كامل عشري يكتب : تأويل (كهيعص) .. من القرآن الكريم
(كهيعص) من الحروف المقطعة في أوائل السور .. جاءت في في موضع واحد .. وهنا نتعلم من كتاب الله معنى ودلالة الحروف المقطعة في قوله تعالى :
{ كهيعص (1) } (سورة مريم 1)
فنجد أن تلك الأسئلة تفرض نفسها علينا :
- س1 : ما هي الحكمة في تواجد الحروف (كهيعص) في أول السورة؟!!!!!
- س2 : لابد وان (كهيعص) حروف لهما معنى وإلا ما المبرر في وجودهما؟!!!!!
- س3 : لماذا لم يستطع أحد منذ بداية الدعوة أي منذ أربعة عشر قرناً من الزمان وحتى الآن تأويل تلك الحروف، بالرغم من أنهم تصدوا لتأويل القرآن كله بجميع حروفه وكلماته وآياته في مجلدات ضخمة في جميع العصور، هل عدم تأويلهم عن عمد أو عن عدم معرفة؟!!!
- س4 : ما معنى ودلالة حرفي (كهيعص) في هذه السورة ؟!!!!
=======
وفي إطار محاولة التأويل بقدر علمنا الإنساني للمعنى الكائن بالذات الإلهية من خلال القرآن المجيد سوف نستعرض التالي : - أولاً : قول السلف عن الحروف المقطعة في أوائل السور :
- ثانياً : طريقة الفهم الصحيح للحروف المقطعة :
- ثالثاً : فهم حرف (الكاف) من القرآن الكريم :
- مختصر ما قيل في حرف (الكاف)
- خصائص حرف (الكاف) من القرآن الكريم
- ما وعيناه من دلالات حرف (الكاف) من القرآن الكريم
- رابعاً : فهم حرف (الهاء) من القرآن الكريم :
- مختصر ما قيل في حرف (الهاء)
- خصائص حرف (الهاء) من القرآن الكريم
- ما وعيناه من دلالات حرف (الهاء) من القرآن الكريم
- خامساً : فهم حرف (الياء) من القرآن الكريم :
- مختصر ما قيل في حرف (الياء)
- خصائص حرف (الياء) من القرآن الكريم
- ما وعيناه من دلالات حرف (الياء) من القرآن الكريم
- سادساً : فهم حرف (العين) من القرآن الكريم :
- مختصر ما قيل في حرف (العين)
- خصائص حرف (العين) من القرآن الكريم
- ما وعيناه من دلالات حرف (العين) من القرآن الكريم
- سابعاً : فهم حرف (الصاد) من القرآن الكريم :
- مختصر ما قيل في حرف (الصاد)
- خصائص حرف (الصاد) من القرآن الكريم
- ما وعيناه من دلالات حرف (الصاد) من القرآن الكريم
- ثامناً : تَدبر.. قول الله تعالى (كهعيص)
============================
أولاً : قول السلف عن الحروف المقطعة في أوائل السور :
- منهم من قال هي مما استأثر الله بعلمه فردّوا علمها إلى اللهولم يفسرها
- منهم من قال هي فواتح افتتح الله بها القرآن
- منهم من قال هي إسم من أسماء السور
- منهم من قال هي إسم من أسماء الله تعالى
- منهم من قال هي حروف استفتحتمن حروف هجاء أسماء الله تعالى
- منهم من قال هي مدة أقوام وآجالهم .. فالألف مفتاح الله ، واللام مفتاح اسمه لطيف ، والميم مفتاح اسمه مجيد . فالألف آلاء الله ، واللام لطف الله ، والميم مجد الله ، والألف سنة ، واللام ثلاثون سنة، والميم أربعون سنة
- منهم من قال هي الحروف الأربعة عشر مشتملة على أصناف أجناس الحروف
- منهم من قال هي ابتدئ بها لتفتح لاستماعها المشركين
- منهم من قال هي كررت ليكون ابلغ فى التحدي والتبكيت.. وكرر التحدي بالصريح قال وجاء منها على حرف واحد كقوله(ص ن ق) وحرفين ( حم) وثلاثة (الم) وأربعة مثل (المر) و (المص) وخمسة مثل - كهيعص، حمعسق- لأن أساليب كلامهم على هذا مـن الكلمات ما هو على حرف وعلى حرفين وعلى ثلاثة أحرف وعلى أربعة أحرف وعلى خمسة أحرف لا أكثر من ذلك (قلت) ولهذا كل سورة افتتحت بالحروف فلا أن يذكر فيها الانتصار للقرآن وبيان إعجازه وعظمته وهذا معلوم بالاستقراء وهو الواقع في تسعة وعشرين سورة
- منهم من قال (كهيعص) التي جاءت في "سورة مريم: " هو اسم تخشاه السماء والأرض
- منهم من قال هي يستبارك بها الناس ويكتبونها على واجهات منازلهم ومحلاتهم التجارية للبركة دون فهم لمعانيها.
- منهم من قال هي قرع لأسماع وقلوب القارئينللقرآن أو المستمعين إليه ، حتى يتهيئوا لتلقى كلام الله
- منهم من قال هي معجزة لرسول الله( ص) من حيث نطقه بأسماء الحروف ، وهو أمي، والأمي ينطق بأصوات الحروف دون معرفة أسمائها
- منهم من قال هي فيها تنبيها عن إعجاز القرآن الكريمالذي صيغ من جنس تلك الحروف الهجائية التي يتكلم بها العرب ، ويعجزون عن الإتيان بشيء من مثله
ثانياً : طريقة الفهم الصحيح للحروف المقطعة :
هنا سوف نعتمد على ما يعلمنا الله من خلال القرآن الذي يحوي كلماته ويحوي المعنى الكائن بالذات الإلهية . وهو القول الذي صاغه بلسان عربي كقالب صاغه الله تعالى أيضاً ليعبر لنا عن دلالات ومعاني كلماته .. فالمُعلم والمبين لنا هنا القرآن الكريم .. وإذا كنا بصدد أن نتعلم من القرآن .. فليس العلم البشري إلا علم ظني يفتقد هذا الإلهي المطلق
ولعل دائماً ما يضطرب التأويل حينما لا يفهم من يقوم بالتأويل مقصد قول الله تعالى أي عدم فهمه المعنى الكائن في ذات الله ، وبالطبع لن يعلم تأويله إلا الله ، ولكن يظل هناك طرفاً من معنى يمكن أن يدركه البشر هو جزء من المعنى الكائن بالذات الإلهية ، يكشفه الله لنا كل مرة عندما يكشف لنا عن ساق (جانب) من القرآن فنكتشف أفاق جديدة بالقرآن تمنحنا فهماً أعمق لمساعدتنا في فهم أحداث جارية
والإنسان غير قادر على اختراع اللغة ، وبالتالي لابد له من معلم يعلمه بغض النظر عن مفهوم الخلائق لبداية الإنسان فالله تعالى هو الذي علم الإنسان اللغة ، فعندما علم الله اللغة للإنسان كان لابد من إطلاق مسميات على الأشياء ، وتكون هذه المسميات صحيحة لأن علم الله مطلق بالأشياء وقدرته على الصياغة أيضا مطلقة وليس مثل البشر ، فعلم الله تعالى اللامحدود بالشيء ومميزاته وخواصه وتغيراته وقدرة الله المطلقة سبحانه على صياغة ما علِمهُ تجعل من تسميته للشيء تسميه مطلقة لا عيب فيها ، بحيث تكون الكلمة التي يطلقها الله تعالى على الشيء تختصر كل خواص هذا الشيء بداخلها بحيث لا يحيط بمعناها الكامل أي مخلوق فكلمات النص القرآني من المستحيل أن تكون من صنع البشر وإلا كان القرآن ناقص وليس مطلق لان كلمات البشر ناقصة وليست مطلقة
فالقرآن الكريم يحتوي على :
- الكلام : هو المعنى الكائن بالذات الإلهية .. لذلك لن يعلم تأويله إلا الله
- القول : فهو صياغة الكلمة التي هي كائنة بالذات الإلهية بقالب لغوي عبر لغة (لسان عربي)
فالبيان .. هو من عند الله .. فقد قال تعالى :
{ لَا تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ (16) إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ (17) فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ (18) ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا بَيَانَهُ (19) } (سورة القيامة 16 - 19){ وَلَا يَأْتُونَكَ بِمَثَلٍ إِلَّا جِئْنَاكَ بِالْحَقِّ وَأَحْسَنَ تَفْسِيرًا (33) } (سورة الفرقان 33)
فكيف يأتي أحدهم ليقول لك أن فلان فسر القرآن؟!!!!!!! .. فكيف يكون الكتاب الذي جاء ليفسر لنا يفسره أحد فهل المُستًفسِر من الكتاب مُفَسر له .. أم يتعالون على الله
لذا .. كان لزاماً علينا طلب البيان من الله ومن خلال كتابه .. ولكن نعرض عليكم مختصر ما جاء في قول السلف عن الحروف المقطعة ..
ثالثاً : فهم حرف (الكاف) من القرآن الكريم :
1- مختصر ما قيل في حرف (الكاف) :
قيل مهموس شديد، هو عند العلايلي والأرسوزي(للاحتكاك)، وهذا واحد من معانيه. هذا الحرف، إذا لفظ صوته ممطوطاً مخفوتاً به قليلاً ومضغوطاً عليه بعض الشيء، يحاكي صوت احتكاك الخشب بالخشب. ولعل العربي قد اقتبسه عفو الفطرة من هذا الحدث لإشعال النار بهذه الطريقة البدائية. وصوته في هذه الحال يوحي بشيء من الخشونة والحرارة والقوة والفعالية، مما يؤهله للانتماء إلى حاسة اللمس. أما إذا لفظ بصوت عالي النبرة وبشيء من التفخيم والتجويف، فإنه يوحي بالضخامة والامتلاء والتجميع، مما يؤهله للانتماء إلى زمرة الحروف البصرية.
2- خصائص حرف (الكاف) من القرآن الكريم :
وهنا سوف ندرس مصدر بعض الأفعال التي تبدأ بحرف – الكاف- بالقرآن طلب للبيان من الله تعالى لفهم حركة ومعاني ودلائل وخصائص حرف - الكاف -
- كتب :
قال تعالى :
{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (183) } (سورة البقرة 183)
فبالـ - الكاف- أمر الله تعالى في تكتل وإطار ومحتوى ذو سلطان وقوة من تكتل وتآلف وتوافق من خلال قالب وهو (الصيام وشروطه وأركانه .. الخ) يمكن به استرجاع الأمر أو الشيء أو الحالة التي هي محتوى هذا التكتل وعودة بناء تلك الحالة أو الشيء أو الأمر (الركوع) كلما جاء موعد هذا الصيام .. وبالـ - التاء –يكون هذا التكتل والقالب تام ومتقن وهذا القالب متساوي للحال أو الشيء أو الأمر المراد تنفيذه أو الحدث الذي هو مقدر حدوثه أو الحدث الذي يصف حدوثه وهو هنا (الصيام كل مرة بنفس الشروط والأركان .. الخ .. وبالـ - الباء - فيكون هذا التكتل ومحتوى ظاهراً على ما دونه شاهداً خارجاً منه يمكن من خلاله الانتقال من شيء أو حال أو أمر لنقيضه وهنا من عدم صيام إلى صيام
قال تعالى :
{ وَإِذْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَالْفُرْقَانَ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ (53) } (سورة البقرة 53)
فبالـ -الكاف- .. أعطى الله تعالى إلى موسى في إطار ومحتوى ذو سلطان وقوة من تكتل وتآلف وتوافق من خلال قالب يمكن به استرجاع الأمر أو الشيء أو الحالة التي هي محتواه وعودة بناء تلك الحالة أو الشيء أو الأمر (الركوع) .. وبالـ - التاء – يكون هذا التكتل والقالب تام ومتقن وهذا القالب متساوي للحال أو الشيء أو الأمر المراد تنفيذه أو الحدث الذي هو مقدر حدوثه أو الحدث الذي يصف حدوثه .. وبالـ - الألف - تأليف بين هذا التكتل وبين الأمور والأحوال والأشياء المشتتة التي في داخله من محتوى .. وبالـ - الباء - يكون هذا التكتل والمحتوى ظاهراً على دونه شاهداً خارجاً منه ويمكن من خلاله الانتقال من شيء أو حال أو أمر لنقيضه (من جهل لعلم ؛ من كفر لإيمان ؛ من ضلال إلى حق أو حتى العكس على حسب ما يحويه الكتاب)
خصائص (الكتاب) من خلال دلالات ومعاني حروفها :
- الكتاب : عبارة عن تكتل ومحتوى
- الكتاب : محتوى الكتاب ذو سلطان وقوة على حسب درجة العلم في هذا المحتوى
- الكتاب : بمحتواه يمكن إعادة بناء الأمر أو الحالة أو الشيء الذي يشمله هذا المحتوى إما بتجسيد الحالة – الأمر - الشيء أو إستحضارها في حالة – أمر - شيء آخر أو حتى إستحضارها بالحس والبصيرة
- الكتاب : يحتوي على تكتل ومحتوى تام متقن وتتوقف درجة الإتقان والتمام على كاتبه
- الكتاب : تأليف بين هذا محتويات التكتل وبين الأمور والأحوال والأشياء المشتتة في داخله من محتوى ويتوقف مقدار هذا التأليف على درجة إتقان كاتبه
- الكتاب : محتواه يكون ظاهراً على ما دونه
- الكتاب : شاهداً من خلال محتواه على أمر أو حال أو شيء
- الكتاب : بمحتواه يمكن الإنتقال من خلاله من حال أو أمر أو شيء إلى نقيضهم
- كتم :
قال تعالى :
{ وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ كَتَمَ شَهَادَةً عِنْدَهُ مِنَ اللهِ وَمَا اللهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ (140) } (سورة البقرة 140)
فبالـ - الكاف- يوجد شهادة في إطار ومحتوى ذو سلطان وقوة من تكتل وتآلف وتوافق من خلال قالب وهو يمكن به استرجاع الأمر أو الشيء أو الحالة التي هي محتوى هذا التكتل (الشهادة) وعودة بناء تلك الحالة أو الشيء أو الأمر (الركوع) إلى الله بهذه الشهادة .. وبالـ - التاء – يكون هذا التكتل والقالب تام ومتقن وهذا القالب متساوي للحال أو الشيء أو الأمر المراد تنفيذه أو الحدث الذي هو مقدر حدوثه أو الحدث الذي يصف حدوثه (الشهادة) .. وبالـ - الميم – تم جمع وضم وتداخل أشياء ووضعها في قالب واحد (الشهادة) في داخلهم ولم يخرجوها
- كدح :
قال تعالى :
{ يَا أَيُّهَا الْإِنْسَانُ إِنَّكَ كَادِحٌ إِلَى رَبِّكَ كَدْحًا فَمُلَاقِيهِ (6) } (سورة الِانْشقاق 6)
فبالـ - الكاف- تكتل ومحتوى حياة الإنسان وهو في مجمله تكتل وتآلف وتوافق مكون لقالب حياته (إيمانه أو كفره) وهو قالب يمكن به استرجاع الأمر أو الشيء أو الحالة التي هي محتوى هذا التكتل وعودة بناء تلك الحالة أو الشيء أو الأمر (الركوع) إلى الله أو (الصدود) عنه خلال فترات حياته .. وبالـ - الدال – هذا التكتل الذي هو مكون حياته الدنيوية التي مكوناته الحركة الدنيوية والقصد بدليل وبرهان لأبعد مدى فإما إتباع اليقين بكتاب الله أو إتباع الظن من خلال علوم دنيوية قاصرة .. وبالـ - الحاء – الإحاطة بعلم عن طبيعة حياته وبرهانه الذي إتبعه وهو علم ملتف ومحيط بالشيء الذي إتبعه وطبيعة حياته ويعلم أغواره
فيكون الكتاب هو التكتل الذي يحتوي على قالب حياته فيتم استرجاعه عند البعث بكل تفاصيل التكتل الذي كدحه في حياته فإما يكون في مجموعه تكتل حياته ومحتواها متآلفاً نحو الإيمان فيتلقاه بيمينه وإما أن يكون تكتل محتوى حياته متآلفاً مع الكفر فيتلقاه من وراء ظهره
———————————–
ونكتفي بهذا القدر .. من دراسة الحركة والخصائص .. والتي إستقينا منها :
3- ما وعيناه من دلالات حرف (الكاف) بالقرآن الكريم :
من خلال دراسة الكلمات السابقة التي وردت بالقرآن الكريم بحرف- الكاف- نستنتج أن حرف – الكاف- خصائصه :
إطار ومحتوى ذو سلطان وقوة من تكتل وتآلف وتوافق من خلال قالب يمكن به استرجاع الأمر أو الشيء أو الحالة التي هي محتواه وعودة بناء تلك الحالة أو الشيء أو الأمر (الركوع أو الصدود)
رابعاً : فهم حرف (الهاء) من القرآن الكريم :
1- مختصر ما قيل في حرف (الهاء) :
قالوا فيه هو انتقال محمول غير مستقر فإذا استقر جذب .. وقالوا مهموس رخو، يشبه رسمه في السريانية شكل الهاله. يقول العلايلي عنه: إنه (للتلاشي). ولقد اختلف علماء اللغة العربية في موقع مخرجه من الحلْق. فمعظمهم جعله في أوله داخلاً قبل أي حرف آخر، وقلة منهم كالخليل بن أحمد الفراهيدي وابن سينا والعلايلي، قد جعلته بعد حرفي العين والحاء، وهذا الاختلاف يرجع إلى كيفية التلفظ به. فمن أشبع صوته وزاد في توتره وارتفاع نبرته
2- خصائص حرف (الهاء) من القرآن الكريم :
وهنا سوف ندرس مصدر بعض الأفعال التي تبدأ بحرف (الهاء) بالقرآن طلب للبيان من الله تعالى لفهم حركة ومعاني ودلائل وخصائص حرف (الهاء )
- هدى :
قال تعالى :
{ ذَلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ (2) } (سورة البقرة 1 - 2)
تأويل (هُدًى)
فبالـ (الهاء) هذا الكتاب يهيمن على المتقين مهندساً لحالهم فلا يجتمع معه مضاده من هوى فيكون بإتباع الكتاب مضاد لكل هوى .. وبالـ (الدال) تكون حركة المتقين في الدنيا ومقاصدهم من خلال دليل وبرهان وهو الكتاب .. وبالـ (الياء) تكون رحلتهم وتقاتهم ورشادهم وإرشادهم واضحاة جلية عليهم بهذا الإتباع لهذا الكتاب من خلال عطاياه المتجددة لهم
خصائص (الهدى) من خلال دلالات ومعاني الحروف :
- الهدى : يأتي من خلال دليل وبرهان مصدره الله تعالى (الكتاب)
- الهدى : يهيمن فيه الدليل والبرهان على طالب الهدى
- الهدى : فيه يضاد الدليل والبرهان أي هوى
- الهدى : فيه حركة المهتدي ومقاصده وجهته لله وتلتزم التزاماً تاماً بالديل والبرهان
- الهدى : فيه المهتدين ظاهرين على ما دونهم مما اتبعوا الهوى
- هوى :
قال تعالى :
{ فَاحْكُمْ بَيْنَ النَّاسِ بِالْحَقِّ وَلَا تَتَّبِعِ الْهَوَى فَيُضِلَّكَ عَنْ سَبِيلِ اللهِ } (سورة ص 26)
تأويل (هَوَى)
فبالـ (الهاء) يهيمن على من لا دليل لهم ولا برهان من عند الله فلا يجتمع معه مضاده من الهوى فيكون بإتباع غير كتاب الله وأمره مضاد لكل هدى .. وبالـ (الواو) يصلوا إلى طريق وبيئة مختلفة وبعيدة كل البعد عن سبيل الله .. وبالـ (الياء) تكون رحلتهم إلى طريق الضلال دون عودة إلى سبيل الله فتكون رحلتهم في الدنيا واضحاً جلياً عليها بهذا الإتباع بغير دليل وبرهان من عند الله من الضالين عن سبيل الله
خصائص (الهوى) من خلال دلالات ومعاني الحروف :
- الهوى : لا يأتي من خلال دليل وبرهان إلهي وإنما دليل ظني
- الهوى : يهيمن على طالبه الشهوات والعلوم الظنية
- الهوى : يضاد الدليل والبرهان الإلهي
- الهوى : فيه حركة الهاوي ومقاصده وجهته لغير لله
- الهوى : منبعه النفس ونتيجة لإستكبارها على الدليل والبرهان الإلهي
- هبط :
{ قِيلَ يَا نُوحُ اهْبِطْ بِسَلَامٍ مِنَّا وَبَرَكَاتٍ عَلَيْكَ } (سورة هود 48)
تأويل (هبط)
فبالـ (الهاء) فيهيمن عليك يا نوح السلام من الله والطمأنينة والبركات فلا يجتمع معه مضاد من ضيق أو اضطراب أو لعنة .. وبالـ (الباء) فتنتقل من حال إلى حال .. تنتقل من حالة الاضطراب والضيق إلى الطمأنينة والسلام والبركات .. وبالـ (الطاء) يتم تطويع الأمور لك وتنضبط حركتك وتنتقل من السفينة إلى نطاق اليابسة استعدادا لنطاقات أخرى أكثر تفصيلاً في رسالتك ورحلتك على الأرض
-----------------------------------
ونكتفي بهذا القدر .. من دراسة الحركة والخصائص .. والتي إستقينا منها :
3- ما وعيناه من دلالات حرف (الهاء) بالقرآن الكريم :
من خلال دراسة الكلمات السابقة التي وردت بالقرآن الكريم بحرف (الهاء) نستنتج أن حرف (الهاء) خصائصه :
مهيمنة على غيرها وضدها وتحل محله فلا يجتمعان هازم لهذا الضد مهندساً لموضع الحِل
خامساً : فهم حرف (الياء) من القرآن الكريم :
1- مختصر ما قيل في حرف (الياء) :
قالوا فيه ملازمة الحركة في البعد الزمني المستمر وقالوا لينة جوفية . يشبه شكلها في السريانية صورة اليد ويقول عنها العلايلي: إنها (للانفعال المؤثر في البواطن) وقيل صوت هذا الحرف يوحي بصور بصرية تختلف إلى حدٍّ ما بحسب مواقعه من اللفظة
2- خصائص حرف (الياء) من القرآن الكريم :
وهنا سوف ندرس مصدر بعض الأفعال التي تبدأ بحرف (الياء) بالقرآن طلب للبيان من الله تعالى لفهم حركة ومعاني ودلائل وخصائص حرف (الياء) :- يد :
{ قُلْ إِنَّ الْفَضْلَ بِيَدِ اللهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ (73) } (سورة آل عمران 73)هو الحركة والقصد بدليل وبرهان لأبعد مدى
فبالـ (الياء) يخرج الفضل من مصدره وهو الله تعالى فيمنح تغيير للحال عما سبق ويحل الفضل محله فيصبح الفضل الإلهي هو الأكثر وضوحاً وأنشط .. وبالـ (الدال) وتكون حركة الفضل بقصد وبرهان ودليل من عند الله لأبعد مدى
- يسر :
{ وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ (17) } (سورة القمر 17)
فبالـ (الياء ) يخرج القرآن من مصدره وهو كتاب الله تعالى فيمنح تالمؤمن لحاله عما سبق ويحل الفضل محله فيصبح ذكر المؤمن وذكرنا وذكر من قبلنا هو الأكثر وضوحاً وأنشط .. وبالـ (السين) فيبلغ مركزية وعمق نفس المؤمن فيضع الذكر بمركز النفس ويسيطر عليها سيطرة تامة للتمكن من الإنتقال من حالة الجهل لحالة المعرفة ومن موضع إيماني لموضع إيماني أرقى .. وبالـ (الراء) يتم الربط بين القرآن والنفس وما به من ذكر بأحوال وأمور الإنسان المؤمن فيتحكم بأحواله وأموره وأطرافها حتى ولو بدون إتصال جسدي حتى لو بالحس والبصيرة
———————————–ونكتفي بهذا القدر .. من دراسة الحركة والخصائص .. والتي إستقينا منها :
3- ما وعيناه من دلالات حرف (الياء) بالقرآن الكريم :
من خلال دراسة الكلمات السابقة التي وردت بالقرآن الكريم بحرف (الياء) نستنتج أن حرف (الياء) خصائصه : خروج شيء من مصدره دون عودة فهو مرحلة تغيير ما سبقه أو تحل محله فهي الأكثر وضوحاً والأنشط .. (خروج ووضوح شيء)
سادساً : فهم حرف (العين) من القرآن الكريم :
1- مختصر ما قيل في حرف العين :
قيل فيه معاينة داخلية وخارجية للمبهم في الحركة ووجهتيها وقيل فيه هو موجود في العناية التي توجد بلطف الله تبارك وتعالى .. وقالوا العين فعالم بعباده وذهب إليه الفراهيدي وابن جني والعلايلي من أن مخرج العين يقع في أول الحلق داخلاً على المدرج الصوتي وقيل هو من نتاج المرحلة الرعوية كما جاء في دراستي صوت هذا الحرف متوسط الشدة. يشبه شكله في السريانية صورة العين. يقول عنه العلايلي: إنه "لخلو الباطن والخلو مطلقاً". وهو تعريف مبهم.. وإنه أعسر أصوات الحروف العربية نطقاً
2- خصائص حرف العين من القرآن الكريم:
وهنا سوف ندرس مصدر بعض الأفعال التي تبدأ بحرف العين بالقرآن الكريم طلب للبيان من الله تعالى لفهم حركة ومعاني ودلائل وخصائص حرف العين :
- عبث :
{ أَتَبْنُونَ بِكُلِّ رِيعٍ آيَةً تَعْبَثُونَ (128) } (سورة الشعراء 128)
فبالـ (العين) الوصول إلى أعماق علم كان خفياً من قبل ولم يكن يراه أحد من قبل مدركاً عمقاً لم يكن بالغه .. وبناء على كشف ما هو خفي سوف يتغير حالة المكتشف حيال ما إكتشفه من علم فإما يكون ناظراً وإما يكون مبصراً وهناك كانوا ناظرين مفتونين بعلمهم .. وبالـ (الباء) أظهروا شيء أو حال أو أمر جديد من داخل الآية التي عبثوا بها وانتقلوا لنقيض بأن أفسدوا من توازن الآية في عالم الخلق .. وبالـ (الثاء) فيجعلوا من هذا الإخلال بالتوازن الأفضلية على خلق الله المتوازن فيوثقوه كعلم دنيوي ويثبتوه ويطوروه ويضاعفوه ويثنوا عليه ويضيفوا إليه ويجزوا ويثنوا على من أخل بهذا التوازن
فهنا يبين الله تعالى لنا مدى فسق وإفساد قوم عاد .. وبالطبع ليس كما تم تأويلها من قبل أنهم يبنون أبنية شاهقة يؤذون الناس منها .. وبالطبع هذا تأويل خاطئ فان الكلام على آيات يتم بنائها في كل نوع من أنواع المحاصيل النباتية بل والحيوانية مما نستهدف زيادة محصولها .. وفي هذا الإستهداف نخضع لقوانين الله في الزراعة وتربية الحيوانات .. فإن الله هو خالق الآيات ولا ينازعه فيها أحد
{ أَفَرَأَيْتُمْ مَا تَحْرُثُونَ (63) أَأَنْتُمْ تَزْرَعُونَهُ أَمْ نَحْنُ الزَّارِعُونَ (64) } (سورة الواقعة 63 - 64) ..
إلا أن الله مكنا من مادة خلقها بإستخدامها.. فقوم عاد لم يكتفوا بإستعمال تلك المادة ولكن سعوا لبناءها من مادة الخلق وليس ذلك فقط .. بل عبثوا .. والعين هنا مبينة بأنهم وصلوا إلى أعماق علم كان خفياً من قبل ولم يكن يراه أحد من قبل .. وبناء على كشف ما هو خفي سوف يتغير حالة المكتشف حيال ما إكتشفه من علم فإما يكون ناظراً أو مبصراً .. وهنا كانوا ناظرين ولم يبصروا ماهية قوانين الله في هذه الآيات .. فعندما تدخلوا بما وصلوا له من علم كان خافياً عليهم .. فكانت نتائج فعلهم عبث .. فلن ينتج خيراً كمن عبث بتركيب الخلية وغير صفاتها التي خلقها الله عليها فينتج عنها ريع ليس بذات الفائدة الأولى فنتج خللاً في الطعم أو اللون أو الحجم .. قد يكون ظاهراً صالحاً وفي حقيقته ضاراً في جوانب أخرى
{ أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثًا وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لَا تُرْجَعُونَ (115) } (سورة المؤمنون 115)
وهنا الله تعالى ينفي أن عملية الخلق تمت نتيجة إكتشاف ما هو خفي عليه من قبل .. فهو واهب العلم وبكل شيء عليم .. فإذا ما أردنا أن لا نعبث ولا نتبع الظن علينا بالعلم الإلهي ليكشف لنا ما نبصر به
- عس :
قال تعالى :
{ وَاللَّيْلِ إِذَا عَسْعَسَ (17) } (سورة التكوير 17)
فبالـ (العين) تم من خلال الليل الوصول إلى أعماق علم كان خفياً من قبل ولم يكن يراه أحد من قبل مدركاً عمقاً لم يكن بالغه .. وبناء على كشف ما هو خفي سوف يتغير حالة المكتشف حيال ما إكتشفه من علم فإما يكون ناظراً وإما يكون مبصراً وهناك كانوا ناظرين مفتونين بعلمهم (وهنا الليل يكشف لنا السماء وأفلاكها وكواكبها ونجومها) .. وبالـ (السين) يتم بلوغ المركزية أو العمق فيضع الأمر أو الشيء أو الحالة بمركز النفس وعمقها ويسيطر الأمر الشيء أو الحالة عليه سيطرة تامة للتمكن من الانتقال من شيء إلى شيء ومن موضع إلى موضع ومن حالة إلى حالة (فتكون السماء وما فيها كآيات في مركز وعمق تركيز الناظر إليها والمبصر لآياتها) .. وبالـ (العين) الثانية هو إستمرار لإقبال الليل واشتداد الظُلمة فيزيد الكشف ويزيد إتضاحاً شيئاً فشيئاً .. وبالـ (السين) الثانية يزيد التركيز ويزيد وضوح النظر ومن ثم زيادة الإبصار لآيات الله ووصول النفس ومركزها لعظمة خلق الله تعالى ..
فالله تعالى يقسم بآية عظيمة .. الليل إذا عسعس .. وهنا دور العين (عس) الأولى أن الليل سوف يكون فاعلاً فبإقباله سوف يجعلنا نكتشف أعماق علم كان خفياً من قبل مجيء الليل أي أنه كاشف لنا لما أخفاه النهار عنا ولم نكن نبصره قبل قبول الليل .. وبناء على كشف ما هو خفي سوف يتغير حالة المُكتشف حيال ما اكتشفه من علم فإما يكون ناظراً أو مبصراً .. فكلما أقبل الليل كشف لنا عن خفايا السماء فهناك من ينظر إلى السماء بعين الكفر وهناك من يبصر السماء ويتدبر .. فيرى خلق النجوم والأفلاك وتكرار كلمة عس (عسعس) تفيد أنه كلما أقبل الليل زاد الكشف وزاد تركيز الكشف لمعالم السماء التي كانت خفية فحرف العين يكشف لنا عمق خفي لم نكن من قبل ننظر إليه أو نبصره
- عدل :
{ وَقُلْ آمَنْتُ بِمَا أَنْزَلَ اللهُ مِنْ كِتَابٍ وَأُمِرْتُ لِأَعْدِلَ بَيْنَكُمُ اللهُ رَبُّنَا وَرَبُّكُمْ لَنَا أَعْمَالُنَا وَلَكُمْ أَعْمَالُكُمْ لَا حُجَّةَ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ اللهُ يَجْمَعُ بَيْنَنَا وَإِلَيْهِ الْمَصِيرُ (15) } (سورة الشورى 15)فباللام والألف .. نقل للدلسيل والبرهان وهو الكتاب من عالم الأمر الإلهي إلى ساحة الخلق .. والتأليف بين تلك الأوامر والإلهية وبين المؤمنين وجعلهما متلاحمين في حركة الحياة الدنيوية
وبالـ (العين) الوصول إلى أعماق علم كان خفياً من قبل ولم يكن يراه أحد من قبل مدركاً عمقاً لم يكن بالغه .. وبناء على كشف ما هو خفي سوف يتغير حالة المكتشف حيال ما إكتشفه من علم فإما يكون ناظراً وإما يكون مبصراً من خلال أدوات لتحقيق هذه العدالة .. وبالـ (الدال) ولا يتم تحقيق العدالة إلا من خلال قصد دليل وبرهان وميزان .. وبالـ (اللام) تلاحم وتواصل ببين البرهان والدليل بنسيج حركة وساحة جديدة ومجال وأمور وأحوال وشخوص وأشياء جديدة لينقل حال إلى حال وعالم الأمر لعالم الخلق وخو هنا المنهج والتشريع ذلك الدليل والبرهان
وقيل عن العدل هو الإنصاف، وهو إعطاء المرء ماله وأخذ ما عليه.. وهو معنى سطحياً لا يكشف لنا الفرق بينه وبين الحق والقسط فالعدل ضده الجور .. ويختلف عن الحق والقسط وكل منهم مجاله .. فيكفينا في هذا المجال بدون توسع .. هو أن العدل يحتاج لتقصي أموراً خفية يلزم التحقيق فيها لكشفها .. فيتغير الحال بذلك العدل من جور إلى عدل من إمالة الميزان إلى التوازن ..
{ وَاتَّقُوا يَوْمًا لَا تَجْزِي نَفْسٌ عَنْ نَفْسٍ شَيْئًا وَلَا يُقْبَلُ مِنْهَا شَفَاعَةٌ وَلَا يُؤْخَذُ مِنْهَا عَدْلٌ وَلَا هُمْ يُنْصَرُونَ (48) } (سورة البقرة 48)
فبالمعنى المتداول .. في عقولنا البشرية قد يتصور أحدهم أن الله تعالى رافضاً لعدل .. وإنما بمفهوم ودور العين في الكلمة فعدم الأخذ بالعدل .. كون أن النفس الأخرى لن تكشف لله ما لا يعلمه .. فلن تكشف خفي عن الله تعالى ولن يتغير حال تلك النفس التي يتم حسابها ..
{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ لِلَّهِ شُهَدَاءَ بِالْقِسْطِ وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلَّا تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُوا اللهَ إِنَّ اللهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ (8) } (سورة المائدة 8)
فالشهادة المطلوبة بالقسط .. بخروج الحقيقة المجردة من أي هوى للعلن فتغير واقع فيه ظلم .. فالشهادة من أهم أدوات العدل في كشف ما هو خفي .. فيحذرهم الله من عدم كشفهم لتلك الحقيقة وعمق في القضية لم نكن لنبلغها إلا من خلال هذا الكشف
-----------------------------------
ونكتفي بهذا القدر .. من دراسة الحركة والخصائص .. والتي إستقينا منها :
3- ما وعيناه من دلالات حرف العين بالقرآن الكريم :
من خلال دراسة الكلمات السابقة التي وردت بالقرآن الكريم بحرف العين نستنتج أن حرف العين خصائصه :
الوصول إلى أعماق علم كان خفياً من قبل ولم يكن يراه أحد من قبل مدركاً عمقاً لم يكن بالغه .. وبناء على كشف ما هو خفي سوف يتغير حالة المكتشف حيال ما إكتشفه من علم فإما يكون ناظراً وإما يكون مبصراً
سابعاً: فهم حرف الصاد من القرآن الكريم :
1- مختصر ما قيل في حرف الصاد :
تكوين مستمر لحركة مستقرة مكاناً وزماناً وقالوا مجهورة متوسطة الشدة، رسمُها في السريانية يشبه النجم. معناها لغة: شفرة السيف أو الحوت أو الدواة، ولعل رسمها في العربية قد اقتبس من صورة إحدى هذه المسميات قبل أن يتطور إلى الرسم الحالي. فالنقطة في النون تمثل تنوءا عند مقبض السيف، أو عين الحوت، أو مرتسم القلم في الدواة. ويقول العلايلي: إنها (للتعبير عن البطون في الأشياء). ويقول عنها الأرسوزي: إنها (للتعبير عن الصميمية). وهذه الإيحاءات الصوتية في النون مستمدة أصلاً من كونها صوتاً هيجانياً ينبعث من الصميم للتعبير عفو الفطرة عن الألم العميق (أنّ أنيناً).
2- خصائص حرف الصاد من القرآن الكريم :
وهنا سوف ندرس مصدر بعض الأفعال التي تبدأ بحرف (الصاد) بالقرآن طلب للبيان من الله تعالى لفهم حركة ومعاني ودلائل وخصائص حرف (الصاد)
- صبر:
قال تعالى :
{ وَلَمَّا بَرَزُوا لِجَالُوتَ وَجُنُودِهِ قَالُوا رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْرًا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ (250) } (سورة البقرة 250)
تأويل كلمة (صبر)
الصبر هو من عند الله .. وهو عطاء من عالم الأمر
فبالـ (الصاد) : هو تغيير في حالة الإنسان وذلك من خلال رجاء بكامل استحضار الفكر والذهن لطلب المعونة الأمرية الإلهية ووصوله لطمأنينة من عالم الأمر إلى عمق العمق ومركزية المركزية وإلى لب النفس البشرية وفؤادها فيعطي الإنسان صموداً جلياً .. وبالـ (الباء) فيظهر الحق داخله على الباطل وتظهر البشارة والأمل والطمأنينة على الحزن واليأس وينتقل من حال إلى حال ومن شيء لنقيضه من حزن إلى اطمئنان فيظهر عليه .. وبالـ (الراء) الرباط والقوة بهذه العطية والفرج من الله فيتحكم الإنسان بأحواله الدنيوية وأطرافها من حوله بعلم وإحاطة وبالحس والبصيرة
خصائص الصبر من خلال دلالات حروف الكلمة :
- الصبر : يصاحبه تغيير في حالة الصابرين فيحتاج إلى تقوى
- الصبر : يأتي بعد رجاء من الله تعالى
- الصبر : يأتي من عند الله كمعونة أمرية
- الصبر : طمأنينة تنفذ إلى عمق عمق النفس ولبها وتسيطر عليها
- الصبر : يحول ألإنسان من حالة نقيضها من ضجر إلى رضا وإطمئان
- الصبر : يظهر الحق في داخل النفس ويدمغ الباطل فيها
- الصب : يعطي رباطة جأش وقوة فيتحكم في أحوال نفسه بغلم وإحاطة بالحس والبصيرة
- صبح :
قال تعالى :
{ فَأَيَّدْنَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَى عَدُوِّهِمْ فَأَصْبَحُوا ظَاهِرِينَ (14) } (سورة الصف 14)
تأويل كلمة (أصبح)
فبالـ (الألف) الله تعالى ألف بين أمورهم وأحوالهم المشتتة بسبب أعدائهم فانضبط حالهم ضبطاً تاماً متوائمين مع أنفسهم فأنست أنفسهم وأصبحوا في مقام أعلى .. وبالـ (الصاد) فحدث تغيير في حالتهم وذلك من خلال رجاء بكامل استحضار الفكر والذهن لطلب المعونة الأمرية الإلهية ووصوله لطمأنينة من عالم الأمر إلى عمق العمق ومركزية المركزية وإلى لب النفس البشرية وفؤادها .. وبالـ (الباء) فأعطاهم صموداً جلياً واضحا على أعداءهم فتحولوا من ضعف لقوة ظاهرين على أعداءهم .. وبالـ (الحاء) من خلال إجتهادهم بالإحاطة بعلم عن الدين وهو علم ملتف ومحيط بالشيء ويعلموا أغواره فكانت غلبتهم وتأييدهم من عند الله من خلال الرجاء والإحاطة بالعلم والقوة
خصائص الصبح من خلال دلالات حروف الكلمة :
- الصبح : تغير في الحالة من شيء لنقيضه
- الصبح : حالة التغيير الجديدة صامدة جلية
- الصبح : حالة التغيير الجديدة تعطي طمأنينة بعد وحشة
- الصبح : حالة التغيير الجديدة تعطي صموداً وقوة وعزيمة
- الصبح :حالة التغيير الجديدة تُظهر شيء على شيء
- الصبح : محبط بالشيء وملتف به ويصل لأغواره بقوة وعلم
- صمد :
قال تعالى :
{ اللهُ الصَّمَدُ (2) } (سورة الإِخلَاص 2)
الصمد فسروها بمعنيين عند العلماء، أحدهما أنه لا جوف له، المصمد الذي لا جوف له، ليس من جنس المخلوقين، المخلوق له جوف يأكل ويشرب ويطعم، والله لا جوف له مصمد كما قال تعالى: (الصمد) وفسر الصمد بمعنى آخر، وهو أنه تصمدُ إليه الخلائق في حاجاتها، ترجوه وتسأله وتضرع إليه حاجاتها سبحانه، وهو الصمد لا جوف له، وهو الصمد ترفع إليه الحاجات
ولكننا هنا ومن خلال الحروف ودلالاتها من القرآن الكريم سوف نحاول فهم التأويل
تأويل (صمد)
فبالـ (الصاد) هو من يملك القدرة على تغيير حالة الإنسان والبشرية والخلق دون غيره وذلك من خلال لجوء له ورجاء بكامل استحضار الفكر والذهن لطلب المعونة الأمرية الإلهية فيصل للطالب طمأنينة من عالم الأمر إلى عمق العمق ومركزية المركزية وإلى لب النفس البشرية وفؤادها فيعطيهم صموداً جلياً واضحا على أعداءهم .. وبالـ (الميم) وذلك من خلال جمع وضم وتداخل أوامر إلهية ووضعها في قالب واحد فيغير حال الشخوص والأحوال والدنيا من حال إلى حال من خلال مشيئة وقدر وأوامر يتداخلوا ليصنعوا هذا التغيير كلجوء يوسف وأبيه يعقوب ورجاءهم لله فأحدث التغيير من خلال أقدار تداخلت وتم ضمها في قالب واحد من بداية القصة حتى جاء بهم من البدو .. وبالـ (الدال) أوجد من اجل ذلك الحركة في الخلق والقصد بدليل وبرهان لأبعد مدى إحكامه وتدبيره وتقديره
فالصمد :
- الصمد : هو القادر دون غيره على تغيير حالة الخلق
- الصمد : هو القادر دون غيره على التغيير من حال إلى حال بدون إخلال
- الصمد : هو القادر دون غيره على التغيير ليس فقط في ظاهر الشيء ولكن عمقه ولبه وجوهره وكل ما يحيط به
- الصمد : هو القادر دون غيره على التغيير مانحاً صموداً لهذا التغيير ظاهره على غيره
- الصمد : هو المانح دون غيره للتغيير في حال لجوء العبد برجاءه لله تعالى
- الصمد : هو القادر دون غيره على التغيير ومعه طمأنينة وإنشراح الصدر
- الصمد : هو القادر دون غيره على جعل حالة التغيير تشمل وتضم حركة جميع الخلق من أجل تحقيق الحال المراد للعبد محل موضوع التغيير
- الصمد : هو القادر دون غيره على أن يجعل التغيير في الحال دليلاً وبرهان لكل من يريد اللجوء إلى الله تعالى
-----------------------------------
ونكتفي بهذا القدر .. من دراسة الحركة والخصائص .. والتي إستقينا منها :
3- ما وعيناه من دلالات حرف الصاد بالقرآن الكريم :
من خلال دراسة الكلمات السابقة التي وردت بالقرآن الكريم بحرف (النون) نستنتج أن حرف (الصاد) خصائصه :
هو تغيير في مركزية المركزية وعمق العمق ولب الشخص أو الحالة أو الأمر .. من خلال أوامر من أصل .. من خلال لجوء ورجاء بكامل استحضار الفكر والذهن لطلب المعونة الأمرية من الأصل فيصل الطالب لطمأنينة من عالم الأمر تدعمه وتكون سبباً في هذا التغيير وبذلك نعود به للأصل فيرد إليه كل شيء فيكون نتاجه جلياً صامداً صائباً (أمرية – فكرية - ذهنية)
ثامناً : تَدبر.. قول الله تعالى (كهيعص):
{ كهيعص (1) } (سورة مريم 1)
حرف الكاف :
إطار ومحتوى ذو سلطان وقوة من تكتل وتآلف وتوافق من خلال قالب يمكن به استرجاع الأمر أو الشيء أو الحالة التي هي محتواه وعودة بناء تلك الحالة أو الشيء أو الأمر (الركوع أو الصدود)
إطار ومحتوى ذو سلطان وقوة من تكتل وتآلف وتوافق من خلال قالب يمكن به استرجاع الأمر أو الشيء أو الحالة التي هي محتواه وعودة بناء تلك الحالة أو الشيء أو الأمر (الركوع أو الصدود)
حرف الهاء :
مهيمنة على غيرها وضدها وتحل محله فلا يجتمعان هازم لهذا الضد مهندساً لموضع الحِل
مهيمنة على غيرها وضدها وتحل محله فلا يجتمعان هازم لهذا الضد مهندساً لموضع الحِل
حرف الياء :
خروج شيء من مصدره دون عودة فهو مرحلة تغيير ما سبقه أو تحل محله فهي الأكثر وضوحاً والأنشط .. (خروج ووضوح شيء)
حرف العين :
الوصول إلى أعماق علم كان خفياً من قبل ولم يكن يراه أحد من قبل مدركاً عمقاً لم يكن بالغه .. وبناء على كشف ما هو خفي سوف يتغير حالة المكتشف حيال ما إكتشفه من علم فإما يكون ناظراً وإما يكون مبصراً
خروج شيء من مصدره دون عودة فهو مرحلة تغيير ما سبقه أو تحل محله فهي الأكثر وضوحاً والأنشط .. (خروج ووضوح شيء)
حرف العين :
الوصول إلى أعماق علم كان خفياً من قبل ولم يكن يراه أحد من قبل مدركاً عمقاً لم يكن بالغه .. وبناء على كشف ما هو خفي سوف يتغير حالة المكتشف حيال ما إكتشفه من علم فإما يكون ناظراً وإما يكون مبصراً
حرف الصاد :
هو تغيير في مركزية المركزية وعمق العمق ولب الشخص أو الحالة أو الأمر .. من خلال أوامر من أصل .. من خلال لجوء ورجاء بكامل استحضار الفكر والذهن لطلب المعونة الأمرية من الأصل فيصل الطالب لطمأنينة من عالم الأمر تدعمه وتكون سبباً في هذا التغيير وبذلك نعود به للأصل فيرد إليه كل شيء فيكون نتاجه جلياً صامداً صائباً (أمرية – فكرية - ذهنية)
هو تغيير في مركزية المركزية وعمق العمق ولب الشخص أو الحالة أو الأمر .. من خلال أوامر من أصل .. من خلال لجوء ورجاء بكامل استحضار الفكر والذهن لطلب المعونة الأمرية من الأصل فيصل الطالب لطمأنينة من عالم الأمر تدعمه وتكون سبباً في هذا التغيير وبذلك نعود به للأصل فيرد إليه كل شيء فيكون نتاجه جلياً صامداً صائباً (أمرية – فكرية - ذهنية)
كهيعص:
ك : عودة بناء من خلال قوة وسلطان من عند الله لتكتل به محتوى مادة خلق في داخل جسد زكريا عليه السلم وجعله متآلفاً متوافقاً بعودة بناء لهذا المحتوى المسئول عن عملية الإنجاب كتكوين عضوي
حرف الهاء : هذا المحتوى الجديد أو التغيير لخصائص المحتوى وطبيعته العضوية في مادة الخلق هيمن على المحتوى القديم والذي هو ضده وتحل محله فلا يجتمعان هازم لهذا الضد مهندساً لموضع الحِلوهو القدرة على الإنجاب
حرف الياء : خروج خاصية القدرة على الإنجاب من مصدرها وهي القوة والسلطان الإلهي دون عودة لما كانت عليه في السابق بأن يظهر على زكريا عليه السلام هذا التغيير فيحل محل العقم القدرة على الإنجاب فهي الحالة الأكثر وضوحاً والنشط بكونه أصبح له إبن من صلبه
حرف العين :
بتمام عمل الكاف والهاء والياء أصبح هناك وصول إلى أعماق علم كان خفياً من قبل ولم يكن يراه أحد من قبل مدركاً عمقاً لم يكن بالغه .. وبناء على كشف الله لنا ما هو خفي سوف يتغير حالة المكتشف حيال ما إكتشفه من علم فإما يكون ناظراً وإما يكون مبصراً بأن هناك تغيير من عند الله بقوة وسلطان لإمكانية تغيير الحالة من العقم لإمكانية الإنجاب
حرف العين :
بتمام عمل الكاف والهاء والياء أصبح هناك وصول إلى أعماق علم كان خفياً من قبل ولم يكن يراه أحد من قبل مدركاً عمقاً لم يكن بالغه .. وبناء على كشف الله لنا ما هو خفي سوف يتغير حالة المكتشف حيال ما إكتشفه من علم فإما يكون ناظراً وإما يكون مبصراً بأن هناك تغيير من عند الله بقوة وسلطان لإمكانية تغيير الحالة من العقم لإمكانية الإنجاب
حرف الصاد :
وهذه الإمكانية تحتاج لما هو تغيير في مركزية المركزية وعمق العمق ولب الشخص أو الحالة أو الأمر .. من خلال أوامر من أصل وهو الله تعالى حتى لو استعان بأسباب وسلطان دنيوي .. من خلال لجوء ورجاء بكامل استحضار الفكر والذهن لطلب المعونة الأمرية من الأصل فيصل الطالب لطمأنينة من عالم الأمر تدعمه وتكون سبباً في هذا التغيير وبذلك نعود به للأصل فيرد إليه كل شيء فيكون نتاجه جلياً صامداً صائباً وهذا ما فعله زكريا عليه السلام
وهذه الإمكانية تحتاج لما هو تغيير في مركزية المركزية وعمق العمق ولب الشخص أو الحالة أو الأمر .. من خلال أوامر من أصل وهو الله تعالى حتى لو استعان بأسباب وسلطان دنيوي .. من خلال لجوء ورجاء بكامل استحضار الفكر والذهن لطلب المعونة الأمرية من الأصل فيصل الطالب لطمأنينة من عالم الأمر تدعمه وتكون سبباً في هذا التغيير وبذلك نعود به للأصل فيرد إليه كل شيء فيكون نتاجه جلياً صامداً صائباً وهذا ما فعله زكريا عليه السلام
{ ذِكْرُ رَحْمَةِ رَبِّكَ عَبْدَهُ زَكَرِيَّا (2) إِذْ نَادَى رَبَّهُ نِدَاءً خَفِيًّا (3) قَالَ رَبِّ إِنِّي وَهَنَ الْعَظْمُ مِنِّي وَاشْتَعَلَ الرَّأْسُ شَيْبًا وَلَمْ أَكُنْ بِدُعَائِكَ رَبِّ شَقِيًّا (4) وَإِنِّي خِفْتُ الْمَوَالِيَ مِنْ وَرَائِي وَكَانَتِ امْرَأَتِي عَاقِرًا فَهَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ وَلِيًّا (5) يَرِثُنِي وَيَرِثُ مِنْ آلِ يَعْقُوبَ وَاجْعَلْهُ رَبِّ رَضِيًّا (6) يَا زَكَرِيَّا إِنَّا نُبَشِّرُكَ بِغُلَامٍ اسْمُهُ يَحْيَى لَمْ نَجْعَلْ لَهُ مِنْ قَبْلُ سَمِيًّا (7) قَالَ رَبِّ أَنَّى يَكُونُ لِي غُلَامٌ وَكَانَتِ امْرَأَتِي عَاقِرًا وَقَدْ بَلَغْتُ مِنَ الْكِبَرِ عِتِيًّا (8) قَالَ كَذَلِكَ قَالَ رَبُّكَ هُوَ عَلَيَّ هَيِّنٌ وَقَدْ خَلَقْتُكَ مِنْ قَبْلُ وَلَمْ تَكُ شَيْئًا (9) } (سورة مريم 2 - 9)
حق النشر والكتابة للكاتب : كامل محمد السيد عشري
تفسير كهيعص تجده في قصة مريم من الاية رقم16 الى الاية رقم34 التي تبدا واذكر في الكتاب مريم وتنتهي ذالك عيس ابن مريم
ردحذفعدد الايات=19=عدد حروف البسمله
عدد الكلمات195 ميزان كهيعص
عدد الحروف786 ميزان بسم الله الرحمن الرحيم
ك ه ي ع ص
كريم هادي يرجوه عبدا صادق
الميزان786 نفس ميزان البسمله
كريم+هادي=الميزان290 وهذا ميزان مريم
يرجوه=224 وهذا ميزان ميم حا ميم دال
والاية تقول وما ارسلناك الا رحمة للعالمين
محمد صلى الله عليه وسلم+مريم=382
382 ميزان القرءان والقران ذكر ومحمد ارسل رحمة ليكون كلام زكريا ذكر رحمة ربك عبده زكريا هو محمد يا محمد وميزانها195 وهذا السر اخذه من مريم عندما كان يدخل عندها ويجد الكرامات وسألها فقالت باسم محمد اكرمنا واطعمنا وهذه ميزان الله الرحمن الرحيم اسماء موجوده في البسملة وعندما علم زكريا سر الكرامات عند مريم جاء قول الله
هُنالِكَ دَعا زَكَرِيّا رَبَّهُ قالَ رَبِّ هَب لى مِن لَدُنكَ ذُرِّيَّةً طَيِّبَةً إِنَّكَ سَميعُ الدُّعاءِ
الفقير الى الله راضي القبيسي