القائمة الرئيسية

الصفحات

تسليم الرهائن الإسرائيليين: الأبعاد السياسية والنفسية

 


تسليم الرهائن الإسرائيليين: الأبعاد السياسية والنفسية

مقدمة

في 19 يناير 2025، قامت حركة "حماس" بتسليم ثلاث رهائن إسرائيليات إلى اللجنة الدولية للصليب الأحمر في ساحة السرايا وسط مدينة غزة. الرهائن هن: رومي جونين (24 عامًا)، إميلي دماري (28 عامًا)، ودورون شتاينبرخر (31 عامًا). جاءت هذه الخطوة كجزء من اتفاق لوقف إطلاق النار بين "حماس" وإسرائيل، والذي تضمن أيضًا إفراج إسرائيل عن 90 معتقلًا فلسطينيًا.

التأثير السياسي

عملية تسليم الرهائن في قلب مدينة غزة، بحضور حشود كبيرة ومسلحين من "كتائب القسام" و"سرايا القدس"، تحمل دلالات سياسية متعددة:

  • إظهار القوة والسيطرة: اختيار ساحة السرايا كموقع لتسليم الرهائن يعكس قدرة "حماس" على تنظيم مثل هذه العمليات في العلن، مما يؤكد نفوذها المستمر في القطاع.

  • التأثير على الرأي العام: تنظيم حدث عام ومرئي يعزز صورة "حماس" كمدافع عن القضية الفلسطينية، مما قد يزيد من شعبيتها محليًا وإقليميًا.

  • الضغط على إسرائيل: تقديم "حماس" نفسها كطرف قادر على التفاوض وإبرام صفقات تبادل يضع ضغطًا على الحكومة الإسرائيلية للتعامل معها كجهة فاعلة ومؤثرة.

التأثير النفسي

تسليم الرهائن تضمن جوانب نفسية مؤثرة:

  • "حقائب الهدايا": قدمت "حماس" للرهائن "حقائب هدايا" تحتوي على صور لهن أثناء الأسر، وصورة تذكارية لغزة، وشهادة، في محاولة لإظهار السيطرة والتأثير النفسي حتى في لحظات الإفراج.

  • التغطية الإعلامية: بث لقطات تسليم الرهائن عبر وسائل الإعلام، بما في ذلك مشاهد تظهر توديع الرهائن لمقاتلي "حماس"، يهدف إلى التأثير على المشاعر العامة وإيصال رسائل متعددة للجمهورين الفلسطيني والإسرائيلي.

ردود الفعل الإسرائيلية

في الجانب الإسرائيلي، أثارت مشاهد تسليم الرهائن ردود فعل متباينة:

  • الغضب والاستياء: اعتبرت الأوساط الإسرائيلية مشاهد التوديع محاولة من "حماس" لاستغلال الحدث لأغراض دعائية.

  • القلق الأمني: أثار إطلاق سراح 90 معتقلًا فلسطينيًا، بعضهم مدانون بجرائم أمنية، مخاوف من إمكانية عودتهم لممارسة أنشطة معادية، مما يشكل تحديًا أمنيًا لإسرائيل.

الخلاصة

عملية تسليم "حماس" للرهائن الثلاثة في ساحة السرايا بوسط غزة لم تكن مجرد خطوة إنسانية، بل حملت أبعادًا سياسية ونفسية تهدف إلى تعزيز موقف الحركة وإظهار نفوذها. في المقابل، أثارت هذه الخطوة ردود فعل قوية في إسرائيل، مما يعكس التعقيدات المستمرة في الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي.

تعليقات