معنى
يذرؤكم فيه؟!!!
قال تعالى:
(فَاطِرُ السَّمَاوَاتِ
وَالْأَرْضِ جَعَلَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا وَمِنَ الْأَنْعَامِ
أَزْوَاجًا يَذْرَؤُكُمْ فِيهِ لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ
الْبَصِيرُ) (سورة الشورى 11)
الآية في سياقها تتكلم عن
فطور كل شيء لزوجين، سماء هي مسارات للأراضين، والأرض هنا ليس فقط ما نعيش عليه
ولكن كل مادة شمس نجم كوكب فهي أرض مقابل زوجها السماء.
وعلى نفس السياق من النفس
زوجها الجسد فالنفس سائق الجسد والجسد سيارتها والأنعام، هي كل ما نضبط به أجسادنا
الدنيوية بنتاج جسدها نضمه لجسدنا لينمو، وزوجها هذا النتاج الذي تعطينا إياه
فيصبح داخل أجسادنا وفي تكويننا متلائمًا مع طبيعة هذا الجسد.
ثم يأتي لفظ يذرءكم فيه
وهو من ذرء، أي جعل الطرف الحاد أو الأساسي أو النافذ يرتبط بشيء آخر فيصير كل
منهما مسيطرًا وتحكمًا في الأخر ويتآلف معه ويضبط أموره، فالوتد بطرفه النافذ
والحاد يرتبط بالأرض.
فإذا ذرءنا الوتد في
الأرض أو المسمار في الحائط أو النفس بالجسد سار كل منهما يتحكم ويسيطر على الآخر،
كما السماء والأرض، تحتوي السماء الأرض ولا فكاك منها، وتحدد الأرض مسارها داخل
هذه السماء من خلال قوانين لمسارها وضعها الله فيها يذرءكم فيه.
فيكون خلقكم بالنفس كطرف أساسي يرتبط بجسد فيتحكم كل منهما في الآخر، ويتآلفان في تكوين متوافق هو الآخر مع زوجي الأنعام كجسد ونواتج أجسادها من ألبان وغيرها مما يصنع منها يتداخل ويتزاوج في تكويننا الجسدي زوج النفس المادي، فتعطي لنا قوة النمو والقدرة على الحياة الدنيوية، فنحن كتكوين هو نتيجة تزاوج ذرء النفس بالجسد، والجسد استمراره نتيجة ذرء الغذاء الأساسي من جسد الأنعام وزوجها من نتائج جسدها وما نتغذى به، فتأتي الأنعام لتشير لأهمية الأنعام للزوج المادي الجسدي الذي يحمل هو الآخر زوجين لا يمكن الاستغناء عنهما لبقاء البشرية، فلا يمكن التخلص من الأنعام كأجساد؛ فلن تدر لنا إنتاجها فحالة الفطور لابد من الحفاظ عليها وعدم العبث في التوازن فيما بينهما.
تعليقات
إرسال تعليق