قال تعالى:
{قُلْ أَطِيعُوا اللهَ وَالرَّسُولَ فَإِنْ
تَوَلَّوْا فَإِنَّ اللهَ لَا يُحِبُّ الْكَافِرِينَ} (سورة آل عمران 32)
{وَلَقَدْ قَالَ لَهُمْ هَارُونُ مِنْ قَبْلُ يَا قَوْمِ
إِنَّمَا فُتِنْتُمْ بِهِ وَإِنَّ رَبَّكُمُ الرَّحْمَنُ فَاتَّبِعُونِي
وَأَطِيعُوا أَمْرِ} (سورة طه 90)
{فَاسْتَخَفَّ قَوْمَهُ فَأَطَاعُوهُ إِنَّهُمْ
كَانُوا قَوْمًا فَاسِقِينَ} (سورة الزخرف 54)
{قُلْ صَدَقَ اللهُ فَاتَّبِعُوا مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ
حَنِيفًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ} (سورة آل عمران 95)
{فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا
الصَّلَاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا} (سورة مريم
59)
الطاعة:
كلمة المصدر طوع ومنها الاستطاعة، والطوع، إذن الطاعة
هي:
(ط) صور من تطويع وتطويق النفس والسيطرة عليها وضبط حركة ذاته ونقلها من نطاق
تطويع لنطاقات أكثر تفصيلًا من هذا التطويع للنفس، (ا)
وضبط النفس على هذه الحالات المختلفة من التطويع النفسي في تلك النطاقات وحالات
النفس المتعددة، (ع) فيصل من خلال هذا التطويع إلى
أعماق نفسه ويكتشف ما كان خفيًا ولم يكن يدركه عن نفسه فيميز حاله بعد تطويع نفسه
ويكتشف ما هو أعجب وأغرب، فيهيمن على نفسه تمامًا ويتقن هذا التطويع على الحالة
الجديدة، فيتبع ما طوع عليه نفسه.
وهذا يشمل تطويع النفس سواء للخير أو الشر، فالطاعة هنا
تجعله يتجه إلى ما هو أكثر طاعة على هذا الحال الذي طوع عليه نفسه فيتتبعه، إذن
الإتباع هو نتيجة للطاعة.
الإتباع:
كلمة المصدر تبع
(إ) خروج من حالته الأولى أو نطاقه الأول الذي كان عليه (ت) فيفاعل ويتاخم أمر ما أو شخص ما فيتمم كل منهما
الآخر، فيتقن هذا الأمر أو العمل أو يتبع أمر ما أو حال ما أو شخص ما، (ب) فيظهر ويبدو منتقلاً من شيء لنقيضه أو من حالة لحالة
أخرى مغايرة، أو يبدو عليه هذا تغيير وجهته واتباعها، (ا)
فيضبط أموره المختلفة وكل أحواله على متابعته لهذه الوجهة الذي تتبعها، (ع) فيصل من
خلال هذه الملازمة إلى أعماق ما يتابعه ويكتشف ما كان خفيًا عنه ولم يكن يدركه عنه
فيميز ما يتابعه ويكتشف ما هو أعقد، فيهيمن عليه تمامًا ويتقن متابعته على الحالة
الجديدة.
أي هنا لكي تتبع شيئًا أو حالاً أو شخصًا لابد أن تطوع
نفسك أولاً على تلك الطاعة، ثم تأتي مرحلة الاتباع وهي مرحلة ينتقل الإنسان من
حالة التطويع إلى إتقان تام لهذا التطويع حسب ما سوف يتبعه في كل فعل وحال، في تلك
الحالة تصبح الطاعة، حالة اعتيادية، غلافها الخارجي الظاهر هو الاتباع.
الفرق بين الطاعة والاتباع
الطاعة |
|
الاتباع بعد طاعة |
الطاعة
تحتاج الى صور متعددة من حالات التطويع للنفس. |
|
هو خروج
من كل صور التطويع الجزئية. |
الطاعة تمر
بمراجل متعدد من درجات التطويع |
|
حيث تتجمع
جميع حالات التطويع وتشكل جسدًا واحداً من الطاعة الكاملة |
في كل
مرحلة يكتشف فيها قدرات في نفسه أكبر وأعمق وأعجب للتطويع. |
|
يضبط نفسه
على هذه الطاعة الكاملة |
مع
استمرار التطويع يتقن تطويع نفسه بدرجة كبيرة فيتحول التطويع إلى طاعة |
|
هنا يحاول
أن يكتشف كل ما يمكن اكتشافه عما يتبعه. |
فنفترض مثلاً أن أحدهم أراد أن يطوع نفسه على مناسك مثل
الصلاة والزكاة والصوم إلخ، فهي صور متعددة من حالات التطويع المنفردة، مع الوقت
ومع استمرار التطويع يكتشف الإنسان في نفسه قدرات من التطويع الأعمق في ذات الصور
من صور التطويع، ثم في مرحلة أكثر تطويعًا ثم يصبح أكثر إتقانًا للتطويع وصولًا
لأن يصبح المناسك كلها جسدًا واحدًا مكملًا وداعمًا كل منهم للآخر، هنا تبدأ مرحلة
الاتباع فيبدو فيخرج من أي حالة كانت تخالف أو تتحدى هذا التطويع إلى طاعة كاملة
ظاهرة عليه بل في تلك الحالة الجديدة يحاول اكتشاف الحكمة من وراء هذه المناسك
فيجد فيها ما يمكن أن يجعله ينتقل من حالة التطويع إلى المتابعة حيث تختفي حالة
التطويع ومجهودها ويصبح المجهود منصب في اتجاه اكتشاف ما وراء الاتباع وما لم يكن
يدركه عما يتبع.
وهنا عندما يخالف الإنسان فطرته لتطويع النفس على شهوات
ما فإنه يمر بمراحل التطويع والاتباع.
تعليقات
إرسال تعليق