القائمة الرئيسية

الصفحات

هل نحن على حافة الخطر؟ زلازل شرق المتوسط تطرق أبواب مصر بقوة غير مألوفة

 


هل نحن على حافة الخطر؟ زلازل شرق المتوسط تطرق أبواب مصر بقوة غير مألوفة

في أقل من أسبوع، ضرب زلزال جديد منطقة شرق المتوسط. لم يستغرق سوى ثانيتين، لكنه كان كافيًا ليشعر به سكان القاهرة والإسكندرية ومدن الدلتا وكأن الأرض تهتز تحت أقدامهم. المشهد ليس جديدًا تمامًا، ولكن وتيرته المتسارعة وقوة الاهتزاز المتزايدة تستدعي التوقف والتفكير: هل نحن أمام نمط جيولوجي جديد؟ ولماذا أصبحت مصر تشعر بزلازل اليونان وكأنها تقع في قلب الحدث؟

الشرق المتوسط.. بؤرة زلزالية مشتعلة

منطقة شرق البحر المتوسط تُعد من أكثر المناطق الجيولوجية تعقيدًا ونشاطًا زلزاليًا، بسبب تصادم الصفائح التكتونية الثلاث: الإفريقية، والأوراسية، والأناضولية. جزيرة كريت، التي تقع فوق نقطة التقاء هذه الصفائح، تُعد بؤرة زلزالية نشطة، حيث تسجل سنويًا العشرات من الزلازل الصغيرة والمتوسطة، وأحيانًا الكبيرة التي تتجاوز 6 درجات على مقياس ريختر.

لكن المثير للقلق مؤخرًا هو أن الزلازل القوية في هذه المنطقة باتت تُشعر بها مصر بقوة غير معتادة، حتى وإن كانت مركزها على بعد مئات الكيلومترات، ما يشير إلى متغيرات جيوديناميكية تستحق الرصد.


لماذا نشعر بزلازل اليونان بشكل أكبر الآن؟

هناك عدة تفسيرات علمية محتملة لهذا التحول الملموس:

  1. ازدياد قوة الزلازل فعليًا: الزلازل الأخيرة تجاوزت 6 و6.5 ريختر، وهي درجات قادرة على نقل الطاقة لمسافات بعيدة.

  2. تغير في خصائص القشرة الأرضية بين اليونان وسواحل مصر، ما يزيد من قدرة الموجات الزلزالية على الانتقال دون أن تتبدد.

  3. العمق المتوسط للزلازل (من 10 إلى 70 كم)، وهو عمق يسمح بانتقال الموجات الزلزالية بشكل فعال نحو الشواطئ القريبة.

  4. التركيبة الجيولوجية لسواحل مصر، خاصة الساحل الشمالي، أصبحت أكثر حساسية للاهتزازات الأرضية نتيجة أنشطة عمرانية وبنية تحتية غير معدّة لمقاومة الزلازل.


هل نحن في أمان فعلاً؟

العديد من الخبراء يشيرون إلى أن مصر ليست على فالق رئيسي نشط، وبالتالي احتمال حدوث زلزال مدمر فيها منخفض، لكنه ليس معدومًا. ومع ذلك، هناك ما يُقلق:

  • لو ضرب زلزال بقوة 7 ريختر أو أكثر في البحر جنوب اليونان، فإن هذا يرفع احتمال تولّد موجات تسونامي، كما حدث عام 365 ميلادية عندما دمر تسونامي هائل مدينة الإسكندرية بعد زلزال قوي في كريت.

  • الدراسات الحديثة تشير إلى أن بعض المناطق في الدلتا والساحل الشمالي قد تكون معرضة لخطر الغرق أو التأثر بموجات البحر المرتفعة في حال وقوع تسونامي متوسط القوة.


تصريحات مثيرة للقلق.. ومؤشرات يجب عدم تجاهلها

في عام 2021، حذر رئيس الوزراء البريطاني السابق بوريس جونسون من أن مدينة الإسكندرية مهددة بالغرق بسبب تغير المناخ وارتفاع منسوب مياه البحر. ورغم أن التصريح كان بيئيًا في مضمونه، إلا أن تكرار الزلازل القوية في منطقة قريبة جغرافيًا، يفتح باب السيناريوهات الكارثية التي قد يجتمع فيها زلزال كبير مع موجة تسونامي.


السيناريو الأخطر: زلزال + تسونامي

لو حدث زلزال بقوة 7.5 ريختر في البحر المتوسط قرب كريت أو رودس، فإن الزمن المتوقع لوصول موجات تسونامي إلى شواطئ الإسكندرية يتراوح بين 30 إلى 45 دقيقة. هذا وقت قصير جدًا لأي استجابة مدنية فعالة في حال غياب أنظمة إنذار مبكر.


خاتمة: نحن بحاجة إلى اليقظة لا الذعر

ما يحدث ليس دليلًا قاطعًا على اقتراب كارثة، لكنه نمط متغير يجب متابعته بجدية. لا يمكننا التنبؤ بالزلازل، لكن يمكننا الاستعداد لها. بناء نظام إنذار مبكر، مراجعة كود البناء الزلزالي، توعية السكان، ورصد دقيق للأنشطة الزلزالية شرق المتوسط، كلها خطوات يمكن أن تصنع الفارق بين كارثة ومجرد اهتزاز.

وجهة نظر شخصية؟
نعم، هناك شيء غير طبيعي يحدث…
لكن ما هو غير الطبيعي حقًا؟
أن نستمر في تجاهله.

تعليقات