جاءت كلمة معلومات مرتين بالقرآن الكريم
مَعْلُومَاتٌ .. مَعْلُومَاتٍ
باختلاف
التشكيل ..وكلاهما مصدرهما علم .. والعلم .. هو الكشف عن ما هو خفي للتلاحم
والتواصل به مع نسيج حركة الحياة وجمعه
وضمه في قالب واحد أو كتاب واحد
ولكن
المعلوم .. هو العلم الذي سبق كشفه وجمعه في قالب محدد وكشفه والتلاحم والتواصل به
بنسيج حركة حياة متواصلة مكررة ومستمرة في جمع مستمر خلال نطاق هذا المعلوم .. وإذا أضفنا الحرفين الآخرين الألف والتاء ..
لتصبح معلومات .. فسوف نضيف معنى إضافي .. هو التآلف وضبط أمورنا مع هذا المعلوم
ضبطاً تاماً بتمام وتفعيل المعلوم بنسيج حركة الأيام أو الشهر
والفرق
بين كل من معلومات في الآيتين التشكيل في التاء مرة جاءت بتنوين الكسرة ومرة
بتنوين الضمة .. فيعطيان معنيان مختلفان لطبيعة ما قبلهما
فتنوين
الضم جاء مع الأشهر .. ويعني هنا أن تلك
الأشهر متواصلة مع بعضها البعض فيهم الحج منفصل عن بعضهم البعض فرغم أنهم أشهر
متصلين لكن الحج فيهم كلاً على حدة أي لا يتشابك شهر مع شهر في حجة واحدة
بمعنى
أوضح هم يجب أن يكونوا شهور متتالية متواصلة .. ولكن الحج ذاته ليس متواصل في جميع
أيامهن وهذا ما سوف توضحه الآية الثانية
.. ففي الشهور قال تعالى :
{الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَّعْلُومَاتٌ ۚ فَمَن فَرَضَ فِيهِنَّ
الْحَجَّ فَلَا رَفَثَ وَلَا فُسُوقَ وَلَا جِدَالَ فِي الْحَجِّ ۗ وَمَا
تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ يَعْلَمْهُ اللَّـهُ ۗ وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ
الزَّادِ التَّقْوَىٰ ۚ وَاتَّقُونِ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ} ﴿١٩٧﴾ سورة البقرة
أما
تنوين الكسر جاء مع الأيام ولأن القرءان
يكمل بعضه بعضاً فهنا التوضيح بأن هناك معلومة في كل شهر يجب الحج فيها فقط كمرحلة من الشهر تأتي مع بداية أول الشهر حتى
نهاية أيام الحج في كل شهر منهم على حدة فتكون تلك الأيام منفصلة عن باقي أيام
الشهر فجاءت أيضاً الأيام معلومات في قوله تعالى :
{لِّيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّـهِ فِي
أَيَّامٍ مَّعْلُومَاتٍ عَلَىٰ مَا رَزَقَهُم مِّن بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ ۖ
فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْبَائِسَ الْفَقِيرَ} ﴿٢٨﴾ سورة الحج
ومما سبق الحج أشهر متعددة متتالية يتم فرضها .. وفي ذات الوقت أيام
فقط من كل شهر تبدأ من بدايته
فَمَن
فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ
تدل على
أن هناك إمكانية تحديد ما إذا كان سوف يتم فيهن الحج أم لا .. فالفرض .. هو مفارقة حال معتاد وارتباط بحال
آخر فيه تضييق على النفس وتحكم فيها وسيطرة عليها .. وهنا في هذا الموضع المسلم هو
من يفرض الحج على نفسه في أي من هذه الشهور خلال أيام معلومات منها
والآية
لم تحدد شهور معينة بذاتها لفرض الحج فيها ولكن لابد أن تكون متتالية .. والبعض
ذهب إلى أنها الأشهر الحرم .. والتي اختلفوا في تحديدها
تعليقات
إرسال تعليق