القائمة الرئيسية

الصفحات

عبس وتولى – عبس وبسر – عبوسًا قمطريرًا

 

قال تعالى:

{عَبَسَ وَتَوَلَّىٰ} [عبس: 1]

كلمة المصدر عبس وجاءت أيضًا في قوله تعالى:

{ثُمَّ عَبَسَ وَبَسَرَ} [المدثر: 22]

وجاءت بلفظ في قوله تعالى:

{إِنَّا نَخَافُ مِنْ رَبِّنَا يَوْمًا عَبُوسًا قَمْطَرِيرًا} [الإنسان: 10]

عَبَسَ وَتَوَلَّىٰ

عَ: يطرأ عليه التّغير نتيجة رؤيته لشيء (الأعمى في سورة عبس) بَ: فيبدو ويظهر عليه ومنه هذا التّغير سَ: على نقيض ما كان عليه بمقياس حالته السابقة ما قبل رؤيته.

وتولى: فهذا التغير الذي طرأ في معيته تفعيل التواصل والانتقال من ناحية هذا الأعمى إلى ما كان عليه قبل رؤيته للأعمى ومواصلة ما كان عليه مع غيره وعلى حالته الأولى قبل حالة التغير التي طرأت عليه.

عَبَسَ وَبَسَرَ

ونجد في عبس وبسر وسياقها حالة دنيوية من تغير الإنسان الذي انزلق إلى الحياة الدنيا وظهور هذا التغير على نقيض حالته الأولى وفي معية ذلك بدى عليه مقاييس الدنيا ومتاعها تتحكم في توجهاته الدنيوية وتسيطر عليه، ونتيجة لذلك يدبر ويستكبر.

يَوْمًا عَبُوسًا قَمْطَرِيرًا

واليوم العبوس، هو أيضاً يومًا يطرأ عليه تغيّر عن الحياة الدنيا فيبدو بمقاييس ظاهرة وباطنة وليست ظاهرة فقط فهو يوم مختلف ونقيض الحياة الدنيا فصفته قمطريرًا، وكلمة المصدر قمطر. بما يعني أنه يوم يخرج الإنسان فيه من الحياة الدنيا ويندمج في حياة الآخرة فيتحول إلى حالة أخرى حيث يتداخل ويندمج بعمله الدنيوي في الآخرة ويندمج الظاهر الدنيوي بالباطن الأخروي فيتداخلا معًا فينتقل في هذا اليوم من نطاق إلى آخر من البعث إلى العرض والحساب.. الخ، فيرتبط عمل الدنيا بمصيره في الآخرة، من خلال ما يتضح من مراحل هذا اليوم فلا يمكن تغيير ما سبق من العمل الدنيوي، فيكون العمل الدنيوي هو المتحكم والمسيطر على مصير الإنسان بما يتوافق مع هذا العمل إما بحسن العاقبة وإما سوء العاقبة.

تعليقات