القائمة الرئيسية

الصفحات

تأويل (حم - عسق) .. من القرآن الكريم

نتيجة بحث الصور عن حمعسق

كامل عشري يكتب : تأويل (حم - عسق) .. من القرآن الكريم

 (حم) من الحروف المقطعة في أوائل السور .. جاءت في 7 سور .. واحدة منهم فقط  مصاحبة لحروف أخرى (عسق) حيث أنه بها شق خاص بمن يوحى إليه .. وقد تناولنا المواضع الست في مقال خاص وهنا نتعلم من كتاب الله معنى ودلالة الحروف المقطعة في قوله تعالى :

{ حم (1) عسق (2) كَذَلِكَ يُوحِي إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ اللهُ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (3) } (سورة الشورى 1 - 3)
فنجد أن تلك الأسئلة تفرض نفسها علينا :
  • س1 : ما هي الحكمة في تواجد حرفي (حم - عسق) في أول السورة؟!!!!!
  • س2 : لابد وان (حم - عسق) حروف لهما معنى وإلا ما المبرر في وجودهما؟!!!!!
  • س3 : لماذا لم يستطع أحد منذ بداية الدعوة أي منذ أربعة عشر قرناً من الزمان وحتى الآن تأويل تلك الحروف، بالرغم من أنهم تصدوا لتأويل القرآن كله بجميع حروفه وكلماته وآياته في مجلدات ضخمة في جميع العصور، هل عدم تأويلهم عن عمد أو عن عدم معرفة؟!!!
  • س4 : ما معنى ودلالة حرفي (حم - عسق) في هذه السورة ؟!!!!
    =======
    وفي إطار محاولة التأويل بقدر علمنا الإنساني للمعنى الكائن بالذات الإلهية من خلال القرآن المجيد سوف نستعرض التالي :
  • أولاً : قول السلف عن الحروف المقطعة في أوائل السور :
  • ثانياً : طريقة الفهم الصحيح للحروف المقطعة :
  • ثالثاً : فهم حرف (الحاء) من القرآن الكريم :
  1. مختصر ما قيل في حرف (الحاء)
  2. خصائص حرف (الحاء) من القرآن الكريم
  3. ما وعيناه من دلالات حرف (الحاء) من القرآن الكريم
  • رابعاً : فهم حرف (الميم) من القرآن الكريم :
  1. مختصر ما قيل في حرف (الميم)
  2. خصائص حرف (الميم) من القرآن الكريم
  3. ما وعيناه من دلالات حرف (الميم) من القرآن الكريم
  • خامساً : فهم حرف (العين) من القرآن الكريم :
  1. مختصر ما قيل في حرف (العين)
  2. خصائص حرف (العين) من القرآن الكريم
  3. ما وعيناه من دلالات حرف (العين) من القرآن الكريم
  • سادساً : فهم حرف (السين) من القرآن الكريم :
  1. مختصر ما قيل في حرف (السين)
  2. خصائص حرف (السين) من القرآن الكريم
  3. ما وعيناه من دلالات حرف (السين) من القرآن الكريم
  • سابعاً : فهم حرف (القاف) من القرآن الكريم :
  1. مختصر ما قيل في حرف (القاف)
  2. خصائص حرف (القاف) من القرآن الكريم
  3. ما وعيناه من دلالات حرف (القاف) من القرآن الكريم
  • ثامناً : تَدبر.. قول الله تعالى  (حم - عسق):
  • ============================

أولاً : قول السلف عن الحروف المقطعة في أوائل السور :

  • منهم من قال هي مما استأثر الله بعلمه فردّوا علمها إلى اللهولم يفسرها
  • منهم من قال هي فواتح افتتح الله بها القرآن
  • منهم من قال هي إسم من أسماء السور
  • منهم من قال هي إسم من أسماء الله تعالى
  • منهم من قال هي حروف استفتحتمن حروف هجاء أسماء الله تعالى
  • منهم من قال هي مدة أقوام وآجالهم  .. فالألف مفتاح الله ، واللام مفتاح اسمه لطيف ، والميم مفتاح اسمه مجيد فالألف آلاء الله ، واللام لطف الله ، والميم مجد الله ، والألف سنة ، واللام ثلاثون سنة، والميم أربعون سنة
  • منهم من قال هي الحروف الأربعة عشر مشتملة على أصناف أجناس الحروف
  • منهم من قال هي ابتدئ بها لتفتح لاستماعها المشركين
  • منهم من قال هي كررت ليكون ابلغ فى التحدي والتبكيت.. وكرر التحدي بالصريح قال وجاء منها على حرف واحد كقوله(ص ، ن ، ق) وحرفين حموثلاثة (الموأربعة مثل (المر) و (المص) وخمسة مثل )كهيعص، حمعسقلأن أساليب كلامهم على هذا مـن الكلمات ما هو على حرف وعلى حرفين وعلى ثلاثة أحرف وعلى أربعة أحرف وعلى خمسة أحرف لا أكثر من ذلك (قلت) ولهذا كل سورة افتتحت بالحروف فلا أن يذكر فيها الانتصار للقرآن وبيان إعجازه وعظمته وهذا معلوم بالاستقراء وهو الواقع في تسعة وعشرين سورة
  • منهم من قال (كهيعص) التي جاءت في "سورة مريم: " هو اسم تخشاه السماء والأرض
  • منهم من قال هي يستبارك بها الناس ويكتبونها على واجهات منازلهم ومحلاتهم التجارية للبركة دون فهم لمعانيها.
  • منهم من قال هي قرع لأسماع وقلوب القارئينللقرآن أو المستمعين إليه ، حتى يتهيئوا لتلقى كلام الله 
  • منهم من قال هي معجزة لرسول الله( ص) من حيث نطقه بأسماء الحروف ، وهو أمي، والأمي ينطق بأصوات الحروف دون معرفة أسمائها
  • منهم من قال هي فيها تنبيها عن إعجاز القرآن الكريمالذي صيغ من جنس تلك الحروف الهجائية التي يتكلم بها العرب ، ويعجزون عن الإتيان بشيء من مثله

ثانياً : طريقة الفهم الصحيح للحروف المقطعة :

هنا سوف نعتمد على ما يعلمنا الله من خلال القرآن الذي يحوي كلماته ويحوي المعنى الكائن بالذات الإلهية . وهو القول الذي صاغه بلسان عربي كقالب صاغه الله تعالى أيضاً ليعبر لنا عن دلالات ومعاني كلماته .. فالمُعلم والمبين لنا هنا القرآن الكريم .. وإذا كنا بصدد أن نتعلم من القرآن .. فليس العلم البشري إلا علم ظني يفتقد هذا الإلهي المطلق  

 ولعل دائماً ما يضطرب التأويل حينما لا يفهم من يقوم بالتأويل مقصد قول الله تعالى أي عدم فهمه المعنى الكائن في ذات الله ، وبالطبع لن يعلم تأويله إلا الله ، ولكن يظل هناك طرفاً من معنى يمكن أن يدركه البشر هو جزء من المعنى الكائن بالذات الإلهية ، يكشفه الله لنا كل مرة عندما يكشف لنا عن ساق (جانب) من القرآن فنكتشف أفاق جديدة بالقرآن تمنحنا فهماً أعمق لمساعدتنا في فهم أحداث جارية

 والإنسان غير قادر على اختراع اللغة ، وبالتالي لابد له من معلم يعلمه بغض النظر عن مفهوم الخلائق لبداية الإنسان فالله تعالى هو الذي علم الإنسان اللغة  ، فعندما علم الله اللغة للإنسان كان لابد من إطلاق مسميات على الأشياء ، وتكون هذه المسميات صحيحة لأن علم الله مطلق بالأشياء وقدرته على الصياغة أيضا مطلقة وليس مثل البشر ، فعلم الله تعالى اللامحدود بالشيء ومميزاته وخواصه وتغيراته وقدرة الله المطلقة سبحانه على صياغة ما علِمهُ تجعل من تسميته للشيء تسميه مطلقة لا عيب فيها ، بحيث تكون الكلمة التي يطلقها الله تعالى على الشيء تختصر كل خواص هذا الشيء بداخلها بحيث لا يحيط بمعناها الكامل أي مخلوق فكلمات النص القرآني من المستحيل أن تكون من صنع البشر وإلا كان القرآن ناقص وليس مطلق لان كلمات البشر ناقصة وليست مطلقة

 فالقرآن الكريم يحتوي على :
  • الكلام : هو المعنى الكائن بالذات الإلهية .. لذلك لن يعلم تأويله إلا الله
  • القول : فهو صياغة الكلمة التي هي كائنة بالذات الإلهية بقالب لغوي عبر لغة (لسان عربي)
فالبيان .. هو من عند الله .. فقد قال تعالى :
{ لَا تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ (16) إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ (17) فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ (18) ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا بَيَانَهُ (19) } (سورة القيامة 16 - 19){ وَلَا يَأْتُونَكَ بِمَثَلٍ إِلَّا جِئْنَاكَ بِالْحَقِّ وَأَحْسَنَ تَفْسِيرًا (33) } (سورة الفرقان 33)

فكيف يأتي أحدهم ليقول لك أن فلان فسر القرآن؟!! .. فكيف يكون الكتاب الذي جاء ليفسر لنا  يفسره أحد فهل المُستًفسِر من الكتاب مُفَسر له ..  أم  يتعالون على الله

لذا .. كان لزاماً علينا طلب البيان من الله ومن خلال كتابه .. ولكن نعرض عليكم مختصر ما جاء في قول السلف عن الحروف المقطعة ..

ثالثاً : فهم حرف (الحاء) من القرآن الكريم :

1-مختصر ما قيل  في حرف (الحاء) :

قيل فيه نماء متعاظم من داخل الحركة وقيل الحاء فحق حي عظيم وقيل حرف الحاء مهموس رخو، يحدث صوته باندفاع النّفَس بشيء من الشدة مع تضيِّقٍ قليل مرافق في مخرجه الحلْقي، فيحتك النفَس بأنسجة الحلْق الرقيقة، ويحدث صوتُ هو أشبه ما يكون بالحفيف.  وقال  العلايلي عنه: إنه (للتماسك، وبالأخصِّ في الخفيات، ويدل على المائية).

2-  خصائص حرف (الحاء) من القرآن الكريم :

وهنا سوف ندرس مصدر بعض الأفعال التي تبدأ بحرف الحاء بالقرآن الكريم طلب للبيان من الله تعالى لفهم حركة ومعاني ودلائل وخصائص حرف الحاء :

  • حق 
قال تعالى : 
{ بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْبَاطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ وَلَكُمُ الْوَيْلُ مِمَّا تَصِفُونَ (18) } (سورة الأنبياء 18)    
{ قُلْ إِنَّ رَبِّي يَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَّامُ الْغُيُوبِ (48) قُلْ جَاءَ الْحَقُّ وَمَا يُبْدِئُ الْبَاطِلُ وَمَا يُعِيدُ (49) } (سورة سبأ 48 - 49)

فبالـ  (الحاء)  العلم المحيط  والذي مصدره هنا  الله تعالى .. علم عن الشيء والحال والأمر ويعلم أغواره .. وبالـ (القاف)  يخرج هذا العلم من من مصدره (الله تعالى) ويتم قذفه في الحال أو الأمر أو الشيء  (ساحة الخلق وما بها من باطل) فيندمجان فينتج عن هذا الإندماج الناتج عن القذف حالة جديدة مغايرة للحالة الأولى فيها يتم دمغ الباطل  بحيث تزول آثار الحالة الأولى نهائياً (الباطل) فلا يبقى لها أثر  وتنمو من داخل الحالة الأولى حالة جديدة مختلفة كل الاختلاف عن الحالة الأولى (الحق)  فلا يمكن أن تعود لحالتها السابقة كما كانت  وهذا التحول يعتمد في سرعة وقوة كلمة حرف القاف المصاحبة له (الحق) 

 خصائص (الحق) من خلال معاني حروفها :
  • الحق : بيانه ودليله وبرهانه لابد أن يكون من خلال علم الله الذي بين أيدينا
  • الحق : لابد أن يكون من خلال علم محيط بالشيء والأمر والحال ولا يمكن أن يكون ناتج عن علم ظني 
  • الحق : يدمغ الباطل ويمحو أثره
  • الحق : ينتج عنه حالة جديدة ويمحي أي أثر للحالة السابقة من الشك والباطل محواً تاماً
  • حكم 
قال تعالى :
{ وَإِنْ حَكَمْتَ فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ بِالْقِسْطِ إِنَّ اللهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ (42) } (سورة المائدة 42)
فما الحكم إلا عن علم .. وليس كل علم بل علم محيط بالشيء أو الحال أو الأمر 
الذي يُحكم فيه

فبالـ  (الحاء) يحاط بعلم عن الأمر والحالة و والشيء محل الحكم ويعلم أغوار الأمر فيه ملتف بجميع أحوال القضية وخباياها  .. وبالـ (الكاف)  فيكون الحكم الناتج عن تآلف هذا العلم عبارة عن قالب وصياغة لهذا العلم في محتوى واطار وقالب (حيثيات الحكم) .. وبالـ (الميم) يتم جمع وضم كل محتويات القضية من تحقيقات وما نتج عنها ن علم وبيان وحيثيات للحكم فيتم وضعهم في قالب واحد ومقام واحد وعنوان للحقيقة واحد يتم على أساسه الحكم النهائي

خصائص (الحكم) من خلال معاني حروفها :

  •  الحكم : لا يكون إلا بعد علم وإحاطة بالأمر أو الشيء أو الحال محل الحكم وأغواره وخباياه
  • الحكم : ناتج عن التأليف بين الأمور الشتى بموضوع الحكم 
  • الحكم : صياغة لهذا العلم والإحاطة في قالب 
  • الحكم : ضم جميع محتويات القضية أو الأمر أو الحالة محل الحكم في قالب واحد ومقام واحد وعنوان للحقيقة واحد يتم على أساسه الحكم النهائي

والحكم يحتاج إلى الحكمة .. والحكمة هي القدرة على الإحاطة بالعلم عن الموضوع محل الحكم والقدرة على تأليف الأمور والأحوال وضبطها وصياغتها بما يمكن به إستخلاص الحقيقة وعنوانها  من خلال حسن البيان لهذا العلم

  • حقق :

فبال (الحاء) يتم الإحاطة بالعلم عن الشيء فهو علم ملتف ومحيط بالشيء ويعلم أغواره فيتثبت من شيء بناء على هذا العلم .. وبالـ (القاف) خروج الشواهد من أصل الشاهد واندماجه مع حالة عدم المعرفة فيتحولا المندمجان  لحالة آخري لا يمكن الرجوع إلى حالته الأولى قبل الاندماج  .. بحيث تزول آثار الحالة الأولى من الجهل عن الحقائق نهائياً فلا يبقى لها أثر  وتنمو من داخل الحالة الأولى حالة جديدة مختلفة كل الاختلاف عن الحالة الأولى فلا يمكن أن تعود لحالتها السابقة كما كانت من جهل عن الشيء المحقق فيه .. وهذا التحول يعتمد في سرعة وقوة كلمة حرف القاف المصاحبة له وبالـ (القاف) تكرار حرف القاف أن هذا العلم الذي تم الوصول إليه كان ناتج عن إعادة مستمرة من تكرار إستخراج الشواهد التي تأيد ما وصل له من علم وإحاطة بموضوع التحقق.

  • حفظ : 
قال تعالى :
{ يَا أَبَانَا مَا نَبْغِي هَذِهِ بِضَاعَتُنَا رُدَّتْ إِلَيْنَا وَنَمِيرُ أَهْلَنَا وَنَحْفَظُ أَخَانَا وَنَزْدَادُ كَيْلَ بَعِيرٍ ذَلِكَ كَيْلٌ يَسِيرٌ (65) } (سورة يوسف 65)

فبالـ (الحاء) يتم الإحاطة بالعلم عن الشيء موضوع الحفظ فهو علم ملتف ومحيط بالشيء ويعلم أغواره ليتمكن صاحبه من الحفاظ على الشيء أو الأمر أو الحالة  .. وبالـ (الفاء) القدرة على فرق الأمور والأحوال والأشياء والمراحل وتمحيص الأشياء الخطرة على موضوع الحفظ  وزيادة وتطوير ونمو موضوع الحفظ   .. وبالـ (الظاء) ملازمة موضوع الحفظ بعلوه في الإهتمام عن اي آخر حامياً له ويحول دونه 

-----------------------------------
ونكتفي بهذا القدر .. من دراسة الحركة والخصائص .. والتي إستقينا منها :
3-  ما وعيناه من دلالات حرف (الحاء) بالقرآن الكريم :
من خلال دراسة الكلمات السابقة  التي وردت بالقرآن الكريم بحرف القاف  نستنتج أن حرف (الحاء) خصائصه : 
الإحاطة بالعلم عن الشيء فهو علم ملتف ومحيط بالشيء ويعلم أغواره

رابعاً : فهم حرف (الميم) من القرآن الكريم :

1- مختصر ما قيل  في حرف (الميم) :

قالوا فيه هو حرف إتمام النواقص لإتمام العمل والحركة وقالوا الميم فمالك الملك ومن أهم الحروف عند الروحانيين، فهذا الحرف عندهم رمز للنبي الأكرم محمد (صلعم) وحرف الميم له علاقة بصفات واسماء من مثل: ملكوت وملك.. ولما كان حرف الميم في حساب الجمل اي الابجدية هو (40) فقد قالوا: ان بين الانسان وبين الله سبحانه اربعين درجة على العارف ان يسلكها نحو الحق. اما الشعراء في الادب الاسلامي فقد كانت (الميم) عندهم رمزا لفم المحبوب الضيق.. وقالوا مجهور،متوسط الشدة أو الرخاوة. شكله في السريانية يشبه المطر  وهو عند العلايلي (للانجماع)، وهذا واحد من معانيه .. يحصل صوت هذا الحرف بانطباق الشفتين على بعضهما بعضا في ضمة متأنية وانفتاحهما عند خروج النفس. ولذلك فإن صوته يوحي بذات الاحاسيس اللمسية التي تعانيها الشفتان لدى انطباقهما على بعضهما بعضا، من الليونة والمرونة والتماسك مع شيء من الحرارة.. وهكذا فإن خصائص صوت هذا الحرف موزعة بين اللمسي الإيحائي والبصري الإيمائي، مع ملاحظة وجود التناقض بين الانغلاق والانفتاح في خصائصه الإيمائية.

2-  خصائص حرف (الميم) من القرآن الكريم :

وهنا سوف ندرس مصدر بعض الأفعال التي تبدأ بحرف الميم بالقرآن طلب للبيان من الله تعالى لفهم حركة ومعاني ودلائل وخصائص حرف الميم :

  • متع :
قال تعالى :
{ بَلْ مَتَّعْتُ هَؤُلَاءِ وَآبَاءَهُمْ حَتَّى جَاءَهُمُ الْحَقُّ وَرَسُولٌ مُبِينٌ (29) } (سورة الزخرف 29)

فبالـ (الميم)  تم جمع وضم وتداخل أشياء وأحوال وأمور ووضعها في قالب واحد وهي هنا مدى العلم الدنيوي وأمورها وأحوالها ..  وبالـ (التاء) تم إتمام هذه الأشياء والأمور والأحوال المتشاركين في الوظيفة للحياة الدنيوية  وبالـ (العين) تم كشفها لهم فوصلوا بها إلى أعماق علم كان خفياً من قبل ولم يكن يراه  أحد من قبلهم مدركاً عمقاً لم يكن بالغيه من قبل .. وبناء على كشف ما هو خفي سوف يتغير حالة المكتشف بطبيعة الحال حيال ما إكتشفه من علم فإما يكون ناظراً وإما يكون مبصراً فكانوا ناظرين ليس مبصرين حتى جائهم الحق وما كانوا غير مبصرين 

  • محق :
قال تعالى :
{ يَمْحَقُ اللهُ الرِّبَا وَيُرْبِي الصَّدَقَاتِ وَاللهُ لَا يُحِبُّ كُلَّ كَفَّارٍ أَثِيمٍ (276) } (سورة البقرة 276)

فبالـ (الميم) جمع وضم جميع ممارسات وأحوال وأمور الربا في قالب واحد ..  وبالـ (الحاء) يحيط به إحاطة تامه بعلم بكل معاملة فيه ونتائجه .. وبالـ (القاف) يخرج هذا العلم الإلهي مندمجاً في حركة هذا المال المرابى فيه فيبطله ويمحي أثره  .. بحيث تزول آثار الحالة الأولى ظاهرة الربح والزيادة في المال نهائياً فلا يبقى لها أثر .. وتنمو من داخل الحالة الأولى حالة جديدة مختلفة كل الاختلاف عن الحالة الأولى فلا يمكن أن تعود لحالتها السابقة كما كانت فيصبح المال مصدر إزعاج لصاحبه وبالاً عليه وعلى المجتمع الذي فيه فينقلب حالهم من ظاهر الكسب للخسارة وزيادة فقر المجتمع وزيادة البطالة وإنكماش السوق وتضخم الأسعار وانخفاض الإنتاج فيصبح المال الذي تم جمعه من الربا  بقيمة منخفضة عما كان فيزول أثار الربح الذي كان يظن أنه ربحها بإنخفاض قيمة ماله المستمرة داخل المجتمع 

بل أن  الربا في جميع الأحوال سوف يمحى أثره .. فلابد أن يأتي يوم لا يمكن الإستمرار بالربا فلابد من سقوط حضارات وتمحى أنظمة ولا تبقى إلا أمم كانت الصدقة فيها هي الرائجة .. فالحضارة الحالية التي أساسها في النظام العالمي الإئتماني سعر الفائدة .. إن لم يمحي الإنسان تلك النسبة وتعود للسالب بالنسبة التي وضعها الله للزكاه بمعدل 2.5% .. من المال المدخر .. فسيواجه العالم حروباً تمحوا هذه الحضارة الشيطانية الزائفة

 خصائص (محق) من خلال معاني حروفها :
  1. المحق : هو جمع وضم ما سوف يتم إزالة أثره
  2. المحق : هو الإحاطة التامة بما سوف يتم إزالة أثره
  3. المحق : هو العلم التام بطبيعة وحركة ما سوف يتم إزالة أثره
  4. المحق : هو قوة شديدة وسلطان لإزالة أثر الشيء
  5. المحق : هو إزالة أثر الشيء فلا يمكن أن يعود كما في حالته الأولى 
  • محص :
قال تعالى :
{ وَلِيُمَحِّصَ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَيَمْحَقَ الْكَافِرِينَ (141) } (سورة آل عمران 141)

فبالـ (الميم) يتم جمع والمراد إختبارهم وأحوالهم وأمورهم في قالب واحد في مواقيت وأماكن مختلفة (المؤمنين) وبالـ (الحاء) بالإحاطة بعلم عن هذا المؤمن من خلال اختباره فيعرفوا ويعلموا ما خفي عن أنفسهم  وهو علم ملتف ومحيط بالمؤمن ويعلم أغواره من خلال ابتلاءات واختبارات تصل إلى  ..  بالـ (الصاد) مركزية المركزية وعمق العمق للمؤمن فيكشف عن توجهه لله ورجاءه .. فمن ذات الصاد يعطيه الله المعونة الأمرية نتيجة هذا الرجاء للقدرة على إجتياز الإختبار محل التمحيص بأن يعود المؤمن للأصل وهو الله تعالى الذي يُرَد له كل شيء

وفي المقابل (يمحق) من خلال (الميم) فيتم جمعهم وضمهم في قالب واحد (الكافرين)  بعد أن يقوم حرف (الحاء) بالإحاطة بعلم عن هذا الكافر من خلال اختباره فيعرفوا ويعلموا ما خفي عن أنفسهم وهنا (القاف) خروج هذا العلم الإلهي مندمجاً في المجتمع فيبطله ويمحي أثر الكافرين بعد لجوء المؤمنين الذين تم تمحيصهم له برجاء فيعطي المعونة الإلهية والأمر بمحق هؤلاء الكافربن

 خصائص (محص) من خلال معاني حروفها :
  1. محص : هو جمع وضم ما سوف يتم إختباره
  2. محص : هو الإحاطة التامة بما سوف يتم إختباره
  3. محص : هو العلم التام بطبيعة وحركة ما سوف يتم إختباره
  4. محص : هو قوة شديدة وسلطان تمارس على من يتم إختباره
  5. محص : هو إصابة لمركز وعمق من يتم إختباره
  6. محص : من يتم إختباره يحتاج من أجلها معونة إلهية  لإجتياز الإختبار تأتي برجاء الله تعالى 
  • مع :
قال تعالى :
{ فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا (5) } (سورة الشرح 5)

فبالـ (الميم) بها يتم جمع وضم يسراً للعسر فيكونوا في قالب واحد في الميقات والمكان ويحل يسر محل العسر .. فبالـ(العين) يكشف عن خفي وهو يسر بالوصول إلى أعماق علم كان خفياً من قبل ولم يكن يراه  أحد من قبل مدركاً عمقاً لم يكن بالغه .. وبناء على كشف ما هو خفي سوف يتغير حالة المكتشف حيال ما إكتشفه من علم فإما يكون ناظراً وإما يكون مبصراً ..لمقادير الله من تلك المعية فبالإبصار يجد (يسراً كثيراً في  معية ما يظنه ظاهراً العسر)  

-----------------------------------
ونكتفي بهذا القدر .. من دراسة الحركة والخصائص .. والتي إستقينا منها :
3-  ما وعيناه من دلالات حرف (الميم) بالقرآن الكريم :
من خلال دراسة الكلمات السابقة  التي وردت بالقرآن الكريم بحرف (الميم)  نستنتج أن حرف (الميم) خصائصه : 
جمع وضم وتداخل أشياء ووضعها في قالب واحد .. ويعني المقام والمكان والميقات ومحل الأمر

خامساً : فهم حرف (العين) من القرآن الكريم :

1- مختصر ما قيل  في حرف العين :

قيل فيه معاينة داخلية وخارجية للمبهم في الحركة ووجهتيها وقيل فيه هو موجود في العناية التي توجد بلطف الله تبارك وتعالى .. وقالوا العين فعالم بعباده  وذهب إليه الفراهيدي وابن جني والعلايلي من أن مخرج العين يقع في أول الحلق داخلاً على المدرج الصوتي وقيل هو من نتاج المرحلة الرعوية كما جاء في دراستي صوت هذا الحرف متوسط الشدة. يشبه شكله في السريانية صورة العين. يقول عنه العلايلي: إنه "لخلو الباطن والخلو مطلقاً". وهو تعريف مبهم.. وإنه أعسر أصوات الحروف العربية نطقاً

2- خصائص حرف العين من القرآن الكريم:

وهنا سوف ندرس مصدر بعض الأفعال التي تبدأ بحرف العين بالقرآن الكريم طلب للبيان من الله تعالى لفهم حركة ومعاني ودلائل وخصائص حرف العين :

  • عبث :
  { أَتَبْنُونَ بِكُلِّ رِيعٍ آيَةً تَعْبَثُونَ (128) } (سورة الشعراء 128)

فبالـ (العين) الوصول إلى أعماق علم كان خفياً من قبل ولم يكن يراه  أحد من قبل مدركاً عمقاً لم يكن بالغه .. وبناء على كشف ما هو خفي سوف يتغير حالة المكتشف حيال ما إكتشفه من علم فإما يكون ناظراً وإما يكون مبصراً وهناك كانوا ناظرين مفتونين بعلمهم .. وبالـ (الباء) أظهروا شيء أو حال أو أمر جديد من داخل الآية التي عبثوا بها وانتقلوا لنقيض بأن أفسدوا من توازن الآية في عالم الخلق .. وبالـ (الثاء) فيجعلوا من هذا الإخلال بالتوازن الأفضلية على خلق الله المتوازن فيوثقوه كعلم دنيوي ويثبتوه ويطوروه ويضاعفوه ويثنوا عليه ويضيفوا إليه ويجزوا ويثنوا على من أخل بهذا التوازن

فهنا يبين الله تعالى  لنا  مدى فسق وإفساد قوم عاد .. وبالطبع ليس كما تم تأويلها من قبل  أنهم يبنون أبنية شاهقة يؤذون الناس منها .. وبالطبع هذا تأويل خاطئ فان الكلام على آيات يتم بنائها في كل نوع من أنواع المحاصيل النباتية بل والحيوانية مما نستهدف زيادة محصولها .. وفي هذا الإستهداف نخضع لقوانين الله في الزراعة وتربية الحيوانات .. فإن الله هو خالق الآيات ولا ينازعه فيها أحد

{ أَفَرَأَيْتُمْ مَا تَحْرُثُونَ (63) أَأَنْتُمْ تَزْرَعُونَهُ أَمْ نَحْنُ الزَّارِعُونَ (64) } (سورة الواقعة 63 - 64) ..

إلا أن الله مكنا من مادة خلقها بإستخدامها.. فقوم عاد لم يكتفوا بإستعمال تلك المادة ولكن سعوا لبناءها من مادة الخلق وليس ذلك فقط .. بل عبثوا .. والعين هنا مبينة بأنهم وصلوا إلى أعماق علم كان خفياً من قبل ولم يكن يراه أحد من قبل .. وبناء على كشف ما هو خفي سوف يتغير حالة المكتشف حيال ما إكتشفه من علم فإما يكون ناظراً أو مبصراً .. وهنا كانوا ناظرين ولم يبصروا ماهية قوانين الله في هذه الآيات .. فعندما تدخلوا بما وصلوا له من علم كان خافياً عليهم .. فكانت نتائج فعلهم عبث .. فلن ينتج خيراً كمن عبث بتركيب الخلية وغير صفاتها التي خلقها الله عليها فينتج عنها ريع ليس بذات الفائدة الأولى فنتج خللاً في الطعم أو اللون أو الحجم .. قد يكون ظاهراً صالحاً وفي حقيقته ضاراً في جوانب أخرى

{ أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثًا وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لَا تُرْجَعُونَ (115) } (سورة المؤمنون 115)

وهنا الله تعالى ينفي أن عملية الخلق تمت نتيجة إكتشاف ما هو خفي عليه من قبل .. فهو واهب العلم وبكل شيء عليم .. فإذا ما أردنا أن لا نعبث ولا نتبع الظن علينا بالعلم الإلهي ليكشف لنا ما نبصر به

  • عس :
قال تعالى :
{ وَاللَّيْلِ إِذَا عَسْعَسَ (17) } (سورة التكوير 17)

فبالـ (العين) تم من خلال الليل الوصول إلى أعماق علم كان خفياً من قبل ولم يكن يراه  أحد من قبل مدركاً عمقاً لم يكن بالغه .. وبناء على كشف ما هو خفي سوف يتغير حالة المكتشف حيال ما إكتشفه من علم فإما يكون ناظراً وإما يكون مبصراً وهناك كانوا ناظرين مفتونين بعلمهم (وهنا الليل يكشف لنا السماء وأفلاكها وكواكبها ونجومها)  .. وبالـ (السين) يتم بلوغ المركزية أو العمق فيضع الأمر أو الشيء أو الحالة بمركز النفس وعمقها ويسيطر الأمر الشيء أو الحالة عليه سيطرة تامة للتمكن من الانتقال من شيء إلى شيء ومن موضع إلى موضع ومن حالة إلى حالة (فتكون السماء وما فيها كآيات في مركز وعمق تركيز الناظر إليها والمبصر لآياتها)   .. وبالـ (العين) الثانية هو إستمرار لإقبال الليل واشتداد الظُلمة فيزيد الكشف ويزيد إتضاحاً شيئاً فشيئاً   .. وبالـ (السين) الثانية يزيد التركيز ويزيد وضوح النظر ومن ثم زيادة الإبصار لآيات الله ووصول النفس ومركزها لعظمة خلق الله تعالى    ..

فالله تعالى يقسم بآية عظيمة  .. الليل إذا عسعس .. وهنا دور العين (عس) الأولى  أن الليل  سوف يكون فاعلاً فبإقباله  سوف يجعلنا نكتشف أعماق علم كان خفياً من قبل مجيء الليل أي أنه كاشف لنا لما أخفاه النهار عنا ولم نكن نبصره قبل قبول الليل .. وبناء على كشف ما هو خفي سوف يتغير حالة المُكتشف حيال ما اكتشفه من علم فإما يكون ناظراً أو مبصراً .. فكلما أقبل الليل كشف لنا عن خفايا السماء فهناك من ينظر إلى السماء بعين الكفر وهناك من يبصر السماء ويتدبر .. فيرى خلق النجوم والأفلاك وتكرار كلمة عس (عسعس) تفيد أنه كلما أقبل الليل زاد الكشف وزاد تركيز الكشف لمعالم السماء التي كانت خفية  فحرف العين  يكشف لنا عمق خفي لم نكن من قبل ننظر إليه أو نبصره

  • عدل :
قال تعالى :
{ وَقُلْ آمَنْتُ بِمَا أَنْزَلَ اللهُ مِنْ كِتَابٍ وَأُمِرْتُ لِأَعْدِلَ بَيْنَكُمُ اللهُ رَبُّنَا وَرَبُّكُمْ لَنَا أَعْمَالُنَا وَلَكُمْ أَعْمَالُكُمْ لَا حُجَّةَ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ اللهُ يَجْمَعُ بَيْنَنَا وَإِلَيْهِ الْمَصِيرُ (15) } (سورة الشورى 15)

فباللام والألف .. نقل للدلسيل والبرهان وهو الكتاب من عالم الأمر الإلهي إلى ساحة الخلق .. والتأليف بين تلك الأوامر والإلهية وبين المؤمنين وجعلهما متلاحمين في حركة الحياة الدنيوية 

وبالـ (العين) الوصول إلى أعماق علم كان خفياً من قبل ولم يكن يراه  أحد من قبل مدركاً عمقاً لم يكن بالغه .. وبناء على كشف ما هو خفي سوف يتغير حالة المكتشف حيال ما إكتشفه من علم فإما يكون ناظراً وإما يكون مبصراً من خلال أدوات لتحقيق هذه العدالة .. وبالـ (الدال) ولا يتم تحقيق العدالة إلا من خلال قصد دليل وبرهان وميزان .. وبالـ (اللام) تلاحم وتواصل  ببين البرهان والدليل بنسيج حركة وساحة جديدة ومجال وأمور وأحوال وشخوص وأشياء جديدة لينقل حال إلى حال وعالم الأمر لعالم الخلق وخو هنا المنهج والتشريع ذلك الدليل والبرهان

وقيل عن العدل  هو الإنصاف، وهو إعطاء المرء ماله وأخذ ما عليه.. وهو معنى سطحياً لا يكشف لنا الفرق بينه وبين الحق والقسط  فالعدل ضده الجور .. ويختلف عن الحق والقسط وكل منهم مجاله .. فيكفينا في هذا المجال بدون توسع .. هو أن العدل يحتاج لتقصي أموراً خفية يلزم التحقيق فيها لكشفها .. فيتغير الحال بذلك العدل من جور إلى عدل من إمالة الميزان إلى التوازن ..

{ وَاتَّقُوا يَوْمًا لَا تَجْزِي نَفْسٌ عَنْ نَفْسٍ شَيْئًا وَلَا يُقْبَلُ مِنْهَا شَفَاعَةٌ وَلَا يُؤْخَذُ مِنْهَا عَدْلٌ وَلَا هُمْ يُنْصَرُونَ (48) } (سورة البقرة 48)

فبالمعنى المتداول .. في عقولنا البشرية قد يتصور أحدهم أن الله تعالى رافضاً لعدل .. وإنما بمفهوم ودور العين في الكلمة فعدم الأخذ بالعدل .. كون أن النفس الأخرى لن تكشف لله ما لا يعلمه .. فلن تكشف خفي عن الله تعالى ولن يتغير حال تلك النفس التي يتم حسابها ..

{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ لِلَّهِ شُهَدَاءَ بِالْقِسْطِ وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلَّا تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُوا اللهَ إِنَّ اللهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ (8) } (سورة المائدة 8)

فالشهادة المطلوبة بالقسط .. بخروج الحقيقة المجردة من أي هوى للعلن فتغير واقع فيه ظلم .. فالشهادة من أهم أدوات العدل في كشف ما هو خفي .. فيحذرهم الله من عدم كشفهم لتلك الحقيقة وعمق في القضية لم نكن لنبلغها إلا من خلال هذا الكشف

-----------------------------------
ونكتفي بهذا القدر .. من دراسة الحركة والخصائص .. والتي إستقينا منها :
3-  ما وعيناه من دلالات حرف العين بالقرآن الكريم :

من خلال دراسة الكلمات السابقة  التي وردت بالقرآن الكريم بحرف العين  نستنتج أن حرف العين خصائصه : 

الوصول إلى أعماق علم كان خفياً من قبل ولم يكن يراه  أحد من قبل مدركاً عمقاً لم يكن بالغه .. وبناء على كشف ما هو خفي سوف يتغير حالة المكتشف حيال ما إكتشفه من علم فإما يكون ناظراً وإما يكون مبصراً 

سادساً : فهم حرف (السين) من القرآن الكريم :

1- مختصر ما قيل  في حرف (السين) :

قالوا فيه أنه يشبه الصوفيون حرف السين بالمشط الذي تمشط به الجميلة شعرها، او يشبهونه بأسنان المحبوب وقيل السين فالسميع البصير وقيل أنه مهموس رخو، يشبه رسمه في السريانية صورة السن. يقول عنه العلايلي: إنه (للسَّعة) والبسط بلا تخصص. وقال الأرسوزي عنه: إنه للحركة والطلب .. وقيل حرف السين هو أحد الحروف الصفيرية ، صوته المتماسك النقي يوحي بإحساس لمسيِّ بين النعومة والملاسة، وبإحساس بصري من الانزلاق والامتداد، وبإحساس سمعي هو أقرب للصفير. وليس في صوته مايوحي بأي إحساس ذوقي أو شمي أو مشاعر إنسانية. فما رصيد هذه الخصائص الصوتية في حرف السين من معاني المصادر التي تبدأ به

2- خصائص حرف (السين) من القرآن الكريم :

وهنا سوف ندرس مصدر بعض الأفعال التي تبدأ بحرف (السين) بالقرآن طلب للبيان من الله تعالى لفهم حركة ومعاني ودلائل وخصائص حرف (السين) :

  • سَبِّحْ  
قال تعالى :
 { فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّابًا (3) } (سورة النصر 3)

فبالـ (السين) النفس بمركزها وعمقها تسيطر على أمر الجسد سيطرة تامة للتمكن من الإنتقال من موضع إلى موضع ومن حالة إلى حالة ومن أمر إلى أمر آخر ..  وبالـ (الباء) ظهور الحركة من داخل الأمر الإلهي وإنتقال الأمر من عالمه إلى حركة ظاهرة في عالم الخلق .. وبالـ (الحاء) هي الإحاطة بالعلم عن الأمرالذي يستدعي الحركة والسعي بعلم ملتف ومحيط بكيفية تنفيذ الأمر ويعلم أغواره وبإضافة التاء والياء يكون (التسبيح) 


خصائص (التسبيح) من خلال ومعاني ودلالات الحروف : 
  • التسبيح : التسبيح هو عمل وحركة
  • التسبيح : يحتاج إلى قمة إتقان العمل
  • التسبيح : هو إتقان للعمل من خلال خضوع تام للأمر الإلهي
  • التسبيح : يحتاج إلى يسطرة تامة للنفس على الجسد
  • النسبيح : يحتاج لحركة وسعي من خلال إحاطة بعلم أمر الله 
  • التسبيح : عمل وحركة تنتج عنها عطاءات الله في الدنيا والآخرة وتعطي العلم لهذا المُسبح
  • التسبيح : في أعلى درجاته يتجاوز نظام الأمر ويصل لنظام الحمد (بأن يتعدة حدود الأمر لما هو أزكى عملاً) 
  • سبغ :
قال تعالى : 
{ أَلَمْ تَرَوْا أَنَّ اللهَ سَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَأَسْبَغَ عَلَيْكُمْ نِعَمَهُ ظَاهِرَةً وَبَاطِنَةً وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُجَادِلُ فِي اللهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَلَا هُدًى وَلَا كِتَابٍ مُنِيرٍ (20) } (سورة لقمان 20)

 فبالـ (الألف)  الله تعالى ألف بين الأمور والأحوال والأشياء  المتفرقة والمشتتة من النعم وضبطها ضبطاً تاماً لأقصى مدى لينس بها في الدنيا .. وبالـ (السين)  تم تسخيرها لتصل إلى عمق النفس البشرية بما يمكنها من خلال هذه النعم الإنتقال بحركته من موضع إلى موضع وبباطنها من حالة إلى حالة  .. وبالـ (الباء)  فأظهرها لنا تلك النعم ومكننا منها لنتقل من حالة السكون إلى حالة الحركة والسعي   .. وبالـ (الغين) إحتفظ في تلك النعم  بما لم يتم كشفه محجوب غير مُدرَك غالب على المنتفع به غني عنه يعمل بدون إرادته وخاضع كلياً لإرادة خالقهم الله (كحركة القلب في جوف الإنسان وحركة الشمس والقمر في السماء)


خصائص (أسبغ) من خلال ومعاني ودلالات الحروف : 
  • أسبغ : قدرة الله تعالى على جمع لجميع اللأمور والأشياء والأحوال لخدمة الإنسان
  • أسبغ : قدرة الله تعالى على ضبط تام  لتلك  الأمور والأحوال والأشياء لخدمة الإنسان 
  • أسبغ : تمكين الإنسان من خلال هذا الجمع والضبط  للأحوال والأمور والأشياء من حركة وسعي لتحقيق الهدف من وجوده
  • أسبغ : وجود ضبط أمور وأحوال وأشياء لا يمكن أن يدرك الإنسان مداها ولا يمكن بلوغ بواطنها وأغوارها
  • سبق :

قيل س ب ق : سَابَقَهُ فسَبقَهُ من باب ضرب و استَبَقَا في العدو أي تَسابَقَا وقيل في قوله تعالى { إنا ذهبنا نستبق } أي ننتضل و السَّبَقُ بفتحتين الخطر الذي يوضع بين أهل السباق و سِبَاقَا البازي قيداه من سير أو غيره .. فلنستعرض المعنى والدلالة :

{ وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ (10) } (سورة الحشر 10)

فبالـ (السين)  كانوا بعمق نفوسهم ومركزها وحركتهم وسعيهم  بالحياه الدنيوية فسيطروا على أمورهم وأحوالهم فانتقلوا من حالة إلى حالة من ضلال إلى إيمان من باطل إلى حق  .. وبالـ (الباء) ظهر عليهم  الإيمان وظهروا هم على من دونهم ممن تمسكوا بالباطل فكان سعيهم وحركتهم في الدنيا ظاهرة على غيرهم   .. وبالـ (القاف) من خلال الرسالة الإلهية على لسان رسله وبكتبه فاختلطن في نفوسهم وعمقها فاندمج هذا العلم في نفوسهم فاندمجا فتحولوا لمؤمنين فلم يعد الحالة الأولى لها أثر ما قبل الإيمان

-----------------------------------
ونكتفي بهذا القدر .. من دراسة الحركة والخصائص .. والتي إستقينا منها :
3- ما وعيناه من دلالات حرف (السين) بالقرآن الكريم :

من خلال دراسة الكلمات السابقة  التي وردت بالقرآن الكريم بحرف (السين) نستنتج أن حرف (السين) خصائصه : 

هو بلوغ المركزية أو العمق فيضع الأمر أو الشيء بمركز النفس وعمقها ويسيطر الأمر أو الشيء أو الحالة عليه سيطرة تامة للتمكن من الانتقال من شيء إلى شيء ومن موضع إلى موضع ومن حالة إلى حالة

سابعا : فهم حرف (القاف) من القرآن الكريم :

1- مختصر ما قيل  في حرف القاف :

قالوا فيه أنه قوة فصل لبيان وتقصي آثر الحركة .. وقالوا حرف لهوي وله خواص في مدد القوى، ولهذا ابتدأ به أسماؤه تعالى (قادر، قوي، قائم، قهار) والقاف هي درجة (قرب قاب قوسين) التي يعرفها المتقربون جدا إلى الله.. وقالوا القاف فقادر على جميع خلقه  وقيل هو شديد. يلفظه بعضهم مهجورا، وبعضهم يلفظه مهموسا. يصفه العلايلي بأنه: (للمفاجأة تُحدث صوتا) . ويصفه الأرسوزي بأنه : (للمقاومة). وكلا الوصفين يفضيان به إلى أحاسيس لمسية من القساوة والصلابة والشدة، وإلى أحاسيس بصرية وسمعية ، من فقاعة تنفجر، أو فخارة تنكسر.

2-  خصائص حرف القاف من القرآن الكريم :

وهنا سوف ندرس مصدر بعض الأفعال التي تبدأ بحرف القاف بالقرآن طلب للبيان من الله تعالى لفهم حركة ومعاني ودلائل وخصائص حرف القاف :

  • قبح : 
ضد الحُسن ، ويكون القبح في القول ، والفعل ، والصورة  .. (فإذا تم خروج  القبح  على ما هو حسن أصابه وحوله لحال  غير الحال الأول فلا يبقى أثر منه فلا يمكن أن يعود لحالة الحسن الأولى
{ وَأَتْبَعْنَاهُمْ فِي هَذِهِ الدُّنْيَا لَعْنَةً وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ هُمْ مِنَ الْمَقْبُوحِينَ (42) } (سورة القصص 42)

فهم مقبوحين (إسم مفعول من قبح)  من خلال قبح أفعالهم في الدنيا .. أصبحوا هم والقبح سواء فلا أثر لأصل إنسانيتهم الأولى فأصبحوا بالقبح مندمجين فلا يمكن عودتهم لحالتهم الأولى .. فالمقبوحين كما يلي :

فبالـ (الميم)  تم جمع وضم أصحاب القبح في قالب واحد وبالـ (القاف)  خروج ما هو ضد الحسن من فعل أنفسهم فاندمجا فكان نتاجهم حالة  لا يمكن الرجوع إلى الحالة الأولى .. فخرجوا من حالة الحسن حيث تزول أثاره ولا يبقى للحسن اي أثر  .. وبالـ (الباء) ينتقلوا من شيء لنقيضه فيظهر القبح على الحسن من داخل النفس لمحيطها .. وبالـ (الواو) جمعوا خواص القبح بداخلهم وخارجهم ظاهره وباطنه فيختفي فيهم كل أي حسن ويمنع ظهور الحسن فيهم .. وبالـ (الحاء) فيصبحوا مصدر القبح .. [أنفسهم]..  محيطون بأغوار هذا القبح  إحاطة كاملة ملتف حولهم غالب عليهم

  • قبر :
 أخفى الشيء حتى لا يبقى له أيُّ أثَرٍ
{ ثُمَّ أَمَاتَهُ فَأَقْبَرَهُ (21) } (سورة عبس 21)

خروج جسم  من أصل متجسد .. إلى فناء لا أثر له فلا يمكن عودته لحالته السابقة (متجسد)

فبالـ (الألف) تأليف بين أحوال متفرقة بين حياة وموت وفناء جسد في إنضباط تام ..  وبالـ (القاف) يصل إلى فناء لجسد فيصبح لا أثر له فلا يمكن عودته لحالته الأولى المتجسدة .. وبالـ (الباء) ينتقل من شيء لنقيضه من الحياة للموت .. وبالـ (الراء) فيتم ربط هذا الشخص بين طرفي الدنيا والآخرة حتى لو بدون إتصال .. وبالـ (الهاء) يهيمن عليه الموت دون الحياة فلا يجتمعان هازماً لهذه الحياة بالموت وحبسه عن الحياة مهندساً لكيفية فناءه

  • قتل :

 إخراج نفس من أصل .. فيزول الحال الأول وتزول أثارة (الحياة) .. فلا يمكن إعادة من تحررت نفسه من جسده  لحالته الأولى بعد موته 

{ فَطَوَّعَتْ لَهُ نَفْسُهُ قَتْلَ أَخِيهِ فَقَتَلَهُ فَأَصْبَحَ مِنَ الْخَاسِرِينَ (30) } (سورة المائدة 30)

فبالـ  (القاف)  إخراج نفس من أصل .. فيزول الحال الأول وتزول أثارة [الحياة] .. فلا يمكن إعادة من تحررت نفسه من جسده  لحالته الأولى بعد موته  .. وبالـ (التاء) إتمام مهمة ما قبله [القاف] وإتمام الهلاك والتلف للمتتامين والمتساويين في الوظيفة والمشاركة الدنيوية [الجسد والنفس] .. وبالـ (اللام) فيتم إتصال النفس لنسج حركة جديدة في عالم آخر وتحول من حالة الخلق إلى عالم الأمر


{ وَاسْتَبَقَا الْبَابَ وَقَدَّتْ قَمِيصَهُ مِنْ دُبُرٍ } (سورة يوسف 25)
  • قرح 
    { إِنْ يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِثْلُهُ وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَيَتَّخِذَ مِنْكُمْ شُهَدَاءَ وَاللهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ (140) } (سورة آل عمران 140)

    وهنا لم يتم استعمال كلمة جرح لوصف الحالة الناتجة عن الأحداث.. حيث أن القرح كان واصفاً لأحداث وأثارها التي ينتج عنها حالة جديدة من المصاعب التي يكون تأثيرها مندمجاً مع المجتمع ناتجاً منه حالة مغايرة للحالة الأولى فلا يمكن إعادة ما تم فقدانه وخسارته وابتلاءات نتج عنها أحزان وكذلك ترقي في الحالة الإيمانية فزالت الحالة الأولى ولا يمكن الرجوع إليها وانتهت آثارها

    فبالـ (القاف) خرج القرح من أصل الجرح بحيث تزول أثار الجرح وتظهر حالة آخري (القرح) ويتحول من حال إلى حال آخر فلا يمكن الرجوع للحالة الأولى فينتهي أثر الجرح ويظهر ظاهر آخر نتيجة للقرح  وبالـ (الراء) فتصبح ألامه وأحزانه الناتجة عن هذا القرح مرتبطة بأحواله وأموره وحركته الدنيوية متحكمة فيها بدون إتصال متجسد وإنما من خلال الحس وبالـ (الحاء) يحيط به هذا القرح والألم إحاطة كاملة ويصل لأغواره

    • قَذف :

     قيل معناها رماه  وهو معنى غير دقيق فليس الرمي كالقذف .. فالرمي .. تظل فيه أداة الرمي لها أثر . وأيضاً ما تم الرمي عليه .. ولا يندمجان .. أما القذف  خروج من أصل شيء وتحول   إلى حالة لا يمكن الرجوع الحالة الأولى .. بحيث تزول آثار الحالة الأولى نهائياً فلا يبقى لها أثر .. فالقذف هنا ليس بالرمي .. وإنما بالقذف أصبح المقذوف والمقذوف عليه مقترنان فإصابة القذف حولت المقذوف  الناتج من أصل لا أثر له وتحول المقذوف والمقذوف عليه  من حال إلى حال آخر مندمجان  فلا أثر للحالة الأولى

      { بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْبَاطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ وَلَكُمُ الْوَيْلُ مِمَّا تَصِفُونَ (18) } (سورة الأنبياء 18)

      وبتأمل الآية نجد أن القذف بمقذوف الحق والمقذوف عليه الباطل .. فيتحول الباطل من حال إلى حال فلم يعد له آثر وقد بين الله تعالى وأكد ذلك من خلال قوله (فيدمغه)

      فبالـ (القاف) خروج الحق من أصل [من عند الله تعالى] فيصيب الباطل فتزول أثاره  وتظهر حالة آخري ويتحول الحال إلى حال آخر فلا يمكن الرجوع للحالة الأولى فينتهي أثر الباطل ويظهر ظاهر آخر هو ظاهر الحق  وبالـ (الذال) تجعل الحالة اوالأحوال الجديدة تحمل صفات الحق كاملة وتعرف تلك الأحوال من خلال الحق وتذيل ما دونه وهو الباطل  فيجعله في ذيل الأشياء  وبالـ (الفاء) تُفرَق الأمور والأحوال ويفرق بين الحق والباطل  ويمحص الناس بهذا القذف في الفتن 

      -----------------------------------

      ونكتفي بهذا القدر .. من دراسة الحركة والخصائص .. والتي إستقينا منها :

      3-  ما وعيناه من دلالات حرف القاف بالقرآن الكريم :

      ردت بالقرآن الكريم بحرف القاف  نستنتج أن حرف القاف خصائصه : 

      خروج شيء من أصل شيء وإندماجه مع آخر فيتحولا المندمجان  لحالة آخري لا يمكن الرجوع إلى حالته الأولى قبل الإندماج  .. بحيث تزول آثار الحالة الأولى نهائياً فلا يبقى لها أثر .. وتنمو من داخل الحالة الأولى حالة جديدة مختلفة كل الإختلاف عن الحالة الأولى فلا يمكن أن تعود لحالتها السابقة كما كانت .. وهذا التحول يعتمد في سرعة وقوة كلمة حرف القاف المصاحبة له

      ثامناً : تَدبر.. قول الله تعالى (حم - عسق) :

      في الآيات الست التي ورد فيها (حم) .. السياق والخط البياني للآيات جميعها تتكلم عن القرآن الكريم وفيهم (حم) ثابتة في كل آية  ونعيد ترتيبهم حسب ما سوف نتناوله من إيضاح للمعاني والدلالة

      (1){ حم (1) تَنْزِيلُ الْكِتَابِ مِنَ اللهِ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ (2) } (سورة غافر 1 - 2){ حم (1) تَنْزِيلُ الْكِتَابِ مِنَ اللهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ (2) } (سورة الجاثية 1 - 2){ حم (1) تَنْزِيلُ الْكِتَابِ مِنَ اللهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ (2) } (سورة الأَحقاف 1 - 2)(2){ حم (1) تَنْزِيلٌ مِنَ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (2) كِتَابٌ فُصِّلَتْ آيَاتُهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ (3) } (سورة فصلت 1 - 3)(3){ حم (1) وَالْكِتَابِ الْمُبِينِ (2) إِنَّا جَعَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ (3) وَإِنَّهُ فِي أُمِّ الْكِتَابِ لَدَيْنَا لَعَلِيٌّ حَكِيمٌ (4) } (سورة الزخرف 1 - 4)(4){ حم (1) وَالْكِتَابِ الْمُبِينِ (2) إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُبَارَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنْذِرِينَ (3) } (سورة الدخان 1 - 3)
      وإذا استعرضنا ما وعيناه عن حرف (الحاء والميم) نجد أن معناهم كالتالي :
      • (الحاء) : الإحاطة بالعلم عن الشيء فهو علم ملتف ومحيط بالشيء ويعلم أغواره
      • (الميم) : جمع وضم وتداخل أشياء ووضعها في قالب واحد

      فالله تعالى هذا كلامه ويحمل المعنى الكائن بذاته في قول على شكل قالب لسان عربي هو كتاب الله فيصف لنا من خلال الحاء والميم هذا الكتاب بقوله :

      • حم  : العلم الذي به المعنى الكائن بذات الله وفيض من علمه المحيط والذي به أغوار هذا العلم كونه من عند الله فلا يضاهيه علم ظني من علوم الدنيا وضعه الله تعالى وضمه في قالب (لسان عربي) وفي كتاب هو (القرآن الكريم) فهو على هذه المعنى والدلالة :

      بهذا العلم الذي به المعنى الكائن بذات الله وفيض من علمه المحيط والذي به أغوار هذا العلم كونه من عند الله فلا يضاهيه علم ظني من علوم الدنيا وضعه الله تعالى وضمه في قالب (لسان عربي) وفي كتاب هو (القرآن الكريم) فعلى هذا النحو :

      1. تم تنزيل الكتاب من عند الله العزيز العليم – العزيز الحكيم
      2. تم تنزيل الكتاب من عند الله الرحمن الرحيم .. كتاب فصلت آياته قرآناً عربياً لقوم يعلمون
      3. تم تنزيل الكتاب من عند الله وهو أيضاً الكتاب المبين وجعله الله قرآناً عربياً لعلكم تعقلون وأنه في اللوح المحفوظ (أم الكتاب) لعلي حكيم
      4. تم نزول الكتاب من عند الله وهو أيضاً الكتاب المبين .. للسماء الدنيا في ليلة مباركة ..

      وهكذا يمكن أن يستقيم السياق والخط البياني للآيات ..  وإن كا يستلزم التوسع في فهم الدلالات والمعاني لباقي الآيات .. اللاحقة للحرفين (حم)

      وبتأمل السياق والخط البياني للآيات في قوله تعالى :
      { حم (1) عسق (2) كَذَلِكَ يُوحِي إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ اللهُ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (3) } (سورة الشورى 1 - 3)

      سنجد قوله تعالى في الآية الثالثة (كَذَلِكَ يُوحِي إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ اللهُ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ) ويكأن ما سبق من حروف في مجملها تشرح كيفية الوحي على محمد صلى الله عليه وسلم .. وقد سبق ووعينا معنى (حم) وخصائص الوحي وكتعبير مختصر (علم محيط تم ضمه في قالب - كتاب).. فما معنى ودلالة(عسق)

      ولو تدبرنا السياق سوف نجد أن هناك جانب له علاقة بالله تعالى فقط (حم) وجانب يتم نقل (حم) إلى عالم البشر من خلال الرسل والأنبياء (عسق) وكذلك تعني كيفية الإنتقال  .. فباستعراض معنى تلك الحروف سوف نكتشف كيفية وتأثير الوحي (حم) على الرسل والأنبياء .. فنجد :

      حرف العين (ع)الوصول إلى أعماق علم كان خفياً من قبل ولم يكن يراه  أحد من قبل مدركاً عمقاً لم يكن بالغه .. وبناء على كشف ما هو خفي سوف يتغير حالة المكتشف حيال ما إكتشفه من علم فإما يكون ناظراً وإما يكون مبصراً 

      حرف السين (س)هو بلوغ المركزية أو العمق فيضع الأمر أو الشيء بمركز النفس وعمقها ويسيطر الأمر أو الشيء أو الحالة عليه سيطرة تامة للتمكن من الانتقال من شيء إلى شيء ومن موضع إلى موضع ومن حالة إلى حالة

      حرف القاف (ق)خروج شيء من أصل شيء واندماجه مع آخر فيتحولا المندمجان  لحالة آخري لا يمكن الرجوع إلى حالته الأولى قبل الاندماج  .. بحيث تزول آثار الحالة الأولى نهائياً فلا يبقى لها أثر .. وتنمو من داخل الحالة الأولى حالة جديدة مختلفة كل الاختلاف عن الحالة الأولى فلا يمكن أن تعود لحالتها السابقة كما كانت .. وهذا التحول يعتمد في سرعة وقوة كلمة حرف القاف المصاحبة له

      فيكون ما وعيناه من دلالة ومعاني (حم - عسق) وكيف ينزل الوحي وتأثيره على الرسل والأنبياء :

      وهنا سوف نتكلم عن الوحي (القرآن الكريم)  والرسول محمد صلى الله عليه وسلم لفهم المعنى والدلالة لكيفية وتأثير الوحي على الأنبياء والرسل جميعاً :

      { حم (1) عسق (2) كَذَلِكَ يُوحِي إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ اللهُ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (3) } (سورة الشورى 1 - 3)

       (الحاء : ح) يوحي الله تعالى للرسول بالوحي وهو العلم الذي به المعنى الكائن بذات الله وفيض من علمه المحيط والذي يحمل أغوار هذا العلم كونه من عند الله فلا يضاهيه علم ظني من علوم علماء الدنيا فهو محيط بها وبه أغوارها وعمقها الذي لا يمكن أن يبلغه علماء الدنيا  (الميم : م) وهذا الوحي تم وضعه وضمه في قالب (لسان عربي) وفي كتاب هو (القرآن الكريم) (العين : ع) فهذا الوحي وبهذا القالب كشف للرسول بُعداً كان خفياً عنه ولم يكن يراه أو يدركه أحد من قبله ولم يكن ببالغه إلا بإذن الله بأن أُوحَي إليه وبهذا الكشف لما كان خفي تتغير حالة الرسول من حال إلى حال نتيجة هذا الكشف مبصراً من خلاله لعلم يجعل حالته الأولى ليس لها أثر (السين : س) وحين وأثناء نزول الوحي على الرسول يكون هذا الوحي مسيطراً عليه سيطرة تامة بالغ مركزية وعمق نفس الرسول وفي حالة تركيز شديد تجعله قادر على الانتقال من حال إلى حال (من حالة الإنسان العادي إلى حالة النبي والرسول) وباستمرار نزول الوحي وتنزيله يترقى من حالة يقينية إلى حالة يقينية أرقى وحالة معرفية لحالة معرفية أرقى  (القاف : ق) فباندماج الوحي بمركزية النبي والرسول بذلك الوحي الذي خرج من أصل (اللوح المحفوظ) والذي يحمل المعنى الكائن بالذات الإلهية .. فيتحولا المندمجان (الوحي والرسول) لحالة أخرى لا يمكن للرسول الرجوع إلى حالته الأولى قبل الاندماج (الإنسان العادي أو الحالة المعرفية واليقينية الأقل) بحيث تزول آثار الحالة الأولى ولا يبقى لها أثر وتنمو داخل الحالة الأولى حالة جديدة مختلفة كل الاختلاف (رسول) فلا يمكن أن يعود لحالته السابقة كما كان وهذا التحول يعتمد على سرعة وقوة كلمة حرف القاف (عس) المصاحبة له .. فهو كشف بعد كشف .. دائم التحول مع كل كشف حتى تمام نزول أو تمام تنزيل (حم)


      تعليقات

      5 تعليقات
      إرسال تعليق
      1. وجدت بالمقارنة والتأمل في الآيات والكون معنى لها والدليل القاطع أن شاء الله لكن أعجز عن ايصاله للناس ومن هم حولي لا يفقهون قولي

        ردحذف
        الردود
        1. ياريت لو توضيح فقد افهمك

          حذف
      2. الله يزيدك نور على نور ويزيدك من علمه ونوره ولي سوال كيف اعمل بهذي الحروف النوريه في حياتي او الدعاء بها

        ردحذف
      3. غير معرف12/16/2020 11:11 م

        ما شاء الله

        ردحذف
      4. أستمر عمل عظيم وباب يفتح أبواب من بعده أعظم قد تدخلك مدخل صدق وتخرجك مخرج صدق من لدن عزيز عليم

        ردحذف

      إرسال تعليق