القائمة الرئيسية

الصفحات

معنى وما بناها في قوله تعالى {وَالسَّمَاءِ وَمَا بَنَاهَا} (سورة الشمس 5)؟!


قال تعالى:

{وَالسَّمَاءِ وَمَا بَنَاهَا} (سورة الشمس 5)

السَّمَاءَ هي مجموعة مراكز ومجموعة أعماق يوضع فيها المادة (الأراضين) وتسيطر عليها سيطرة تامة لتتمكن من نقلها من حالة إلى حالة ومن نطاق إلى نطاق ومن موضع إلى موضع في هذا العمق، وهي مُسخرة على سلوك واحد فجعل الله فيها من السنن العظيمة التي تسير على سنة واحدة هذه الأعماق والمراكز بما بها من مادة كونية مثل الشموس والكواكب، وتكون بالنسبة لمراكز وأعماق أخرى بمثابة صورة من أصل المادة أو أشباه من مادة كانت موجودة ويُسمح من خلالها أن توجد الصورة أو الأشباه بعيداً عن موقعها الأصلي بتأليف وضبط مستمر بينها وبين ما تحتويه بمراكزها وأعماقها ضبطاً تاماً وكأنهم شيئاً واحداً

فبهذا العمق والمركز يتم جمع وضم وتداخل أجرام ونجوم وكواكب ومخلوقات ووضعها في قوالب مادة في مقام ومكان وميقات محل منازلها في هذا العمق بتوافق وضبط مستمر بينها وبين باقي السماوات والعرش فتكون السماء وباقي السموات كأنهم شيئاً واحداً حافين بالعرش مسبحين لله تعالى ساجدين له تعالى،

ومن هذه الخصائص لحروف الكلمة يمكن استنتاج أن كل ما نراه حولنا من مكونات مادية من مجموعات شمسية ومجرات بكل جزء مادي فيها هو في مجموعها تحل في منازلها داخل أعماق ومركز هذه السموات فإن هذا العالم المادي موضوع داخل سماوات سبع في جاريات كل جارية سماء متفردة بحركتها تحف هي ومكوناتها من الأرض المادية المتفرقة بالعرش {تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ} (سورة القدر 4)

وَالسَّمَاءِ وَمَا بَنَاهَا

وكلمة المصدر (بني) وحرف الباء هو حرف الظهور والإبانة للشيء من داخل آخر أو عليه مع تغيير خصائصه، فالضحى ظهر وبان من الشمس والقمر تلاها بنوره من خلال حركة الشمس والقمر ومدارهما والنهار جلالها وبان وظهر من خلال أشعة الشمس التي ارتطمت بالغلاف الجوي وعناصر تكوين النهار، فهكذا جعلها الله تُبدي وتُظهِر أشكال متعددة من الخصائص من خلال الشمس والقمر مثل الضحى ونور القمر والليل والنهار، وحرف النون هو حرف النتاج النقي من الأصل فيعطي نسخة منه لينفرد بخصائصه عن هذا الأصل، فكما أوضحنا أن ما بدا من الضحى ونور القمر والليل والنهار هي نواتج مختلفة ونقية عن بعضها البعض ولها خصائصها المميزة الناتجة في مجملها عن حركة مكونات سماوية وأرض وغلاف جوي في مجمل حركتهم ينتجون تلك الأحوال النقية عن أصل أسبابها، وحرف الياء هو حرف وضوح التغيرات والمراحل التي تحمل في طياتها ما هو أعقد وأعجب في كل مرحلة تغيير أعجب مما يسبقها من مراحل، وهكذا يمكن فهم الآية بكاملها عن ماذا تشير وتوضح عظمة ما قبلها من آيات عجيبة أوجدت بناءً أعجب.

تعليقات