اللِسَان من القرءان الكريم :
للتعبير عن المعاني والمشاعر والأذواق والتواصل بها مع الآخر فنحتاج إلى لِسَان وهو غير موقوف على العضو الأساسي الذي يترجم هذه المعاني من خلال حروف وكلمات وأصوات بل يتعدى ذلك فهو يحوي قالب متكامل من الكلمات والتعبيرات الحركية واللهجات وتعبيرات الوجه والإشارات التي تكون نتيجتها التلاحم والتواصل بنسيج حركة ساحة الخلق بكل مجالها وأمورها وأحوالها وشخوصها وخصائصها لينقل بها الحال والمعني (أو من عالم الأمر إلى عالم الخلق) فهو قالب يخرج من مصدر ليعبر عن الأحاسيس والشعور والأذواق والمعاني لتكون أكثر وضوحاً وأنشط وأكثر تحديداً في تلك الساحة الذي نبلغ به مقاييس وأساسيات معاني الحياة والأفعال والأسماء والأشياء والصفات فنبلغ من خلاله مركز وعمق المعاني من خلال تأليف وضبط مستمر بين أمور وأحوال اللسان المختلفة والمتفرقة وساحات ظهوره فكل لسان يقوم بواجباته بدون الحاجة لقوالب أخرى
وفيما يلي تفصيل معنى اللسان الذي فيه تشكيل النون يختلف من حيث خصائص هذا القالب وهذا ما سوف نعيه من خلال معاني الحروف والتشكيل الخاص بكل حرف
------------------------------
لِ : لِسَان .. قالب التلاحم والتواصل بنسيج حركة ساحة الخلق بكل مجالها وأمورها وأحوالها وشخوصها وخصائصها لينقل بها الحال والمعني (أو من عالم الأمر إلى عالم الخلق) فهو قالب يخرج من مصدر ليعبر عن الأحاسيس والشعور والأذواق والمعاني لتكون أكثر وضوحاً وأنشط وأكثر تحديداً في تلك الساحة
سَ : لِسَان .. قالب التلاحم والتواصل بنسيج حركة ساحة الخلق الذي نبلغ به مقاييس وأساسيات معاني الحياة والأفعال والأسماء والأشياء والصفات فنبلغ من خلاله مركز وعمق المعاني التي يتم التحكم من خلالها في نقل هذا المعنى من ساحة الأمر إلى ساحة الخلق أو بين مخلوقات ساحة الخلق وبعضهم البعض
ا : لِسَان .. قالب التلاحم والتواصل بنسيج حركة ساحة الخلق من خلال تأليف وضبط مستمر بين أمور وأحوال اللسان المختلفة والمتفرقة وساحات ظهوره فيتم ضبط قالب اللسان ضبطاً تاماً ليحمل أقصى ضبط ممكن لنقل المعاني في تلك الساحات
{ وَمِنْ آيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافُ أَلْسِنَتِكُمْ وَأَلْوَانِكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِلْعَالِمِينَ (22) } (سورة الروم 22)
ن : لِسَان .. قالب التلاحم والتواصل بنسيج حركة ساحة الخلق ناتج من مصدر نسبة من كل موصول بهذا المصدر بلا اختلاط بغيره من القوالب من المصادر الأخرى متنافرة مع أندادها من قوالب الألسنة الأخرى فهو قالب يعطي نسخة من هذا الأصل ففيه نحو ونقل ونزول خاص يقوم بواجباته بدون الحاجة لقوالب أخرى
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
حالات تشكيل النون
ــــــــــــــــــــــــــــــ
بالفتح :
ـــــــــــــــــــــــــــــ
نَ : لِسَانَ .. يحوي خصائص تأليف وضبط مستمر بين هذا القالب وأحوال ومجال وأمور ساحته المختلفة والمتفرقة فيضبطها هذا القالب ضبطاً تاماً في أقصى ضبط الذي يؤنس به مَن بهذه الساحة
كقوله تعالى :
{ وَاجْعَلْ لِي لِسَانَ صِدْقٍ فِي الْآخِرِينَ (84) } (سورة الشعراء 84)
فهنا يطلب خاصية استمرارية الضبط للمعاني من خلال هذا القالب لأحواله وأحوال من حوله
ــــــــــــــــــــــــــــــ
بالضم :
ـــــــــــــــــــــــــــــ
نُ : لِسَانُ .. إشارة إلى أنه يحوي خاصية جمع ووصل خواص ظاهرة بخواص باطنه في هذا القالب فيتوسط بين ضدين وبين ساحتين مختلفتين فيتوسط هذا القالب ما لا رابط بينهما فيجعلهما كشيء واحد
كقوله تعالى :
{ وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّهُمْ يَقُولُونَ إِنَّمَا يُعَلِّمُهُ بَشَرٌ لِسَانُ الَّذِي يُلْحِدُونَ إِلَيْهِ } (سورة النحل 103)
فلسان الَّذِي يُلْحِدُونَ إِلَيْهِ هنا لا يمكن أن يختلط بلسان القرءان ولكنه فيه جمع ووصل خواص ظاهرة وخواص باطنه في هذا القالب فيتوسط بين ضدين وبين ساحتين مختلفتين بين عالم المادة وعالم الشيطان والشطن فيتوسط هذا القالب ما لا رابط بينهما فيجعلهما كشيء واحد فيوصل بينهما
ــــــــــــــــــــــــــــــ
بالكسر :
ـــــــــــــــــــــــــــــ
نِ : لِسَانِ .. تكون خصائصه أنه الأشد والأكثر تأثيراً بخروجه من مصدره فيكون هو الأنشط بين نظراءه وأنه يأتي في مرحلة تغيير لقوالب سابقة أو يأتي ليحل محل ما قبلها من قوالب التلاحم والتواصل
كقوله تعالى :
{ وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ رَسُولٍ إِلَّا بِلِسَانِ قَوْمِهِ لِيُبَيِّنَ لَهُمْ فَيُضِلُّ اللهُ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (4) } (سورة إِبراهيم 4)
{ فَإِنَّمَا يَسَّرْنَاهُ بِلِسَانِكَ لِتُبَشِّرَ بِهِ الْمُتَّقِينَ وَتُنْذِرَ بِهِ قَوْمًا لُدًّا (97) } (سورة مريم 97)
ــــــــــــــــــــــــــــــ
التنوين بالفتح :
ـــــــــــــــــــــــــــــ
نً : لِسَانًا .. به معاني مُنقاه من هذا القالب موصولة تلك المعاني بمصدر صدوره فيقضي على كل ما يختلط به من ذات القالب الذي هو منه فلا يخضع إليه ولا يختلط به من خلال تأليف وضبط مستمر بين هذا القالب وأحوال مجال وأمور ساحته المختلفة والمتفرقة فيضبطها هذا القالب ضبطاً تاماً في أقصى ضبط الذي يؤنس به من بهذه الساحة ويعقب تنوين الفتح في القرءان الألف التي فيها تكرار وإعادة لعملية التأليف والضبط لأمور وأحوال تلك الساحة فهذا القالب لا يخلو من معاني ولا تتوقف معانيه
كقوله تعالى :
{ وَمِنْ قَبْلِهِ كِتَابُ مُوسَى إِمَامًا وَرَحْمَةً وَهَذَا كِتَابٌ مُصَدِّقٌ لِسَانًا عَرَبِيًّا لِيُنْذِرَ الَّذِينَ ظَلَمُوا وَبُشْرَى لِلْمُحْسِنِينَ (12) } (سورة الأَحقاف 12)
فلسان القرءان هنا لا يختلط بلسان الرسول أو لسان قومه فهو موصول بمصدره الله تعالى بمعاني مُنقاه من ذات قالب لسان رسوله وقومه وكذلك فيه تأليف وضبط مستمر لأمور وأحوال ساحة الخلق من خلاله هذا الضبط فيه تكرار وإعادة ضبط في كل زمان ومكان بما هو مُختزن بهذا القالب
ــــــــــــــــــــــــــــــ
التنوين بالضم :
ـــــــــــــــــــــــــــــ
نٌ : لِسَانٌ .. به معاني مُنقاه من هذا القالب موصولة تلك المعاني بمصدر صدوره فيقضي على كل ما يختلط به من ذات القالب الذي هو منه فلا يخضع إليه ولا يختلط به من خلال جمع ووصل خواص ظاهرة بخواص باطنة في هذا القالب فيتوسط بين ضدين وبين ساحتين مختلفتين (بين عالم الأمر وعالم الخلق) فيتوسط هذا القالب ما لا رابط بينهما فيجعلهما كشيء واحد فيوصل به الدنيا بالآخرة مع تكرار وإعادة الوصل
كقوله تعالى :
{ وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّهُمْ يَقُولُونَ إِنَّمَا يُعَلِّمُهُ بَشَرٌ لِسَانُ الَّذِي يُلْحِدُونَ إِلَيْهِ أَعْجَمِيٌّ وَهَذَا لِسَانٌ عَرَبِيٌّ مُبِينٌ (103) } (سورة النحل 103)
فلسان القرءان هنا لا يختلط بلسان الرسول أو لسان قومه فهو موصول بمصدره الله تعالى بمعاني مُنقاه من ذات قالب لسان رسوله وقومه وكذلك فيه جمع ووصل خواص ظاهرة بخواص باطنة في هذا القالب فيتوسط بين ضدين وبين ساحتين مختلفتين (بين عالم الأمر وعالم الخلق) فيتوسط هذا القالب ما لا رابط بينهما فيجعلهما كشيء واحد فيوصل به الدنيا بالآخرة وتكرار عملية الوصل والصلة والصلاة
ــــــــــــــــــــــــــــــ
التنوين بالكسر :
ـــــــــــــــــــــــــــــ
نٍ : لِسَانٍ .. تكون خصائصه الأشد والأكثر تأثيراً بخروجه من مصدره فيكون هو الأنشط بين نظراءه وأنه يأتي في مرحلة تغيير لقوالب سابقة أو يأتي ليحل محل ما قبلها من قوالب التلاحم والتواصل إلا أنه أيضاً بمعاني مُنقاه من هذا القالب موصولة تلك المعاني بمصدر صدوره فيقضي على كل ما يختلط به من ذات القالب الذي هو منه فلا يخضع إليه ولا يختلط به وهذه العملية من حيث تكرار وإعادة استخراج ما هو أشد تأثيراً مستمرة
كقوله تعالى :
{ بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ (195) } (سورة الشعراء 195)
فلسان القرءان لا يختلط بلسان الرسول أو لسان قومه فهو موصول بمصدره الله تعالى بمعاني مُنقاه من ذات قالب لسان رسوله وقومه إلا أنه أيضاً يُستخرج منه الأشد تأثيراً وأنشط وأكثر تحديداً وهذا الاستخراج والتأثير عملية مستمرة لا تتوقف
تعليقات
إرسال تعليق