القائمة الرئيسية

الصفحات

الصدقة هي إثبات صدق المتصدق في تطهير عمله

الصدقة هي إثبات صدق المتصدق في تطهير عمله


قال تعالى:

{ خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا وَصَلِّ عَلَيْهِمْ إِنَّ صَلَاتَكَ سَكَنٌ لَهُمْ وَاللهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ } (سورة التوبة 103)

وجذر الكلمة صدق، فالصدقة فائدة خاصة بالمتصدق، والصفة صفته هو، لذلك أعقبها بكلمات "تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا".

صَ: فالصدقة هي تغيير في عمق وقلب الشخص وحالته بلجوء ورجاء وطلب تطهير عمله الدنيوي ليصل لطمأنينة بطهارته وإتقانه، وطلب الدعم الإلهي في تحقيق التغيير نحو كل فعل صائب صامد، وهدايته للطريق المستقيم ليطمئن أنه يأخذ حقه من ماله بدون زيادة ليكون سعيه الدنيوي صادق، دَ: وتكون حركته الدنيوية وقصده ونيته بدليل وبرهان إلهي ليقوده نحو، قَ: إخراج نسبة من ماله وحبه للدنيا فتزول آثارها في قلبه ويحل محلها حب الآخرة، وهذا التحول يعتمد على مدى صدقه، ـةً: ليتمم بتلك الصدقة عمله السابق التي نتجت عنه ويتقنه ويباركه بها فيتقن بها هذا المال الآخر الذي ادخر، فينقيه من أي شائبة.

إذن الصدفة في أصلها فائدة للمتصدق، لذلك قال تعالى:

{قَوْلٌ مَعْرُوفٌ وَمَغْفِرَةٌ خَيْرٌ مِنْ صَدَقَةٍ يَتْبَعُهَا أَذًى وَاللهُ غَنِيٌّ حَلِيمٌ (263) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُبْطِلُوا صَدَقَاتِكُمْ بِالْمَنِّ وَالْأَذَى كَالَّذِي يُنْفِقُ مَالَهُ رِئَاءَ النَّاسِ} (سورة البقرة 263 - 264)

فبطلان الصدقة إذا شابها منّ وأذى أو رئاء الناس، فتخرج عن هدف الصدق فيها مع الله.

{ لَا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِنْ نَجْوَاهُمْ إِلَّا مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلَاحٍ بَيْنَ النَّاسِ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ ابْتِغَاءَ مَرْضَاةِ اللهِ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا } (سورة النساء 114)
فالأصل طلب مرضاة الله، فالصدقة لتنقية العمل وليست تفضلاً من المتصدق على بني البشر، بل سعياً لتطهير العمل وخلع حب الدنيا والغرق فيها، وإعادة الإنسان للطريق المستقيم.

تعليقات