مكة وبكة
ـــــــــــــــ
مكة .. كلمة المصدر مكك .. ومعنى كلمة المصدر أي جمع
وتداخل محتوى وتكوين في إطار متوافق يمكن استعادة محتواه ذو قوة وسلطان مع تكوين
آخر متوافق ذو قوة وسلطان .. فنقول في لغتنا على ما يوضع به خيط الماكينة مكوك حيث
تداخل الخيط كتكوين واطار متوافق في بكرة يمكن استعادة محتواه مرة أخرى في تكوين
جسم يحويه كظاهر يحوي الخيط في باطنه فيصير مكوك فأصبح كل منهما تكوينان متوافقان
بهما قوة وسلطان على القماش الذي يخاط
قال تعالى :
{ وَهُوَ الَّذِي كَفَّ أَيْدِيَهُمْ عَنْكُمْ
وَأَيْدِيَكُمْ عَنْهُمْ بِبَطْنِ مَكَّةَ مِنْ بَعْدِ أَنْ أَظْفَرَكُمْ
عَلَيْهِمْ وَكَانَ اللهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرًا (24) } (سورة الفتح 24)
مَكَّةَ
ـــــــــ
هي مقام ومكان له ميقات يصبح محل ومنزل أمر أو حدث ويصير مقام
يتفشى ويتكتل فيه الناس ذو قوة وسلطان الركوع لله ويمكن استعادة هذه الحالة من
الركوع فيتمون ركوعهم السابق لله ويتمونه ويتشاركون فيه
إذن مكة هي مقام إثبات الركوع لتجمع من البشر لله بصورة
متفشية وهي حالة ترتبط بوقوع الحدث فتصير مكة
ببطن
مكة
ـــــــــــــــ
بطن
ما
بدى ظاهراً كونه فيه تطويق او تحوير وهذا التطويق ناتئاً وناتجاً عن هذا التطويق
بِبَطن
تكرار
الباء.. لتحديده كأكثر مكان بادي وبارز بهذه البطن والكسرة تعطي له
صفة الأكثر تأثيراً والأفضل والأكثر بروزاً وظهوراً وبادياً على كل ما هو بادي
وظاهر
ببكة
ـــــــــ
قال تعالى :
{ إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي
بِبَكَّةَ مُبَارَكًا وَهُدًى لِلْعَالَمِينَ (96) } (سورة آل عمران 96)
بِبَكَّةَ .. كلمة المصدر بكك .. وهنا بدلاً من جمع محتوى
داخل ما يحويه مثل بكرة الخيط داخل جسم المكوك .. فهنا محتوى يبدو من محتوى آخر وليس
بداخله
فهنا بكة حالة مقام البيت كونه ظاهراً وبادياً في هذا
المقام ومكة حالة المحتشدين في منطقة البيت
ولكن سبق بكة .. باء مكسورة
وربما لم يكون مكة وبكة كإسم موجود من الأساس وهذا يحتاج
لمؤرخين وأبحاث
لكن لكلا الكلمتين مكة وبكة معنى
والفرق الميم والباء
فالكاف والتاء المربوطة في كلا الكلمتين تشير إلى تكوين
متوافق يعطي قوة وسلطان يتفاعل ويتمم ويهيمن على أحوال وأمور من يكونوا فيها أو
تكون فيهم
ويبقى التغيير في حرف الميم والباء
فالميم. ما يجمع ويضم في مقامها هذا التوافق الذي يعطي تلك
القوة والسلطان التي تتفاعل وتتمم وتهيمن على أمور وأحوال قلوب الناس
أما. الباء .. ما يبدو ويظهر ويبرز من هذا التكوين
المتوافق الذي يعطي القوة والسلطان التي تتفاعل وتتمم وتهيمن على أمور وأحوال
الناس
فبكة بمثابة البعض من الكل
وحين جاءت بلفظ ببكة بكسر الباء الأولى
فنحن هنا في الباء الأولى بالكسر تعني أن بيت تم إخراجه أو
استخراجه ليبدو من داخل هذا البعض أي أن وجوده في باطن الأرض سابق لاستخراجه فهو
موضوع في قرارها مضموم وضامر فيها وتم الكشف عنه
لذلك جاءت الباء الأولى لتوضح أنه تم استخراجه ولم يكن
ظاهراً فهو موضوع في مكان استخراجه ولا دخل للإنسان بما تم وضعه وما هو طبيعة هذا
البيت الموضوع قبل استخراجه
فهذا طبيعة ووصف الحروف وعلى الباحثين الربط بين المعاني
تلك والتأريخ لفهم طبيعة البيت في الأصل قبل استخراجه
وهل كان مكان للعبادة واللجوء بدون بنيان خارجي مرفوع..
وهو الغالب كمعنى.. أنه لم يكن قبل إبراهيم عليه السلام مرفوعاً ولكن يحمل علامات
التقديس المكانية التي تسيطر على زائرها وتهيمن عليه وعلى قلبه
ولكن ما يهمنا هنا
أن بكة بمثابة ما بدى في داخل لإطار ومقام الركوع لله ومكة
مقام إحتشاد وتفشي الناس وتجمعهم
فبكة بمثابة المركز الجاذب لمحيطها فتصير مكة في حالة
الإحتشاد البشري
تعليقات
إرسال تعليق