القائمة الرئيسية

الصفحات

 

العلم في طبيعته هو كشف عما كان خفيًا ونقله من نطاقه الخفي لعالم المادة أو عالم ظاهر وعندما يضاف للام الشده والهاء في آخر الكلمة بما يعني بالشدة أن العلم الخفي الذي ظهر هو شبيه أو جزء من كل والهاء بما يعني أنه هيمنة المُعلم على المتعلم.

ولكن من علمه صفته شديد القوى، وبالتالي كونها تم إلحاقها على التعليم فهي في سياق صفة هذا التعليم الذي اتصف به المعلم.

شَدِيدُ

كلمة المصدر (شدد) فهيا نفهم معنى صفة شديد في سياق التعليم.

شَ: صفة المُعلم الذي يحمل صورة من أصل العلم الإلهي ومن خلاله يوجد هذا العلم الإلهي في عالم الخلق وينتشر فيه، دِ: وحركته وتوجهه لتعليم الرسول صلى الله وعليه وسلم بقصد تعليمه الدليل والبرهان لتغيير حالة المتعلم واتجاهه الدنيوي من خلال ما يُعلِمه فيقوده من حال ما قبل التعليم إلى حال آخر بعده، يـ: فيخرج من حالته الأولى (الجاهلية الأولى) إلى حالة جديدة مغايرة للحالة الأولى والتي تكون نتيجة إنتشار هذا العلم ليصبح حاله وحال من إنتشر بينهم هو الأفضل ع حالهم السابق بل والأعجب والأغرب والأوضح والأكثر تأثيرًا عليهم وعلى مجتمعهم، دُ: وما يعلمه من علم يحمل في باطنه دلائل وبراهين وقوانين موصولة بهذا العلم وقيادتها للبشرية متواصلة وتحديد توجهه ونيته من خلال هذا العلم.

إذن صفة المُعلم بما يحمله من علوم أنه صورة من علم الله التي تحمل قوانين ودلائل وبراهين يُعلِمها إلى رسول البشرية ومن بعده البشرية ليقودها إلى الأفضل إلا أن هذا العلم يحمل في باطنه قوانين ودلائل وبراهين لذلك جاءت الدال الثانية مضمومة لتدل أن هذا العلم الباطن أو المختزن في العلم الظاهر كصياغة إلهية وقول جبريل ورسوله يكمن في باطنه علوم موصولة به ومتواصلة تظهر لنا مع متطلبات الزمن.

الْقُوَى

كلمة المصدر قوي، وهي كلمة ملحقة لصفة شديد ما يُعلِّم، فمادته العلمية تكمن في الرسالة، والرسالة صورة مماثلة وشبيهة من علم الله، وهذا العلم يحمل دلائل وبراهين للهداية في الحياة الدنيوية لحياة أفضل ومصير أفضل، ومختزن فيه كل ما يحتاجه هذا العالم مع مرور الزمن.

قُّ: فهذا العلم يخرج من عند الله ليندمج بجبريل عليه السلام فكان بذلك يندمج فيه صورة من صور العلم الإلهي ثم يندمج في قلب الرسول بتعليمه هذه الصورة من العلم الإلهي ومن خلفه البشرية، فيغير حالة قلبه وقلوبهم فيختفي أثر ما كان في قلوبهم ويحل محله آثار الاندماج بالرسالة، وَ: فيضم صورة باطنة من العلم الإلهي بالصياغة التي تتناسب مع جبريل عليه السلام فيوقيها بباطنه ويوصلها للرسول صلى الله عليه السلام بصياغة تتناسب وقلبه، فتصاغ في منطوق الرسول أي بما ينطق هو في صياغته ما تعلمه وليست أصل الصياغة التي في باطن جبريل عليه السلام، فبذلك صفة علمه أنه رابط بين بيئتين مختلفتين عالم الأمر وعالم الدنيا، فكأنهما واحدًا كعلم مع اختلاف صياغاتهما، ى: فتتغير الصياغة إلى ما هو أفضل في بيئتها التي تخرج فيها حاملة تلك الصياغة كامل العلم الذي تعلمه الرسول عليه الصلاة والسلام.

وهنا نجد أن اللفظ القرآني يمكن تقريبه للقارئ عندما نتكلم عن القوى الدنيوية أو ما نسميه الطاقة حيث أن القوى تتغير من حركية إلى قوى صوتية أو أي نوع من القوى هو اختلاف فقط في صورة ظهور القوى ولكن تكون حاملة لذات الطاقة أو القوى الباطنة بها.

هكذا العلم الإلهي رغم اختلاف صياغته المندمجة في مخلوقات مختلفة في عوالم مختلف تتناسب صياغتها مع عالمها مع الاحتفاظ بكامل العلم في باطن هذه الصياغة.

لتوضيح أكثر فهو كلام الله ولكنه قول الله وقول جبريل وقول الرسول محمد صلى الله عليه وسلم؟!!

قال تعالى:

{إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ (40) وَمَا هُوَ بِقَوْلِ شَاعِرٍ قَلِيلًا مَا تُؤْمِنُونَ} (سورة الحاقة 40 - 41)

{إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ (19) ذِي قُوَّةٍ عِنْدَ ذِي الْعَرْشِ مَكِينٍ (20) مُطَاعٍ ثَمَّ أَمِينٍ} (سورة التكوير 19 - 21)

ففي الآية الأولى سياقها ينسب القول لرسوله محمد صلى الله عليه وسلم وفي الآية الثانية نسبه إلى جبريل عليه السلام.

وذلك لأن لكل صياغة انتقلت منهم قولهم الذي يتناسب مع طبيعة بيئة الانتقال، فجبريل نقل إلى قلب الرسول، أما الرسول فنقل لعالم البشر، لذلك كان صفته في نقل العلم هي شديد القوى بنقل صورة العلم الإلهي بصياغات مختلفة تتناسب مع بيئتها مع حملها كامل العلم الإلهي وكلام الله بصياغة مناسبة.

تعليقات