قال تعالى: {وَالْقَمَرِ إِذَا
تَلَاهَا} (سورة الشمس 2)
كما سبق أن أوضحنا أن الواو قبل بداية
الآية تدل على خضوعها لتكرار السياق في دورة حياة مستمرة، وتأتي هذه الحالة بعد
ضحى الشمس واختفائها وانحصارها عن الأفق، وكلمة المصدر (تلو)، وحرف التاء هو حرف
التفعيل والإتمام والإتقان، ففيه التفاعل والتفعيل والتتاخم بين أمرين أو شيئين
فأخدهما يتمم الآخر، أو أحدهم يتبع الآخر، وحرف اللام هو يعبر عن انتقال الحالة
القمرية من حالته الأولى إلى تلاحم وتواصل مع هذا النطاق أو الحال الجديد وتصبح
وسط نسيج الخالة الجديدة. ولفظ إذا مشروط بتوافر شروط تلاوة القمر ولكن يجب فهم
الحالة القمرية أولاً:
حقيقة الحالة القمرية:
فالقمر الخاص بنا هو منازل النور التي
تنعكس لنا نحن وليس الجسم المعتم الذي خلفه، فنور الْقَمَرُ هو ناتج:
(قَ) خروج أشعة
الشمس أو النجم من مصدرها وتندمج بمحيط مادة كونية لها طبيعة صلبة معتمة أيًا
كانت؛ فتتحول الأشعة في المحيط الخاص بالقمر لحالة أخرى مختلفة عن أصليهما، حيث
تتحول الأشعة بطبيعتها الخانسة الغير مرئية باندماجها بهذا المحيط المعتم إلى نور
منعكس من المحيط المعتم، (مَ) وتتجمع وتتداخل الأشعة في منازل على المحيط المعتم
وتكون قالب الاندماج والانعكاس للنور (رُ) فترتبط تلك الأشعة المتتالية وتترابط
وتتحكم وتسيطر على هذا المحيط أو المنزل المعتم وتسيطر سيطرة كاملة على عملية
الاندماج والتداخل في باطنها أشعة خانسة في محيط الجسم المعتم، وفي ظاهرها بالنسبة
للأرض على هيئة نور.
هذه العملية هي عملية تتم في جميع السماوات
كون عملية الانعكاس للأشعة الخانسة التي تحملها الخُنَّس، والتي تتحول في مجالنا
الجوي فقط لصفة الجواري كُنَّس، فتصبح سراجًا وهاجًا كأشعة شمس وتصبح على المحيط
المعتم نورًا منعكس، أو ما يسمى موجات الأشعة التي تكون خانسة حتى تصل لمجال مادي
مثل الأرض.
والنور هو ناتج نقي عن الوصل والارتباط بين
الأشعة أو الطاقة المحمولة على الأشعة، أو ما يجب أن نسميه تسمية القرآن الكريم
الخنس الجواري الكُنَّس كصفتي حمل الطاقة، والتي تسقط على الأجسام المعتمة فتنتج
النور أو تترشح بفعل مجال جوي للأرض فتصير جواري كُنَّس، أي أمواج لها تكوين
متنافر عن بعضه، وكل متنافر له مقياس ومركز وهو ما نسميه ترشيح الأشعة وتنافرها عن
بعضها البعض، فتعطي طاقة وضوء ناتج عن هذا الترشيح لما تحمله الخُنَّس.
المقصد أن القمر والشمس هما الصورة التي
تصلنا وليس أصليهما، فأصل القمر جماد متجمع لا نراه ولا ندركه إلا بمنازل النور
المنعكس عن اندماج الخنس بالمحيط المعتم أو بتقنيات عالية الدقة، وبالطبع هذا
الجسم المعتم ليس له صلة بالانشقاق الذي جاء بالقرآن الكريم، ولكن الانشقاق بصور
أخرى من الحالة القمرية، فالقمر حالة النور المنبعث.
وَالْقَمَرِ إِذَا تَلَاهَا
كما أسلفنا القول أن هذه الحالة مشروطة
بتوافر عناصرها وهي عملية متكررة، فإذا تلاها، ت: تبع ضحى الشمس تفاعل وتفعيل الحالة
القمرية فتتمم الشمس بعد ضحاها الحالة القمرية ومنازله فيحدث تتاخم وتشارك بين
الشمس والحالة القمرية فتتم الشمس حالة القمر وبدون الشمس لا يمكن أن تتم الحالة
القمرية التي تتبع الشمس، لا: فيتلاحم ويتواصل ضوء الشمس وأشعتها بمجال وساحة القمر
كجسم معتم لينتقل من الحالة المعتمة للحالة المضيئة، فيلف ويلبس ضوء الشمس سطح
القمر ويأخذ هذا الضوء إلى مكان آخر ألا هو الأرض، فيضبط حالة نوره للأرض، ها: فتهيمن الشمس على ظهور نوره ويهيمن القمر
بنوره على الأرض بالتبعية.
كيف يضيء القمر؟
يُعرف الجميع أنّ القمر يُضيء ليلاً، لكن
هل تساءلت يومًا عن مصدر هذا الضوء؟ في الواقع، القمر نفسه لا يُصدر ضوءًا. إنّه
جسم مُعتم، مثل الصخور على الأرض. لكنّه يُظهر ضوءًا لأنّه يعكس ضوء الشمس.
إليك شرحًا مبسطًا لكيفية ظهور نور القمر من خلال العلم الدنيوي الظني:
·
أشعة
الشمس: تُرسل الشمس ضوءًا على جميع الأجرام في
نظامنا الشمسي، بما في ذلك القمر.
·
انعكاس
الضوء: عندما تصطدم أشعة الشمس بسطح القمر،
فإنّها تنعكس في جميع الاتجاهات، مثل انعكاس الضوء على المرآة.
·
وصول
الضوء إلى الأرض: بعض الضوء
المنعكس من القمر يصل إلى الأرض.
·
رؤية
القمر: نرى القمر مضيئًا لأنّه يُعكس الكثير من
ضوء الشمس.
بعض النقاط الإضافية:
·
لا يُعكس
القمر كل ضوء الشمس: يُعكس القمر
حوالي 12٪ فقط من ضوء الشمس الذي يسقط عليه.
·
لون
القمر: يُظهر القمر لونًا رماديًا لأنّه يُعكس
جميع ألوان ضوء الشمس.
·
أطوار
القمر: تتغير كمية ضوء الشمس التي تُعكس من القمر
خلال الشهر، ممّا يؤدي إلى ظهور أطوار القمر المختلفة.
·
الجانب
المظلم للقمر: لا نرى الجانب المظلم للقمر أبدًا لأنّه
لا يُعكس أي ضوء شمس.
معلومات مُثيرة للاهتمام:
·
يُعتقد أنّ القمر كان مُضيئًا ذات يوم مثل الشمس، لكنّه
فقد مصدر ضوئه الداخلي بعد اصطدامه بجسم كبير.
تعليقات
إرسال تعليق