ذُو مِرَّةٍ فَاسْتَوَى
عندما تأتي كلمة ذو أو ذي فما بعدها الصفة الأساسية
والأفضل والاختلاف أن الصفة موصولة بذات الشخص فتأتي بلفظ "ذو" وإذا
كانت خارجة عنه من خلال أفعاله فتأتي مصحوبة بلفظ "ذي" ولكن في هذا
الموضع هي مصحوبة بصفة ما يتم تمريره من جبريل عليه السلام عند تعليمه للرسول، فهو
يعلمه ويمرر إليه علم كذر أي غير مادي، فلا يتم نقله عبر مادة أو من خلال مادة أو
بشكل مادي.
أما ذا فجاءت مع النون ذا أصبحت صفة لصاحب النون، ووجود
الألف تعطي نفس المعنى أن هناك مستويات ونسب منها كونت إطاراً لرحلة التنقية. فصار
ذا النون، الذي يحمل نسبة من نقاء تواصلت مع نسب أخرى فكون ما هو أنقى.
أما ن كحرف مفرد يعني نسبة ناتجة عن أصل كناتج نقي عن
الشيء فيقول الله تعالى ن والقلم وما يسطرون، لبيان الفرق بين النقي الذي من عند
الله أياً كان كتاب مرسل أو منشور وما يسطرون، ولكن في سياق الآية، هناك كلمة نون.
أي نسبة نقية موصولة بنسب أخرى ظاهرة وباطنة أنقى
مِرَّةٍ
وهي من مرر والتي في بسط معاناها جمع الشيء وربطه بشيء
آخر مع تكرار الجمع والربط المستمر أو المتعاقب حتى تمام التمرير.
وهنا كما قلنا أن ما يتم تمريره من جبريل عليه السلام
إلى محمد صلى الله عليه وسلم يسبق صفة من صفات جبريل عليه السلام، أنه ناقل لعلم
غير مادي موصول بجبريل عليه السلام، مِ: مجموع
فيه هذا العلم الإلهي وموصول به في قالب أو صياغة مناسبة للواقع المادي الدنيوي
يخرجه في صورة رَّ: رسالة ويربط بين الرسالة
والمرسل له الرسالة فيرقق وقع الرسالة على المرسل له من خلال تمريرها على أجزاء أو
أقسام، ةٍ: فيتمم ما قبل من رسالات
بتفعيل وتتاخم فيتمم كل جزء أي سورة بنسب موصولة ببعضها البعض نقية عن غيرها من
السور وحيدة متفردة عن باقي السور.
إذن هذه الصفة تنفي أي اختلاط بين السور رغم تمريرها
كسور لرسول الله صلى الله عليه وسلم على مراحل مختلفة ولتواتر لأحداث تحتاج
تنزيلها في أغلب الأحيان لاستقاء التشريع منها والحكمة والنبوة، ونتيجة لذلك ألحق
بها النتيجة لهذه الصفة التامة المتممة لما يتم إرساله فاستوى.
فَاسْتَوَى:
الفاء هنا صفة التفريق بين كل ما يتم تمريره لرسول الله
صلى الله عليه وسلم فيفرق بين كل ما يعلمه في سورة محددة. واستوى من سوى.
فإذا استوي
العنب على سوقه، كان هناك ضبط لمراحل النمو وبلوغ أقصى قوانين النضج من خلال مركز
يغذي جميع حبات العنب حتى تمام النمو الكامل والتام فيكون هذا المنبع والساق
المغذية لجميع حبات العنب واصلة فيما بينهم.
وهكذا صفة
تعليم ورسالة جبريل عليه السلام لمحمد صلى الله عليه وسلم على مراحل وسور القرآن
بمثابة العلم الذي يتم هو الآخر على مراحل حتى تكتمل كل سورة واكتمال الرسالة
واكتمال التعليم.
تعليقات
إرسال تعليق