قِبلة.. ما هي القِبلة؟!!
كلمة المصدر (قبل) تعني:
(ق) خروج من حالة شعورية هي الأصل واندماجه بحالة أخرى
فيتحولا لحالة جديدة بحيث تزول حالتهما الأولى فلا يبقى لها أثر وتنمو حالة جديدة
مختلفة كل الاختلاف عن الحالة الأولى فلا يمكن العودة للحالة السابقة (ب) فيبرز
ويظهر ويبدو عليه أو من داخله حالة جديدة فينتقل من حالة لنقيضها أو بقاءه على
حالته مع تغيير غيره (ل) فيتلاحم ويتواصل بنسيج حركة جديدة وأمور جديدة لينتقل من
حال إلى حال جديدة.
فأنت في حالة قبول شيء تخرج من حالتك الشعورية الأولى
تجاه حالة أخر فيندمجان ليتحولا لحالة شعورية مختلفة عن كليهما؛ فيبرز ويظهر عليه
حالة شعورية جديدة فينتقل بذلك من حالته الأصلية لحالة جديدة لعلها تكون على نقيض
الحالة الأولى فيتلاحم بنسيج حركة الحياة بهذا القبول الجديد للحالة فينتقل من
خلاله من حالة ما.
أما قِبلة بكسر القاف
فهي تتميز أن حالة الاندماج بحالة جديدة أكثر نشاطًا
وأكثر تأثيرًا وفعالية وأعجب وأعقد وأفضل، بالإضافة إلى التاء المربوطة، مما يعني
أن هذا الاندماج يتمم ويكمل ويتقن القِبلة التي قبلها حيث يتشاركان في الوظيفة.
إذن نحن نتكلم عن كتاب الله الذي هو قِبلة المسلم وتغيير
القِبلة من التوراة إلى كتاب الله القرآن؛ فالخروج من كتاب التوراة والاندماج
بكتاب القرآن الكريم ليتحول المسلم من حالته على أوامر وإحكام التوراة إلى أوامر
وأحكام القرآن الكريم فيتحول المسلم لحالة جديدة مختلفة وبهذا التحول ينتقل من
كتاب إلى كتاب يتلاحم ويتواصل بحركة الحياة من خلال ما به علم وأوامر وأحكام، هي
المتممة والتوراة والأفضل والأعظم والأكثر تأثيرًا على حركة الحياة وإتقانها.
وهذا يوضحه قوله تعالى:
(وَلَئِنْ أَتَيْتَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ
بِكُلِّ آيَةٍ مَّا تَبِعُوا قِبْلَتَكَ ۚ
وَمَا أَنتَ بِتَابِعٍ قِبْلَتَهُمْ ۚ وَمَا
بَعْضُهُم بِتَابِعٍ قِبْلَةَ بَعْضٍ ۚ
وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُم مِّن بَعْدِ مَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ ۙ
إِنَّكَ إِذًا لَّمِنَ الظَّالِمِينَ) ﴿١٤٥﴾ سورة البقرة
فالكتاب هنا في هذه الآية القِبلة
ولو أتاهم بكل آية فيه ما اتبعوا قِبلته وهو
لن يتبع قبلتهم التوراة والإنجيل وما بعضهم
بتابع قبلة بعض فمنهم من يتبع التلمود وكتب مغايرة لأصل الكتاب ومثل إتباع البخاري
ومسلم وفقه يخالف كتاب الله متخذيها قِبلة من دون الكتاب.
وقد تحار من قوله المسجد الحرام، فالمسجد الحرام كمكان
يعني صفته أن صلاتنا به حرام أي لنفع ذاتي لا يخرج النفع لغيرنا ولكن هنا في
السياق نتكلم عن الرسالة أو الكتاب فهو كقِبلة، هو أيضًا هو مسجد حرام التي نتجه
له لتحقيق نفع ذاتي في الأساس ولكن بتطبيقه وتفعيله نجد أننا بإتقان تنفيذ أمره
نبلغ المسجد الأقصى من خلاله والنفع الكامل منه وبه.
تعليقات
إرسال تعليق