القائمة الرئيسية

الصفحات

نيكولا تسلا والحياة بعد الموت: عندما تتحدث الكهرباء عن الخلود

 


نيكولا تسلا والحياة بعد الموت: عندما تتحدث الكهرباء عن الخلود

المقدمة: هل ترك تسلا شفرة الخلود في معمله؟

نيكولا تسلا، العالم الذي تحدّى قوانين الفيزياء بعقله قبل معداته، لم يكن مجرّد عبقري مولع بالكهرباء والمجال المغناطيسي. بل كان أيضًا مفكرًا فلسفيًا، يحمل في طيات أفكاره العلمية تساؤلات وجودية عميقة عن الروح، الوعي، والمصير النهائي للإنسان.
هل آمن تسلا بوجود حياة بعد الموت؟ وإن لم يُصرّح بذلك مباشرة، فهل نستطيع من خلال أقواله وملاحظاته أن نستنبط أدلة فلسفية على ذلك؟
هذا المقال يأخذك في رحلة مشوّقة عبر عقل تسلا، حيث يلتقي العلم بالميتافيزيقا، ويبدأ الحديث عن الخلود بصوت الكهرباء.


أولاً: الطاقة لا تفنى... فهل الوعي كذلك؟

"إذا أردت أن تفهم أسرار الكون، فكّر في الطاقة، التردد، والذبذبة." — نيكولا تسلا

في الفيزياء، قانون حفظ الطاقة ينص على أن "الطاقة لا تفنى ولا تُستحدث من عدم، بل تتحول من شكل إلى آخر".
تسلا، الذي تعامل مع الطاقة بجميع أشكالها، آمن بأن هذا القانون لا يخص المادة فقط، بل يتعدى ذلك إلى ما هو أعمق: الوعي البشري.

شرح الفكرة:

  • إذا كان العقل البشري مجرد منظومة معقدة من الإشارات الكهربائية، فهل تموت هذه الطاقة تمامًا عند موت الجسد؟

  • أم أنها تتحول إلى شكل آخر؟ إلى مستوى آخر من الوجود ربما؟

مثال توضيحي:

تخيّل شمعة مشتعلة. حين تُطفأ، لا تختفي الطاقة التي صدرت منها (الضوء والحرارة)، بل تنتشر في الغرفة. تسلا كان يرى أن الوعي قد يعمل بطريقة مشابهة: بعد موت الجسد، تنتقل طاقة الوعي إلى حالة أخرى لا يمكننا إدراكها حاليًا.


ثانيًا: الوعي الكوني... نحن لسنا وحدنا

"عقلي ليس سوى مستقبل؛ في الكون نواة مركزية منها نستمدّ المعرفة والإلهام." — تسلا

عبارته هذه تُشير إلى إيمانه بأن هناك "شبكة" من الوعي أو المعرفة في الكون، يتصل بها العقل البشري.
هذا المفهوم قريب من أفكار "الوعي الكوني" التي نراها اليوم في الفلسفة الشرقية وبعض الأبحاث الحديثة في علم النفس الطاقي.

شرح الفكرة:

  • تسلا لم يرَ العقل ككيان مستقل في دماغ الإنسان، بل كجهاز استقبال.

  • الموت، في هذا السياق، لا يعني نهاية الوعي، بل عودة "المستقبل" إلى مصدره الأصلي.

مثال توضيحي:

كما يستقبل الراديو الموجات التي تبثها محطة بعيدة، كذلك العقل يستقبل الوعي من مصدر كوني. عند موت الجسد، لا تتوقف "المحطة"، بل يتوقف الجهاز فقط.


ثالثًا: الأحلام والحدس... رسائل من عوالم أخرى؟

تسلا كثيرًا ما تحدّث عن كيفية اعتماده على الأحلام والرؤى لحل المسائل المعقدة أو ابتكار أفكار جديدة.
وقد وصف بعضها بأنها "أتت إليه من مكان ليس منه".
هل كان يقصد بذلك أنه يتلقى وعيًا خارجيًا؟ أم أنه كان يفتح بابًا إلى عالم غير مادي؟

شرح الفكرة:

  • في حالات الإلهام المفاجئ، يشعر الإنسان أحيانًا أن المعرفة "تنزل" عليه دون مقدمات.

  • تسلا اعتبر أن هذه الحالات ليست مجرد نشاط عقلي داخلي، بل تواصل مع بُعد آخر للوعي.

مثال توضيحي:

قصة حقيقية: تسلا قال إنه رأى في حلم واضح تصميم محركه الدوار الشهير، الذي أحدث ثورة في الكهرباء. هل هذا مجرد حلم؟ أم استلام مباشر من مصدر غير مادي؟


رابعًا: الضوء... كائن حي أم مرسال إلهي؟

"كل شيء هو ضوء، وفي أحد الأيام، سيدرك الإنسان أن الضوء هو جوهر كل شيء." — تسلا

تسلا لم ينظر إلى الضوء كمجرد موجة أو جسيم. بالنسبة له، الضوء هو "الرسالة"، بل وأحيانًا "المرسل".

شرح الفكرة:

  • الضوء يُستخدم في معظم الأديان والثقافات كرمز للروح والنقاء والإله.

  • تسلا جمع بين العلم والرمز، واعتبر أن الضوء يحمل في طياته "وعيًا خفيًا".

مثال توضيحي:

لو افترضنا أن الوعي يسافر مثل الضوء، فإن موت الإنسان لا يعني توقفه، بل ربما انتقاله إلى مكان لا تراه أعيننا — تمامًا كما نرى أطيافًا من الضوء فقط ضمن مدى معين.


خامسًا: تجاربه الغامضة... هل حاول الاتصال بعوالم ما بعد الموت؟

في السنوات الأخيرة من حياته، أصبح تسلا مهتمًا بما أسماه "نقل الفكر عن بُعد" و"استقبال إشارات من ما وراء الكوكب".
وقد ذكر في بعض مذكراته أنه استقبل ذبذبات غريبة، لم يستطع تفسيرها، وظنّ أنها ليست من البشر.

شرح الفكرة:

  • لم تكن تلك الذبذبات فقط من الفضاء، بل ربما من بُعد مختلف تمامًا.

  • هل كان يحاول فتح قناة تواصل مع أرواح؟ مع وعي من عالَم آخر؟ هناك جدل واسع حول ذلك.

مثال توضيحي:

أحد تجاربه في كولورادو سبرينغز سجل إشارات متكررة بمعدل غير طبيعي، ظنّ في البداية أنها من المريخ، لكن لاحقًا عبّر عن شكه بأنها "من نوع ذكاء لا يمكن للإنسان إدراكه".


الخاتمة: إرث روحي خلف التيارات الكهربائية

نيكولا تسلا لم يكن عالمًا فحسب، بل كان فيلسوفًا حدسيًا، يرى في الذبذبات أكثر من مجرد موجات، وفي الطاقة أكثر من مجرد حسابات رياضية.
ربما لم يكتب كتابًا عن الحياة بعد الموت، لكن في كلماته، نظرياته، وأحلامه، نجد ملامح عقل يؤمن أن الموت ليس نهاية الرحلة، بل انتقالًا إلى ترددٍ أعلى، لا تدركه آذان البشر، لكن ربما... يمكن للروح أن تسمعه.

تعليقات