أراء متناقضة حول مدينة "نيوم" صديقة البيئة الصحراوية كما يطلقوا عليها، وهي تمتد بين ثلاث دول "السعودية - مصر - الأردن"، فهي نيوم التي سوف يتم طرح الاكتتاب عليها في عام 2024، وقد تم التوقع أن يصل المشروع إلى 5 تريليون دولار بعد اكتماله.
حيث يطمح المشروع إلى أن يكون فيه شواطئ مضيئة متوهجة ومليارات الأشجار وقطارات معلقة، فهي مدينة مستقبلية مما يصعب علينا تصديق هذا من الناحية العملية أن توجد مدينة يوتوبيا مثل هذا الوصف الخيالي.
إلا أنه في الحقيقة جزء لا يتجزأ من رؤية المملكة العربية السعودية، حيث سوف يتم إنشاؤها على مساحة 26500 كيلو مربع أو ما يعادل 10230 ميل مربع أي أكبر من الكويت أو إسرائيل.
مدينة نيوم خارج النظام القضائي السعودي:
نعم إنها مدينة خارج النظام القضائي السعودي، ومزمع أن يحكمها قانون مستقل يصوغه المستثمرين، وسوف تشمل مدينة بطول 170 كيلو متر سوف تسمى "ذا لاين" وسوف تمتد بطريق مستقيم عبر الصحراء.
وأن البناء سوف يتم على مراحل، ويرى البعض أنه مشروع جنوني وسف يتكلف تكاليف خرافية، إلا أنه كما هو مزمع سوف يتم بناؤه مرحلة تلو الأخرى ليفي بالغرض النهائي، وتلك المراحل سوف تكون مثل المربعات السكنية الكبيرة الخالية من أي حركة مرور كما في بعض المناطق في برشلونة، وكل مربع يكون مكتفياً ذاتياً بذاته، حيث يشمل جميع الخدمات الخاصة به من مدارس ومستشفيات وحدائق ومحلات...الخ، بحيث يكون أس شيء تحتاجه على بُعد خمس دقائق مشياً على الإقدام، أو بالدراجة.
وسوف يكون السفر على طول امتداد خط المدينة من خلال القطار السريع فائق السرعة بحيث أطول رحلة في المدينة من بدايتها لنهايتها لا يتجاوز 20 دقيقة.
المنطقة الصناعية في مدينة نيوم:
من العجيب أن يتم إنشاء مدينة صناعية في ذات المدينة صديقة البيئة حيث يقال أنها سوف تعتمد على الطلقة المستدامة، حيث سوف يتم إنتاج الغذاء محلياً بنظام لا يستخدم موارد كثيرة.
نظام الزراعة العمودي في مدينة نيوم:
فسوف يتم الاعتماد على الزراعة العمودية والبيوت الخضراء أو ما يسمى "الدفيئات" وهناك تساؤلات كثيرة كيف سوف يتحقق الاكتفاء الذاتي في بلد يستورد 80 % من غذائه.
مدينة أوكساغون مدينة تطفو على الماء:
تلك المدينة أوكساغون سوف تطفو على الماء وتمتد لمسافة 7 كيلو مترات، مما يجعلها من أكبر المباني العائمة، وهي للاستئجار وليس التمليك.
آراء حول مشروع مدينة نيوم:
ويقول المدافعون عن المشروع أنه من الضروري البدء في هذه المدينة الذكية والمستدامة العمل بطريقة الرياح والطاقة الشمسية والتي سوف توفر مياه من محطات تحلية خالية من الكربون، ولكن من جانب آخر أن التحلية لماء البحر سوف يتخلص من مواد سامة في البحر مما يترتب عليه أمكانية وجود عواقب ضارة جداً على البيئة البحرية.
إلا أنه سوف يتم استخدام الطاقة المتجددة في التحلية والاستفادة من المحلول الملحي الناتج من التحلية كمادة خام صناعية، بدلاً من تركه في البحر مرة ثانية، إلا أن العقبة أنه لم تنجح الطاقة المتجددة في تحلية ماء البحر سابقاً.
لذلك يرى الكثير أنه مشروع تجريبي، ولكن خبراء المناخ يستثيرهم القلق من المشروع ويروه تفاءل مبالغ فيه.
وفي الحقيقة ربما هناك بعض التساؤلات حول البدو مثل قبيلة الحويطات يعيشون حول تلك المنطقة، فماذا عنهم وخصوصاً انهم لم يستفيدوا بشكل ملائم مع طبيعتهم بفرص العمل بهذه المنطقة، حيث يتم إخلاء تلك المناطق منهم تباعاً مما يعد انتهاكاً لحقوق الإنسان، بل تم قتل عبد الرحيم الحويطي لرفضه ترك منزله في إبريل 2020م.
ومن ضمن أراء المنتقدين أن المشروع يعود نفعه على الأثرياء فقط، وأنه تم بناء قصور خاصة ومهابط للطائرات العمودية وملعب للجولف ضمن البناء الأولي للمدينة.
ورأي آخر يرى أن المدينة سوف تأوي العمال وصولاً إلى المليارديرات، ولكن في ذات الوقت فشل المشروع في الوصول للناس، ولا يجدوها ضرورة استراتيجية.
ولعل جغرافية المشروع هو ما يثير القلق حيث أنه بالقرب من إسرائيل، وغيرها من الأمور الجغرافية التي تثير قلق الناس، بل يرون أنه مشروع رقمي للسيطرة بل يذهب البعض إلى أنه مشروع الدجال التجريبي للسيطرة الكاملة بالنظام الرقمي، لدمج أحدث ما وصل إليه العالم في مجال التكنولوجيا.
لذلك دعت السعودية علماء العالم لكي ينضموا إلى هذا المشروع وكذلك الشركات الرائدة في مجال المعلوماتية تحديداً وفي جميع المجالات الأخرى حتى الترفيه ليعمل على أكمل وجه.
رأي البعض أنها مدينة الدجال:
حيث يرى البعض أن هذه المدينة سوف تكون أكبر مدينة تدار بالذكاء الاصطناعي، وفيها سوف يكون تاريخ كل إنسان فيها بكل حركاته وسكناته، والهدف المعلن الوصول إلى النعيم الدنيوي كغواية للبشر، ولكن في حقيقة الأمر طبقاً لهذا الرأي، أن عندما يتفوق الذكاء الاصطناعي على ذكاء الإنسان ويدير حياته ويسلم الإنسان لهذا الذكاء الاصطناعي نفسه، هكذا يكون سجوداً لهذا الذكاء الاصطناعي من بني البشر لهذا الذكاء الذي يدير كل حياته ويتحكم فيه.
تعليقات
إرسال تعليق