القائمة الرئيسية

الصفحات

ما هو الكوثر وكيف أصلي وأنحر ؟!!!!!!!





ما هو الْكَوْثَرَ  وكيف أصلي وأنحر؟!!!!!!!!!!!
قال تعالى :
{ إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ  (1) فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ (2) إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ (3) } (سورة الْكَوْثَرَ  1 - 3)

سنقدم أولاً ملخصاً بسيطاً جداً للمعنى قبل أن نخوض في كيفية استخلاص المعنى وبلوغ أقصى عمق ممكن للمعنى
------------------------------
(الكوثر .. هو كل ما يعطينا الله تعالى من القرءان الكريم وما يمكن أن نستكثر منه العطية .. ومن خلال هذا العطاء أمرنا الله أن نصلي إلى ربنا من خلال ما أعطانا من الكوثر وأن ننحر .. بتنقية العمل والإحاطة بعلم بكيفية تنفيذ الكوثر والارتباط به في كل أمر وفعل وعمل وصنع سواء في أعمال العبادة أو الأعمال الدنيوية وفي كل شيء .. فهذه ماهية النحر معية كل صلاة)
------------------------------
الغريب أنه لم يتساءل المسلمون عن كمية التناقض في تأويلات البعض في الآيات .. وخروج التأويل عن سياق الآية .. فعلى سبيل المثال لا الحصر .. كلمة (وانحر) التي جاءت كوصل بين كل صلاة .. وتأويلهم للنحر بالأضاحي.. فالآيات تتكلم عن الصلاة عموماً .. فكيف يضحي في كل صلاة .. فهربوا بالصلاة هنا وجعلوها يوم تضحية الحجيج ..  ولا نعلم كيف بدلوا كلمات الله وحرفوا المعاني ولم ينتبه الناس لهذا التحريف في المعاني .. ومن أين أتى لهم اليقين أن الْكَوْثَرَ  هو نهر بالجنة .. وعليه جعلوا الخطاب موجهاً للرسول دون غيره .. وأصبحت السورة بأكملها سورة تخص الرسول من دوننا .. بل إمعاناً في الهروب نتيجة هذا الكم من العبث ذهبوا أن سبب نزولها أن هناك كافراً قال للرسول يا أبتر .. أي منقطع ذرية الذكور .. كما يزعمون..  فمتى حدث هذا ومتى أيقن الكافر هذا في حين أن ولده إبراهيم مات في سنة 10 هجرية في حين أنها سورة مكية .. لذلك سوف نعيد فهم الآيات بعيداً عن هذا التخبط
وبالحرف القرءاني ومعانيه وخصائصه لمعرفة حقيقة الْكَوْثَرَ  والنحر
أولاً : كيف نتدبر الآيات :
كي نتدبر الآيات التي لا يعلم تأويلها إلا الله .. فيجب أولاً أن نعي ما يلي :
  • القول القرءاني يحتوي على المعنى المطلق للأشياء وليس المعنى الدارج بين ألسنتنا في علمنا المحدود .. وعدم وعي ذلك أسقطنا في تحريف الكلم عن مواضعه وأغلق أمامنا استخراج ما هو مختزن لزماننا فيه
  • المعنى الدنيوي المحدود هو عبارة عن صورة أو جانب جزئي من المعنى المطلق
  • تسمية الأشياء الدنيوية هي عبارة عن خاصية غالبة على الشيء فيها جانب من معنى مطلق في عالم الأمر وكل حرف في الكلمة له مدلول ومعنى .. وحروف الكلمة تحدد حركتها خصائصها
  • لا يمكن إخضاع القرءان إلى اللغة بل يجب إخضاع اللغة إلى القرءان
  • إن الآيات القرءانية لها خط بياني يمكن من خلاله الاستدلال على المعاني التي يحتويها قول الله ولا يمكن أن تكون المعاني مشتتة ومتباينة فلابد أن يكون فيما بينها علاقة جوهرية أو تدرج واضح
  • يمكن الاستعانة بآية واضحة كمركز للآيات يمكن الاستدلال بها عن الخط البياني للآيات
  • القرءان يجود بتأويلاته عبر الزمن ومع تقدم علم الإنسان ولا يمكن بلوغ نهاية تأويله ويجب التحرر من التراث كي ترى ما يجود به علينا
  • هناك تأويلات تجنح للهوى وأخرى تجنح للهدى
  • القرءان يتم تأويله بالقرءان
  • معنى ودلالة الحروف والعمق للمعنى الذي يظهره لنا تشكيل الحرف نتعلمه من القرءان
ثانياً : إنا أعطيناك الْكَوْثَرَ  :
قال تعالى :
{ إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ  (1) } (سورة الْكَوْثَرَ  1)
الله يعطي ويؤتي من يشاء .. كما قام بتأويل البعض قوله تعالى { إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ  } (سورة الْكَوْثَرَ  1) .. والعطية ليست لرسول الله فقط ولكن لكافة المسلمين فما الفرق بين الإعطاء والإتيان
الفرق بين الإتيان والإعطاء  :
·  الإعطاء الإلهي فيه اختبار للمتلقي في استخدامه فيما أعطاه الله تعالى .. أما الإتيان الإلهي يكون بعد سابق اختبار للمتلقي فاستحق المساندة والدعم من الله بهذا الذي أوتي (أي أن الْكَوْثَرَ  كعطية للمسلمين فيه إختبار لهم)
·  الإتيان هو إتمام وتمام الإعطاء من خلال الله تعالى .. أي الإتيان هو القدر الكامل من الإعطاء
·  الإعطاء يكون بين الله تعالى والمتلقي فيكون العائد منه للمتلقي فقط .. أما الإتيان يصبح المتلقي مصدر للإعطاء ومصدراً للعطاء الإلهي (أي أن الْكَوْثَرَ  أتاه الله لشخص الرسول فأعطى الله المسلمين من خلال رسول الله هذه العطية
·  الإعطاء وسيلة للمتلقي لتحقيق غاية .. أما الإتيان يجعل المتلقي هو ذاته وسيلة لتحقيق غاية الآخرين لمن يتلقوا عنه ما أوتي
·      الإتيان يجعل المتلقي أنشط وأكثر ظهوراً على من يتلقوا من خلاله عطاء الله
·  الإتيان يجعل المتلقي متساوياً بما أوتي فتصبح وظيفته نقل ما أوتي لغيره أما الإعطاء لا يتساوى فيه المتلقي بما تلقى وإنما يضيف له ما يعينه على حركته الدنيوية (إذن الخطاب لم يكن لرسول الله تعالى وإنما لكل من يحتاج الْكَوْثَرَ  في حركته الدنيوية
  • كلاهما يوصلوا بين ضدين والعطاء والإتيان الإلهي يوصل بين عالم الأمر وعالم الخلق
---------------------------
وكلمة أعطيناك مصدرها عطو ومشتقاتها بالقرآن الكريم 
أَعْطَى (2) أَعْطَيْنَاكَ (1) أُعْطُوا (1) عَطَاءً (2) عَطَاءُ (1) عَطَاءِ (1) عَطَاؤُنَا ( 1) فَتَعَاطَى (1) وَأَعْطَى (1) يعُطَوْا (1) يعُطُوا   (1) يعُطِيكَ   (1)
عدد الكلمات المختلفة = 12
عدد الكلمات الكلي لهذا الجذر = 14
تأويل كلمة المصدر  (عطو) :
ع :  إيصاله بهذا العطاء إلى أعماق علم عن أمور أو أوامر وسنن وقوانين أو أحوال أو أشياء أو منهج أو تشريع كان خفياً عنه من قبل ولم يكن يراه  مُدركاً عمقاً لم يكن يدركه فيتغير حالته بهذا العطاء وبما اكتشفه فإما يكون مجرد ناظراً وإما يكون مبصراً  للحكمة منها وفائدتها له
ط : فإذا كان مبصراً فيتم تطويع هذا العطاء ويتم السيطرة من خلاله على حركته الدنيوية فينتقل من خلال العطية من نطاق إلى نطاق آخر  استعدادا لنقله في نطاقات أخرى أكثر تفصيلا وأكثر ارتقاءً
و :   فيتم وصله بالعطية فتُضَم إليه (إلى قلبه)  فيظهر عليه صفات هذه العطية على كل عمل  وعلى باطنه وظاهره  بأن تجعله العطية يصل بين ضدين (عالم الخلق وعالم الأمر)  فالعطية تتوسط  بين ما لا رابط بينهما الدنيا والآخرة .. هكذا عطية اللهفالعطية توصل بين أطراف فتكون وسيلة من أجل غايات
----------------
الْكَوْثَرَ   
---------------
إذن الله أعطانا جميعاً الْكَوْثَرَ  لكي ننحر بها صلاتنا ؟!!!!!!
فما هي خصائص الْكَوْثَرَ  :
فمصدر الكلمة كثر .. مضافاً لها حرف الواو .. أي أن الْكَوْثَرَ  صفة ما يمكن أن نستكثر منه وحقيقة أن من صفات النهر كذلك .. ولكن هل هو أي نوع من الأنهار التي يمكن أن نستكثر منها وأي شيء نستكثر منه فيحقق لنا الصلة مع الله في كل عمل وفعل ؟!!!!
كَ : الْكَوْثَرَ  .. إطار ومحتوى كافي متوافق ومتآلف يبقى على إطاره ومحتواه من خلال قالب ذو قوة وسلطان يمكن به استرجاع الأمر الإلهي والحالة التي هي بمحتواه وإعادة بناء تلك الحالة أو الأمر والركوع بها لله فيقاس به الأمور والأحوال ونضبطها ضبطاً مستمراً وتاماً مع هذا الْكَوْثَرَ  ومحتواه

وْ : الْكَوْثَرَ  .. هذا الإطار والمحتوى الكافي المتوافق والمتآلف في قالب الصياغة الإلهية جمع ووصل وضم خواص الأمر الإلهي وظاهر الحياة الدنيا فوصل ما بين عالم الأمر وعالم الخلق وتوسط ما بينهما وهما لا رابط بينهما ووطن في عالم الخلق .. فهو وسط بين حدود الدنيا والآخرة وسيلة لبلوغ غاية الآخرة

ثَ : الْكَوْثَرَ  .. هذا الإطار والمحتوى الكافي المتوافق والمتآلف في قالب الصياغة الإلهية وما فيه من قوة وسلطان الأمر الإلهي النافع للإنسان .. به الثبات والتثبيت والتوثيق على كل ما قبله وعلى كل صلة مع الله به وعبادة وعمل  فيكثره ويطوره ويضاعفه ويفضله ويثني عليه ويضيف إليه ويثوبه فيجني نفع وثواب الدنيا والآخرة

رَ : الْكَوْثَرَ  .. هذا الإطار والمحتوى الكافي المتوافق والمتآلف في قالب الصياغة الإلهية وما فيه من قوة وسلطان الأمر الإلهي النافع للإنسان .. يمكن من خلاله ربط أمورنا وأحوالنا والتحكم بها وبأطرافها فلا تنقطع الصلة من خلال هذا الربط مع الله فيهيمن الْكَوْثَرَ  وما فيه من أمر إلهي على المؤمن ويتماهى المؤمن مع هذا الْكَوْثَرَ  فيرقق القلب القاسي ويعطي البصيرة
...................
فما هذا الْكَوْثَرَ  .. التي تلك خصائصه .. إذن هي تسمية من ضمن تسميات القرءان الكريم عطية الله لنا الذي أتاه رسوله وأعطانا إياه من خلاله
فنحن لا نعلم منه إلا ما كشفه الله لنا بما نحتاج في زماننا ومكاننا لذبك صفته الْكَوْثَرَ  بالنسبة لنا .. فلن نبلغ منتهاه فهو نهر لا ينضب ولا يجف عطايا الله من خلاله
خصائص الْكَوْثَرَ  ..
الْكَوْثَرَ  .. إطار ومحتوى كافي متوافق ومتآلف نافع للإنسان
الْكَوْثَرَ  .. يبقى على إطاره ومحتواه من خلال قالب وصياغة إلهية
الْكَوْثَرَ  .. ذو قوة وسلطان يمكن به إعادة بناء الأمر الإلهي والحالة التي هي بمحتواه وإعادة بناء تلك الحالة أو الأمر والركوع بها لله
الْكَوْثَرَ  ..  يقاس به الأمور والأحوال وبه نضبطها ضبطاً مستمراً وتاماً مع هذا الْكَوْثَرَ  ومحتواه
الْكَوْثَرَ  .. جمع ووصل وضم خواص الأمر الإلهي وظاهر الحياة الدنيا وباطنها
الْكَوْثَرَ  .. أداة الوصل ما بين عالم الأمر وعالم الخلق ويتوسط ما بينهما فصياغته في عالم الأمر ووطن في عالم الخلق
 الْكَوْثَرَ  ..  هو وسط بين حدود الدنيا والآخرة وسيلة لبلوغ غاية الآخرة
الْكَوْثَرَ  .. به الثبات والتثبيت والتوثيق على كل ما قبله من كتب سماوية
 الْكَوْثَرَ  .. به الثبات والتثبيت والتوثيق على كل صلة مع الله به وعبادة وعمل فيكثره ويطوره ويضاعفه ويفضله ويثني عليه ويضيف إليه ويثوبه فيجني نفع وثواب الدنيا والآخرة
الْكَوْثَرَ  .. يمكن من خلاله ربط أمورنا وأحوالنا والتحكم بها وبأطرافها فلا تنقطع الصلة من خلال هذا الربط مع الله
الْكَوْثَرَ  .. يهيمن بما فيه من أمر إلهي على المؤمن ويتماهى المؤمن مع هذا الْكَوْثَرَ  
الْكَوْثَرَ  ..  يرقق القلب القاسي ويعطي البصيرة

ثالثاً : فصل لربك وانحر :
قال تعالى :
{ فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ (2) } (سورة الْكَوْثَرَ  2)
فالصلاة .. كل ما هو صلة مع الله وأمره .. ولابد أن نعي معنى ودلالة الصلاة عموما كي نعي كيف ننحر
·      مشتقات كلمة الصلاة في القرآن الكريم :
إن الجذر الثلاثي لمشتقات كلمة الصلاة هو (ص ل و) ومفرداتها التي وردة وعدد مرات ورودها  بالقرآن الكريم على النحو التالي :
أَصَلَاتُكَ (1) الصَّلَاةَ (47) الصَّلَاةُ (1) الصَّلَاةِ (10) الصَّلَوَاتِ (1) الْمُصَلِّينَ (2) بِالصَّلَاةِ (3) بِصَلاَتِكَ (1) تُصَلِّ  (1) صَلاَةِ (2) صَلاَتَكَ (1) صَلاَتَهُ (1) صَلَاتُهُمْ (1) صَلَاتِهِمْ (5) صَلاَتِي (1) صَلَوَاتٌ (1) صَلَوَاتِهِمْ (1) صَلَّى  (2) صَلُّوا  (1) فَصَلَّى (1) فَصَلِّ (1) فَلْيُصَلُّوا (1) لِلصَّلَاةِ (1) لِلْمُصَلِّينَ (1) مُصَلًّى (1) وَالصَّلَاةِ (3) وَصَلَوَاتٌ (1) وَصَلَوَاتِ (1) وَصَلِّ (1) يُصَلُّوا (1) يُصَلُّونَ (1) يُصَلِّي (2)
عدد الكلمات المختلفة= 32
عدد الكلمات الكلي لهذا الجذر = 99
  • معنى ودلالات حروف مصدر كلمة الصلاة :
مصدر الكلمة والتي تأتي منها مشتقاتها (ص  ل  و)
أي بلوغ مركز وعمق التلاحم والتواصل والوصل
فبتلك الصلاة يمكن إحداث تغيير في مركزية المركزية وعمق العمق ولب هذا الشخص المصلي وأحواله وأموره من خلال أوامر من أصل هو (الله تعالى) وذلك بعد لجوء ورجاء بكامل استحضار الفكر والذهن لطلب المعونة الأمرية من الله تعالى بما يتضمنه الْكَوْثَرَ  فيصل الطالب لطمأنينة من عالم الأمر تدعمه وتكون سبباً في هذا التغيير في مركز وعمق نفسه وبذلك نعود في كل صلاة للأصل فَيُرَد إليه كل شيء فيكون نتاج هذا الأمر الإلهي جلياً صامداً صائباً  فمن خلال تلك الصلاة يجعل أمر الله يتلاحم ويتواصل بنسيج حركة الشخص المصلي في ساحة الخلق فتكون أموره وأحواله ناقلة للأمر الإلهي بهذا الْكَوْثَرَ  الذي أعطاه لعالم الخلق .. بجمع ووصل وضم  خواص الشخص المصلي ظاهره وباطنه بهذا الأمر الإلهي فيصل بين عالم الأمر وعالم الخلق بعمله في مجال وساحة الخلق واصلاً بينهما
  • مراحل الصلاة :
مراحل الصلاة طبقاً لتعريف مصدر كلمة صلاة
1. تنزيل الأمر الإلهي والمنهج والمساعدة في إتمام الرسالة ووصول العلم بها من جيل إلى جيل (الوحي والكتاب وبيان ما أُختزن فيه على مر الأجيال)
2. تبليغ الأمر الإلهي والمنهج وبيانه عن طريق (الرسول والنبي ومن يحذو حذو النبي)
3. دراسة الأمر الإلهي والمنهج ودراسة كيفية تنفيذه في عالم الخلق (دراسة وتدبر الكتاب الأمر والمنهج الإلهي)
4. طلب ورجاء المؤمن من الله صاحب الأمر الإلهي والمنهج أن ييسر لنا تنفيذ أوامره (الدعاء)
5. الامتثال لصاحب الأمر والخلق ومحاولة إيجاد صلة مباشرة تتخلل الصلة بالمنهج بين المخلوق والخالق من خلال (إقامة الصلاة الوسطى أي الصلوات الخمس وقراءة القرءان وتدبره) واستخراج الْكَوْثَرَ  منه
6.  تنفيذ الأمر الإلهي والمنهج في عالم الخلق (حركة الحياة)
7. مراجعة كيفية تنفيذ الأمر الإلهي والمنهج في عالم الخلق وطلب المغفرة عن التجاوز وتصحيح الخطأ (التوبة)
لذلك كان قول الله تعالى :
{ قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (162) } (سورة الأَنعام 162)
  • صور الصلاة بالقرآن الكريم :
صور الصلاة بالقرءان الكريم على حسب هذه مراحل الصلاة  :
1. تنزيل الأمر والمنهج والتشريع وهي أدوات الصلة مع الله ودليله وبرهانه والمساعدة في إتمام الرسالة ووصول العلم بها من جيل إلى جيل (الوحي والكتاب وبيان ما أُختزن فيه على مر الأجيال)
{ إِنَّ اللهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ } (سورة الأحزاب 56)
وهنا الله تعالى يمنحنا وملائكته يساعدوا النبي على التبليغ والإرشاد بل لا تتوقف منحة الله وتكليف الله لملائكته عبر الأجيال بتمهيد الطريق وحفظ الكتاب والرسالة من جيل إلى جيل .. فدور النبوة لا ينتهي والْكَوْثَرَ  هو نتاج هذه الصلاة
2. تبليغ الأمر والمنهج والتشريع الإلهي وبيانه ( وهذا دور الرسول والنبي ومن يحذو حذو النبي في كل زمان ومكان)  :
{ خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا وَصَلِّ عَلَيْهِمْ إِنَّ صَلَاتَكَ سَكَنٌ لَهُمْ وَاللهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (103) } (سورة التوبة 103)
{ قَالُوا يَا شُعَيْبُ أَصَلَاتُكَ تَأْمُرُكَ أَنْ نَتْرُكَ مَا يَعْبُدُ آبَاؤُنَا أَوْ أَنْ نَفْعَلَ فِي أَمْوَالِنَا مَا نَشَاءُ إِنَّكَ لَأَنْتَ الْحَلِيمُ الرَّشِيدُ (87) } (سورة هود 87)
وهنا دور الرسل والأنبياء ومن يحذو حذوهم ودورك أنت بإيصال تلك الأوامر السماوية وجعلها ضمن إطار التطبيق وتعليمهم وتعليم نفسك كيفية الإيمان بهذا الغيب وكيفية تطبيقه وتدارسه وغيرها من أدوار الأنبياء ومن يحذون حذوهم في محاولة الفهم والبيان
3. دراسة الأمر والمنهج والتشريع الإلهي ودراسة كيفية تنفيذه في عالم الخلق (دراسة وتدبر الكتاب)
وهي شاملة صلاة النبي وصلاة المؤمنين على النبي :
{ خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا وَصَلِّ عَلَيْهِمْ إِنَّ صَلَاتَكَ سَكَنٌ لَهُمْ وَاللهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (103) } (سورة التوبة 103)

{ إِنَّ اللهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا (56) } (سورة الأحزاب 56)
فتنفيذ الأمر بدأ من السماء ووصل لنا من النبي وما زال يصل بقدر ما أختزن الله لنا في القرءان الكريم وما أخرج من الْكَوْثَرَ  لذلك يحتاج لدراسة وتدبر ليتم هذا الخروج  لذلك كانت حركة الحياة وصلوات النهار اليومية تحتاج تجديد عهد ودراسة بإقامة الصلاة الوسطى التي تتوسط فترات النهار .. وقيام الليل لتلقي منح وهبات النبوة ودراسة وتدبر الكتاب الذي يحتوي على الأمر
{ حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الْوُسْطَى وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ (238) } (سورة البقرة 238)
4. طلب ورجاء من صاحب الأمر والمنهج والتشريع (الله تعالى) أن ييسر لنا تنفيذ الأمر (الدعاء مع الالتزام بتنفيذ الأمر والصبر عليه)
{ وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلَّا عَلَى الْخَاشِعِينَ (45) } (سورة البقرة 45)
{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ إِنَّ اللهَ مَعَ الصَّابِرِينَ (153) } (سورة البقرة 153)
وهنا طلب الإستعانة بصاحب الأمر من خلال الصبر على تنفيذ الأمر والدعاء لإمكانية الإطلاع بالأمر وتنفيذه
5. الامتثال لصاحب الأمر والخلق ومحاولة إيجاد صلة مباشرة بين المخلوق والخالق (إقامة الصلاة الوسطى وقراءة القرآن وتدبره وتلقي الْكَوْثَرَ  من عطايا الله من ناتج التدبر والنحر في كل عمل واتقانه)
{ إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ  (1) فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ (2) إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ (3) } (سورة الْكَوْثَرَ  1 - 3)
-------------------------
فالصلة مع الله هي صلاة جامعة لجميع مراحل الصلاة لذلك هي في جملتها الصلاة الوسطى لجميع الصلوات اليومية والحركة اليومية فالحركة اليومية بكاملها صلاة يتوسطها الصلاة الوسطى سواء الفروض أو النوافل أو قيام الليل ودراسة الأمر والتدبر وتلقي الْكَوْثَرَ  والنحر به في كل صلاة
{ حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الْوُسْطَى وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ (238) } (سورة البقرة 238)
فالصلوات هي تنفيذ الأمر الإلهي على جميع أعمالنا طوال اليوم .. والصلاة الوسطى .. هي الصلاة المقامة التي تتوسط أعمالنا اليومية (الفروض الخمس) وقيام الليل قانتين .. هي دراسة وتدبر الأمر الإلهي وكتاب الله ومناجاة الله لتيسير تنفيذ الأمر بالصلاة بأنواعها المقامة والدعاء والتدبر والتكلم مع الله بقرآنه .. الخ
6.  تنفيذ الأمر والمنهج والتشريع الإلهي في عالم الخلق (حركة الحياة)
{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا (56) } (سورة الأحزاب 56)
وهنا كان تنفيذ الأمر بأن نصلي على النبي ونسلم تسليماً للأمر والمنهج والتشريع الإلهي بتنفيذه في حركة الحياة وإيصاله للأجيال التالية وأن لا يقف عندنا
7. مراجعة كيفية تنفيذ الأمر والمنهج والتشريع الإلهي في عالم الخلق وطلب المغفرة عن التجاوز وتصحيح الخطأ (التوبة)
{ خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا وَصَلِّ عَلَيْهِمْ إِنَّ صَلَاتَكَ سَكَنٌ لَهُمْ وَاللهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (103) } (سورة التوبة 103)
  • تلخيص :
صلاة الله وملائكته على النبي هي صفة الصلة بينهما من حيث تمكين الله للنبي ومعاونة الملائكه للنبي في نشر الأمر والتشريع والمنهج الإلهي وتمكينه من بلوغ الناس دعوته وتبليغه رسالته .. والأنبياء هنا ليس صفة مقصورة على أحد .. فالناس جميعاً لديهم في داخلهم الضمير الإنساني والفطرة النبوية التي يمكن من خلالها ومن خلال صلاتهم لله ومناجاتهم وتدبرهم أن تكون صفاتهم وأعمالهم متسقة وسلوك الأنبياء المجتبين والمصطفين .. فيكون الله وملائكته معاونين للمؤمنين من الناس في صلاتهم الدنيوية بالله وبمنهجه وأوامره ملقين في قلوبهم الطمأنينه ممنوحين الهدى والصراط المستقيم .. أما من تجاهل أوامر الله ولم يصل هذا الأمر ولم يضعه محور التنفيذ فمنهم تائب لله فعائد إلى هذه الصلاة والمنهج والتشريع الإلهي وإما أنه أبى واستكبر على هذا فيقيد لهم قريناً شيطانياً يجعلهم يزدادوا في غيهم ويصدونهم عن سبيل الله
فكامل أعمالنا اليومية في تنفيذ الأمر الإلهي هي صلاة وهناك من يزيد بأعمال مزكاة بأن ينحر مع كل صلة بأن يضع الأمر ليس فقط كصلاة وامتثال فقط ولكن كزكاة بأن يرى فيها صلاح نفسه وصلاح البشرية وأنها عائدة عليه وعلى البشرية بالنفع كونه التزم بالأمر والمنهج والتشريع الإلهي في كل مفردات حياته .. فيستزيد منها ويزيد في إتقان تنفيذ الأمر علماً وعملاً مقبلاً عليه فرحاً به .. فهذا حال من ورثوا النبوة
إذن صلاة المؤمن هي :
تنفيذ المؤمن أمر الله تعالى ونهجه وشريعته  على واقع حياته وتفاصيلها ومفرداتها وأطرافها  إذا ما ابتغى صلة مع الله .. فكانت الحياة بأكملها بتفاصيلها ومجملها للمؤمن بمثابة صلاة يتخللها صلاة مقامة هي  ما يطلق عليها الصلاة الموقوتة وهي ذاتها الصلاة الوسطى التي تتخلل صلاة الإنسان بالله لتكون عوناً له على مجمل صلاته في حركته الدنيوية وإعادة تهيئته لها .. فهي استحضار بكامل التركيز والعلم لأقصى مدى ممكن ليحقق تلك الصلة والرجاء والدعاء
إلا أننا لابد أن ننحر مع صلاتنا فكيف ننحر  وهذا ما سوف نحاول أن نعيه من خلال فهم معاني ودلالات وخصائص الكلمة
  • كيف انحر :
الموضع الوحيد بالقرءان الكريم  للنحرفي قوله تعالى :
{ فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ (2) } (سورة الْكَوْثَرَ  2)
فمعية كل صلاة يجب أن تنحر .. فكيف تنحر ؟!!!!!
 فلتصلي وتتصل وتتواصل مع ربك ولتعمل كل عبادتك وعملك الدنيوي لربك بهذا الكوثر الذي أعطاك  .. بأن
ا : انْحَر .. تطبق أمر الله في عالم الخلق وقم  بتأليف أمورك وأحوالك مع هذا الْكَوْثَرَ  الذي أعطاك   (بما يعطيك الله من نهر العلم والمنهج الذي بالقرءان الكريم) فمن خلاله طبقه على نفسك وأحوالك وأمورك المختلفة  تنضبط ضبطاً تاماً فتصبح متوائماً مع نفسك وتكون أفضل فتؤنس نفسك وتصبح في مقام أعلى ..

نْ : انْحَر .. وذلك من خلال النبأ والعلم الحقيقي الذي بالـقرءان الكريم وما استكثرت منه وتستكثر والذي هو من عند الله الغير مختلط بأي علم دونه وأي كفر وأي أكاذيب وأباطيل فيقضي على تلك الأكاذيب التي يتم تداولها وأي معتقدات باطلة ..

نْ : انجر .. من خلال تدبر العلم المحيط بكل شيء فيه  فـ (الْكَوْثَرَ نتيجة لتدبرك ما بالقرءان الكريم) حتى تبلغ أقصى مدى أغوار العلم وبواطنه فيه ..

رَ : انْحَر .. فتصبح في حالة ارتباط دائم  واستكثار دائم منه ومن خلال هذا الارتباط  سوف تتحكم بأحوالك وأمورك الدنيوية وأطرافها من حولك بعلم وإحاطة وبالحس والبصيرة 

إذن الله تعالى .. أعطانا القرءان الكريم وما به من صفة الْكَوْثَرَ  والذي يكون من خلال استكثار دائم منه في كل زمان ومكان) كي نستطيع من خلاله أن نصلي من خلال أن أنحر :
1. انحر : أطبق أمر الله تعالى في عالم الخلق بتأليف أموري وأحوالي مع هذا الأمر والمنهج والتشريع والأمر الإلهي (الْكَوْثَرَ )
2. انحر : أقوم بضبط أموري وأحوالي ضبطاً تاماً مع هذا الأمر والمنهج والتشريع والأمر الإلهي (الْكَوْثَرَ )
3. انحر : هذا التأليف والضبط لأموري وأحوالي يجب أن يتم من خلال (ما استكثرته من القرءان الكريم) وما وصلت من خلاله من علم ومنهج وتشريع وأمر إلهي (الْكَوْثَرَ )
4.  انحر : من خلال تدبر العلم المحيط يالقرءان الكريم
5. انحر : بأن أكون في حالة ارتباط دائم بالقرءان الكريم مستكثراً من علومه وعطايا الله منه وما به من المنهج والتشريع والأمر الإلهي (الْكَوْثَرَ ) وأتحكم في أحوالي وأموري بعلم وإحاطة بالحس والبصيرة
رابعاً : إن شانئك هو الأبتر :
قال تعالى :
 { إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ (3) } (سورة الْكَوْثَرَ  3)
شانئك .. المصدر شنء وجاءت  بالقرآن الكريم  شَانِئَكَ (1)  شَنَئَانُ (2)
الأَبْتَرُ مصدرها بتر .. لم تأتي إلا مرة واحدة في القرآن الكريم
-------------
إن شانئك هذا المتخذ لصور أخرى وأشباه من الدين البعيدة عن  القرءان الكريم والمتآلف مع تلك الصور والأشباه من الدين محاولاً أن يجعل تلك الصور من الدين والعلوم  المتشابهة عن القرءان الكريم هي الأشهر والمتفشية بالمجتمع بل يريدك أن تألفها وتضبط أمورك وأحوالك عليها رغماً عنك ويجعل بها عليك قوة وسلطان وقانون لحياتك .. مثل الذين يوقفون العلم الديني على كلام الأثر ولا يعيدون فهمه من القرءان الكريم والمتخذين روايات مخالفة للقرءان الكريم والشيع والفرق والمتخذين فهماً يتماشى مع أهواءهم وتحسبه من الكتاب وما هو من الكتاب في شيء

هو الأبتر .. بتآلفهم مع هذه الأشباه والصور والشيع المخالفة للقرءان الكريم .. فهم خارجين عن محيطه .. وبخروجهم عنه وتتاخمهم وتفاعلهم في أمورهم وأحوالهم بهذه الأشباه والصور من الدين المخالفة للقرءان الكريم ومنهج الله وشرعته وسننه وقوانينه سيؤدي إلى هلاك وتلف حياتهم نتيجة ربط أحوالهم وأمورهم بهذا المنهج الفاسد وتحكمه فيهم وبأهوائهم ونتيجة محاولتهم المستمرة في عدم الانفصال عن هذا المنهج الفاسد
---------------------------
والسؤال الآن :
1. هل استكثرت من علم الله وأمره من القرءان الكريم
2.  هل أعطاك الله الْكَوْثَرَ ؟!!!
3.  هل أعطاك الله الْكَوْثَرَ  فصليت بها  ؟!!!
4.  هل أعطاك الله الْكَوْثَرَ  فنحرت في صلاتك ؟!!!


تعليقات