كامل عشري يكتب : تأويل (يس) .. من القرآن الكريم
(يس) من الحروف المقطعة في أوائل السور .. جاءت في موضع واحد .. وهنا نتعلم من كتاب الله معنى ودلالة الحروف المقطعة في قوله تعالى :
{ يس (1) وَالْقُرْآنِ الْحَكِيمِ (2) إِنَّكَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ (3) عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ (4) تَنْزِيلَ الْعَزِيزِ الرَّحِيمِ (5) لِتُنْذِرَ قَوْمًا مَا أُنْذِرَ آبَاؤُهُمْ فَهُمْ غَافِلُونَ (6) } (سورة يس 1 - 6)
فنجد أن تلك الأسئلة تفرض نفسها علينا :
- س1 : ما هي الحكمة في تواجد حرفي (يس) في أول السورة؟!!!!!
- س2 : لابد وان (يس) حروف لهما معنى وإلا ما المبرر في وجودهما؟!!!!!
- س3 : لماذا لم يستطع أحد منذ بداية الدعوة أي منذ أربعة عشر قرناً من الزمان وحتى الآن تأويل تلك الحروف، بالرغم من أنهم تصدوا لتأويل القرآن كله بجميع حروفه وكلماته وآياته في مجلدات ضخمة في جميع العصور، هل عدم تأويلهم عن عمد أو عن عدم معرفة؟!!!
- س4 : ما معنى ودلالة حرفي (يس) في هذه السورة ؟!!!!
=======
وفي إطار محاولة التأويل بقدر علمنا الإنساني للمعنى الكائن بالذات الإلهية من خلال القرآن المجيد سوف نستعرض التالي : - أولاً : قول السلف عن الحروف المقطعة في أوائل السور :
- ثانياً : طريقة الفهم الصحيح للحروف المقطعة :
- ثالثاً : فهم حرف (الياء) من القرآن الكريم :
- مختصر ما قيل في حرف (الياء)
- خصائص حرف (الياء) من القرآن الكريم
- ما وعيناه من دلالات حرف (الياء) من القرآن الكريم
- رابعاً : فهم حرف (السين) من القرآن الكريم :
- مختصر ما قيل في حرف (السين)
- خصائص حرف (السين) من القرآن الكريم
- ما وعيناه من دلالات حرف (السين) من القرآن الكريم
- خامساً : تَدبر.. قول الله تعالى (حم - عسق)
============================
أولاً : قول السلف عن الحروف المقطعة في أوائل السور :
- منهم من قال هي مما استأثر الله بعلمه فردّوا علمها إلى اللهولم يفسرها
- منهم من قال هي فواتح افتتح الله بها القرآن
- منهم من قال هي إسم من أسماء السور
- منهم من قال هي إسم من أسماء الله تعالى
- منهم من قال هي حروف استفتحتمن حروف هجاء أسماء الله تعالى
- منهم من قال هي مدة أقوام وآجالهم .. فالألف مفتاح الله ، واللام مفتاح اسمه لطيف ، والميم مفتاح اسمه مجيد . فالألف آلاء الله ، واللام لطف الله ، والميم مجد الله ، والألف سنة ، واللام ثلاثون سنة، والميم أربعون سنة
- منهم من قال هي الحروف الأربعة عشر مشتملة على أصناف أجناس الحروف
- منهم من قال هي ابتدئ بها لتفتح لاستماعها المشركين
- منهم من قال هي كررت ليكون ابلغ فى التحدي والتبكيت.. وكرر التحدي بالصريح قال وجاء منها على حرف واحد كقوله(ص ، ن ، ق) وحرفين ( حم) وثلاثة (الم) وأربعة مثل (المر) و (المص) وخمسة مثل )كهيعص، حمعسق( لأن أساليب كلامهم على هذا مـن الكلمات ما هو على حرف وعلى حرفين وعلى ثلاثة أحرف وعلى أربعة أحرف وعلى خمسة أحرف لا أكثر من ذلك (قلت) ولهذا كل سورة افتتحت بالحروف فلا أن يذكر فيها الانتصار للقرآن وبيان إعجازه وعظمته وهذا معلوم بالاستقراء وهو الواقع في تسعة وعشرين سورة
- منهم من قال (كهيعص) التي جاءت في "سورة مريم: " هو اسم تخشاه السماء والأرض
- منهم من قال هي يستبارك بها الناس ويكتبونها على واجهات منازلهم ومحلاتهم التجارية للبركة دون فهم لمعانيها.
- منهم من قال هي قرع لأسماع وقلوب القارئينللقرآن أو المستمعين إليه ، حتى يتهيئوا لتلقى كلام الله
- منهم من قال هي معجزة لرسول الله( ص) من حيث نطقه بأسماء الحروف ، وهو أمي، والأمي ينطق بأصوات الحروف دون معرفة أسمائها
- منهم من قال هي فيها تنبيها عن إعجاز القرآن الكريمالذي صيغ من جنس تلك الحروف الهجائية التي يتكلم بها العرب ، ويعجزون عن الإتيان بشيء من مثله
ثانياً : طريقة الفهم الصحيح للحروف المقطعة :
هنا سوف نعتمد على ما يعلمنا الله من خلال القرآن الذي يحوي كلماته ويحوي المعنى الكائن بالذات الإلهية . وهو القول الذي صاغه بلسان عربي كقالب صاغه الله تعالى أيضاً ليعبر لنا عن دلالات ومعاني كلماته .. فالمُعلم والمبين لنا هنا القرآن الكريم .. وإذا كنا بصدد أن نتعلم من القرآن .. فليس العلم البشري إلا علم ظني يفتقد هذا الإلهي المطلق
ولعل دائماً ما يضطرب التأويل حينما لا يفهم من يقوم بالتأويل مقصد قول الله تعالى أي عدم فهمه المعنى الكائن في ذات الله ، وبالطبع لن يعلم تأويله إلا الله ، ولكن يظل هناك طرفاً من معنى يمكن أن يدركه البشر هو جزء من المعنى الكائن بالذات الإلهية ، يكشفه الله لنا كل مرة عندما يكشف لنا عن ساق (جانب) من القرآن فنكتشف أفاق جديدة بالقرآن تمنحنا فهماً أعمق لمساعدتنا في فهم أحداث جارية
والإنسان غير قادر على اختراع اللغة ، وبالتالي لابد له من معلم يعلمه بغض النظر عن مفهوم الخلائق لبداية الإنسان فالله تعالى هو الذي علم الإنسان اللغة ، فعندما علم الله اللغة للإنسان كان لابد من إطلاق مسميات على الأشياء ، وتكون هذه المسميات صحيحة لأن علم الله مطلق بالأشياء وقدرته على الصياغة أيضا مطلقة وليس مثل البشر ، فعلم الله تعالى اللامحدود بالشيء ومميزاته وخواصه وتغيراته وقدرة الله المطلقة سبحانه على صياغة ما علِمهُ تجعل من تسميته للشيء تسميه مطلقة لا عيب فيها ، بحيث تكون الكلمة التي يطلقها الله تعالى على الشيء تختصر كل خواص هذا الشيء بداخلها بحيث لا يحيط بمعناها الكامل أي مخلوق فكلمات النص القرآني من المستحيل أن تكون من صنع البشر وإلا كان القرآن ناقص وليس مطلق لان كلمات البشر ناقصة وليست مطلقة
فالقرآن الكريم يحتوي على :
- الكلام : هو المعنى الكائن بالذات الإلهية .. لذلك لن يعلم تأويله إلا الله
- القول : فهو صياغة الكلمة التي هي كائنة بالذات الإلهية بقالب لغوي عبر لغة (لسان عربي)
فالبيان .. هو من عند الله .. فقد قال تعالى :
{ لَا تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ (16) إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ (17) فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ (18) ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا بَيَانَهُ (19) } (سورة القيامة 16 - 19){ وَلَا يَأْتُونَكَ بِمَثَلٍ إِلَّا جِئْنَاكَ بِالْحَقِّ وَأَحْسَنَ تَفْسِيرًا (33) } (سورة الفرقان 33)
فكيف يأتي أحدهم ليقول لك أن فلان فسر القرآن؟!!!!!!! .. فكيف يكون الكتاب الذي جاء ليفسر لنا يفسره أحد فهل المُستًفسِر من الكتاب مُفَسر له .. أم يتعالون على الله
لذا .. كان لزاماً علينا طلب البيان من الله ومن خلال كتابه .. ولكن نعرض عليكم مختصر ما جاء في قول السلف عن الحروف المقطعة ..
ثالثاً : فهم حرف (الياء) من القرآن الكريم :
1- مختصر ما قيل في حرف (الياء) :
قالوا فيه ملازمة الحركة في البعد الزمني المستمر وقالوا لينة جوفية . يشبه شكلها في السريانية صورة اليد ويقول عنها العلايلي: إنها (للانفعال المؤثر في البواطن) وقيل صوت هذا الحرف يوحي بصور بصرية تختلف إلى حدٍّ ما بحسب مواقعه من اللفظة
2- خصائص حرف (الياء) من القرآن الكريم :
وهنا سوف ندرس مصدر بعض الأفعال التي تبدأ بحرف (الياء) بالقرآن طلب للبيان من الله تعالى لفهم حركة ومعاني ودلائل وخصائص حرف (الياء) :
- يد :
{ قُلْ إِنَّ الْفَضْلَ بِيَدِ اللهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ (73) } (سورة آل عمران 73)
هو الحركة والقصد بدليل وبرهان لأبعد مدى
فبالـ (الياء) يخرج الفضل من مصدره وهو الله تعالى فيمنح تغيير للحال عما سبق ويحل الفضل محله فيصبح الفضل الإلهي هو الأكثر وضوحاً وأنشط .. وبالـ (الدال) وتكون حركة الفضل بقصد وبرهان ودليل من عند الله لأبعد مدى
- يسر :
قال تعالى :
{ وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ (17) } (سورة القمر 17)
فبالـ (الياء ) يخرج القرآن من مصدره وهو كتاب الله تعالى فيمنح تالمؤمن لحاله عما سبق ويحل الفضل محله فيصبح ذكر المؤمن وذكرنا وذكر من قبلنا هو الأكثر وضوحاً وأنشط .. وبالـ (السين) فيبلغ مركزية وعمق نفس المؤمن فيضع الذكر بمركز النفس ويسيطر عليها سيطرة تامة للتمكن من الإنتقال من حالة الجهل لحالة المعرفة ومن موضع إيماني لموضع إيماني أرقى .. وبالـ (الراء) يتم الربط بين القرآن والنفس وما به من ذكر بأحوال وأمور الإنسان المؤمن فيتحكم بأحواله وأموره وأطرافها حتى ولو بدون إتصال جسدي حتى لو بالحس والبصيرة
———————————–
ونكتفي بهذا القدر .. من دراسة الحركة والخصائص .. والتي إستقينا منها :
3- ما وعيناه من دلالات حرف (الياء) بالقرآن الكريم :
من خلال دراسة الكلمات السابقة التي وردت بالقرآن الكريم بحرف (الياء) نستنتج أن حرف (الياء) خصائصه :
خروج شيء من مصدره دون عودة فهو مرحلة تغيير ما
سبقه أو تحل محله فهي الأكثر وضوحاً والأنشط .. (خروج ووضوح شيء)
رابعاً : فهم حرف (السين) من القرآن الكريم :
1- مختصر ما قيل في حرف (السين) :
قالوا فيه أنه يشبه الصوفيون حرف السين بالمشط الذي تمشط به الجميلة شعرها، او يشبهونه بأسنان المحبوب وقيل السين فالسميع البصير وقيل أنه مهموس رخو، يشبه رسمه في السريانية صورة السن. يقول عنه العلايلي: إنه (للسَّعة) والبسط بلا تخصص. وقال الأرسوزي عنه: إنه للحركة والطلب .. وقيل حرف السين هو أحد الحروف الصفيرية ، صوته المتماسك النقي يوحي بإحساس لمسيِّ بين النعومة والملاسة، وبإحساس بصري من الانزلاق والامتداد، وبإحساس سمعي هو أقرب للصفير. وليس في صوته مايوحي بأي إحساس ذوقي أو شمي أو مشاعر إنسانية. فما رصيد هذه الخصائص الصوتية في حرف السين من معاني المصادر التي تبدأ به
2- خصائص حرف (السين) من القرآن الكريم :
وهنا سوف ندرس مصدر بعض الأفعال التي تبدأ بحرف (السين) بالقرآن طلب للبيان من الله تعالى لفهم حركة ومعاني ودلائل وخصائص حرف (السين) :
- سَبِّحْ :
قال تعالى :
{ فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّابًا (3) } (سورة النصر 3)
فبالـ (السين) النفس بمركزها وعمقها تسيطر على أمر الجسد سيطرة تامة للتمكن من الإنتقال من موضع إلى موضع ومن حالة إلى حالة ومن أمر إلى أمر آخر .. وبالـ (الباء) ظهور الحركة من داخل الأمر الإلهي وإنتقال الأمر من عالمه إلى حركة ظاهرة في عالم الخلق .. وبالـ (الحاء) هي الإحاطة بالعلم عن الأمرالذي يستدعي الحركة والسعي بعلم ملتف ومحيط بكيفية تنفيذ الأمر ويعلم أغواره
وبإضافة التاء والياء يكون (التسبيح)
وبإضافة التاء والياء يكون (التسبيح)
خصائص (التسبيح) من خلال ومعاني ودلالات الحروف :
- التسبيح : التسبيح هو عمل وحركة
- التسبيح : يحتاج إلى قمة إتقان العمل
- التسبيح : هو إتقان للعمل من خلال خضوع تام للأمر الإلهي
- التسبيح : يحتاج إلى يسطرة تامة للنفس على الجسد
- النسبيح : يحتاج لحركة وسعي من خلال إحاطة بعلم أمر الله
- التسبيح : عمل وحركة تنتج عنها عطاءات الله في الدنيا والآخرة وتعطي العلم لهذا المُسبح
- التسبيح : في أعلى درجاته يتجاوز نظام الأمر ويصل لنظام الحمد (بأن يتعدة حدود الأمر لما هو أزكى عملاً)
- سبغ :
{ أَلَمْ تَرَوْا أَنَّ اللهَ سَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَأَسْبَغَ عَلَيْكُمْ نِعَمَهُ ظَاهِرَةً وَبَاطِنَةً وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُجَادِلُ فِي اللهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَلَا هُدًى وَلَا كِتَابٍ مُنِيرٍ (20) } (سورة لقمان 20)
فبالـ (الألف) الله تعالى ألف بين الأمور والأحوال والأشياء المتفرقة والمشتتة من النعم وضبطها ضبطاً تاماً لأقصى مدى لينس بها في الدنيا .. وبالـ (السين) تم تسخيرها لتصل إلى عمق النفس البشرية بما يمكنها من خلال هذه النعم الإنتقال بحركته من موضع إلى موضع وبباطنها من حالة إلى حالة .. وبالـ (الباء) فأظهرها لنا تلك النعم ومكننا منها لنتقل من حالة السكون إلى حالة الحركة والسعي .. وبالـ (الغين) إحتفظ في تلك النعم بما لم يتم كشفه محجوب غير مُدرَك غالب على المنتفع به غني عنه يعمل بدون إرادته وخاضع كلياً لإرادة خالقهم الله (كحركة القلب في جوف الإنسان وحركة الشمس والقمر في السماء)
خصائص (أسبغ) من خلال ومعاني ودلالات الحروف :
- أسبغ : قدرة الله تعالى على جمع لجميع اللأمور والأشياء والأحوال لخدمة الإنسان
- أسبغ : قدرة الله تعالى على ضبط تام لتلك الأمور والأحوال والأشياء لخدمة الإنسان
- أسبغ : تمكين الإنسان من خلال هذا الجمع والضبط للأحوال والأمور والأشياء من حركة وسعي لتحقيق الهدف من وجوده
- أسبغ : وجود ضبط أمور وأحوال وأشياء لا يمكن أن يدرك الإنسان مداها ولا يمكن بلوغ بواطنها وأغوارها
- سبق :
قيل س ب ق : سَابَقَهُ فسَبقَهُ من باب ضرب و استَبَقَا في العدو أي تَسابَقَا وقيل في قوله تعالى { إنا ذهبنا نستبق } أي ننتضل و السَّبَقُ بفتحتين الخطر الذي يوضع بين أهل السباق و سِبَاقَا البازي قيداه من سير أو غيره .. فلنستعرض المعنى والدلالة :
{ وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ (10) } (سورة الحشر 10)
فبالـ (السين) كانوا بعمق نفوسهم ومركزها وحركتهم وسعيهم بالحياه الدنيوية فسيطروا على أمورهم وأحوالهم فانتقلوا من حالة إلى حالة من ضلال إلى إيمان من باطل إلى حق .. وبالـ (الباء) ظهر عليهم الإيمان وظهروا هم على من دونهم ممن تمسكوا بالباطل فكان سعيهم وحركتهم في الدنيا ظاهرة على غيرهم .. وبالـ (القاف) من خلال الرسالة الإلهية على لسان رسله وبكتبه فاختلطن في نفوسهم وعمقها فاندمج هذا العلم في نفوسهم فاندمجا فتحولوا لمؤمنين فلم يعد الحالة الأولى لها أثر ما قبل الإيمان
-----------------------------------
ونكتفي بهذا القدر .. من دراسة الحركة والخصائص .. والتي إستقينا منها :
3- ما وعيناه من دلالات حرف (السين) بالقرآن الكريم :
من خلال دراسة الكلمات السابقة التي وردت بالقرآن الكريم بحرف (السين) نستنتج أن حرف (السين) خصائصه :
هو بلوغ المركزية أو العمق فيضع الأمر أو الشيء بمركز النفس وعمقها ويسيطر الأمر أو الشيء أو الحالة عليه سيطرة تامة للتمكن من الانتقال من شيء إلى شيء ومن موضع إلى موضع ومن حالة إلى حالة
خامساً : تَدبر.. قول الله تعالى (يس):
{ يس (1) وَالْقُرْآنِ الْحَكِيمِ (2) إِنَّكَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ (3) عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ (4) تَنْزِيلَ الْعَزِيزِ الرَّحِيمِ (5) لِتُنْذِرَ قَوْمًا مَا أُنْذِرَ آبَاؤُهُمْ فَهُمْ غَافِلُونَ (6) } (سورة يس 1 - 6)
وباستعراض ما وصلنا إليه من معاني ودلالات لحرف الياء والسين :
حرف الياء (ي)خروج شيء من مصدره دون عودة فهو مرحلة تغيير ما سبقه أو تحل محله فهي الأكثر وضوحاً والأنشط .. (خروج ووضوح شيء)
حرف السين (س)هو بلوغ المركزية أو العمق فيضع الأمر أو الشيء بمركز النفس وعمقها ويسيطر الأمر أو الشيء أو الحالة عليه سيطرة تامة للتمكن من الانتقال من شيء إلى شيء ومن موضع إلى موضع ومن حالة إلى حالة
يس :
فبالـ (الياء) خرج وتنزل القرآن الحكيم من مصدره من عند الله دون عودة ووضوحه في عالم الخلق من خلال الرسالة من ساحة الأمر إلى ساحة الخلق فيحل محل الضلال والباطل وبالـ (السين) وقد بلغ ونفذ هذا القرآن مركزية وعمق النفس المؤمنة يا محمد ونفذه لقؤادك فيتم وضعه بمركز النفس لدىك وعمقها ويسيطر القرآن عليك سيطرة تامة للتمكن من الانتقال من موضع إلى موضع ومن حالة إلى حالة من محمد الإنسان العادي قبل تنزيل القرآن إلى رسول الله وهذا التحول في الحال يسري على المؤمنين عامة وذلك من خلال :
القرآن الحكيم
==========
ق- .. الذي تنزل من عند الله وبه كلمات الله وقوله وصياغته صياغة إلهية بلسان عربي مبين فبإندماج الشخص والمجتمع فيه يتحولا به لكيان واحد ويصبح الشخص والمجتمع في حال غير ذات الحال الذي كان عليه فلا يكون هناك أثر للشخص والمجتمع قبل أن يعمر القلوب بالقرآن والإيمان فيتبدل حاله من حال إلى حال فبعد ما بلغه من علم لا محالة أن يعود لحالته الأولى فلا يكون لها أثر فيدمغ في القلوب كل باطل ويحل محله كل حق وهذا يتوقف بالطبع على مقدار وسرعة حركة القرآن في هذه القلوب
ر - .. فبه يتم تحكم المؤمن بأحواله وأموره وأطرافها من خلال الحس والبصيرة
أ - .. فيألف بين أمورهم وأحوالهم فيضبطها ضبطاً تاماً وتظهر صفاته الإيمانية على غيرها من أباطيل فيؤنس به المؤمنين ويصبحوا نسيج واحد
ن- .. فتكون صفاتهم النقية الناتجة من تعاليم القرآن وهداية الله تعالى منقاه بلا اختلاط متنافرة مع كل صفة باطلة وينسفها وينهي القرآن على غيره من أباطيل لينفرد ويبقى وحيداً متفرداً فيقضي على كل ما يختلط به فهو علم من عند الله لا يحتاج لغيره ليدعمه أو يكمله
ح- .. بأياته المحيطة بعلم عن كل شيء ملتفة ومحيطة بهذا الأشياء وبها علم عن أغوارها
ك- .. في كتاب وقالب لسان عربي متآلف متوافق في إطار ومحتوى وكيان به يمكن إعادة بناء الإنسان المؤمن والمجتمع المؤمن
يـ - .. فيبلغ التغيير عمق نفوسهم ومركزها وحركتهم وسعيهم بالحياه الدنيوية فسيطروا على أمورهم وأحوالهم فانتقلوا من حالة إلى حالة من ضلال إلى إيمان من باطل إلى حق
م- .. فيجمع بين ما بالقرآن من علم وإحاطة والنفس والفؤاد والمجتمع فيتداخلوا حيث يحملوا في صدورهم الإيمان به وبالعلم المحيط الذي يحتويه فيكونوا كقالب واحد فيرتفع مقام المؤمنين بهذا العلم ومكانتهم في الدنيا والآخرة بمقدار إندماجهم وإيمانهم بهذا العلم
ح- .. بأياته المحيطة بعلم عن كل شيء ملتفة ومحيطة بهذا الأشياء وبها علم عن أغوارها
ك- .. في كتاب وقالب لسان عربي متآلف متوافق في إطار ومحتوى وكيان به يمكن إعادة بناء الإنسان المؤمن والمجتمع المؤمن
يـ - .. فيبلغ التغيير عمق نفوسهم ومركزها وحركتهم وسعيهم بالحياه الدنيوية فسيطروا على أمورهم وأحوالهم فانتقلوا من حالة إلى حالة من ضلال إلى إيمان من باطل إلى حق
م- .. فيجمع بين ما بالقرآن من علم وإحاطة والنفس والفؤاد والمجتمع فيتداخلوا حيث يحملوا في صدورهم الإيمان به وبالعلم المحيط الذي يحتويه فيكونوا كقالب واحد فيرتفع مقام المؤمنين بهذا العلم ومكانتهم في الدنيا والآخرة بمقدار إندماجهم وإيمانهم بهذا العلم
فبحركة القرآن الحكيم منذ تنزيله وتأثيره الذي بيناه إنما هذا دليل وبرهان أن محمد صلى الله عليه وسلم لمن المرسلين المكلفين بنشر الرسالة وبتلك الرسالة وهذا القرآن الذي يحتوي على علم الله المبين أنت يا محمد ومن إتبعك على صراط مستقيم فهو تنزيل العزيز الرحيم وهو أداتك في إنذار القوم ومحور رسالتك
حق النشر والكتابة للكاتب: كامل عشرى
تعليقات
إرسال تعليق