القائمة الرئيسية

الصفحات

محاكمة المسيح الدجال - الجزء الأول

 


📅 محاكمة المسيح الدجال - الجزء الأول
(سراي العقول المفقودة – جلسة الأربعاء 11 يونيو 2025 – الساعة الثامنة مساء)
القضية رقم: 777 لعام الفتنة الكبرى
المتهم: المسيح الدجال – التهمة: تضليل العالم وتشويه الوعي البشري.


بداية الجلسة

القاضي:
نبدأ اليوم أولى جلسات التحقيق مع المتهم الذي حيّر البشرية قرونًا، في أكبر قضية للوعي المعاصر.

س 1 – المحقق:
ما اسمك؟

ج 1 – المتهم:
أنا المسيح الدجال… لكن في زمانكم هذا، قد تعرفونني بأسماء عديدة: "النظام العالمي"، "الهيمنة الإعلامية"، "حيتان المال"، "المنصات الكبرى"، "الزيف المقدس"، "صانع الوهم".


س 2 – المحقق:
كم عمرك؟

ج 2 – المتهم:
عمري ألف عام وأكثر… أعيش في كل جيل بصيغة جديدة، أرتدي أقنعة مختلفة، من الفقه المتشدد إلى التكنولوجيا، من منابر الوعظ إلى فضائيات الرقص السياسي.


س 3 – المحقق:
هل بدأت تغضب؟

ج 3 – المتهم:
أنا لا أغضب كالبشر. لكن يقلقني أن البعض منكم بدأ يقرأ ما بين السطور، يخرج من النمط، يكسر القوالب. ذلك يجعلني أقل ارتياحًا.


س 4 – المحقق:
وكيف تخدع الناس؟

ج 4 – المتهم:
ليس هناك وصفة واحدة. لكل زمن خدعته. في عصر الدين كنت ظاهرًا كقديس. في عصر الثورة صرت مخلّصًا. وفي زمن التواصل، صرت "تريند". أضرب العقول ببعضها، فأجعلها تحارب نيابة عني.


س 5 – المحقق:
أعطنا مثالًا على إحدى خدعك الحديثة.

ج 5 – المتهم:
في مصر مثلاً، جعلت من بعض الدعاة والناشطين أدواتي. نصّبتهم إما حماة للإيمان أو روّاد التنوير، بينما هم في الحقيقة مجرد دمى. خلقت استقطابًا زائفًا: راقصة باسم الدين، وطبال باسم التحرر. الأول يخدر، والثاني يثير. وحين يتصادمان، تدور العجلة مجددًا، وتُمحى الحقائق.


س 6 – المحقق:
وهل تخشى علماء الدين، من السلفيين والإخوان، أو حتى مراجع الشيعة؟

ج 6 – المتهم (ضاحكًا):
أغلبهم أتباعي، وإن لم يعلموا. يظنون أنهم يحذرون مني، لكنهم يصنعون لي الهالة. لقد صوروني كقوة خارقة، فصار الناس يتمنون ظهوري. جعلوا مني فكرة تنتظر المخلّص أو المهلك. وأما الحقيقة؟ فأنا فكرة، سلوك، اختراق وعي.


س 7 – المحقق:
هل تقصد أنك تسيطر من خلال خصومك الظاهرين؟ وأنهم خدموك أكثر من أتباعك الحقيقيين؟

ج 7 – المتهم:
بالضبط! إنهم جنودي دون أن يدروا. أعيد تشكيل الأديان لتخدم مشروعي. القرآن، التوراة، الإنجيل… تم تحريفها في أذهان العوام. صار رجل السياسة يستند لنص ديني لتبرير قانون قمعي، والواعظ يبرر الظلم لأنه "ابتلاء".

من خلالهم، زرعت في المجتمعات عقلية العبودية المقنعة، الطاعة دون تفكير، والنفاق المقدس. وما عليك إلا أن تنضم للقافلة، حيث الراحة الكبرى: اللاوعي الجماعي.


س 8 – القاضي:
وماذا عن رؤيتك القادمة؟ ما خطتك في المستقبل القريب؟

ج 8 – المتهم:
أيامي المقبلة واعدة. لدي جيوش من البشر الذين لا يفكرون، يقاتلون بعضهم في قضايا تافهة، يُستنزفون في جدالات سياسية ودينية واقتصادية. أزرع بينهم الفقر، الخوف، الفتنة. أوجه الضربات لمراكز الوعي: المدرسة، المسجد، المحكمة، المستشفى.

سأُسقط الدول من الداخل، لا بالحرب، بل بالتآكل البطيء. أجعل كل قطيع يبحث عن الغدير (السلطة، الموارد)، ثم أراقبهم يتصارعون. في دول الدم مثل سوريا والعراق واليمن، أشعلت النيران. أما مصر، فهي الصيد الثمين. كلما اقتربت، أغير شكلي: مرة شيخ، مرة ليبرالي، مرة تاجر.


🔒 الحكم المبدئي:
قررت النيابة العامة حبس المتهم احتياطيًا 4 سنوات قابلة للتجديد، لاستكمال التحقيقات مع ما يسمى "الكيان المتخفي خلف العناوين البراقة"، والبحث في شبكاته الدولية والفكرية والدينية والرقمية.

تعليقات