القائمة الرئيسية

الصفحات

مشروعات تحالف الجبت والطاغوت (الجزء الأول) حرب الشيطان الأساسية إبتكان آذان الأنعام (خدعة الإستنساخ)

 


وذلك من خلال أنهم يبتكن آذان الأنعام ويغيروا خلق الله ويبنون الآيات بكل ريع ومصانع لعلهم يخلدون؟!

قال تعالى

{لَعَنَهُ اللهُ وَقَالَ لَأَتَّخِذَنَّ مِنْ عِبَادِكَ نَصِيبًا مَفْرُوضًا (118) وَلَأُضِلَّنَّهُمْ وَلَأُمَنِّيَنَّهُمْ وَلَآمُرَنَّهُمْ فَلَيُبَتِّكُنَّ آذَانَ الْأَنْعَامِ وَلَآمُرَنَّهُمْ فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ اللهِ وَمَنْ يَتَّخِذِ الشَّيْطَانَ وَلِيًّا مِنْ دُونِ اللهِ فَقَدْ خَسِرَ خُسْرَانًا مُبِينًا (119) يَعِدُهُمْ وَيُمَنِّيهِمْ وَمَا يَعِدُهُمُ الشَّيْطَانُ إِلَّا غُرُورًا (120) أُولَئِكَ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَلَا يَجِدُونَ عَنْهَا مَحِيصًا} (سورة النساء 118 - 121)

خدعة الاستنساخ وكيف طمسنا التحريم القطعي للاستنساخ:

فقد وقع الأوائل رغم انحسار علمهم بالمستقبل وحجم الكارثة من تغيير خلق الله الحقيقي فذهبوا بالتأويل إلى أنه "ليبتكن آذان الأنعام لأدعونَّهم إلى تقطيع آذان الأنعام وتشقيقها وقيل فيشقونها، فيجعلونها بَحيرة.. وقيل البتك في البحيرة والسَّائبة، كانوا يبتّكون آذانها لطواغِيتهم، وقيل دينٌ شرعه لهم إبليس، كهيئة البحائر والسُّيَّب وقيل يعني البحيرة والبحيرة الناقة إذا أنتجت خمسة أبطن وكان آخرها ذكرا شقوا آذانها ولم ينتفعوا بها وقيل شقّوا أذن الناقة، وامتنعوا من الانتفاع بها"

هل هذا هو التحدي الكبير الذي ذكره القرآن حقاً؟!!

{وَقَالَ لَأَتَّخِذَنَّ مِنْ عِبَادِكَ نَصِيبًا مَفْرُوضًا} سوف أنقل عبادك من نطاق طاعتك وأجعلهم يتوافقوا على تفعيل المتشابهات من العلوم الظنية ويستخرجوا ما هو بالأعماق الخفية بالأنعام وما يخبوا في خلاياها والتي تحمل ذكراها وآذانها فينزعوا وينتقوا من صفاتها ما يتشابه مع بعضه البعض في الصفة.

النصيب المفروض:

    والنصيب هو نسبة يتم انتقاؤها بلا زيادة ولا نقصان ومغايرة لغيرها بادية وظاهرة على البقية الباقية.

إذن هذا النصيب من عباد الله هم الأعلى في العلم الذين سوف يمنيهم ويضلهم الشيطان فهم على صفة مغايرة لباقي البشر وهم ظاهرين على بقية البشر وهم متسقين مع قوله تعالى:

{وَقَضَيْنَا إِلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ فِي الْكِتَابِ لَتُفْسِدُنَّ فِي الْأَرْضِ مَرَّتَيْنِ وَلَتَعْلُنَّ عُلُوًّا كَبِيرًا} (سورة الإسراء 4)

خدعة الاستنساخ (كيف)؟

فلعنة الله على الشيطان الذي سوف يتخذ جزء من الإنس والجن، وسوف يضلهم عن طريق الله وسوف يمنيهم بالأماني الدنيوية، وسوف يأمرهم بشق وتقطيع وشطر منبت نمو وتخليق الأنعام DNA، وسوف يأمرهم بتغيير خلق الله بأن يغيروا في مستويات الحمض النووي، والذي يحمل صفات الأنعام فبشقها وتقطيعها والشطر والتغيير، سوف يغيرون خلق الله لسيادة صفات على أخرى، فيؤدي إلى خلل في توازن خلق الأنعام، وسوف يتصور هؤلاء الذين أفسدوا في تلك الخلايا أنهم يحسنون صنعاً، بأنهم تصوروا أنهم بتغيير الصفات بالحمض النووي أنهم أنتجوا مخلوق أفضل من خلق الله، بل مع تماديهم في موالاة الشيطان وإتباع أمانيه وضلالاته يظنوا أنهم من يخلقوا بما يسمى الاستنساخ الحيواني والنباتي وينسوا أنهم استعملوا مادة الخلق ولم يأتوا بها من عدم وأنهم فقط بنوا آية من آيات الله.

فاتخاذ نصيب من العباد يصبحوا أتباع للشيطان إضلالهم يمنيهم يأمرهم بشق الخلية وأساس النبتة للأنعام ويقطعون أشياء بالخلية البنيوية، محاولين تغيير صفات الأنعام وكذلك محاولة تغيير خلق الله في الحيوانات والنبات وغيرها، وفي حقيقة الأمر هم يخربون في تلك الخلية، فالخلية هي مسجد من مساجد الله ما فيها من آذان ومكونات ساجدين لله، فهذا الإخلال يؤدي إلى أضرار.

فالجينات (أو الموَرِّثات، كما يسميها بعضهم) هي أجزاء دقيقة جداً في خلايا الكائن الحي مسؤولة عن الخواص المميِّزة لكل كائن حيّ على حدة، والجينات هي المكان الذي يتم فيه خزن جميع المعلومات عن كل عملية كيميائية-حيوية تجري داخل الكائن الحي، وموقعها على الحمض النووي DNA الذي يشكل سلسلة مكونة من أعداد لا تحصى من الجينات التي تحمل الصفات الوراثية للكائنات الحية.

 الـ DNA إذن هو الطبعة الأصلية أو البصمة الوراثية، وهو أساس بناء جميع الكائنات الحية، والجينات مهمة أيضا من حيث موقعها في سلسلة DNA، سواء بالنسبة لموقعها في الكروموسومات، أو بالنسبة لمكانها في الخلية أو في جسم الكائن أو في المحيط الفسيولوجي لها أو النشوئي بشكل عام.

فإن المادة الوراثية الكلية (الجينوم) للإنسان تحتوي على أكثر من مئة ألف جين ربما تشكل نحو 5 % من حوالي 3,5 بليون زوج من القواعد النتروجينية المكونة لسلسلةDNA  في الجينوم البشري الفردي، ومعظم هذه السلسلة غير مترجمة وتقع ما بين الجينات نفسها وسميت "المباعِدة" أي التي تترك مواقع فارغة، وتسمى أيضاً "حشوة" الـDNA  أو الرَّمَم Junk DNA. وهذه المواقع الفارغة يمكن استخدامها في شكل ما جديد.

فإن الأجزاء الكبرى (غير المترجمة) من سلسلة DNA، وربما 99 % منها في بعض الجينومات، تظهر وكأن ليس لها أي عمل محدد، أو أنها لا تحقق أية غاية وليس لها أي هدف سوى مضاعفة وتكرار نفسها على مدى بقية الجينوم، لذا فهي تسمى أيضا أجزاء سلسلة DNA الأنانية.

ومن خلال أساليب مكنهم الله منها يستطيعون بواسطتها التصرف بالجينات من حيث فصلها وتركيبها وإعادة بناء سلسلة DNA يصبح عندها الكائن الحي الذي تم تغيير سلسلته الوراثية كائناً معدَّلاً وراثياً، أو بعبارة أخرى، كائناً مغيَّراً وراثياً، وبطرق معينة وفي ظروف المختبرات، يتم قطع الجين الذي تم اختياره من أحد الكائنات (وهذا الجين يحمل صفة معينة يراد نقلها إلى كائن حي آخر) وغرسه في سلسلة DNA لكائن حي آخر (ليست لديه تلك الصفة)

وما سبق من إبتكان للخلايا لا يعلمون أنهم بذلك خربوا مساجد الله وسببوا ما يعرف بالتلوث الجيني، ومنعوا سجود مكونات الخلية لله، فهم عندما يدخلوا معاملهم ومختبراتهم وهم يحدثون ذلك التخريب يدخلوها وهم خائفين مما قد يحدث من خلل ناتج عن هذا التلاعب والعبث في خلق الله فكانوا أظلم الناس حيث تم وصفهم بقول الله تعالى :

{وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ مَنَعَ مَسَاجِدَ اللهِ أَنْ يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ وَسَعَى فِي خَرَابِهَا أُولَئِكَ مَا كَانَ لَهُمْ أَنْ يَدْخُلُوهَا إِلَّا خَائِفِينَ لَهُمْ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ} (سورة البقرة 114)

وقد يقول قائل: كيف وهم يفيدونا بأن يزيدوا إنتاج الألبان أو اللحوم أو المحاصيل، بهذا التغيير والإبتكان؟! والسؤال لمن يسأل.. ألم يقل الله تعالى :

{الَّذِي أَحْسَنَ كُلَّ شَيْءٍ خَلَقَهُ} (سورة السجدة 7)

فالله تعالى خلق ليس فقط خلق حسن ولكنه أحسن، فلنا أن نجتهد في رعاية الأنعام بكافة الأشكال، بدون محاولة تغيير خلق الله لما سوف يجلبه علينا من أضرار يسبب أمراضاً عديدة، وينتج عنها تلوث جيني تمتد أثاره لجينات الإنسان التي تكون غير قادرة على التعامل مع هذا التلوث، وما ينتج عنه من أمراض عضال وأمراض كثيرة منتشرة.

غرور الإنسان ما دفعه إلى إبتكان آذان الأنعام:

فهذا الغرور الذي أصاب الإنسان لم يأتي إلا من خلال شرك بالله واعتقاد أن الله ليس الخالق، فلا يمكن أن يتصور أن يعتقد أحدهم أنه سوف يأتي بأفضل صفات وضعها الله في خلقه إلا إذا كان مشركاً أو كافر بقدرة الله، فبالطبع لن يشهدوا على عظمة خلق الله ويشهدوا على أنفسهم .

{مَا كَانَ لِلْمُشْرِكِينَ أَنْ يَعْمُرُوا مَسَاجِدَ اللهِ شَاهِدِينَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ بِالْكُفْرِ أُولَئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ وَفِي النَّارِ هُمْ خَالِدُونَ (17) إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللهِ مَنْ آمَنَ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَأَقَامَ الصَّلَاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَلَمْ يَخْشَ إِلَّا اللهَ فَعَسَى أُولَئِكَ أَنْ يَكُونُوا مِنَ الْمُهْتَدِينَ} (سورة التوبة 17 - 18)

بل يشتد غرورهم ويظنون في مرحلة ما من هذا الغرور أنهم قادرين على الوصول إلى العلم اللادوني، بأنهم يمنون أنفسهم أنهم قادرين في يوم من الأيام أن يخلقوا من عدم، فيصبحوا بين السدين، سداً ممن أمامهم فلا يستطيعون أن يخلقوا شيء من عدم، وسداً من خلفهم فلا يستطيعوا أن يعودوا إلى الله ويتوبوا إليهم فغرورهم سوف يغلبهم.

{وَجَعَلْنَا مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ سَدًّا وَمِنْ خَلْفِهِمْ سَدًّا فَأَغْشَيْنَاهُمْ فَهُمْ لَا يُبْصِرُونَ (9) وَسَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنْذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ} (سورة يس 9 - 10)

والإشكالية الأكبر أن يظن المسلمين أن هؤلاء المغرورين أنهم يمكن أن يعمروا مساجد الله، ويتداولون ما يروجوا من تلوث جيني على أنه إعمار للأرض فما كان للمشركين أن يعمروا تلك الخلايا التي يعبثون ويغيرون خلق الله فيها.

إذن من سقطوا بين السدين كانوا من النصيب المفروض من العباد، الذين ضلوا نتيجة أمانيهم التي مناهم الشيطان بها، فيأمرهم الشيطان لتغيير خلق الله وقدره،  ويغتروا بأنفسهم ويظنوا أنهم يمكن أن يتحكموا في الخلق والمخلوقات، وأن يتعدوا العلم الدنيوي المحدود إلى العلم الإلهي غروراً منهم وصلفاً.

 فذهبوا لخطة الشيطان التي رسمها لإضلال العباد بأن يضلهم عن الحق وعن السجود لله، ثم يمنيهم بتغيير خلق الله، ثم يأمرهم بأن يغيروا خلق الله بشطر (آذان) الخلية وكل ما ينبت منه الأنعام (DNA) ويشطرن الأجنة وخلايا الأنعام وشطر الذرة والتلاعب باستقرارها والوصول بالأماني والغرور والأوامر الشيطانية للزعم أنهم قادرين على خلق المادة.

بل يزعمون في مرحلة من غرورهم أنهم آلهة من دون الله يتحكمون ويخلقون ويزدادون غياً، ويظنون أن لديهم العلم اللادوني، وينسون أن معلمهم الذي يعطونه صفة الإله الأكبر، هو مجرد مخلوق ألا وهو الشيطان.

ومن بين السدين وهم يحاولون تغيير قدر الله، فهم ينفذون قدر الله بإيجاد أعظم فتنة في التاريخ، ولكنهم لا يعلمون، ويظلوا في منطقة لا هم قادرين أن يصبحوا آلهة كما يزعمون أنهم يتحكمون في كل شيء ولا هم قادرين على الرجوع والسجود لله، فالشيطان مناهم بالغرور الذي يجعلهم مستمرين في صلفهم وضلالهم.

فهم رغم بحثهم في مادة الخلق، وتأكدهم أن هندسة الرحمن للكون وآذان الأنعام في استقرارها وهي في حالة توازن هي مسخرة بذلك لخدمة الإنسان، وأن دخولها يجب أن يكون بحساب وبقوانين الرحمن، إلا أنهم آثروا شقها وإخراج مكوناتها والإخلال بهذا التوازن والتلاعب بآذانها،  فكان النتيجة الخسران المبين والواضح الذي كان لابد أن لا يختلف عليه إثنين،  وهذا سبب اشتراكنا معهم في نتائج الخسران، كوننا لهم مستسلمين، فنحن يسري علينا حكم القوم الذي لم يجعل لهم من دونها سترا فالخسران يصيب الجميع في هذه الحالة إلا من التزم الكهف إلى حين أو كان في حركته ضمن جيش ذو القرنين.

فعبر حضارات كثيرة ما نبأنا عنه الله تعالى وخطة الشيطان في خداع النصيب المفروض وتوهمهم وغرورهم وأمانيهم فظنوا أنهم بشق أذان (منبت) الأنعام (DNA) والاستنساخ أنهم يخلقون ويغيرون خلق الله فقد أمرهم الشيطان ويوهمهم أنهم يغيرون خلق الله.

فإذا كان هذه خطة الشيطان منذ رفضه أمر الله بالسجود لآدم فلماذا حدث هذا في عصرنا فقط؟!!!!!!!!

فالمتدبر للقرآن بالطبع سوف يعلم أن علو الحضارات سنة متكررة ولها قمة فسقها وليس هذا العصر فقط، فمن عبدوا العلم من دون الله في عصرنا هم من توهموا أنهم حضارة وحيدة، فهناك قصة ذو القرنين والتي توازي عصرنا الحالي بمن وقعوا بين السدين وفتحهم ليأجوج ومأجوج وقد شرحناها بالتفصيل في أجزاء عودة ذي القرنين.

وهنا سوف نعطي مثال آخر عن هذا الغرور، بل هي الحضارة المقابلة لحضارتنا الحالية، وقد أخذها الله بعذابه لما إقترفوا في هذا المجال، فعاد الأولى توازي عاد الثانية الحالية.

عاد الأولى وإبتكان آذان الأنعام:

فكان من قبلنا قوم عاد وقد وصلوا لأفاق علمية غير مسبوقة، بل كانوا في كل ريع يعبثون، وقاموا بعمل مصانع لتخليق خلايا لعلهم يخلدون والصنع في القرآن في حدود مواد خلقها الله، وما كان من الإنسان سوى تصنيعها فظن أنه يخلقها، فيعرضها على العوام والملحدين والمشركين على أنه خلقها من عدم فيضلوا، لأن بقلوبهم مرض وإذا ما تفحصوا أصل الخبر لمن ادعوا خلق الأشياء فيجدوا أنهم اعتمدوا في الصنع على مادة خلقها الله، فقد قال تعالى:

{كَذَّبَتْ عَادٌ الْمُرْسَلِينَ (123) إِذْ قَالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ هُودٌ أَلَا تَتَّقُونَ (124) إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ (125) فَاتَّقُوا اللهَ وَأَطِيعُونِ (126) وَمَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى رَبِّ الْعَالَمِينَ (127) أَتَبْنُونَ بِكُلِّ رِيعٍ آيَةً تَعْبَثُونَ (128) وَتَتَّخِذُونَ مَصَانِعَ لَعَلَّكُمْ تَخْلُدُونَ (129) وَإِذَا بَطَشْتُمْ بَطَشْتُمْ جَبَّارِينَ (130) فَاتَّقُوا اللهَ وَأَطِيعُونِ (131) وَاتَّقُوا الَّذِي أَمَدَّكُمْ بِمَا تَعْلَمُونَ (132) أَمَدَّكُمْ بِأَنْعَامٍ وَبَنِينَ (133) وَجَنَّاتٍ وَعُيُونٍ (134) إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ (135) قَالُوا سَوَاءٌ عَلَيْنَا أَوَعَظْتَ أَمْ لَمْ تَكُنْ مِنَ الْوَاعِظِينَ (136) إِنْ هَذَا إِلَّا خُلُقُ الْأَوَّلِينَ (137) وَمَا نَحْنُ بِمُعَذَّبِينَ (138) فَكَذَّبُوهُ فَأَهْلَكْنَاهُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِينَ (139) وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ} (سورة الشعراء 123 - 140)

وقد قالوا لتفسير العبث والمصانع والبحث عن الخلود (أتبنون بكل مكان مرتفع بناء عاليًا تشرفون منه فتسخرون مِنَ المارة؟ وذلك عبث وإسراف لا يعود عليكم بفائدة في الدين أو الدنيا، وتتخذون قصورًا منيعة وحصونًا مشيَّدة، كأنكم تخلدون في الدنيا ولا تموتون)

- هل يمكن للإنسان أن يبني آيات رغم أن الآيات هي خاصة بالله وحده دون غيره؟!

-  ما هي تلك الآيات التي بنوها في كل ريع؟!

 - ما هي المصانع التي بنوها وما علاقتها بظنهم أن إنتاجها سوف يجعلهم خالدين؟!

-  ما هو العلم الذي أمدهم الله به مكنهم وغرهم وجعلهم يبنوا الآيات وجعلهم يظنوا أنهم سوف يصلوا للخلود؟!

-  هل حضارة عاد فاقت حضارتنا الحالية؟!

فهم فعلوا فعلنا في حضارتنا الحالية بل وصلوا بما لم نصل إليه بعد، فقد قال لهم الله تعالى (وَاتَّقُوا الَّذِي أَمَدَّكُمْ بِمَا تَعْلَمُونَ) فالله أمدهم الله بعلم مكنهم من هذا العبث وبالطبع ليس بناء القصور هو العلم الذي يظن به الإنسان أنه سوف يخلد، بل وذكرهم الله على لسان أخوهم هود بأن الآيات التي يعبثون بها ويقومون ببنائها من خلال العلم الذي أعطاهم الله إياه كان يأتيهم وبشكل طبيعي (وَاتَّقُوا الَّذِي أَمَدَّكُمْ بِمَا تَعْلَمُونَ ، أَمَدَّكُمْ بِأَنْعَامٍ وَبَنِينَ ، وَجَنَّاتٍ وَعُيُونٍ) وبدون تدخل منهم وما أصابهم هو غرور سوف يستوجب عليهم أن يواجهوا مصير العذاب العظيم (إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ)، فقد عبثوا بآيات الله (أَتَبْنُونَ بِكُلِّ رِيعٍ آيَةً تَعْبَثُونَ) والآية من عند الله بالطبع وبنائهم الخلية ليست من عدم ولكن بنائهم كان لغرورهم أن بنائهم أفضل، فدخلوا في كل ريع وأفسدوا وعبثوا بآياته ببناء خلايا ملوثة جينياً وكانوا بها عابثين، ولم يقفوا عند هذا الحد، فماذا فعلوا (وَتَتَّخِذُونَ مَصَانِعَ لَعَلَّكُمْ تَخْلُدُونَ) لقد قاموا بخلط مواد خلق الله من الجينات التي تم بناءها لإعادة إنتاج الخلايا محاولين بها إعادة إنتاج الخلايا في جسد الإنسان لإعادة مظاهر الشباب كما يحاولون في عصرنا الحالي، ظناً منهم أنهم سوف يصلوا لخلايا قادرة على الاستمرار بدون موت فتعطي للإنسان الخلود فلا تنتهي حياته، وهي ذاتها الفتنة التي تعيش فيها نساء هذا العالم في العصر الحديث فيستحيون نسائنا ويجروا وراءهم العالم لفتنة العبث بالعلم وما ينتجونه من خلل دائم ينبأ بكوارث حتمية لإعادة الأمور لمنطقة التوازن.

يعتقدون أن الله لم يرصد حالنا في القرآن:

والإشكالية التي يقع فيها الملحدون وكذلك المسلمون أنهم يعتقدون أن الله لم يرصد حالنا في القرآن، ولم يضع في القرآن من المعاني والدلالات والحقائق ما هو مؤجل إظهاره، فجعلوا القرآن مهجوراً وتركوا الملحدين يتباهوا بعلم هو في ذاته وضع مادته وقوانينه الخالق، فما كان لفلك أن تطفو إلا بقوانين الله، وما كان لشخص يصل لهذه المعرفة إلا بإرادة الله، لكي يختار الإنسان ويكون مخيراً بأن يحمد الله على العلم الذي وصل إليه فيجعله في خدمة البشرية وفي حدود قوانين الله وسجوده لله بأن لا يظن أن حالة استقرار الخلية التي خلقها الله على وضعها غير نافعة للبشر، ويظن بأن بالتلاعب في الأحماض الأمينية والعبث فيها يمكن مثلاً إضرار زيادة في إنتاج ألبان زيادة 17 مرة كما تقول وتتباهى بعلمها دولة إسرائيل بل سيأتي هذا التغيير والعبث بأمراض ليس لنا قبل بها من قبل وسرطانات وأمراض عضال، وغيرها من مجالات العبث، فالله خلق لنا ما سخره لنا بحالة من أفضل الحالات،  التي يمكن أن يستفيد بها الجسم الإنساني  أفضل استفادة، فما كان تقطيع وشق الخلايا التي هي منبت خلق الإنعام إلا وبال علينا، وسوف يدعون للسجود فلا يقدرون فلن يقدروا على إعادة الأشياء لما كانت عليه.

قال تعالى:

{يَوْمَ يُكْشَفُ عَنْ سَاقٍ وَيُدْعَوْنَ إِلَى السُّجُودِ فَلَا يَسْتَطِيعُونَ (42) خَاشِعَةً أَبْصَارُهُمْ تَرْهَقُهُمْ ذِلَّةٌ وَقَدْ كَانُوا يُدْعَوْنَ إِلَى السُّجُودِ وَهُمْ سَالِمُونَ (43) فَذَرْنِي وَمَنْ يُكَذِّبُ بِهَذَا الْحَدِيثِ سَنَسْتَدْرِجُهُمْ مِنْ حَيْثُ لَا يَعْلَمُونَ (44) وَأُمْلِي لَهُمْ إِنَّ كَيْدِي مَتِينٌ} (سورة القلم 42 - 45)

فقد كشف الله لهم جانب من أسرار مادة الخلق في الدنيا فلم يتركوها ساجدة لله على وضعها، ولكن خربوا في المساجد، فسوف ترهقهم ذلة من كثرة ما سيجلبون من عبثهم من شرور على البشرية، وحينها سوف يتذكروا أنه كان هناك من يحذرهم من هذا العبث، ولو أنهم خضعوا لله وسجدوا وهم سالمين كان أفضل للبشر، ولكن استدرجهم الله ومناهم الشيطان وأغواهم.

وقد يخيل للبعض أن هذا استنساخاً وإنما في حدود كلمات الله تعالى هو تغيير في خلق الله.

تعليقات