القائمة الرئيسية

الصفحات





الفرق بين الجسد والجسم والبدن ؟!!!!

 للإجابة عن هذا السؤال .. لابد أن نعيد فهم الكلمات وبداية سوف نشرع في محاولة الفهم من خلال خصائص وصفات الحروف القرءانية مع مراعاة إضافة خصائص تشكيل الحروف .. ثم ننتهي باستخلاص تلخيص ما وعيناه
ـــــــــــــــــــــــ
الجَسَد :
ـــــــــــــــــــــــ

جَ : الجامع لمكونات وأجزاء متفرقة بتأليف وضبط مستمر بين تلك المكونات ليصير واحداً في جلال تلك المكونات وتكاملها وظهورها في أشد حالاتها في حيز وأبعاد وكينونة دون اختلاط بغيره فيبقى متفرداً

سَ : هذا الجسد له عمق ومركز .. وله مركز في داخل عمقه يقوم بتأليف وضبط مستمر وسيطرة على مكونات هذا الجسد سيطرة تامة للانتقال من موضع إلى موضع أو من حالة إلى حالة نفسيه أو طاقية أو شهوانية على حسب إمكانيات المركز المسيطر على هذا الجسد 

د : هذا الجسد حركته بقصد وبدليل وبرهان (أوامر إدارة الحركة) لأبعد مدى

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
خصائص الجسد :
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الجسد : جامع لمكونات جسم متفرقة

الجسد : يقوم بتأليف وضبط مستمر بين مكوناته ليصير واحداً

الجسد : مكوناته متكاملة

الجسد : له حيز وأبعاد وكينونة (مقام .. مكان .. ميقات)

الجسد : لا يختلط بغيره ويبقى متفرداً

الجسد : له عمق ومركز

الجسد : له مركز في داخل عمق الجسد يقوم بتأليف وضبط مستمر وسيطرة على مكونات هذا الجسد سيطرة تامة

الجسد : مركز السيطرة في عمق الجسد يمكنه من الانتقال من موضع إلى موضع ومن حالة إلى حالة (نفسية أو طاقية أو شهوانية) على حسب إمكانية هذا المركز المُسيطر على هذا الجسد

الجسد : حركته بقصد وبدليل وبرهان (أوامر إدارة الحركة) لأبعد مدى

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الجسد في القرءان الكريم :
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

وجاءت في القرءان الكريم برسم  .. جَسَدًا   (4) مرات
قال تعالى :
1- { وَاتَّخَذَ قَوْمُ مُوسَى مِنْ بَعْدِهِ مِنْ حُلِيِّهِمْ عِجْلًا جَسَدًا لَهُ خُوَارٌ أَلَمْ يَرَوْا أَنَّهُ لَا يُكَلِّمُهُمْ وَلَا يَهْدِيهِمْ سَبِيلًا اتَّخَذُوهُ وَكَانُوا ظَالِمِينَ (148) } (سورة الأَعراف 148)

2- { قَالُوا مَا أَخْلَفْنَا مَوْعِدَكَ بِمَلْكِنَا وَلَكِنَّا حُمِّلْنَا أَوْزَارًا مِنْ زِينَةِ الْقَوْمِ فَقَذَفْنَاهَا فَكَذَلِكَ أَلْقَى السَّامِرِيُّ (87) فَأَخْرَجَ لَهُمْ عِجْلًا جَسَدًا لَهُ خُوَارٌ فَقَالُوا هَذَا إِلَهُكُمْ وَإِلَهُ مُوسَى فَنَسِيَ (88) } (سورة طه 87 - 88)

وهنا جاءت لبيان أن هذا العجل مكون من أجزاء تم الدمج بينهم (فالقذف هي عملية دمج بين الزينة التي تشمل مجموعة الأدوات المستخدمة بما فيهم الحلي ليخرج لهم عجلاً جسداً) وليس مجرد قالب إلى جانب أنه له عمق ومركز وليس مصمتاً وبه مركز سيطرة بأوامر بعلم دنيوي ليكون له انتقال من حالة إلى حالة طاقية مثل حركة وصوت .. مثل بعض الألعاب التي نستخدمها للأطفال وكثير من المنتجات الحركية والصوتية المتداولة بين أيدينا في عصرنا الحديث وكان للسامري علم مستأثر لدى سحرة فرعون (السحر علم مُستأثر عن الناس يتم استخدامه لخداعهم وإضلالهم) 

قال تعالى :
3- { وَمَا جَعَلْنَاهُمْ جَسَدًا لَا يَأْكُلُونَ الطَّعَامَ وَمَا كَانُوا خَالِدِينَ (8) } (سورة الأنبياء 8)

وهنا لبيان أن طبيعة ومواصفاتهم أنهم ليس جسد منزوع النفس منه بشهواتها  فالجسد بدون النفس مست لا حراك فيه منزوع الشهوات ليست مختلفة عن باقي البشر فهم لابد أن يأكلوا الطعام وما كانوا خالدين ..

قال تعالى :
4- { وَلَقَدْ فَتَنَّا سُلَيْمَانَ وَأَلْقَيْنَا عَلَى كُرْسِيِّهِ جَسَدًا ثُمَّ أَنَابَ (34) } (سورة ص 34)

وكل ما تم تداوله عن هذا الجسد من الإسرائيليات مما نمتنع عنها .. فتحتاج الآيات إعادة فهمها
ألقى الله تعالى على سليمان عليه السلام من المعرفة والعلم والقدرة التي بها يمحص بها نفس سليمان عليه السلام  تلك المعرفة والعلم والقدرة كانت تتكامل وتُتِم له قوته وسلطانه الدنيوي  لإتمام تأليف وضبط أموره وأحواله بخير وإتقان أو هلاك وتلف (إفساد) على حسب استخدامه لتلك المعرفة 

فجمع وضم لسليمان عليه السلام خواص كُرْسِيِّهِ جَسَدًا الداخلية والخارجية الظاهرة والباطنة الذي يوصل من خلاله بين بيئتين بيئة جسد الكرسي وبيئة ما يتم التحكم به عن بُعد بهذا الكرسي كوسيلة لبلوغ غايات التحكم عن بُعد

فكان كُرْسِيِّهِ الذي يتحكم به عن بُعد عبارة عن إطار ومحتوى ذو قوة وسلطان  وتكتل وتآلف وتوافق من خلال قالب يجمع ويوصل ويضم خواص قوة وسلطان سليمان عليه السلام  داخلية وخارجية ظاهرها وباطنها واصل بين بيئتين مختلفتين متباعدتين فهو إطار ومحتوى ذو قوة وسلطان  واصل بين أطراف ووسط بين حدود لبلوغ غايات استرجاع الأمر الذي هو محتواه وعودة بناء حالة التحكم

فربط من خلال هذا الإطار والمحتوى ذو القوة والسلطان الأمور والأحوال والأشياء والتحكم فيها حتى لو بدون اتصال مادي

فمن خلال هذا الإطار والمحتوى ذو القوة والسلطان يمكن بلوغ مركز وعمق الشيء ويسيطر من خلال أمر على هذا الشيء للتمكن من الانتقال من موضع إلى موضع ومن حالة إلى حالة من خلال طاقة

وذلك يتم من خلال خروج تلك القوة والسلطان من مصدرها هذا الإطار والمحتوى دون عودة حاملاً أمر تغيير الموضع أو الحالة السابقة للشيء ويحل محلها الموضع أو الحالة التي تحمل الأمر الجديد  فتصبح الحالة الجديدة للشيء محل التحكم به الأكثر وضوح والأنشط

مهيمناً من خلال هذا الإطار والمحتوى وما يخرج منه من قوة وسلطان وأوامر متتالية في مراحل التغيير لما سبقها من أوامر أو تحل محلها مهندساً بها موضع وحالة الشيء محل التحكم به

فأداة التحكم هذه جامعة  لمكونات جسم متفرقة بتأليف وضبط مستمر بين تلك المكونات ليصير واحداً في جلال تلك المكونات وتكاملها وظهورها في أشد حالاتها في حيز وأبعاد وكينونة دون اختلاط بغيره

فأداة التحكم عن بُعد  جسد له عمق ومركز .. وله مركز في داخل عمقه في تأليف وضبط مستمر وسيطرة على مكونات هذا الجسد سيطرة تامة للانتقال من موضع إلى موضع أو من حالة إلى حالة نفسيه أو طاقية أو شهوانية على حسب إمكانيات المركز المسيطر على هذا الجسد  بأوامر إدارة الحركة

فنقى نفسه مما أصابها من انشغال في الدنيا وبكُرْسِيِّهِ وجعل كل ما فعل به ومن خلاله نسبة موصولة لله نقي بلا اختلاط مع أغراض الدنيا وشهواتها فيقضي على كل ما يختلط بنفسه من شوائب بإعادة واستمرار ضبط أموره وأحواله المختلفة والمتفرقة ضبطاً تاماً مع صلته بالله وأمره

فظهر له من داخل كُرْسِيِّهِ وعليه وما ظهر له في محيطه أن معرفته والقدرة التي أكتسبها في عالم المادة التي جعل الله تعالى محدودة مهما بلغنا من معرفة في الدنيا فهناك نقيض لها  في عالم الأمر هي سنن الكون التي سخرها الله لنا لا توازيها أي معرفة وقدرة دنيوية فأناب الله في تسخيرها في صالح دعوته

وفيما يلي قراءة الآية من خلال دلالة حروفها 
قال تعالى :

{ وَلَقَدْ فَتَنَّا سُلَيْمَانَ وَأَلْقَيْنَا عَلَى كُرْسِيِّهِ جَسَدًا ثُمَّ أَنَابَ (34) } (سورة ص 34)
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
فَتَنَّا :
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ

فَ : لقد ألقى الله تعالى على سليمان عليه السلام من المعرفة والعلم والقدرة التي يقوم بها بضبط وتأليف مستمر لأحوال وأمور قوته وسلطانه التي بها يمحص بها نفس سليمان عليه السلام  بمفارقة وزيادة كبيرة عن المعرفة والعلوم القديمة

تَ : تلك المعرفة والعلم والقدرة كانت تتكامل وتُتِم له قوته وسلطانه الدنيوي  فكانت المعرفة وقوته وسلطانه متساويان في الوظيفة والمشاركة  لإتمام تأليف وضبط أموره وأحواله بخير وإتقان أو هلاك وتلف (إفساد) على حسب استخدامه لتلك المعرفة 

نَّ : فهي المعرفة والعلم والقدرة الناتجة من علم الله تعالى وبقدر الله تعالى كنسبة من هذا العلم نقيه بلا اختلاط مع المعارف أخرى (فرع من المعرفة والعلم والقدرة)

ا : متآلفة مضبوطة باستمرار مع أحواله وأموره المختلفة والمتفرقة فتضبط قوته وسلطانه بما هو الأفضل من المعرفة والعلم في أقصى مدى
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
فالفتنة هي كل معرفة وعلم وقدرة يلقي الله لنا بها فبإدراكنا لها وتمكننا من استخدامها ليمحصنا الله بها  فإما نقوم بإتمام استخدامنا لها في طاعة الله بخير وإتقان وإما نستخدمها بهلاك وتلف وإفساد للأشياء .. فكاد سليمان أن يَركن لما هو تلف للبشرية بما لديه من الخير (كل ما هو مادي مثل المال والسلاح .. الخ) فأناب لله تعالى بعلمه أن ما بين يديه محدود إذا ما قورن بما سخره لنا في ملكوته وجعله لنا من السنن العظيمة مثل الشمس والقمر والرياح والغيث .. الخ

ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وَأَلْقَيْنَا :
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ

وَ : فجمعنا ووصلنا وضممنا لسليمان عليه السلام خواص كُرْسِيِّهِ جَسَدًا الداخلية والخارجية الظاهرة والباطنة الذي يوصل من خلاله بين بيئتين بيئة جسد الكرسي وبيئة ما يتم التحكم به عن بُعد بهذا الكرسي فيتوسط ما لا رابط بينهما  فهو واصل بين أطراف ووسط قدرة بين حدود ووسيلة لبلوغ غايات التحكم عن بُعد

أَ : بتآلف مستمر لهذا الكرسي وما يُتِم قدرته في التحكم بمملكته من خلاله وضبطه ضبطاً تاماً وكأنهما سليمان عليه السلام وكرسيه شيئاً واحداً في أقصى ضبط ممكن 

ل : هذا التحكم عن بُعد في أمور مملكته تم من خلال تلاحم وتواصل بمعرفة وعلم وقدرة جديدة بنسيج حركته في مجال معالجة أمور وأحوال وأشياء على كرسيه يتحكم بها عن بُعد لينقلها من حال إلى حال  من خلال نطاق من المعرفة

قَ : فهذا التلاحم مع تلك المعرفة يأتي  بخروج معرفة وعلم وقدرة من عند الله وبأمره واندماجها في عُمق نفس سليمان عليه السلام فيتحول المندمجان المعرفة وسليمان عليه السلام لحالة جديدة حيث تنمو معرفة وعلم وقدرة جديدة من خلال هذا الاندماج 

يْ : فأخرج له المعرفة من عند الله وبأمره في مرحلة تغيير لمعارفه السابقة ليحل محلها هذه القدرة والمعرفة الجديدة فهي المعرفة والقدرة الأكثر وضوحاً والأنشط 

نَ : فألقى الله له المعرفة على حالتها النقية من عند الله التي له الاختيار في استعمالها في الخير أو الشر فهي أداة فتنته فهي نسبة موصولة بعلم الله تكون نقية بلا اختلاط مع فروع المعارف الأخرى التي تختلف عنها


ا : فكانت تلك المعرفة مستمرة متراكمة في تأليف مستمر بين كشفها له وبين أوره وأحواله التي يحتاجها فيها في ضبط مستمر لهذا الكشف في سياقه كأنه شيئاً واحداً هو الأفضل في فروع المعرفة
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
فإن الله تعالى يلقي لعباده المعرفة ويلقي بين أيديهم ويُخرج لهم من مواد الكون ما ينفعهم ويفتنهم بها في ذات الوقت حيث يضعها بين أيدي عباده إما يصلحوا بها الأرض أو يفسدوا فيها .. إلا أنه سخر لنا من السنن ما لا يلقيه لنا فهي بيد الله تعالى لإستمرار صلاح الكون مثل النجوم والشمس والقمر والرياح والغيث .. وما إستثنى أحداً من هذا إلا سليمان الذي وصل من المعرفة إلى قمتها فعندما نجح فيما فتنه الله به وأناب إلى الله في كل عمل وفعل وصنع وكشفت بصيرته أن قمة المعرفة لديه لا توازي شيئاً أمام ما سخر الله لنا فطلب من الله تعالى ملكاً لا ينبغي لأحد من بعده .. هذا الملك الذي لا يخضع له المعرفة الدنيوية عندها سخر له الريح والشياطين .. الخ .. وهذا الملك لم يكن لينبغي لأحد من بعد .. ولكن يظل من بني إسرائيل ومن الشياطين من يسعى لاستعادة هذا المُلك ولكنهم سوف يفسدون في الأرض بسعيهم هذا ولن يبلغوه
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
كُرْسِيِّهِ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ

كُ : إطار ومحتوى ذو قوة وسلطان  وتكتل وتآلف وتوافق من خلال قالب يجمع ويوصل ويضم خواص قوة وسلطان سليمان عليه السلام  داخلية وخارجية ظاهرها وباطنها واصل بين بيئتين مختلفتين متباعدتين فهو إطار ومحتوى ذو قوة وسلطان  واصل بين أطراف ووسط بين حدود لبلوغ غايات استرجاع الأمر أو الشيء الذي هو محتواه وعودة بناء الحالة أو الشيء أو الأمر

رْ : فربط من خلال هذا الإطار والمحتوى ذو القوة والسلطان الأمور والأحوال والأشياء والتحكم فيها حتى لو بدون اتصال مادي

سِ : فمن خلال هذا الإطار والمحتوى ذو القوة والسلطان يمكن بلوغ مركز وعمق الشيء ويسيطر من خلال أمر على هذا الشيء للتمكن من الانتقال من موضع إلى موضع ومن حالة إلى حالة من خلال طاقة

يِّ : وذلك يتم من خلال خروج تلك القوة والسلطان من مصدرها هذا الإطار والمحتوى دون عودة حاملاً أمر تغيير الموضع أو الحالة السابقة للشيء ويحل محلها الموضع أو الحالة التي تحمل الأمر الجديد  فتصبح الحالة الجديدة للشيء محل التحكم به الأكثر وضوح والأنشط

هِـ : مهيمناً من خلال هذا الإطار والمحتوى وما يخرج منه من قوة وسلطان وأوامر متتالية في مراحل التغيير لما سبقها من أوامر أو تحل محلها مهندساً بها موضع وحالة الشيء محل التحكم به
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ولم تأتي كلمة (كرسيه) ومصدرها كرس إلا في آيتين في القرءان الكريم في قوله تعالى :
{ وَلَا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِنْ عِلْمِهِ إِلَّا بِمَا شَاءَ وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَلَا يَئُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ (255) } (سورة البقرة 255)
وكذلك قوله تعالى :
{ وَلَقَدْ فَتَنَّا سُلَيْمَانَ وَأَلْقَيْنَا عَلَى كُرْسِيِّهِ جَسَدًا ثُمَّ أَنَابَ (34) } (سورة ص 34)

والفرق بينهما واضح فالله تعالى القوة والسلطان موصولة به بل هو مانحها فجاء كُرْسِيُّهُ مضموم في الحرفين الأخيرين الياء والهاء واللذان يعبران عن خروج القوة والهيمنة على هذه القوة إلا أنها قوة وسلطان موصولة بالله تعالى وليس موصولة بدونه أما مع سليمان عليه السلام جاءت برسم وتشكيل كُرْسِيِّهِ .. بالكسرة في حرفي الياء والهاء فهو أيضا القوة والسلطان تحت إرادته ويهيمن عليها إلا أنها خارجة عن ذاته فهذا الكرسي غير موصول به

والفارق الثاني والأهم أن ما ألقاه الله تعالى لسليمان عليه السلام من فتنة المعرفة والعلم والقدرة من قوة وسلطان إطارها ومحتواها جَسَدًا .. فلا يمكن أن يصل الإنسان لقوة التحكم في شيء مثل الأسلحة أو التلفزيون أو الطاقة إلا من خلال إطار ومحتوى مادي يمثل جَسَدًا يمكن من خلاله إدارة هذه القوة والسلطان أما الله تعالى لا يحتاج لجسد مادي لتنفيذ أمراً من أوامر الله تعالى

وقد أعتمد كثير من المسلمين لفهم هذه الآية الخاصة بسليمان عليه السلام من خلال الإسرائيليات .. التي أنكرها البعض الآخر منهم .. وإن كان البعض الآخر أعتمد على روايات مثل خاتم سليمان لعدم معرفته أو علمه عن هذه القوة والسلطان شيئاً .. وإن كان دون أن يدركوا فإنهم وصلوا لجزء من الحقيقة وأنه لدى سليمان قوة وسلطان يتحكم بالأشياء من خلالها فأنت يمكن أن تمسك بالريموت أو أي جهاز للتحكم عن بُعد في الأشياء بل بالصواريخ والطائرات بدون طيار أو بالأقمار الصناعية فهذا كرسي الحياة الدنيا إلا إنه دائماً لابد أن يكون من خلال جسد مادي يتيح لنا هذا التحكم والسيطرة

وقد أفتتن سليمان كما أفتتن الناس في عصرنا بهذه القوى المادية إلا أن سليمان أناب وعلم أن هذه القدرة مهما وصل من تحكم فهناك علم الله الجامع الذي يفوق كل علم نصل إليه بل أنه من عند الله فأناب لله وطلب ما هو يتعدى حدود الجسد المادي .. فسخر له الله تعالى مركز ما هو خفي من القدرة والمعرفة للتحكم بالرياح والشياطين
فما يعطينا الله تعالى من علم ومعرفة وقدرة هي ما ألقى الله لنا أما ما سخره لنا من سُنن كونية لا يمكن أن نتحكم بها فما كان ينبغي لأحد وما سخره لسليمان لم يسخره لأحد من بعده
ـــــــــــــــــــــــــــ
جَسَدًا:
ـــــــــــــــــــــــــ

جَ : الجامع لمكونات جسم متفرقة بتأليف وضبط مستمر بين تلك المكونات ليصير واحداً في جلال تلك المكونات وتكاملها وظهورها في أشد حالاتها في حيز وأبعاد وكينونة دون اختلاط بغيره

سَ : هذا الجسد له عمق ومركز .. وله مركز في داخل عمقه في تأليف وضبط مستمر وسيطرة على مكونات هذا الجسد سيطرة تامة للانتقال من موضع إلى موضع أو من حالة إلى حالة نفسيه أو طاقية أو شهوانية على حسب إمكانيات المركز المسيطر على هذا الجسد 

دً : هذا الجسد حركته بقصد وبدليل وبرهان لأبعد مدى (كُرْسِيِّهِ: أوامر إدارة الحركة النقية الناتجة من هذا الجسد )

ا : في تأليف وضبط مستمر بين هذا الجسد و كُرْسِيِّهِ (الأوامر الصادرة من هذا الجسد) الصادر من هذا الجسد ليصيرا كأنهما شيئاً   
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
والجسد يختلف عن الجسم عن البدن .. فالجسد له مكونات خارجية وداخلية وعمق وهناك مركز لإدارة هذا الجسد في أعماقه
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أَنَابَ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ

أَ : فقام بضبط وتأليف كُرْسِيِّهِ بين أمور وأحواله المختلفة والمتفرقة ضبطاً تاماً مع صلته بالله وأمره

نَ : فنقى نفسه مما أصابها من انشغال في الدنيا وبكُرْسِيِّهِ وجعل كل ما فعل به ومن خلاله نسبة موصولة لله نقي بلا اختلاط مع أغراض الدنيا وشهواتها فيقضي على كل ما يختلط بنفسه من شوائب

ا : بإعادة واستمرار ضبط أموره وأحواله المختلفة والمتفرقة ضبطاً تاماً مع صلته بالله وأمره

بَ : ظهر له من داخل كُرْسِيِّهِ وعليه وما ظهر له في محيطه أن معرفته والقدرة التي أكتسبها في عالم المادة التي جعل الله تعالى محدودة مهما بلغنا من معرفة في الدنيا فهناك نقيض لها  في عالم الأمر هي سنن الكون التي سخرها الله لنا لا توازيها أي معرفة وقدرة دنيوية فأناب الله في تسخيرها في صالح دعوته

 
ــــــــــــــــــــــــــ
الجِسم :
ــــــــــــــــــــــــــ

جِ : الجامع لمكونات للأجزاء المتفرقة الخارجية للجسد والتي تحل عليه  ليصير واحداً في جلال تلك المكونات وتكاملها وظهورها في أشد حالاتها في حيز وأبعاد وكينونة دون اختلاط بغيرها في الأكثر وضوحاً والأنشط  من مكونات الجسد

س : هذا الجسم بمكوناته النشطة الواضحة له عمق ومركز .. وله مركز في داخل عمقه  يسيطر عليه سيطرة تامة للانتقال من موضع إلى موضع أو من حالة إلى حالة نفسيه أو طاقية أو شهوانية على حسب إمكانيات المركز المسيطر على أجزاء هذا الجسم

م : من خلاله يتم جمع وضم وتداخل أجزاء الجسد في قالب واحد لها مقام ومكان وميقات محل جمعها تنتهي وتهلك بانتهاء مقامها وميقاتها

ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
خصائص الجسم :
ــــــــــــــــــــــــــــــــ
الجسم : جامع لمكونات للأجزاء المتفرقة الخارجية للجسد

الجسم : يحل على الجسد ليصير الجسد بمكوناته واحداً

الجسم : يتكامل مع مكونات الجسد

الجسم : له حيز وأبعاد وكينونة (مقام .. مكان .. ميقات)

الجسم : لا يختلط بغيره ويبقى متفرداً

الجسم : بداخله عمق ومركز الجسد

الجسم : بداخله مركز في داخل عمق الجسد يقوم بتأليف وضبط مستمر وسيطرة على مكونات هذا الجسم وكل أجزاء الجسد سيطرة تامة

الجسم : مركز السيطرة في عمق الجسد يمكنه من الانتقال من موضع إلى موضع ومن حالة إلى حالة (نفسية أو طاقية أو شهوانية) على حسب إمكانية هذا المركز المُسيطر على هذا الجسم والجسد

الجسم : من خلاله يتم جمع وضم وتداخل أجزاء الجسد في قالب واحد لها مقام ومكان وميقات محل جمعها تنتهي وتهلك بانتهاء مقامها وميقاتها

ــــــــــــــــــــــــــ
وجاء مفردات كلمة جسم على رسم .. وَالْجِسْمِ .. مرة واحدة وعلى رسم أَجْسَامُهُم في قوله تعالى


{ قَالَ إِنَّ اللهَ اصْطَفَاهُ عَلَيْكُمْ وَزَادَهُ بَسْطَةً فِي الْعِلْمِ وَالْجِسْمِ } (سورة البقرة 247)

{ وَإِذَا رَأَيْتَهُمْ تُعْجِبُكَ أَجْسَامُهُمْ وَإِنْ يَقُولُوا تَسْمَعْ لِقَوْلِهِمْ كَأَنَّهُمْ خُشُبٌ مُسَنَّدَةٌ } (سورة المنافقون 4)


ــــــــــــــــــــــــــــــــ
البَدَن :
ــــــــــــــــــــــــــــــــ

بَ : الأجزاء الظاهرة على الجسد ومن داخله (ما خلا العظام نقيض البدن)  والخارجة منه عن محيطه ظاهرةً عليه (الأطراف بما تشملها من لحم وعظام مثل اليد والأرجل .. الخ)  بينها تآلف وضبط مستمر فيصيروا كبدن واحد

دَ : هذا البدن بأجزائه المتفرقة كل جزء فيه حركته بقصد وبدليل وبرهان لأبعد مدى (أوامر إدارة الحركة) تلك الحركة بينها تآلف وضبط مستمر فيصيروا في حركتهم ككيان واحد

ن : هذا البدن النقي عن العظام كنسبة من على أو من كل عظام موصول بها نقي بلا اختلاط مع هذه العظام فيبقى وحيداً متفرداً  حال تنقيته عن هذه العظام

ــــــــــــــــــــــــــــــــ
خصائص البدن :
ــــــــــــــــــــــــــــــــ

البدن : الأجزاء الظاهرة على الجسد ومن داخله (كل ما خلا العظام نقيض البدن)  والخارجة منه عن محيطه ظاهرةً عليه (الأطراف والرأس بما تشملها من لحم وعظام مثل اليد والأرجل

البدن : تلك الأجزاء من الجسد بينها تآلف وضبط مستمر فيصيروا كبدن واحد

البدن : بأجزائه المتفرقة كل جزء فيه حركته بقصد وبدليل وبرهان لأبعد مدى (أوامر إدارة الحركة)

البدن : الحركة لكل جزء منه بينها تآلف وضبط مستمر فيصيروا في حركتهم جميعاً ككيان واحد

البدن : النقي عن العظام كنسبة من على أو من كل عظام موصول به نقي بلا اختلاط مع هذه العظام فيبقى وحيداً متفرداً  حال تنقيته عن هذه العظام
ــــــــــــــــــــــــــــــــ

فالبدن هو الأجزاء اللحمية التي تعلو عظام الجسد والأحشاء الداخلية بالجسد خلا أي عظام مضاف إليها عظام ولحوم الأطراف التي في حركتها يمكن أن تخرج عن محيط الجسد مثل اليدين والقدمين والرأس بلحومها وعظامها .. أي ما خلا القفص الصدري والعمود الفقري وعظام الإلية يكون بدن ..

وجاء البدن في القرءان الكريم برسم .. بِبَدَنِكَ .. مرة واحدة  .. وبرسم .. وَالْبُدْنَ .. مرة واحدة حيث قال تعالى :

{ فَالْيَوْمَ نُنَجِّيكَ بِبَدَنِكَ لِتَكُونَ لِمَنْ خَلْفَكَ آيَةً } (سورة يونس 92)
{ وَالْبُدْنَ جَعَلْنَاهَا لَكُمْ مِنْ شَعَائِرِ اللهِ لَكُمْ فِيهَا خَيْرٌ فَاذْكُرُوا اسْمَ اللهِ عَلَيْهَا صَوَافَّ فَإِذَا وَجَبَتْ جُنُوبُهَا فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْقَانِعَ وَالْمُعْتَرَّ كَذَلِكَ سَخَّرْنَاهَا لَكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (36) لَنْ يَنَالَ اللهَ لُحُومُهَا وَلَا دِمَاؤُهَا } (سورة الحج 36 - 37)

الفرق بين الجسد والجسم والبدن بأمثلة :
====================

مثال (ا)
الحجر أو الصخرة 
عبارة عن جسم مصمت ليس فيه جسد ولا بدن
مثال (2)
الحاسب الآلي أو التليفون المحمول أو التلفزيون أو الراديو .. الخ
يمكن تسميتهم (كرسي جسداً) .. حيث يحتوي كل منهم على جسم خارجي بداخله بدن يتحكم في هذا الجسد ويقوم بعمليات وحركة بقوانين معينة وبقصد إدارة هذا الجسد .. وله بالطبع جسم خارجي يحيط يتلك المكونات يظهر عليه حالة نشاط البدن .. فكل مادة بداخلها مركز تحكم تصبح جسد
مثال (3)
الإنسان أو الحيوان .. جسد يتكون من إطار خارجي وهو الجسم وله بدن وبالبدن يوجد أجزاء تتحكم في الجسد في أعماقه .. والبدن يشمل الجسم أي الإطار الخارجي وأيضاً أطرافه وأحشائه بإستثناء الهيكل الأساسي للجسد
فالبدن يشمل كل ما يوجد بالأحشاء الداخلية بالإضافة إلى الجلد السطحي بالإضافة إلى الأطراف الخارجة منه (الرأس - اليدين - الأرجل)

الجسد
الجسم
البدن
جامع لمكونات وأجزاء متفرقة ومن ضمن مكوناته الجسم والبدن
جامع لمكونات للأجزاء المتفرقة الخارجية للجسد ويحل على المكونات الداخلية للجسد ليصير الجسد بمكوناته وأجزاءه واحداً
الأجزاء الظاهرة على الجسد ومن داخله (كل ما خلا العظام نقيض البدن)  والخارجة منه عن محيطه ظاهرةً عليه
 (الأطراف والرأس بما تشملها من لحم وعظام مثل اليد والأرجل
فهو النقي عن العظام كنسبة من على أو من كل عظام موصول به نقي بلا اختلاط مع هذه العظام فيبقى وحيداً متفرداً  حال تنقيته عن هذه العظام
يقوم بتأليف وضبط مستمر بين مكوناته ليصير واحداً
من خلاله يتم جمع وضم وتداخل أجزاء الجسد في قالب واحد لها مقام ومكان وميقات محل جمعها تنتهي وتهلك بانتهاء مقامها وميقاتها
تلك الأجزاء من الجسد بينها تآلف وضبط مستمر فيصيروا كبدن واحد
مكوناته متتامة متكاملة
يتكامل مع مكونات الجسد
يتكامل مع مكونات الجسد
له حيز وأبعاد وكينونة (مقام .. مكان .. ميقات)
له حيز وأبعاد وكينونة (مقام .. مكان .. ميقات)
متداخل في هذا الجسد
لا يختلط بغيره ويبقى متفرداً عن ما في محيطه الخارجي
لا يختلط بغيره ويبقى متفرداً عن ما في محيطه الخارجي
يختلط بمكونات الجسد
له عمق ومركز
بداخله عمق ومركز الجسد
يتداخل ما بين سطح وعمق الجسد
له مركز في داخل عمق الجسد يقوم بتأليف وضبط مستمر وسيطرة على مكونات هذا الجسد سيطرة تامة
بداخله مركز في داخل عمق الجسد يقوم بتأليف وضبط مستمر وسيطرة على مكونات هذا الجسم وكل أجزاء الجسد سيطرة تامة
يتداخل بعضه  مع مركز الجسد
مركز السيطرة في عمق الجسد يمكنه من الانتقال من موضع إلى موضع ومن حالة إلى حالة (نفسية أو طاقية أو شهوانية) على حسب إمكانية هذا المركز المُسيطر على هذا الجسد

مركز السيطرة في عمق الجسد يمكنه من الانتقال من موضع إلى موضع ومن حالة إلى حالة (نفسية أو طاقية أو شهوانية) على حسب إمكانية هذا المركز المُسيطر على هذا الجسم والجسد

بأجزائه المتفرقة كل جزء فيه حركته بقصد وبدليل وبرهان لأبعد مدى (أوامر إدارة الحركة) تتولد حركته بأوامر من مركز السيطرة في عمق الجسد
حركته بقصد وبدليل وبرهان (أوامر إدارة الحركة) لأبعد مدى
ليس له حركة منفصلة عن حركة الجسد الخارجية
الحركة لكل جزء منه بينها تآلف وضبط مستمر فيصيروا في حركتهم جميعاً ككيان واحد

تعليقات