دولة الأعور الدجال في أوضح وأقوى وآخر صورة
مقدمة: عندما تتحقق النبوءات على أرض الواقع
لطالما تحدثت النبوءات عن ظهور قوة كبرى في آخر الزمان، تسيطر على العالم بالخداع والقوة، وتخدع الشعوب بوعود زائفة، بينما تسعى في الحقيقة إلى إحكام قبضتها على مقدرات الأرض. اليوم، ونحن في عصر العولمة والتكنولوجيا المتطورة، نرى بوضوح دولة تمثل تجسيدًا دقيقًا لتلك النبوءات: الولايات المتحدة الأمريكية.
منذ الحرب العالمية الثانية، فرضت أمريكا نفسها كقوة عالمية لا تنازعها قوة أخرى، وتحولت إلى الحاكم الفعلي للعالم عبر وسائل متعددة: الاقتصاد، الإعلام، الحروب، التكنولوجيا، العقوبات، والهيمنة الثقافية. وإذا تأملنا هذه الأدوات، سنجد أنها تتطابق مع صفات الدجال في الروايات الدينية، حيث يسيطر على العقول، ويوزع الخير لمن يطيعه، ويمنع النعمة عن من يعارضه، ويخدع الشعوب بقدراته العظيمة.
إسقاط النبوءات: كيف تجسد أمريكا دولة الأعور الدجال؟
- السيطرة الاقتصادية: الدولار هو السلاح
في الحديث النبوي، يوصف الدجال بأنه يحمل "أنهارًا من الماء والنار"، ويخدع الناس باقتصاد مزيف، وهذا ما تفعله أمريكا اليوم بالدولار. الدولار ليس مجرد عملة، بل هو سلاح استراتيجي تستخدمه واشنطن للسيطرة على العالم:
- أمريكا تطبع الأموال بلا غطاء حقيقي، وتجعل الدول تعتمد على عملتها، فتتحكم في اقتصادات العالم.
- تفرض العقوبات الاقتصادية على الدول التي تعارضها، كما فعلت مع إيران، روسيا، فنزويلا، وكوبا، مما أدى إلى أزمات خانقة في هذه البلدان.
- تحكمها في المؤسسات المالية الدولية مثل البنك الدولي وصندوق النقد الدولي، يجعل أي دولة تحتاج إلى القروض والمساعدات مرهونة بشروط سياسية تخدم المصالح الأمريكية.
أمثلة واقعية:
- العراق: بعد غزوه عام 2003، فرضت أمريكا نظامًا اقتصاديًا جديدًا، وربطت الدينار العراقي بالدولار، مما جعل الاقتصاد العراقي تابعًا لها بالكامل.
- مصر: يعتمد الاقتصاد المصري على القروض والمساعدات الأمريكية، ما يجعل أي قرار سيادي عرضة للضغوط.
- روسيا: بعد العقوبات الغربية عام 2022، انهارت العديد من الشركات الروسية التي كانت تعتمد على النظام المالي الأمريكي.
- الإعلام: سلاح الأعور الدجال الأعظم
يقال في الروايات الدينية إن الدجال سيخدع العالم، وسيصور الباطل على أنه حق، وهذا هو بالضبط ما تفعله هوليوود، وسائل الإعلام الأمريكية، وشركات التكنولوجيا الكبرى مثل فيسبوك، تويتر، وجوجل.
- أمريكا تتحكم في الإعلام العالمي، وأي رواية تخالف مصالحها يتم إسكاتها، كما حدث مع قناة روسيا اليوم وسبوتنيك اللتين تم حظرهما في أوروبا وأمريكا بعد حرب أوكرانيا.
- نشر الأكاذيب لتبرير الحروب: استخدمت أمريكا الإعلام لتبرير غزو العراق، حيث زعمت وجود أسلحة دمار شامل، وهو ما ثبت لاحقًا أنه كان كذبًا.
- التلاعب بالرأي العام: أيقونات مثل نتفليكس وهوليوود تروج لنمط حياة معين، وتدفع الناس لقبول أجندات معينة، مثل التطبيع مع إسرائيل أو دعم الحروب الأمريكية.
أمثلة واقعية:
- الربيع العربي: الإعلام الأمريكي دعم الثورات في الدول العربية، لكنه تجاهل قمع المعارضة في دول أخرى تخدم المصالح الأمريكية.
- الحرب على الإرهاب: تم تصوير كل من يعارض أمريكا على أنه إرهابي، بينما يتم التغاضي عن الجرائم الأمريكية في العراق وأفغانستان.
- الحروب: نشر الفوضى لصالح أمريكا
الدجال يوصف بأنه يجلب "فتنة عظيمة"، وهذا ما نراه في الحروب التي أشعلتها أمريكا حول العالم، بحجة نشر الديمقراطية أو محاربة الإرهاب.
- غزو العراق وأفغانستان: بحجة نشر الديمقراطية، قتلت أمريكا ملايين الأبرياء، ودمرت بلدانًا بالكامل.
- حرب سوريا: دعمت الجماعات المسلحة ثم تخلت عنها، مما أدى إلى حرب أهلية دمرت البلاد.
- الحرب في أوكرانيا: أمريكا لم تسعَ لحل النزاع، بل زودت أوكرانيا بالسلاح لتطيل أمد الحرب، فقط لإضعاف روسيا.
أمثلة واقعية:
- ليبيا: بعد إسقاط القذافي، تحولت ليبيا إلى دولة فاشلة بسبب التدخل الأمريكي.
- اليمن: أمريكا تدعم السعودية والإمارات في حرب اليمن، مما أدى إلى كارثة إنسانية.
- إيران: تحاول أمريكا زعزعة استقرار إيران من خلال العقوبات ودعم المعارضة الداخلية.
- التكنولوجيا: العين التي تراقب الجميع
الدجال يوصف بأنه يرى كل شيء، واليوم، تقوم أمريكا بمراقبة العالم عبر التكنولوجيا.
- جوجل، أبل، ومايكروسوفت تسيطر على بيانات البشر، مما يسمح لأمريكا بالتجسس على الحكومات والشعوب.
- أنظمة الذكاء الاصطناعي والمراقبة تُستخدم في القمع والسيطرة، كما هو الحال مع فضيحة التجسس على زعماء العالم عبر وكالة الأمن القومي الأمريكية (NSA).
- مشاريع العملات الرقمية المركزية، التي قد تؤدي إلى سيطرة أمريكا الكاملة على المعاملات المالية.
أمثلة واقعية:
- فضيحة سنودن: كشف الموظف السابق في NSA أن أمريكا تتجسس حتى على أقرب حلفائها.
- حظر تيك توك: بسبب مخاوف من أن الصين قد تستخدم التطبيق للتجسس، بينما تتجاهل أمريكا أن شركاتها تفعل الشيء نفسه.
كيف تقاوم الدول "دولة الأعور الدجال"؟
في ظل هذه السيطرة، تحاول بعض الدول التحرر من الهيمنة الأمريكية، مثل:
- الصين: من خلال إطلاق مبادرة "الحزام والطريق"، وإنشاء بدائل لنظام الدولار.
- روسيا: بمحاولة إنشاء نظام مالي بديل مع الصين والهند.
- إيران: بمقاومة العقوبات الأمريكية عبر تعزيز التجارة مع الدول الصديقة.
ولكن لا يزال التحدي الأكبر هو كيفية بناء نظام عالمي جديد لا تهيمن عليه أمريكا، وهو ما يتطلب:
- تقليل الاعتماد على الدولار.
- إنشاء منصات إعلامية عالمية بديلة.
- الاستثمار في التكنولوجيا المحلية.
- تعزيز التحالفات الإقليمية لمواجهة العقوبات الأمريكية.
خاتمة: هل اقتربنا من النهاية؟
إن ما نراه اليوم ليس مجرد أحداث سياسية متفرقة، بل هو نظام عالمي مصمم لفرض الهيمنة الأمريكية على العالم، باستخدام كل الأدوات الممكنة: الاقتصاد، الإعلام، التكنولوجيا، الحروب، والعقوبات. وكل هذه الأدوات تتشابه بشكل مذهل مع صفات الدجال المذكورة في النبوءات.
فهل نحن على أعتاب المواجهة الكبرى بين قوى الهيمنة والشعوب التي تسعى للحرية؟ أم أن العالم سيبقى تحت سيطرة دولة الأعور الدجال حتى يأتي الفرج؟
تعليقات
إرسال تعليق