قال تعالى:
(وَالْقَمَرَ قَدَّرْنَاهُ مَنَازِلَ حَتَّى عَادَ
كَالْعُرْجُونِ الْقَدِيمِ) (سورة يس 39)
كالعرجون، مصدرها عرجن، والقديم مصدرها قدم.
كَالْعُرْجُونِ:
فالقمر ليس الجسد المادي ولكن منازل اندماج الضوء بجسمه
المعتم فينتج عنه النور، وهذا النور ينكشف لنا شيئًا فشيئًا بأشكال متعددة على
منازله المتعددة ليلًا، حتى يعود كأنه إطار ومحتوى من النور يكشف عن كل ما كان خفيًا
من جسم القمر المعتم، أي ما يسمى بدرًا، فيرتبط النور الناتج بكامل الإطار
والمحتوى ويتحكم في ظهور هذا الإطار، جامع لكل المكونات المتفرقة السابقة من
المنازل في قالب واحد موصولين يبعضهم البعض ليكونوا إطارًا نقيًا من النور.
الْقَدِيمِ:
أي باندماج جميع المنازل الصادرة عن الشمس لينتج إطارًا
لم يكن موجودًا من قبل في مرحلة المنازل من خلال حركة في فلك كل من الشمس والقمر بقوانين
وسنن كدليل وبرهان إلهي دقيقًا، يخرج هذا الإطار من النور من مصدره من محيط القمر
المعتم فيكون على الحال الأكثر تأثيرًا وأنشط بالنسبة لنا نحن أهل الأرض، مجموع
على هذا القالب ا, الإطار الذي نراه في السماء بدرًا.
ومنزل القمر هنا، هو جمع وضم وتداخل الضوء في قالب القمر
في مقام ومكان محله على هذا القمر لينتج شيئًا نقيًا عنهما وهو النور بتأليف
وضبط واقتران وتلاحم وتواصل ضوء الشمس بهذا المحل.
فالقمر ليس الجسم المعتم ولكن ما ينعكس لنا منه وليس هذا
الجسم المعتم.
فالقمر الخاص بنا هو منازل النور التي تنعكس لنا نحن
وليس الجسم المعتم الذي خلفه، فنور الْقَمَرُ هو ناتج كما عرضنا سالفًا:
(قَ) خروج أشعة الشمس أو النجم من مصدرها وتندمج بمحيط
مادة كونية لها طبيعة صلبة معتمة أيًا كانت؛ فتتحول الأشعة في المحيط الخاص بالقمر
لحالة أخرى مختلفة عن أصليهما، حيث تتحول الأشعة بطبيعتها الخانسة الغير مرئية
باندماجها بهذا المحيط المعتم إلى نور منعكس من المحيط المعتم، (مَ) وتتجمع وتتداخل
الأشعة في منازل على المحيط المعتم وتكون قالب الاندماج والانعكاس للنور (رُ) فترتبط
تلك الأشعة المتتالية وتترابط وتتحكم وتسيطر على هذا المحيط أو المنزل المعتم
وتسيطر سيطرة كاملة على عملية الاندماج والتداخل في باطنها أشعة خانسة في محيط الجسم
المعتم، وفي ظاهرها بالنسبة للأرض على هيئة نور.
هذه العملية هي عملية تتم في جميع السماوات كون
عملية الانعكاس للأشعة الخانسة التي تحملها الخُنَّس، والتي تتحول في مجالنا الجوي
فقط لصفة الجواري كُنَّس، فتصبح سراجًا وهاجًا كأشعة شمس وتصبح على المحيط المعتم
نورًا منعكس، أو ما يسمى موجات الأشعة التي تكون خانسة حتى تصل لمجال مادي مثل
الأرض.
والنور هو ناتج نقي عن الوصل والارتباط بين الأشعة
أو الطاقة المحمولة على الأشعة، أو ما يجب ان نسميه تسمية القرآن الكريم الخنس
الجواري الكُنَّس كصفتي حمل الطاقة، والتي تسقط على الأجسام المعتمة فتنتج النور أو
تترشح بفعل مجال جوي للأرض فتصير جواري كُنَّس، أي أمواج لها تكوين متنافر عن بعضه،
وكل متنافر له مقياس ومركز وهو ما نسميه ترشيح الأشعة وتنافرها عن بعضها البعض،
فتعطي طاقة وضوء ناتج عن هذا الترشيح لما تحمله الخُنَّس.
المقصد أن القمر والشمس هما الصورة التي تصلنا وليس
أصليهما، فأصل القمر جماد متجمع لا نراه ولا ندركه إلا بمنازل النور المنعكس عن
اندماج الخنس بالمحيط المعتم أو بتقنيات عالية الدقة، وبالطبع هذا الجسم المعتم
ليس له صلة بالانشقاق الذي جاء بالقرآن الكريم ولكن الانشقاق بصور أخرى من الحالة القمرية،
فالقمر حالة النور المنبعث.
تعليقات
إرسال تعليق