القائمة الرئيسية

الصفحات




مراحل البصر 
ــــــــــــــــــــــــ
كل شيء في العالم المادي صورة لا نبلغ أصلها ولا نهايتها لكن من خلالها يمكن أن :
- أنظر للصورة
- أشاهد الصورة
- أرى الصورة
- أبصر الصورة
وشتان بين النظر والمشاهدة والرؤية والبصر
1.    النظر:
ندرك ناتج نقي عن الشيء محل النظر من خلال ظاهره المرتبط والمتحكم في ناتج الشيء الظاهر والمسيطر على ظاهره
......................
فمثلاً عندما ننظر لإنسان نرى الصورة الخارجية الظاهرة المرتبطة به بملابسه الخارجية المرتبطة به والمتحكمة بهذا الناتج الظاهري.. وهكذا النظر لأي شيء ندرك ظاهره النقي عن أساس تكوينه أي بمعزل عن عناصر تكوينه وتفاصيله الداخلية
ـــــــــــــــــ

إذن النظر هو إدراك ظاهر الشيء
2.    المشاهدة:
يأتي بعد النظر المشاهدة وهي إدراك صور ومكونات الشيء محل المشاهدة والتي تضبط أحوال الشيء في مادة نهائية واحدة بقوانين وبأدلة وبراهين تبين وتتمم هذا التكوين المتكامل
ـــــــــــــــــــــــــ
فمثلاً في التفاعلات الكيميائية دون ان ندري المعنى الحقيقي لكلمة المشاهدة نستعملها كلفظ للدلالة عن كيفية متابعة نتائج التفاعلات الكيميائية
وهنا نجد انطباق المعنى بأننا نشاهد مكونات الناتج النهائي من خلال تفاعل العناصر المكونة له والتي تضبط تكوينه بقوانين كيميائية خاصة بهذا لتكوين المتمم لبعضه بعضاً
ـــــــــــــــــــــ
وهكذا المشاهدة تأتي بعد النظر للقالب الخارجي للشيء بأن ندرك مكونات الشيء في أدق صورها وعناصر وجوده وقوانين الارتباط بين عناصر التكوين المتتامة المتكاملة
ــــــــــــــــــ
وهكذا المشاهدة يمكن أن تصل لإدراك تكوين الذرة وما أصغر منها وصولاً لمشاهدة تكوين السماوات والأرض وما فيهن
ــــــــــــــــــــــ
إذن المشاهدة مرحلة مهمة جداً في مراحل الإدراك وكذلك هي مرحلة بين الشك والإيمان تترجمها الرؤية.. والرؤية هي ثالث عناصر الوصول للبصيرة أو لا على حسب طبيعة إدراكك للمشاهدات

3.    الرؤية
تأتي الرؤية بعد النظر والمشاهدة أو بينهما .. والرؤية هي السيطرة والتحكم بما أدرك من الشيء سواء بإدراكه القالب الظاهر أو مكوناته وضبط أموره مع هذا الشيء واستخراج منه ما يجعله في حالة نشطة وأكثر تأثيراً علي الرائي ليتمم أموره من خلال ما أدركه من هذا الشيء
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
فكونك ترى فهو تفعيل ناتج إدراكك من الشيء محل الرؤية فلك أن ترى أن بعدما نظرت للخلية ثم شاهدت مكوناتها أن ترى مما أدركت أن تغير في صفات الناتج من الخلايا بالتلاعب وتغيير الأحماض الأمينية التي الصفة .. فهنا رأى الإنسان أنه سوف يخلق ما هو أفضل من خلق الله
على الجانب الآخر قد ترى عدم التلاعب بتلك المكونات
فالرؤية ليست في كل الأحوال إدراكك من خلالها صحيح ولعل الرؤية تأتي صحيحة
ــــــــــــــــــــــــــــــ
فأنا أرى انعكاس إدراكي للشيء أياً كانت طبيعتها

4.    البصر:
وهي مرحلة إدراك أعلى يمكن أن تعتمد على النظر أو المشاهدة أو الرؤية .. فهي أن يبدو لإدراك الشخص المبصر ويظهر عمق العمق ولب الشيء ومصدر التحكم فيه العميق وارتباطه بهذا العمق . فيبصر ماهيته وأهمية هذا العمق من الشيء لذلك .. كالن قوله تعالى دائماً لعلهم يبصرون .. والمقصود العمق من الشيء
ــــــــــــــــــــــــــــــ
قال تعالى :
}
وَإِن تَدْعُوهُمْ إِلَى الْهُدَىٰ لَا يَسْمَعُوا ۖ وَتَرَاهُمْ يَنظُرُونَ إِلَيْكَ وَهُمْ لَا يُبْصِرُونَ} ﴿١٩٨﴾ سورة الأعراف
في الآية اجتمعت الرؤية والنظر في آية واحدة .. والعجيب أنهم ينظرون ولكن لا يبصرون عمق الرسالة ولكنهم يدركون منها ما نظروا إليه في ظاهرها الخارجي في الأحكام التي سوف تقيدهم كما شرحنا من قبل معنى النظر ولكنهم لم يبصروا عمق هذه الأحكام على حياتهم وارتباطها العميق بنجاح حياتهم وإصلاحها وكيف أنها سوف تخلق التوازن
ــــــــــــــــــــــــــــــ
فالبصر هي أعلى درجة من الإدراك تسبق البصيرة

5.    البصيرة :

تكلمنا عن الفروقات بين النظر والمشاهدة والرؤية والبصر كمراحل الوصول إلى البصيرة
والبصيرة تختلف عن البصر في حرفين فقط الياء والتاء المربوطة
-        فإذا كان البصر هو إدراك مظاهر العمق من وراء الشيء وارتباط هذا العمق مع ظاهره فالبصيرة فهي إظهار العمق وراء الشيء محل النظر أو المشاهدة أو الرؤية أو البصر ، وتنشيط هذا العمق وجعله هو الأكثر تأصيراً وارتباطاً وتحكماً في أمور وأحوال المبصر وإتمام أموره وأحواله بما أدرك من الحكمة العميقة من وراء الشيء
ــــــــــــــــــــــــــــــ
فمثلاً في الأحكام الإلهية في القرءان الكريم ينقسم الناس إلى :
- من ينظر للحكم .. مقيداً له جاثماً على صدره وإن التزم به
- من يشاهد الحكم .. فيحاول إدراك صوره ومكوناته وبراهينه ودلائله
-        من يرى الحكم .. فيرتبط بالحكم ويتآلف معه
-        من يبصر الحكم .. فيدرك أعماقه والحكمة من وراءه
-        من لديه بصيرة بالحكم .. فيسعى لتفعيل ما أدرك من حكمة وعمق مقبلاً عليها .. مطبقاً للحكم بعيداً عن الهوى .. لأنه يدرك تماماً الحكمة من وراءه
ــــــــــــــــــــــــــــــ
القضية أن هذا العالم له حكمة من وجوده بكل مكوناته فهناك من ينظر إليه فيهلك الزرع والحرث وهناك من يشاهد ويحاول أن يدرك علاقة مكوناته ببعضها .. وهناك من يرى ما شاهده ولا يشاهد التوازن الكلي فيهلك العالم على يده أو يبصر فيدرك العمق من التنوع وهناك من لديه بصيرة فيتفاعل مع هذا التنوع ويسعى للتوازن


تعليقات