القائمة الرئيسية

الصفحات

كيف أغرقوا مصر في صراع الداخل


الغرق في صراع الداخل أهم الأهداف :
=====================
إسرائيل من البديهي والمنطقي أن ترى مصر من خلال أجهزتها الأمنية فقط وليس من خلال شعبها الذي يبرر أي شيء للسلطة الدكتاتورية المدعومة بقوة السلاح .. هذا من عهد المماليك وما قبله ولعل يرى البعض أنها من ضمن ميزات التكيف للشعب المصري وآخرين يروها أنه خضوع وخنوع .. ولعل هذا في عصور سابقة يكون تأثيره محدود كونه يؤثر فقط على الواقع المعيشي ولكن الآن هذا الوضع له إنعكاسات دولية تؤثر في أطماع الدول الأخرى في إستغلال هذا الخنوع للسلطة ليكون هدفهم الدائم السيطرة على السلطة .. لذلك كان من المنطقي ما يحدث في مصر من تحقيق لأهداف قصيرة وأخرى متوسطة وأخرى طويلة المدى لإسرائيل

فنجحت إسرائيل في وضع أهداف قصيرة للسيطرة على الأجهزة الأمنية المصرية من خلال تغذية الصراع على السلطة الدائم سواء بين الإخوان المسلمين والعسكريين من جهة .. وما بين العسكريين وبعضهم البعض .. فكان دائماً الصراع يمتد داخل المؤسسات الأمنية .. وتبدأ دائماً حرب الولاءات في كل مرة ينشغل فيها الجميع ليس بأهداف الدولة .. فقد تكون دولة دكتاتورية ولها نصيب ما من التقدم .. ولكن حرب الولاءات كانت وما زالت تحمل في طياتها كم الإستفادة من وراء هذا الولاء .. فكان مشهد قتل السادات بالمنصة هو في حد ذاته إحدى التصفيات التي تخفي ورائها صراع على السلطة وحرب الولاءات

ولعل من الأهداف المتوسطة التي تحققت بالتبعية نتيجة هذا الصراع .. أن يصبح الإقتصاد متردياً وإنخفاض مستوى الخدمات وعدم وجود فرص إستثمار وإنهيار الطبقة الوسطى نتيجة الصراع على الإستحواذ على الدعم المادي داخل قطاعات الدولة سواء الأجهزة الأمنية أو المؤسسات الحكومية وخصوصاً الإدارات المحلية التي يديرها في أغلب الأحوال من هم لهم جذور أمنية كنوع من أنواع الترضية وضمان الولاء وليس لتنفيذ أهداف للدولة ترتقي بها

أما الأهداف طويلة الأمد والتي بدأت تلوح في الأفق .. هو وجود ضعيف على قمة السلطة وإن بدا غير ذلك لرجل الشارع .. فيصبح أسيراً للإملاءات الدولية من جهة .. في حالة صراع مع مؤسسات أمنية بالداخل .. لصعوبة مواجهة الإملاءات الخارجية .. فيختار مواجهة الداخل .. فيعتمد في ذلك على لعبة الولاءات بشكل صريح .. بدأت هذه اللعبة من أيام مبارك بشكل محدود .. إلا أن الواقع هذا تطور بشكل لم يعد خافياً وصل إلى محاولة إحلال أجهزة محل أخرى سواء في طبيعة المهام أو بالوظائف أيضاً وهذا مؤداه بطبيعة الحال هو صراع داخل الجزء الواحد وماله من إنعكاسات أهمها الغرق في التصفيات للخبرات أياً كانت تجاوزاتها .. ولكن بالطبع كانت تؤدي ولو الحد الأدنى المطلوب من مهامها .. فهذا الحال يتنامى يوماً بعد يوم .. منذ التخلص من محمد نجيب .. وعبد الحكيم عامر .. فطائرة وزير الدفاع ورفقائه .. ثم السادات .. و أبو غزالة .. وأبو شناف وغيرهم .. ومبارك .. فعمر سليمان فشفيق .. وطنطاوي والفريق عنان .. ومن ورائهم كل قيادات باقية من حرب أكتوبر .. إلا أن كل ما سبق على مستوى الصراع الفوقي على الحكم ولكن هذا الواقع تطور بطبيعة الحال لمستويات أدنى ولأتفه الأسباب وسيتعدى في الأيام القادمة لأدنى المستويات وصولاً للمؤسسات الدينية متمثلة في شياخة الأزهر وبابا الكنيسة وسيصبح الجميع في حالة صراع مكتوم مع السلطة .. وهو أهم هدف لإسرائيل في الإنشغال بالداخل والغرق فيه

فإسرائيل تراهن أن يستمر الصراع حتى يصل إلى قمته في داخل البيت الأمني الواحد . . هنا سوف يتدخل الخارج من أجل رئيس مدني .. كتصور بأن المدني لن يكون قادراً على إحكام السيطرة على الأجهزة الأمنية ويستمر الواقع على ما هو عليه .. في وقت تكون صفقة القرن قد تم تنفيذها .. ويكون الواقع الداخلي ليس مناسباً بأي حال من الأحوال وجود مواجهة لغير أنفسنا في الداخل والغرق فيه

فهل هذا التصور الغربي الصهيوني سوف يكتمل ... أم الأيام سوف تحمل ما لم يحسبوا له الحسابات

تعليقات