القائمة الرئيسية

الصفحات

"الرقعة والنمر: هل أصبحت مصر حجرًا في شطرنج القوى الكبرى؟"


"الرقعة والنمر: هل أصبحت مصر حجرًا في شطرنج القوى الكبرى؟"


🔹 تمهيد: بين قناة السويس وباب المندب... قلب العالم يخفق من القاهرة

في عالم يتغير كل لحظة، أصبحت مصر أشبه برقعة ذهبية على رقعة شطرنج جيوسياسية تتلاعب بها قوى الشرق والغرب.

اقرا ايضا

ليست مصر هي الهدف الوحيد، لكنها أكثر من هدف؛ هي عقدة الوصل، ونقطة الفصل، والممر الإجباري لحسم معارك أكبر من حدودها.

الأساطيل تتحرك، والمناورات تتزايد، وصناديق الاستثمار تبني حاضرًا يخفي أجندة مستقبلية... فهل أصبحت مصر حجرًا يُدفع للأمام قبل أن يُضحى به؟ أم أنها تنسج خيوط لعبة جديدة لم تُكتب نهايتها بعد؟


أولًا: قناة السويس... عندما يُراقب الشريان من وراء المحيط

قناة السويس لم تعد فقط مصدر دخل لمصر، بل تحوّلت إلى نقطة ارتكاز اقتصادية واستراتيجية عالمية.
ومع دخول الصين على خط الاستثمار في خليج السويس والعاصمة الإدارية، بدأ القلق الأمريكي يتصاعد:

  • 🇺🇸 الولايات المتحدة تنظر بريبة إلى التمويلات الصينية.

  • قناة بنما التي شهدت تحركات أمريكية عسكرية واستثمارية، هي الجرس الذي يُقرع لنا: كل قناة استراتيجية تحت عين المراقبة.

فمصر الآن في مرمى الرؤية الأمريكية كحجر قد يتحول إلى تهديد إذا مال بالكامل إلى "التنين".


ثانيًا: باب المندب... الحوثي كمفتاح صيني غير معلن

ما يحدث في باب المندب أبعد من اليمن.
الصين، بقاعدتها العسكرية في جيبوتي، لم تعد مجرد لاعب اقتصادي، بل لاعب أمني له حضور مباشر وغير مباشر:

  • 🤝 دعم الحوثيين بسلاح وتكنولوجيا في مقابل إرباك الملاحة.

  • 📈 تنسيق مع الجيش السوداني لضبط جنوب البحر الأحمر.

  • ⚔️ علاقات ناعمة مع الجماعات المناهضة لأمريكا في الصومال، وكأن بكين تقول: "لست بحاجة لأسطول ضخم، لدي وكلاء أقوياء."

الحوثي إذًا لم يعد فقط ظاهرة محلية، بل أداة صينية صامتة لضرب خطوط الملاحة الاستراتيجية التي تمر بقلب الأمن المصري.


ثالثًا: القاهرة... تمشي على الخيط بين العملاقين

مصر اختارت الهدوء... لكن الهدوء في العاصفة قد يكون انسحابًا أو تمركزًا.

  • مناورات عسكرية مع الصين (كـ "أصل الحضارات") ليست مجرد تدريبات، بل رسائل استراتيجية.

  • تمويل صيني متصاعد في مشروعات البنية التحتية.

  • حوار محسوب مع روسيا في ملفات الطاقة والسلاح.

وبين هذا وذاك، إدارة أمريكية حذرة، ترى أن مصر تسير بخطى ثابتة نحو معسكر لا ترتاح له واشنطن، ولو لم تُعلن القاهرة ذلك.


رابعًا: الخليج، ترامب، و"نيوم"… إلى أين يتجه الطوفان؟

الحديث عن زيارة مرتقبة لترامب لإتمام مشروع التطبيع الكامل، وربط مشروع "نيوم" بمساحات داخل سيناء، يضع علامات استفهام ضخمة:

  • هل تُستخدم مصر كمعبر جغرافي للمشروع؟

  • هل هناك "صفقة كبرى" يُشترط فيها تهجير وتفريغ مناطق استراتيجية؟

  • وماذا لو رفضت القاهرة؟ هل يصبح استهداف النظام المصري خيارًا مدروسًا؟

في هذه اللحظة، تصبح مصر وحيدة أمام عاصفة خفية، حيث يُنسج المشهد الخليجي – الإسرائيلي – الأمريكي بعناية.


خامسًا: الجيش المصري... اللاعب الصامت في معركة لم تبدأ بعد

وسط هذا الاضطراب، يبقى الجيش المصري، المؤسسة الأقوى في المنطقة، التي لا تزال تحتفظ بموقعها السيادي كحارس للقرار الوطني.

لكن:

  • هل يمكن عزله عن المشهد إن تطورت الضغوط؟

  • هل يُستدرج لمعارك داخلية أو نزاعات حدودية تُنهكه؟

  • وهل لا يزال يملك المساحة للمناورة في ظل شبكة تحالفات متشابكة؟

أي محاولة لاستهداف مصر سياسيًا أو أمنيًا، ستصطدم بواقع وجود جيش لديه خبرات عابرة للحدود.


سادسًا: سيناريوهات ما بعد الصمت... هل نحن على أبواب لعبة جديدة؟

في حال فشلت الضغوط الناعمة، قد تتحرك أدوات أشد فتكًا:

  • تهجير صامت يبدأ بخلق مناطق توتر أمني.

  • تشويه سيادي في الإعلام الدولي لخلق أرضية "شرعنة التغيير".

  • دعم بدائل سياسية مموّلة خارجيًا تحت ستار "الانتقال السلس".

لكن كل هذا يفتح سؤالًا أوسع:
هل تتخلى القوى الكبرى عن مصر كنقطة توازن؟ أم تستبدل النظام فقط وتُبقي على الجغرافيا؟


🔻 خاتمة: عندما يكون الحياد خطرًا... والاختيار ضرورة وجودية

في لحظة فارقة، أصبحت مصر:

  • على خريطة الطموحات الصينية،

  • وعلى قائمة "الضبط الجيوسياسي" الأمريكي،

  • وفي قلب مشروع التطبيع الخليجي الإسرائيلي،

  • وبين مطرقة التهديد وسندان السيادة.

لكن بين كل هذا، لا يزال القرار في يدها — إن أحسنت استخدام أدواتها.

تعليقات