القائمة الرئيسية

الصفحات


الصلاة .. هي مركز وعمق الصلة بين طرفين بينهما تآلف وتكامل وإتمام واتباع أحدهم لتعاليم وأوامر الٱخر

وحياتنا كلها صلوات .. فالصلة التي نحققها مع الله في كل عمل دنيوي أو إلتزام بأمر الله .. تلك الأوامر التي فيها صلاح المجتمع وإن إنتقصت ظاهراً من بعض متعنا الدنيوية ولكنها تعد حفاظاً على الأرض والمجتمع من الفساد

وهناك الصلاة الوسطى وهي الصلاة المقامة .. كونها تتوسط ما بين صلواتنا اليومية في كل عمل دنيوي .. وفي أساسها هي محاولة منا لإستعادة الصلة المباشرة مع الله وتقليل الشحن الدنيوي والتكالب على الدنيا.. ونتيجة لإفراغ المعنى للصلاة وجعله في الصلاة المقامة فقط .. جنح الإنسان وشرد .. وتصور أن الصلاة المقامة هي وحدها العبادة لله .. ولكنها في حقيقتها هي استعادة نفسك من طاقات سالبة أثقلت علينا فليس كل من ستقابل هو الآخر يصلي لله في عمله فسوف يتم جرك للشحناء والبغضاء

وسيطرت في ذهن البعض حركات الصلاة أنها حركة ميكانيكية .. ففي الأصل هي صلة من خلال القرءان وتقسيماتها لركعات وسجدات هي فرع من أصل غير مرئي .. فالقيام والركوع والسجود والقنوت جميعهم لهم أصل نفسي .. فالركوع ضد الصدود والسجود ضد عدم الإلتزام بقوانين الله وسننه الكونية .. الخ ..

أما الحركة في الصلاة ما هي إلا تعبير عن ما بداخل النفس ولابد أن يتوافقا وإلا يكون الصلاة الحركية لا معنى لها .. فالحركة الجسدية عاملاً مساعداً فقط لاستحضار المعنى النفسي من الركوع والسجود لطاعة قوانين الله

وكون الله يصلي هو وملائكته على النبي .. فهذه الصلاة .. هي تحقيق الصلة بين النبي وعباد الله وما زالت صلاة الله وملائكته توصل بيننا وبين رسالة محمد صلى الله عليه وسلم

وكون الله تعالى يطلب منا الصلاة على النبي .. فهو يطلب منا ذات المعنى في الوصل بيننا وبين رسالته ودعوته ووصلها لغيرنا ممن لم تصل إليه وليس مجرد ترديد لكلمات

فمحمد صلى الله عليه وسلم الإنسان .. هو أحمد في موضع التبشير به وبرسالته .. ومحمد عندما كان بشراً متجسداً يحمل رسالة الله وقرءانه وتطبيق الرسالة .. ومحمود .. بعد موته بصلتنا به وبرسالته ليوم الدين

فكون هناك إخراج متعمد لمعنى الصلاة وشموليتها صار هذا الجدل في معنى الصلاة وما زال الجدل مستمراً

فأصبح بهذا الخلل في المعنى من المصلين من هم عن صلاتهم ساهون ينهبون ويسرقون ويفسدون فلا يكتسبون سوى حركات الصلاة المقامة ويمتنعون عن الصلوات

تعليقات