القائمة الرئيسية

الصفحات

وجعلنا على قلوبهم أكنة وفي آذانهم وقرًا؟؟

وَجَعَلْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَنْ يَفْقَهُوهُ وَفِي آذَانِهِمْ وَقْرًا


قال تعالى:

{ وَجَعَلْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَنْ يَفْقَهُوهُ وَفِي آذَانِهِمْ وَقْرًا } (سورة الأَنعام 25)

كلمة الأكنة مصدرها (كنن) ومصدر وقرًا (وقر)

ويجب قبل أن نعي الأكنة يجب أولاً فهم القلب الذي سوف يجعل الله عليه أكنة

القلب:

(أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا أَوْ آذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ (46)) (سورة الحج 46)

فالقلب هو أداة النفس الذي يعقِل الدليل والبرهان والفؤاد أداة إلهية لحصول القلب على الدليل والبرهان الصحيح، وللقلب أن يصدق الفؤاد أو يكذبه.

خصائص القلب:

القلب: هو المسئول عن استقبال ما يخرج من الفؤاد من دليل وبرهان واندماجه مع القلب.

القلب: يتحول الدليل والبرهان والقلب باندماجهم لحالة أخرى لا يمكن الرجوع إلى حالته الأولى قبل الاندماج.

القلب: تزول منه آثار الحالة الأولى قبل اندماجه بالدليل والبرهان فلا يمكن أن يعودا لحالتهما السابقة كما كانت وهذا التحول يعتمد في سرعته على الاندماج على سرعة وقوة هذا الدليل والبرهان ومدى قبول القلب له.

القلب: يعقِل الدليل والبرهان من خلال استقباله الدليل والبرهان ثم اندماجه به وتلاحمه معه بتلاحم وتواصل بنسيج حركة الحياة وما يشملها من مجالات وأمور وأحوال وشخوص وأشياء من خلال هذا الدليل والبرهان مع هذا النسيج من ساحة الأمر من خلال الفؤاد إلى ساحة النفس من خلال القلب.

القلب: تتقلب أموره وأحواله بقدر اندماجه بالدليل والبرهان الإلهي ومدى قناعته به ومقدار تحكم الهوى والشهوات به.

القلب: يظهر من خلاله ناتج الاندماج بالدليل والبرهان على سلوك الإنسان أو من داخله خارجاً هذا السلوك عن محيطه ظاهرًا عليه

القلب: ينتقل الإنسان من خلاله من سلوك إلى نقيضه.

العقل:

(ع) أداة الوصول لإدراك لم يكن يدركه من قبل، ويبلغ من خلاله علم لم يكن بالغه، ويكتشف ما لم يكن يبصره، وهو أداة الإعراب والتمييز، (ق) وذلك من خلال دمج الدليل والبرهان المادي لفؤاد وأفئدة الجسد أي الأدلة المادية والشهوانية ومتطلبات الجسد، والأدلة والبراهين الإلهية وفطرة الله فيه، فيتحول المندمجان لإدراك ينتهي إليه قرار يصدره القلب للفؤاد (ل) فيتواصل بهذه القرارات بنسيج حركة الحياة الدنيوية.

 

إذن القلب هو عنصر إعقال النفس للدليل والبرهان، والآيات القرآنية هي دليل وبرهان يجب إدراكها.

والآن لنعي معنى أكنة.

أَكِنَّةً:

حيث جعل على قلوبهم أكِ: إطار ذو قوة وسلطان ككتلة كابحة كاتمة لمحتوى القلب من فساد وكفر متصدياً لأي تغيير يحدث لمحتوى هذا القلب ن: وهذا الإطار نسبة من قلوبهم يتنافر مع كل ما يخالف ما في قلوبهم فيقضي على كل ما يختلط به من دليل وبرهان ـةً: كل كنن على قلوبهم يكمل وظيفة ما قبله بالتنافر مع أي دليل وبرهان.

وهكذا هذه الإطارات التي أصبحت محتواها الكفر والتي تحافظ على محتواها بما يخالف كل دليل وبرهان حاجباً عن أن يفقهوا أي دليل وبرهان إلهي.

فلا يكونوا قادرين على استخراج الفهم للدليل والبرهان أو أن يفرقوا بين الحق والباطل ولا أن يدمجوا الحق في قلوبهم فلا يهيمن الحق على قلوبهم، ولا يتوصلوا إليه، وهكذا لا يفقهوه.

والآن كيف جعل في آذانهم وقرًا:

والآذان هو منبت الأشياء أي الذي يبدأ فيها نمو الأشياء عموماً فمنبت الصلاة آذانها ومنبت الأنعام آذان الأنعام ومنبت سماع الدليل والبرهان السمع وهنا كيف جعليها وقرًا.

 وِقْرًا:

صوت الدليل والبرهان ذر والمعلومة والبيانات والقوانين ذر غير مجسد

ما يجمع ويضم خواص الدليل والبرهان من حالته الظاهرة والمبينة إلى حالة باطنة وبخرجها من حالته المبينة ويدمجها في حالتها الباطنة مع باطل، فيحوله إلى حالة مختلفة ومغايره لحالة الآيات من خلال دمجها بأباطيل فيرتبط بتحريفه للآيات ثم تكون بهذا التحريف متنافرة مع أصل المعنى والدليل والبرهان.

لذلك يأتي بعد هذا الجزء من الآية قوله تعالى:

{ وَإِنْ يَرَوْا كُلَّ آيَةٍ لَا يُؤْمِنُوا بِهَا حَتَّى إِذَا جَاءُوكَ يُجَادِلُونَكَ يَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ هَذَا إِلَّا أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ } (سورة الأَنعام 25)

{ وَإِذَا ذَكَرْتَ رَبَّكَ فِي الْقُرْآنِ وَحْدَهُ وَلَّوْا عَلَى أَدْبَارِهِمْ نُفُورًا } (سورة الإسراء 46)

{ وَإِذَا ذَكَرْتَ رَبَّكَ فِي الْقُرْآنِ وَحْدَهُ وَلَّوْا عَلَى أَدْبَارِهِمْ نُفُورًا } (سورة الإسراء 46)

{ وَإِنْ تَدْعُهُمْ إِلَى الْهُدَى فَلَنْ يَهْتَدُوا إِذًا أَبَدًا } (سورة الكهف 57)


 

تعليقات