كلا إذا بلغت التراقي وقيل من راق
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قال تعالى :
{ كَلَّا إِذَا بَلَغَتِ
التَّرَاقِيَ (26) وَقِيلَ مَنْ رَاقٍ (27) وَظَنَّ أَنَّهُ الْفِرَاقُ (28)
وَالْتَفَّتِ السَّاقُ بِالسَّاقِ (29) إِلَى رَبِّكَ يَوْمَئِذٍ الْمَسَاقُ (30)
} (سورة القيامة 26 - 30)
التَّرَاقِيَ – راقٍ .. كلمة
المصدر رقى
رقى .. ارتبط بشيء فتحكم فيه
وسيطر عليه فخرج من مصدره أو مكانه واندمج بشيء آخر فتحول من حالته الأولى السابقة
بهذا الاندماج فتغيرت حالته وحالة المندمج فيه وتوافق مع حالته الجديدة التي اندمج
فيها
التَّرَاقِيَ
ـــــــــــ
صور متعددة من التداخل مع الهلاك الجسدي
الدنيوي والتتاخم بصورته الأخرى (النفس) وتتداخل وتتاخم بين الدنيا والآخرة فيتم
هلاكه الجسدي هذا التداخل مع الآخرة
فترتبط النفس بالآخرة وتتحكم فيها
وتسيطر عليها وبأطرافها فتصبح في أدنى علاقة بين الجسد والآخرة
فتخرج من الجسد وتنفصل عنه وتندمج
بنفسها الآخروية فتتحول من حالتها الدنيوية لحالتها الأخروية فتزول من حالتها
الدنيوية فلا يبقى لها أثر ولا يمكن عودتها
فتخرج من الدنيا تماماً لعالم
أعجب وأغرب وأعقد وأخطر وهو العالم ربما يكون هو الأفضل
فإذا بلغت النفس لهذه الحالة
وَقِيلَ مَنْ رَاقٍ
ـــــــــــــــــــــــــــــ
وَقِيلَ من راقٍ (الجسد الدنيوي) .. وما خرجت النفس من معيته واندماجه
به وانتقلت لنطاق آخر التي كانت مرتبطة به
متآلفة ومتآنسة معه ومندمجين على حالة مختلفة عن أصليهما (الطين أو اماء المهين +
نفس عالم الأمر = الجسد الدنيوي)
وتنوين الكسر .. تعني أن
المندمجان كل منهما نقي عن الآخر غير مختلطان كل منهما خارجاً عن الآخر .
ظن الجسد الدنيوي أنه الفرِاق ..
خروج عن حالته الاعتيادية من ارتباطه بالنفس واندماجه الموصول والمتواصل معها
وَالْتَفَّتِ السَّاقُ بِالسَّاقِ
.. توافقت وتفاعلت حالة الانتقال بين الفارق والحاجز بين الجانب الدنيوي والجانب الأخرى
إِلَى رَبِّكَ يَوْمَئِذٍ الْمَسَاقُ
تعليقات
إرسال تعليق