ودلالات الحروف لأدق التفاصيل لحركة الفعل حتى تمامه
  • أرض :
قال تعالى :
{ وَمَا ذَرَأَ لَكُمْ فِي الْأَرْضِ مُخْتَلِفًا أَلْوَانُهُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لِقَوْمٍ يَذَّكَّرُونَ (13) } (سورة النحل 13) تأويل كلمة (أصبح){ إِنَّا جَعَلْنَا مَا عَلَى الْأَرْضِ زِينَةً لَهَا لِنَبْلُوَهُمْ أَيُّهُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا (7) وَإِنَّا لَجَاعِلُونَ مَا عَلَيْهَا صَعِيدًا جُرُزًا (8) } (سورة الكهف 7 - 8)
فبالـ (الألف) الله تعالى ألف بين أمورها وأحوالها المشتتة  فانضبط حالها ضبطاً تاماً لتكون متوائمة لحركة الحياة عليها  فتكون في تمامها هي الأفضل والذي يؤنس بإتمامها كافة المخلوقات عليها  فكانت على أقصى مدى من الإتقان  وبالـ (الراء) فقام بربطها في مجال حركة في فلكها وربط أحوالها والتحكم فيها والتحكم في أطرافها  وبالـ (الضاد) كل ما عليها من مخلوقات بما فيها الإنسان يضاد ويضعف ويضيق ويضمر فتصبح المخلوقات والإنسان  على خلاف حالها السابق من حيث الأنس بها  لما يخالف ما كان  في المعنى وغرضه منها فتصبح بالنسبة له موحشة.. فيصبح غرضه أن يستعد لإستقبال ما هو مضاد لها فيأتي وقت رحيله وفناءه من عليها
وعليه يكون خصائص (الأرض) من خلال معاني حروفها :
  1. الله تعالى ألف بين أمورها وأحولها
  2. فانضبط حالها انضباطاً تاماً
  3. فكانت متوائمة مع حركة الحياة عليها
  4. فكانت عند تمامها هي الأفضل للحياة الدنيوية فكانت على أقصى مدى من الإتقان
  5. تم ربطها في مجال حركة في فلكها وتم التحكم فيها وبأطرافها
  6. المخلوقات تؤنس بالأرض وتألفها
  7. كل المخلوقات التي تعيش على الأرض تضمر وتهلك وتفنى
  8. عندما يصل الإنسان لحالة الضمور واقتراب الهلاك تتحول الأرض من مجال الأنس بها إلى الوحشة فيها
  9. حين يضمر وتستوحش عليه الأرض يضاد حاله لنقيض أنسه بها ويستعد لاستقبال لما هو مضاد لها بالموت والفناء
———————————–
ونكتفي بهذا القدر .. من دراسة الحركة والخصائص .. والتي إستقينا منها :
3-  ما وعيناه من دلالات حرف (الألف) بالقرآن الكريم :
من خلال دراسة الكلمات السابقة  التي وردت بالقرآن الكريم بحرف (الألف) نستنتج أن حرف (الألف) خصائصه : 
تأليف مستمر بين الأمور والأحوال والأشياء المتفرقة والمختلفة فتضبطهم ضبطاً تاماً وتحددهم وتظهرهم على غيرهم  فتجعلهم شيئاً واحداً هو الأفضل والذي يؤنس به عن غيره على حسب قياس الصفة للشيء محل القياس فهي الأدنى فيه أو الأقصى

رابعاً : فهم حرف (اللام) من القرآن الكريم :

1- مختصر ما قيل  في حرف (اللام) :
قيل مجهور متوسط الشدة.. شكله في السريانية يشبه اللجام ..  يقول عنه العلايلي: إنه (للانطباع بالشيء بعد تكلفة) وإن صوت هذا الحرف يوحي بمزيج من الليونة والمرونة والتماسك والالتصاق. وهذه الخصائص الإيحائية لمسية صرفة.
2- خصائص حرف (اللام) من القرآن الكريم :
وهنا سوف ندرس مصدر بعض الأفعال التي تبدأ بحرف (اللامبالقرآن طلب للبيان من الله تعالى لفهم حركة ومعاني ودلائل وخصائص حرف  (اللام)
  • لبث:
قال تعالى :
{ وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَى قَوْمِهِ فَلَبِثَ فِيهِمْ أَلْفَ سَنَةٍ إِلَّا خَمْسِينَ عَامًا فَأَخَذَهُمُ الطُّوفَانُ وَهُمْ ظَالِمُونَ (14) } (سورة العنْكبوت 14)
فبالـ (الفاء) ..فرقت بين حاله وحركة وحالة وحركة وساحة جديدة   وبالـ  (اللام) يتلاحم ويتواصل بنسيج هذه الحركة والساحة الجديدة ومجال وأمور وأحوال وشخوص وأشياء جديدة لينقل عالم الأمر لعالم الخلق  وبالـ (الباء)  فيتحول من ساحة أو حالة  لنقيضها ومن عدم تواصل لتواصل ومن عدم تلاحم لتلاحم مع مفردات هذه الساحة الجديدة  وشخوصها .. وبالـ (الثاء)  فيثبت في هذه الساحة ويوثق حركته فيها ويثبتها ويظهرها ويبينها  
وعليه تكون خصائص (لبث) من خلال معاني حروفها :
  1. لبث : هي تلاحم وتواصل مع الساحة محل البقاء فيها
  2. لبث : هي نسج حركة وتفاعل مع تلك الساحة الجديدة محل البقاء
  3. لبث : هي عملية نقل شيء أو أمر أو حال إلى الساحة الجديدة محل البقاء
  4. لبث : هي تحول من حال لنقيضها من عدم تواصل لتواصل ومن عدم تلاحم لتلاحم نتيجة نقل الشيء أو الأمر أو الحال في الساحة الجديدة محل البقاء
  5. لبث : هي تثبيت لعملية النقل وتوثيقها وإظهارها وبيانها ووضوحها في الساحة الجديدة محل البقاء
  • لبس:
قال تعالى :
{ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تَلْبِسُونَ الْحَقَّ بِالْبَاطِلِ وَتَكْتُمُونَ الْحَقَّ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ (71) } (سورة آل عمران 71)
فبالـ  (اللام) يتلاحموا ويتواصلوا بنسيج الباطل ليكتموا به الحق ويغطوه بتحويل ونقل  الأمور لجانب الباطل  وبالـ (الباء)  فيتحولوا من ساحة أو حالة  لنقيضها ومن حق إلى باطل .. وبالـ (السين) فيبلغ الباطل عمق ومركزية نفوسهم ويسيطر عليهم سيطرة تامة فينتقلوا من باطل إلى أكثر باطلاً  
قال تعالى
{ وَلِبَاسُ التَّقْوَى ذَلِكَ خَيْرٌ } (سورة الأَعراف 26)
فبالـ  (اللام) يتلاحموا ويتواصلوا بنسيج التقوى  فيتحولوا من حال إلى حال ..  وبالـ (الباء)  فيتحولوا من ساحة أو حالة  لنقيضها شك إلى يقين .. من كفر إلى إيمان  .. وبال (الألف) تتآلف أحواله بهذا النسيج الجديد وتنضبط أحواله وأموره ضبطاً تاماً ويؤنس بهذا النسيج وتألفه نفسه ويظهر هذا النسيج على ما دونه وبالـ (السين) فتبلغ التقوى عمق ومركزية نفوسهم ويسيطر عليهم سيطرة تامة فينتقلوا من إيمان إلى أكثر إيماناً  
-----------------------------------
ونكتفي بهذا القدر .. من دراسة الحركة والخصائص .. والتي إستقينا منها :
3- ما وعيناه من دلالات حرف (اللام) بالقرآن الكريم :
من خلال دراسة الكلمات السابقة  التي وردت بالقرآن الكريم بحرف (اللامنستنتج أن حرف (اللامخصائصه 
تلاحم وتواصل بنسيج حركة وساحة جديدة ومجال وأمور وأحوال وشخوص وأشياء جديدة لينقل حال إلى حال وعالم الأمر لعالم الخلق  

خامساً : فهم حرف (الميم) من القرآن الكريم :

1- مختصر ما قيل  في حرف (الميم) :
قالوا فيه هو حرف إتمام النواقص لإتمام العمل والحركة وقالوا الميم فمالك الملك ومن أهم الحروف عند الروحانيين، فهذا الحرف عندهم رمز للنبي الأكرم محمد (صلعم) وحرف الميم له علاقة بصفات واسماء من مثل: ملكوت وملك.. ولما كان حرف الميم في حساب الجمل اي الابجدية هو (40) فقد قالوا: ان بين الانسان وبين الله سبحانه اربعين درجة على العارف ان يسلكها نحو الحق. اما الشعراء في الادب الاسلامي فقد كانت (الميم) عندهم رمزا لفم المحبوب الضيق.. وقالوا مجهور،متوسط الشدة أو الرخاوة. شكله في السريانية يشبه المطر  وهو عند العلايلي (للانجماع)، وهذا واحد من معانيه .. يحصل صوت هذا الحرف بانطباق الشفتين على بعضهما بعضا في ضمة متأنية وانفتاحهما عند خروج النفس. ولذلك فإن صوته يوحي بذات الاحاسيس اللمسية التي تعانيها الشفتان لدى انطباقهما على بعضهما بعضا، من الليونة والمرونة والتماسك مع شيء من الحرارة.. وهكذا فإن خصائص صوت هذا الحرف موزعة بين اللمسي الإيحائي والبصري الإيمائي، مع ملاحظة وجود التناقض بين الانغلاق والانفتاح في خصائصه الإيمائية.
2-  خصائص حرف (الميم) من القرآن الكريم :
وهنا سوف ندرس مصدر بعض الأفعال التي تبدأ بحرف الميم بالقرآن طلب للبيان من الله تعالى لفهم حركة ومعاني ودلائل وخصائص حرف الميم :
  • متع :
قال تعالى :
{ بَلْ مَتَّعْتُ هَؤُلَاءِ وَآبَاءَهُمْ حَتَّى جَاءَهُمُ الْحَقُّ وَرَسُولٌ مُبِينٌ (29) } (سورة الزخرف 29)
فبالـ (الميم)  تم جمع وضم وتداخل أشياء وأحوال وأمور ووضعها في قالب واحد وهي هنا مدى العلم الدنيوي وأمورها وأحوالها ..  وبالـ (التاء) تم إتمام هذه الأشياء والأمور والأحوال المتشاركين في الوظيفة للحياة الدنيوية  وبالـ (العين) تم كشفها لهم فوصلوا بها إلى أعماق علم كان خفياً من قبل ولم يكن يراه  أحد من قبلهم مدركاً عمقاً لم يكن بالغيه من قبل .. وبناء على كشف ما هو خفي سوف يتغير حالة المكتشف بطبيعة الحال حيال ما إكتشفه من علم فإما يكون ناظراً وإما يكون مبصراً فكانوا ناظرين ليس مبصرين حتى جائهم الحق وما كانوا غير مبصرين 
  • محق :
قال تعالى :
{ يَمْحَقُ اللهُ الرِّبَا وَيُرْبِي الصَّدَقَاتِ وَاللهُ لَا يُحِبُّ كُلَّ كَفَّارٍ أَثِيمٍ (276) } (سورة البقرة 276)
فبالـ (الميم) جمع وضم جميع ممارسات وأحوال وأمور الربا في قالب واحد ..  وبالـ (الحاء) يحيط به إحاطة تامه بعلم بكل معاملة فيه ونتائجه .. وبالـ (القاف) يخرج هذا العلم الإلهي مندمجاً في حركة هذا المال المرابى فيه فيبطله ويمحي أثره  .. بحيث تزول آثار الحالة الأولى ظاهرة الربح والزيادة في المال نهائياً فلا يبقى لها أثر .. وتنمو من داخل الحالة الأولى حالة جديدة مختلفة كل الاختلاف عن الحالة الأولى فلا يمكن أن تعود لحالتها السابقة كما كانت فيصبح المال مصدر إزعاج لصاحبه وبالاً عليه وعلى المجتمع الذي فيه فينقلب حالهم من ظاهر الكسب للخسارة وزيادة فقر المجتمع وزيادة البطالة وإنكماش السوق وتضخم الأسعار وانخفاض الإنتاج فيصبح المال الذي تم جمعه من الربا  بقيمة منخفضة عما كان فيزول أثار الربح الذي كان يظن أنه ربحها بإنخفاض قيمة ماله المستمرة داخل المجتمع 
بل أن  الربا في جميع الأحوال سوف يمحى أثره .. فلابد أن يأتي يوم لا يمكن الإستمرار بالربا فلابد من سقوط حضارات وتمحى أنظمة ولا تبقى إلا أمم كانت الصدقة فيها هي الرائجة .. فالحضارة الحالية التي أساسها في النظام العالمي الإئتماني سعر الفائدة .. إن لم يمحي الإنسان تلك النسبة وتعود للسالب بالنسبة التي وضعها الله للزكاه بمعدل 2.5% .. من المال المدخر .. فسيواجه العالم حروباً تمحوا هذه الحضارة الشيطانية الزائفة
وعليه تكون خصائص (محق) من خلال معاني حروفها :
  1. المحق : هو جمع وضم ما سوف يتم إزالة أثره
  2. المحق : هو الإحاطة التامة بما سوف يتم إزالة أثره
  3. المحق : هو العلم التام بطبيعة وحركة ما سوف يتم إزالة أثره
  4. المحق : هو قوة شديدة وسلطان لإزالة أثر الشيء
  5. المحق : هو إزالة أثر الشيء فلا يمكن أن يعود كما في حالته الأولى 
  • محص :
قالوا خلّص من كلّ عَيْب وشائبة أَمعن في الأَمر بَحثًا وتَدقيقًا، تَفحَّصه بِتَروٍّ وإنْعام نَظَر، قلَّبه من كلّ الوُجوه.
{ وَلِيُمَحِّصَ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَيَمْحَقَ الْكَافِرِينَ (141) } (سورة آل عمران 141)
فبالـ (الميم) يتم جمع والمراد إختبارهم وأحوالهم وأمورهم في قالب واحد في مواقيت وأماكن مختلفة (المؤمنين) وبالـ (الحاء) بالإحاطة بعلم عن هذا المؤمن من خلال اختباره فيعرفوا ويعلموا ما خفي عن أنفسهم  وهو علم ملتف ومحيط بالمؤمن ويعلم أغواره من خلال ابتلاءات واختبارات تصل إلى  ..  بالـ (الصاد) مركزية المركزية وعمق العمق للمؤمن فيكشف عن توجهه لله ورجاءه .. فمن ذات الصاد يعطيه الله المعونة الأمرية نتيجة هذا الرجاء للقدرة على إجتياز الإختبار محل التمحيص بأن يعود المؤمن للأصل وهو الله تعالى الذي يُرَد له كل شيء
وفي المقابل (يمحق) من خلال (الميم) فيتم جمعهم وضمهم في قالب واحد (الكافرين)  بعد أن يقوم حرف (الحاء) بالإحاطة بعلم عن هذا الكافر من خلال اختباره فيعرفوا ويعلموا ما خفي عن أنفسهم وهنا (القاف) خروج هذا العلم الإلهي مندمجاً في المجتمع فيبطله ويمحي أثر الكافرين بعد لجوء المؤمنين الذين تم تمحيصهم له برجاء فيعطي المعونة الإلهية والأمر بمحق هؤلاء الكافربن
وعليه تكون خصائص (محص) من خلال معاني حروفها :
  1. محص : هو جمع وضم ما سوف يتم إختباره
  2. محص : هو الإحاطة التامة بما سوف يتم إختباره
  3. محص : هو العلم التام بطبيعة وحركة ما سوف يتم إختباره
  4. محص : هو قوة شديدة وسلطان تمارس على من يتم إختباره
  5. محص : هو إصابة لمركز وعمق من يتم إختباره
  6. محص : من يتم إختباره يحتاج من أجلها معونة إلهية  لإجتياز الإختبار تأتي برجاء الله تعالى 
  • مع :
قال تعالى :
{ فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا (5) } (سورة الشرح 5)
فبالـ (الميم) بها يتم جمع وضم يسراً للعسر فيكونوا في قالب واحد في الميقات والمكان ويحل يسر محل العسر .. فبالـ(العين) يكشف عن خفي وهو يسر بالوصول إلى أعماق علم كان خفياً من قبل ولم يكن يراه  أحد من قبل مدركاً عمقاً لم يكن بالغه .. وبناء على كشف ما هو خفي سوف يتغير حالة المكتشف حيال ما إكتشفه من علم فإما يكون ناظراً وإما يكون مبصراً ..لمقادير الله من تلك المعية فبالإبصار يجد (يسراً كثيراً في  معية ما يظنه ظاهراً العسر)  
-----------------------------------
ونكتفي بهذا القدر .. من دراسة الحركة والخصائص .. والتي إستقينا منها :
3-  ما وعيناه من دلالات حرف (الميم) بالقرآن الكريم :
من خلال دراسة الكلمات السابقة  التي وردت بالقرآن الكريم بحرف (الميم)  نستنتج أن حرف (الميم) خصائصه : 
جمع وضم وتداخل أشياء ووضعها في قالب واحد .. ويعني المقام والمكان والميقات ومحل الأمر

سادساً : فهم حرف الصاد من القرآن الكريم :

1- مختصر ما قيل  في حرف الصاد :

تكوين مستمر لحركة مستقرة مكاناً وزماناً وقالوا مجهورة متوسطة الشدة، رسمُها في السريانية يشبه النجم. معناها لغة: شفرة السيف أو الحوت أو الدواة، ولعل رسمها في العربية قد اقتبس من صورة إحدى هذه المسميات قبل أن يتطور إلى الرسم الحالي. فالنقطة في النون تمثل تنوءا عند مقبض السيف، أو عين الحوت، أو مرتسم القلم في الدواة. ويقول  العلايلي: إنها  (للتعبير عن البطون في الأشياء). ويقول عنها الأرسوزي: إنها  (للتعبير عن الصميمية). وهذه الإيحاءات الصوتية في النون مستمدة أصلاً من كونها صوتاً هيجانياً ينبعث من الصميم للتعبير عفو الفطرة عن الألم العميق (أنّ أنيناً).

2-  خصائص حرف الصاد من القرآن الكريم :

وهنا سوف ندرس مصدر بعض الأفعال التي تبدأ بحرف (الصاد) بالقرآن طلب للبيان من الله تعالى لفهم حركة ومعاني ودلائل وخصائص حرف  (الصاد)
  • صبر:
قال تعالى :
{ وَلَمَّا بَرَزُوا لِجَالُوتَ وَجُنُودِهِ قَالُوا رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْرًا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ (250) } (سورة البقرة 250)
 تأويل كلمة (صبر)
الصبر هو من عند الله .. وهو عطاء من عالم الأمر
فبالـ (الصاد) : هو تغيير في حالة الإنسان  وذلك من خلال رجاء بكامل استحضار الفكر والذهن لطلب المعونة الأمرية الإلهية  ووصوله لطمأنينة من عالم الأمر إلى عمق العمق ومركزية المركزية وإلى لب  النفس البشرية وفؤادها فيعطي الإنسان صموداً جلياً .. وبالـ (الباء) فيظهر الحق داخله على الباطل وتظهر البشارة والأمل والطمأنينة على الحزن واليأس وينتقل من حال إلى حال  ومن شيء لنقيضه من حزن إلى اطمئنان  فيظهر عليه .. وبالـ  (الراء) الرباط والقوة  بهذه العطية والفرج من الله  فيتحكم الإنسان بأحواله الدنيوية وأطرافها من حوله بعلم وإحاطة وبالحس والبصيرة 

خصائص الصبر من خلال دلالات حروف الكلمة :
  1. الصبر : يصاحبه تغيير في حالة الصابرين  فيحتاج إلى تقوى
  2. الصبر : يأتي بعد رجاء من الله تعالى
  3. الصبر : يأتي من عند الله كمعونة أمرية 
  4. الصبر : طمأنينة تنفذ إلى عمق عمق النفس ولبها وتسيطر عليها 
  5. الصبر : يحول ألإنسان من حالة نقيضها من ضجر إلى رضا وإطمئان
  6. الصبر : يظهر الحق في داخل النفس ويدمغ الباطل فيها
  7. الصب : يعطي رباطة جأش وقوة فيتحكم في أحوال نفسه بغلم وإحاطة بالحس والبصيرة
  • صبح :
قال تعالى :
{ فَأَيَّدْنَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَى عَدُوِّهِمْ فَأَصْبَحُوا ظَاهِرِينَ (14) } (سورة الصف 14)
تأويل كلمة (أصبح)
فبالـ (الألف) الله تعالى ألف بين أمورهم وأحوالهم المشتتة  بسبب أعدائهم  فانضبط حالهم ضبطاً تاماً متوائمين مع أنفسهم فأنست أنفسهم وأصبحوا في مقام أعلى .. وبالـ (الصاد) فحدث تغيير في حالتهم وذلك من خلال رجاء بكامل استحضار الفكر والذهن لطلب المعونة الأمرية الإلهية  ووصوله لطمأنينة من عالم الأمر إلى عمق العمق ومركزية المركزية وإلى لب  النفس البشرية وفؤادها .. وبالـ (الباء)  فأعطاهم صموداً جلياً واضحا على أعداءهم  فتحولوا من ضعف لقوة ظاهرين على أعداءهم .. وبالـ (الحاء) من خلال إجتهادهم بالإحاطة بعلم عن الدين وهو علم ملتف ومحيط بالشيء ويعلموا أغواره فكانت غلبتهم وتأييدهم من عند الله من خلال الرجاء والإحاطة بالعلم والقوة 
خصائص الصبح من خلال دلالات حروف الكلمة :
  1. الصبح : تغير في الحالة من شيء لنقيضه
  2. الصبح : حالة التغيير الجديدة صامدة جلية 
  3. الصبح : حالة التغيير الجديدة تعطي طمأنينة بعد وحشة
  4. الصبح : حالة التغيير الجديدة تعطي صموداً وقوة وعزيمة
  5. الصبح :حالة التغيير الجديدة تُظهر شيء على شيء 
  6. الصبح : محبط بالشيء وملتف به ويصل لأغواره بقوة وعلم
  • صمد :
قال تعالى :
{ اللهُ الصَّمَدُ (2) } (سورة الإِخلَاص 2)
الصمد فسروها بمعنيين عند العلماء، أحدهما أنه لا جوف له، المصمد الذي لا جوف له، ليس من جنس المخلوقين، المخلوق له جوف يأكل ويشرب ويطعم، والله لا جوف له مصمد كما قال تعالى: (الصمد) وفسر الصمد بمعنى آخر، وهو أنه تصمدُ إليه الخلائق في حاجاتها، ترجوه وتسأله وتضرع إليه حاجاتها سبحانه، وهو الصمد لا جوف له، وهو الصمد ترفع إليه الحاجات 
ولكننا هنا ومن خلال الحروف ودلالاتها من القرآن الكريم سوف نحاول فهم التأويل
تأويل (صمد
فبالـ (الصاد) هو من يملك القدرة على تغيير حالة الإنسان والبشرية والخلق  دون غيره وذلك من خلال لجوء له ورجاء بكامل استحضار الفكر والذهن لطلب المعونة الأمرية الإلهية  فيصل للطالب طمأنينة من عالم الأمر إلى عمق العمق ومركزية المركزية وإلى لب  النفس البشرية وفؤادها فيعطيهم صموداً جلياً واضحا على أعداءهم .. وبالـ (الميم) وذلك من خلال جمع وضم وتداخل أوامر إلهية ووضعها في قالب واحد فيغير حال الشخوص والأحوال والدنيا من حال إلى حال من خلال مشيئة وقدر وأوامر يتداخلوا ليصنعوا هذا التغيير كلجوء يوسف وأبيه يعقوب ورجاءهم لله فأحدث التغيير من خلال أقدار تداخلت وتم ضمها في قالب واحد من بداية القصة حتى جاء بهم من البدو  .. وبالـ (الدال) أوجد من اجل ذلك الحركة في الخلق والقصد بدليل وبرهان لأبعد مدى إحكامه وتدبيره وتقديره
فالصمد :
  1. الصمد : هو القادر دون غيره على تغيير حالة الخلق 
  2. الصمد : هو القادر دون غيره على التغيير من حال إلى حال بدون إخلال
  3. الصمد : هو القادر دون غيره على التغيير ليس فقط في ظاهر الشيء ولكن عمقه ولبه وجوهره وكل ما يحيط به
  4. الصمد : هو القادر دون غيره على التغيير مانحاً صموداً لهذا التغيير ظاهره على غيره
  5. الصمد : هو المانح دون غيره للتغيير في حال لجوء العبد برجاءه لله تعالى 
  6. الصمد : هو القادر دون غيره على التغيير ومعه طمأنينة وإنشراح الصدر
  7. الصمد : هو القادر دون غيره على جعل حالة التغيير تشمل وتضم حركة جميع الخلق من أجل تحقيق الحال المراد للعبد محل موضوع التغيير
  8. الصمد : هو القادر دون غيره على أن يجعل التغيير في الحال دليلاً وبرهان لكل من يريد اللجوء إلى الله تعالى
-----------------------------------
ونكتفي بهذا القدر .. من دراسة الحركة والخصائص .. والتي إستقينا منها :

3-  ما وعيناه من دلالات حرف الصاد بالقرآن الكريم :

من خلال دراسة الكلمات السابقة  التي وردت بالقرآن الكريم بحرف (النون) نستنتج أن حرف (الصاد) خصائصه : 
هو تغيير في مركزية المركزية وعمق العمق ولب الشخص أو الحالة أو الأمر .. من خلال أوامر من أصل .. من خلال لجوء ورجاء بكامل استحضار الفكر والذهن لطلب المعونة الأمرية من الأصل فيصل الطالب لطمأنينة من عالم الأمر تدعمه وتكون سبباً في هذا التغيير وبذلك نعود به للأصل فيرد إليه كل شيء فيكون نتاجه جلياً صامداً صائباً (أمرية – فكرية - ذهنية)

سابعاً : تَدبر.. قول الله تعالى (المص):

{ المص (1) كِتَابٌ أُنْزِلَ إِلَيْكَ فَلَا يَكُنْ فِي صَدْرِكَ حَرَجٌ مِنْهُ لِتُنْذِرَ بِهِ وَذِكْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ (2) اتَّبِعُوا مَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ وَلَا تَتَّبِعُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ قَلِيلًا مَا تَذَكَّرُونَ (3) } (سورة الأَعراف 1 - 3)
حرف الألف :
تأليف مستمر بين الأمور والأحوال والأشياء المتفرقة والمختلفة فتضبطهم ضبطاً تاماً وتحددهم وتظهرهم على غيرهم  فتجعلهم شيئاً واحداً هو الأفضل والذي يؤنس به عن غيره على حسب قياس الصفة للشيء محل القياس فهي الأدنى فيه أو الأقصى
حرف اللام :
تلاحم وتواصل بنسيج حركة وساحة جديدة ومجال وأمور وأحوال وشخوص وأشياء جديدة لينقل حال إلى حال وعالم الأمر لعالم الخلق  
حرف الميم :
جمع وضم وتداخل أشياء ووضعها في قالب واحد .. ويعني المقام والمكان والميقات ومحل الأمر
حرف الصاد :
هو تغيير في مركزية المركزية وعمق العمق ولب الشخص أو الحالة أو الأمر .. من خلال أوامر من أصل .. من خلال لجوء ورجاء بكامل استحضار الفكر والذهن لطلب المعونة الأمرية من الأصل فيصل الطالب لطمأنينة من عالم الأمر تدعمه وتكون سبباً في هذا التغيير وبذلك نعود به للأصل فيرد إليه كل شيء فيكون نتاجه جلياً صامداً صائباً (أمرية – فكرية - ذهنية)

المص :

(أ) الله تعالى كان من ضمن تأليفه للأمور والأحوال والأشياء المتفرقة والمختلفة في عالم الخلق ولضبطها إنضباطاً تاماً لإظهار الأمر على أحسن صورة لكي يؤنس الخلق بأمره الذي هو الحق المطلق (ل) جعل الأمر (الكتاب) يتنزل من ساحة السماء  إلى ساحة الخلق متلاحماً متواصلاً بنسيج حركة ساحة الخلق مغيراً حال الساحة من حال إلى حال فما كان يترك تلك الساحة بدون أمر السماء لإصلاح أحوالها وأمورها (م) فتأتي هذه الأوامر الإلهية في قالب واحد كل مرة عالية المقام لتعالج أحوال وأمور  كل مكان وميقات محل الأمر .. فيكون القالب الذي ينتقل من ساحة الأمر  إلى ساحة الخلق لمعالجة أحواله (ص) فبه يحدث تغيير في مركزية المركزية وعمق العمق ولب  وصدر المؤمن .. من خلال أوامر من أصل وهي من الكتاب من خلال لجوء ورجاء بكامل استحضار الفكر والذهن لطلب المعونة الأمرية من الأصل الله والوسيلة الكتاب فيصل الطالب لطمأنينة من عالم الأمر تدعمه وتكون سبباً في هذا التغيير وبذلك نعود بالكتاب للأصل فيرد إليه كل شيء فيكون نتاجه جلياً صامداً صائباً 
{ المص (1) كِتَابٌ أُنْزِلَ إِلَيْكَ فَلَا يَكُنْ فِي صَدْرِكَ حَرَجٌ مِنْهُ لِتُنْذِرَ بِهِ وَذِكْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ (2) اتَّبِعُوا مَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ وَلَا تَتَّبِعُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ قَلِيلًا مَا تَذَكَّرُونَ (3) } (سورة الأَعراف 1 - 3)
حق النشر والكتابة للكاتب : كامل محمد السيد عشري

تعليقات