القائمة الرئيسية

الصفحات

 


وَهُوَ بِالْأُفُقِ الْأَعْلَى

وما زال السياق يتكلم عن جبريل عليه السلام الذي حيث يتلقى الوحي من الله تعالى

بِالْأُفُقِ

وكلمة المصدر أفق ومشتقاتها في القرآن الكريم بالأفق والأفاق حيث جاءا أيضاً في قوله تعالى:

{ وَلَقَدْ رَآهُ بِالْأُفُقِ الْمُبِينِ } (سورة التكوير 23)

{ سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ } (سورة فصلت 53)

ءفق

موضع التآلف بين أمور أو أحوال أو أشياء مختلفة بين فرقاء واختلاف فيكون هذا الأفق ضابطاً لهذه المتفرقات بتحديد كل هذه المتفرقات وإظهارهم في إطار واحد فهو موضع يفارق فيه كل هذا الإطار بحالة أو موضع يمكن من يحل به أن يفرق ويمحص ما بكل هذا الإطار، حيث يكون هذا الموضع خروج عن هذا الإطار ويتحول من يبلغه لحالة أخرى مختلفة تمكن ما فيها بلوغ رؤية لكامل هذا الإطار الذي فارقه.

ولتبسيط الأمر لو أننا استعملنا ميكروسكوب لرؤية خلية بكل مكوناتها فتحن هنا بالأفق الأعلى الخاص بالخلية وفي موضع نرى كل الإطار بكل مكوناته ونفرق بين كل مكون فيه، وهنا تصبح في موضع خارج الأفق مندمجاً مع حالة تمكنك من الرؤية الكاملة لذلك قال تعالى: { سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ } (سورة فصلت 53)

فلكل شيء أفق وكل ما بلغنا أفق فيه نجد أفق آخر أدق وأصغر، إلا أن هناك أفق أعلى وهو الذي نحن بصدده وإذا أضفنا التشكيل نجد أن هناك ظاهر وباطن، وهذا الأفق يجعل لمن يعلوه ظاهر كل شيء داخل هذا الأفق وباطنه مبين، فترى الأشياء داخله بمشاهدة أخرى مخالفة لرؤيتنا المحدودة لظاهر ما بلغنا عمق أفق الأشياء والكسر في القاف يعني أنه كان خارج الإطار الكلي لذلك كان صفته الأعلى.  

الْأَعْلَى

كلمة المصدر هي علو، في حالة كشف ما كان خفيًا ولم يكن يدركه أحد فينتقل من نطاق إلى نطاق آخر لتحقيق هذا الكشف فيكون هو الظاهر على نطاق أصبح باطن هو كاشف ومدركاً له.

فهو بأفق أعلى لكل الأفاق يمكن أن يرى ويدرك كل الأفاق بكل بواطنها بانتقاله لهذا النطاق الجديد فيكون أفضل كاشف لما كان خفي عنه.

تعليقات