القائمة الرئيسية

الصفحات

النينجا والتنين: هل تتحول مصر إلى قلب النفوذ الصيني في الشرق الأوسط؟

 




🐉 النينجا والتنين: هل تتحول مصر إلى قلب النفوذ الصيني في الشرق الأوسط؟

✍️ مقدمة

في وقت تعيد فيه القوى العالمية رسم خريطة التحالفات العسكرية والاقتصادية، تبرز العلاقة بين مصر والصين بوصفها واحدة من أبرز التحولات الجيوسياسية في الشرق الأوسط.
لم تعد هذه العلاقة مقتصرة على البنية التحتية أو الاستثمارات، بل امتدت لتطال أكثر الملفات حساسية: الدفاع والتسليح.
وفي عام 2025، تسارعت خطوات القاهرة وبكين نحو شراكة استراتيجية متعددة الأبعاد، تثير تساؤلات حول إمكانية استبدال النفوذ الأمريكي بدرع صيني جديد.


⚙️ أولاً: من الاقتصاد إلى الميدان العسكري

عُرفت العلاقة بين مصر والصين لسنوات بتركيزها على الاقتصاد ومبادرة "الحزام والطريق".
لكن في السنوات الأخيرة، بدأ النفوذ الصيني يتغلغل في القطاعات الدفاعية الحساسة، حتى باتت الصين أحد أكبر موردي السلاح لمصر بعد الولايات المتحدة وروسيا.
وتسعى القاهرة لتقليل اعتمادها على المعونة العسكرية الأمريكية المشروطة وتنويع مصادر تسليحها.


✈️ ثانياً: تسليح نوعي... خارج العباءة الأمريكية

🔹 1. المقاتلات الصينية: J-10C وJ-31

في عام 2024، تسلمت مصر أول دفعة من مقاتلات J-10C متعددة المهام، والتي تتميز بـ:

  • رادارات AESA متقدمة

  • صواريخ PL-15 بمدى يتجاوز 150 كم
    وهو ما يعزز قدرات الردع الجوي، خصوصًا في ظل تقاعس أمريكا عن تزويد مصر بصواريخ AIM-120 لطائرات F-16.

كما أبدت مصر اهتمامًا بمقاتلات J-31 الشبحية، المنافسة للطائرة الأمريكية F-35، ما يعكس تغيرًا في العقيدة الجوية المصرية نحو التكنولوجيا الشرقية.

🔹 2. صفقات أخرى وأنظمة دفاعية

تتفاوض مصر للحصول على:

  • أنظمة دفاع جوي حديثة

  • منظومات تشويش إلكتروني
    بهدف حماية منشآت حيوية مثل قناة السويس وحقول الغاز في شرق المتوسط.


🚢 ثالثاً: مناورات وعروض عسكرية

في أغسطس 2024، أُجريت مناورة بحرية مصرية-صينية في البحر المتوسط، شملت:

  • تدريبات اتصالات

  • اشتباكات تكتيكية

  • دعم لوجستي بحري

كما شاركت طائرات صينية في عروض جوية فوق مصر، ما يدل على تعاظم مستوى الثقة والتكامل بين الجيشين.


🛡️ رابعاً: سياسة الدفاع المصرية... نحو استقلال القرار

تعكس هذه التحركات نية مصرية واضحة لـ تحقيق استقلالية استراتيجية في المجال العسكري، من خلال:

  • ⚔️ تنويع مصادر السلاح (الصين، روسيا، فرنسا، إيطاليا)

  • 🚫 رفض الشروط السياسية الأمريكية المرتبطة بالمعونة (1.3 مليار دولار سنويًا)

  • 🏭 بناء قاعدة تصنيع محلي بتقنيات صينية ودعم فني وتكنولوجي.


🤔 خامساً: هل يمكن للصين أن تحل محل أمريكا؟

الجواب: ليس بالكامل، لكن تدريجيًا.
رغم استمرار واشنطن كمزود رئيسي للتمويل والتكنولوجيا العسكرية، إلا أن بكين توفر:

  • مرونة سياسية

  • تكنولوجيا متوسطة المدى

  • صفقات بأسعار أقل وشروط أخف

وتمد مصر بمساحة مناورة في ملفات مثل:

  • سد النهضة

  • الأزمة في غزة

  • العلاقات مع إسرائيل والسودان

كما أن الصين لا تعتمد على الهيمنة العسكرية المباشرة، بل نفوذ ناعم اقتصادي وتقني، وهو ما يتماشى مع الرؤية المصرية.


🌍 سادساً: أبعاد إقليمية للتقارب العسكري

هل نحن أمام شرق أوسط ما بعد أمريكا؟

  • في ظل انسحاب نسبي أمريكي، تملأ الصين الفراغ تدريجيًا، خصوصًا في الدول الساعية للتنمية دون تدخل.

  • التقارب المصري الصيني قد يكون جزءًا من محور إقليمي جديد يشمل دولًا مثل السعودية والإمارات.


🧭 خاتمة: التنين الصيني... في قلب الكنانة

بينما كانت الولايات المتحدة لعقود الحليف الأمني الأول لمصر، فإن الصين تتقدم بثبات لتكون جزءًا لا يتجزأ من العقيدة الدفاعية المصرية.
عام 2025 قد يكون بداية مرحلة توازن حقيقي بين الشرق والغرب، في ظل إعادة تعريف مصر لـ:

  • السيادة

  • القرار الوطني

  • التحالفات

🐲 التنين لا يزأر... بل يتمدد بصمت
ومصر تبدو أكثر استعدادًا من أي وقت مضى لاستقباله.

تعليقات