قال تعالى :
{ إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ
(5) } (سورة الفاتحة 5)
الله الرحمن الرحيم مالك يوم الدين الذي ربط أمور
وأحوال الخلائق به وتحكم فيها وبين أطرافها وأحاط بعلم ملتف ومحيط بهم والذي خلق
كل نوع من الخلائق نقياً وبنسبة مقدرة تقديراً دقيقاً فأوجد لها الصلة والصلوات
بينه وبينها نقية بلا اختلاط مع أندادها
قائمة بواجباتها التي سخرها الله لها في وضع الإسكان
والتحريك والذي يخرجهم ويبعثهم في كل مرحلة تغيير سواء من عالم الأمر إلى عالم
الخلق أو في داخل العالمين من طور إلى طور يتناسب مع هذا العالم أو المرحلة التي
يمر بها دون عودة إلى الأطوار السابقة والذي جعلهم أطواراً
وهو الله الجامع والباعث لجميع مخلوقاته
في قالب مقامه الآخرة ومكان وميقات محل الأمر يوم الدين وما يحويه من حساب وعقاب وجزاء وحسابها
على ركوعها في الدنيا أو صدودها وإقامة الدليل والبرهان على مخلوقاته فيكون الحساب والجزاء الناتج بهذا الدليل
والبرهان نقي ونسبة من كل موصول من الدليل والبرهان الإلهي تقضي على كل ما يختلط
بالعمل والفعل والقصد والحركة الدنيوية من ابتغاء لغير وجه الله فينقي المؤمنين
مما دونهم في هذا اليوم ممن عبدوا غير الله والذي استعان بغير الله
في دنياه من
المشركين والمنافقين والكفار فكان لابد أن يكون إياه نعبد وإياه نستعين
إياك : فمن خلالك يا رب العالمين ولك تأتلف أمورنا وأحوالنا المشتتة والمتفرقة
ونضبطها ضبطاً تاما على أفضل حال ونخرجها من حيزها الدنيوي المحدود ونجعل تلك
الأمور والأحوال والحركة الدنيوية كي نعبدك بها ونستعين بها على عبادتك
نعبد : ن - فيكون كل ناتج أفعالنا وأعمالنا وصنعنا الدنيوي منقاة بلا اختلاط مع أي
نفاق وصلوات لله متنافرة مع أي تبعية وأي هدف أو
غاية لغير الله - ع - فنصل
بأعمالنا وأفعالنا إلى ضبط أمورنا وأحوالنا الدنيوية مع أمر الله وإلى عمق
علم وعمل كان خفياً عنا لم نكن بالغيه من قبل تنقية أعمالنا لله محققين مزيد من
ضبط أحوالنا وأمورنا في الدنيا بلوغ غاية الآخرة
- ب - فيكون
هذا الضبط للأحوال والأمور ظاهراً من داخلنا وعلينا ذو تأثير على محيطنا لنتمكن من
خلال تلك العبودية لله من الانتقال من الباطل إلى
الحق ومن الشر إلى الخير – د - وحركتنا وسعينا في الدنيا لتنقية عملنا
لله فلا يتم إلا من خلال إستعانة دليل وبرهان إلهي (الكتاب)
فكان الوصل والجمع بين العبودية لله والاستعانة
به تستوجب:
نستعين : ن
: بأن ننقي أنفسنا مما أختلط بها من كل باطل
دنيوي وغايات دنيوية محدودة لنستعد للقيام بواجباتنا وعباداتنا وصلاتنا وصلواتنا الدنيوية
في كافة مساجد الله (العبادة والعمل) من غير حاجة لأحد من دون الله .. س : وتكون تلك التنقية من
خلال لجوء ورجاء وطلب واعتماد على الله بالغ مركز
وعمق النفس وطاقتها ومشاعرها ويكون الطالب مسيطراً على شهواته سيطرة تامة باستمرار
وإلحاح وسنة يسلكها للتمكن من تلقي العون الإلهي للانتقال من علم وعمل إلى علم
وعمل آخر .. ت :
فيُتِم تنقية نفسه بخير وإتقان وهلاك كل باطل داخل نفسه فيحظى بتنقية النفس من
الباطل واللجوء إلى الله فهما المتتامان المتساويان
في الوظيفة والمشاركة لتلقي العون .. ع :
فنصل من خلال تلك التنقية والرجاء برزق الله
تعالى من حيث بلوغ علم وعمل من عند الله كان خفياً عنا
(القرءان والتطبيق) مدركين به عمقا وبصيرة لم نكن ندركها من قبل من خلال تجديد
الفهم والتطبيق (قراءة – ترتيل – تلاوة) .. و : جامعين
من خلال هذا العلم وواصلين به بين خواص العمل والعلم داخلية وخارجية ظاهرة وباطنه
لنصل به لطاعة الله ونصل بين الساحتين فنرى بعين الدنيا والآخرة وليس
بالعين العوراء لشهوات الدنيا فبالقرءان وتطبيقه .. هذا الذي يتوسط بين ما لا رابط
بينهما الدنيا والآخرة فيكون هذا العلم والعمل وسيلة للوصول لغاية الجنة في الآخرة
.. ن : فيكون ناتج العلم والعمل من خلال دليل وبرهان
القرءان نقي موصول بصاحب القرءان الله تعالى نقي بلا اختلاط متنافراً مع كل باطل وينسفه فيقوم
العبد بواجباته من خلال هذا العون من غير حاجة لغير الله تعالى
والله أعلى وأعلم
تعليقات
إرسال تعليق