قال تعالى :
{ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَمَا
بَيْنَهُمَا وَمَا تَحْتَ الثَّرَى} (سورة طه 6)
فما هو هذا الثرى الذي خصه الله تعالى على حدة عن ما في السماوات
وما في الأرض وما بينهما .. وما هو الذي يكون تحته .. وما معنى (تحت) في القرءان
الكريم ؟!
فالمعنى المطلق لقول الله تعالى يحوي خصائص الشيء أو الأشياء وتكشف
عنها لنا معنى الحرف من هذا القول ثم نستزيد منه بالحرف الذي يليه حتى نعي معنى
ودلالة الكلمة وفيما يلي رحلة مع حروف الكلمات
كلمة المصدر ثري :
ورودها في القرءان
الثَّرَى (1)
عدد الكلمات المختلفة =1
عدد الكلمات الكلي لهذا الجذر = 1
الثَّرَى
ثَّ .. الثَّرَى : كل ما هو
فيه ثبات وتثبيت وتوثيق على آخر تحته فيكثره ويضاعفه ويفضله ويثني عليه ويضيف إليه
ويثوبه ويجزيه بتأليف وضبط مستمر بين أحوالهم وأمورهم وكأنهم شيئاً واحد
رَ .. الثَّرَى : وذلك من
خلال ارتباط مع ما تحته من حيث أموره وأحواله والتحكم فيها وبين أطرافها
ى .. الثَّرَى : فيخرج ما
تحت الثرى من مصدرها دون عودة في حالة التغيير والتطور والكثرة والمضاعفة والزيادة
أو تحل محل الثرى فيصبح الناتج الأكثر نشاطاً ووضوحاً عند خروجه
كلمة المصدر تحت :
ورودها في القرءان
تَحْتَ (4) تَحْتَكِ (1) تَحْتَهَا (1) تَحْتَهُ (1) تَحْتِ (3) تَحْتِهَا (35) تَحْتِهِم (2) تَحْتِهِمُ (3) تَحْتِي (1)
عدد الكلمات المختلفة = 9
عدد الكلمات الكلي لهذا الجذر = 51
تَ .. مَا تَحْتَ الثَّرَى : يتمه ما فوقه
ويتشاركا بخير وإتقان لما تحته أو بهلاك وتلف لأحدهما دون الآخر
حْ .. مَا تَحْتَ الثَّرَى : فيحيط به ما
فوقه ملتف حوله فهو داخل أغوار ما فوقه
تَ .. مَا تَحْتَ الثَّرَى : وباستمرار
الإحاطة يزيد تمام المحاط به ويزيد الإتقان والتشارك ويزيد الهلاك
والتلف لما فوقه
فالتحتية هي تفاعل وتفعيل وإحاطة وبلوغ أغوار وتكامل وإتمام للشيء
الذي تحته فالجنين داخل رحم المرأة يوصف في القرءان الكريم بأنه تحتها لأن هذا
الرحم يتفاعل ويفاعل ويحيط ويتكامل ويتمم جسم الجنين
قال
تعالى …
فَنَادَاهَا
مِن تَحْتِهَا أَلَّا تَحْزَنِي قَدْ جَعَلَ رَبُّكِ تَحْتَكِ سَرِيًّا (24(
فمن
تحتها عيسى عليه السلام.. ومن ناداها هو.. ليخبرها أن الله جعل ما تحتها
سريا..
وسريا هنا لها نطاقين
نطاق
داخل الرحم ونطاق داخل الدنيا من حيث ارتباط وتحكم وسيطرة وشدة تأثير وتألف مع
مركز او عمق الرحم
فيطمئنها على حاله
وفي
ذات الوقت جعله الله تعالى بعد خروجه من هذه التحتية ومن اول ولادته مركز ارتباط
وتأثير وتآلف معه من خلال دعوته
فسبحان
الذي أسرى بعبده.. وكل عباده الصالحين والأخيار لبلوغ مسجدهم الأقصى
والآن بعد ما عرفنا خصائص التحتية
فما
تحت الثرى
يظنون
انه التراب ولكن المعنى
كل
شيء يتكاثر ويرتبط ويتحكم ويسيطر ويضبط تكوين نتاج التكاثر تحته
فالرحم ثرى وحتى الخلية والبذرة والميكروب.. الخ وكل ما له ثرى يتكاثر من
خلاله وينتج شيء من تحته
قال تعالى:
لَهُ
مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَمَا تَحْتَ
الثَّرَىٰ (6(
فكل ما ينتج في مراحل الحياة بعد خلق السموات والأرض وقدره الله أن
يكون هو ما تحت الثرى إلى أن يكون في عالم الخلق وكل سبب دنيوي لوجوده
هو هذا الثرى .. فالأرض التي تنتج الزرع هي من ضمن هذا الثرى .. والجنين تحت
المرأة (في داخلها) إلى أن يقدر الله خروجه لعالم الخلق .. ونواتج الذرة والخلية
جاءت من تحت الذرة والخلية (من تحت الثرى)
قال تعالى :
{ فَنَادَاهَا مِنْ تَحْتِهَا أَلَّا تَحْزَنِي قَدْ جَعَلَ
رَبُّكِ تَحْتَكِ سَرِيًّا (24) } (سورة مريم 24)
كلمة المصدر سري :
ورودها في القرءان
أَسْرَى (1) أَسْرِ (2) سَرِيًّا (1) فَأَسْرِ (3) يَسْر (1)
عدد الكلمات المختلفة = 5
عدد الكلمات الكلي لهذا الجذر = 8
سَرِيًّا
سَ .. سَرِيًّا : بالغ المركزية والعمق
بمركز الرحم للانتقال من موضع إلى موضع ومن حال إلى حال ومن تطور إلى تطور
متآلفاً مع هذه التحتية مستأنساً بها .. سوف يبلغ
سنن وقوانين إلهية سوف يسخرها الله له
رِ .. سَرِيًّا : ربط أموره وأحواله بها
متحكماً في تلك الأمور والأحوال وسوف ترتبط به أمور
آخرين وأحوالهم
يًّ .. سَرِيًّا : خارجا منها لمراحل تغيير
لاحقة وانتشار وشهرة وشيوع رسالته
ا .. سَرِيًّا : متآلفاً في كل مرحلة بين
الأمور والأحوال المتفرقة المختلفة خلال فترة التحتية وما بعدها أحواله مضبوطة
ضبطاً تاماً هو الحال الأفضل والتي يؤنس بها فهي الحال الأقصى
بل نواتج التحتية المشتركة بين الأزواج في الأرض .. بين الخلايا
المتزاوجة ونواتج الاندماج
{ ضَرَبَ اللهُ مَثَلًا لِلَّذِينَ كَفَرُوا امْرَأَةَ نُوحٍ
وَامْرَأَةَ لُوطٍ كَانَتَا تَحْتَ عَبْدَيْنِ مِنْ عِبَادِنَا صَالِحَيْنِ
فَخَانَتَاهُمَا فَلَمْ يُغْنِيَا عَنْهُمَا مِنَ اللهِ شَيْئًا وَقِيلَ ادْخُلَا
النَّارَ مَعَ الدَّاخِلِينَ (10) } (سورة التحريم 10)
تلخيص :
ما تحت الثرى .. المتشارك مع الثرى والمتمم له هذا الثرى بخير
وإتقان وبهلاك أو تلف أو ضعف هذا الثرى والمحيط له والملتف حوله هذا الثرى وما
تحته داخل أغواره .. وباستمرار هذه الإحاطة يزيد تمام ونمو وتطور ما تحت الثرى
ويزيد التلف والضعف لهذا الثرى فيغطي هذا الثرى لما تحته والذي أحاط به الثبات
والتثبيت والتوثيق كالبذرة في الأرض والجنين في الرحم فيكثره ويضاعفه ويطوره
ويثني عليه ويضيف إليه ويثوبه ويجزيه ويرتبطان بعضهم البعض فيتحكم الثرى في أمور
ما تحته وأحواله وأطواره حتى يخرج عن الثرى دون عودة في آخر مراحل التغيير
والتطوير والكثرة والمضاعفة والزيادة أو تحل محل الثرى في طور من بعد طور أكثر
نشاطاً ووضوحاً
وَمَا تَحْتَ الثَّرَى
كل ما يثري ويُكثِر ما تحته ويضاعفه ويضيف
إليه حيث يرتبط ويسيطر ويتحكم بما تحته فيخرج من الثرى أو يحل محله فيصبح ما ينتج
من تحت الثرى أكثر نشاطاً ووضوحاً بخروجه من هذا الثرى
فرحم الأم ثرى ما تحتها (الجنين)
والأرض: ثرى ما تحتها من البذور
والبذور ثرى ما تحتها مما ينبت منها
والخلية: ثرى ما يتكاثر تحتها .. أي
داخلها
تعليقات
إرسال تعليق