القائمة الرئيسية

الصفحات

الفرق بين الكفل والنصيب - وما الخطأ الذي تم ارتكابه في آية النعاج


الفرق بين الكفل والنصيب
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قال تعالى :
}يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّـهَ وَآمِنُوا بِرَسُولِهِ يُؤْتِكُمْ كِفْلَيْنِ مِن رَّحْمَتِهِ وَيَجْعَل لَّكُمْ نُورًا تَمْشُونَ بِهِ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ۚ وَاللَّـهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ} ﴿٢٨﴾ سورة الحديد
كلمة المصدر (كفل)
ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
ك : كِفل .. إطار ومحتوى من قوة مادية أو روحية متآلفة متوافقة في قالب يمكن استرجاع بناءه بنفس المقدار أو الحيز وعلى ذات القوة والمحتوى بعد إزالة الشوائب منها
ف : كِفل .. هذا الإطار والمحتوى يفارق مصدره بنسبة من كل شيء فيه وينفك قيده لغيره بإطار ومحتوى من كل ما إنفك عن هذا المصدر
ل : كِفْل .. هذا الإطار المتوافق المنفصل عن أصله أو مصدره في قوته وفائدته متلاصق ومتلاحم مع نسيج حركة حياة من كُفِل .. وينتقل من خلالها من حالة إلى حالة أو من نطاق إلى نطاق أو من مكان إلى مكان من ساحة إلى ساحة أخرى فيلف ويلبس من تم كفالته

إذن الكفل .. هو انتقال شيء متكامل في فائدته وافتراقه من طرف إلى طرف آخر فيكون متلاصق ومتلاحم مع نسيج حركة حياته وتفاصيلها
مثل أن نعطي أحدهم ماء ومكونات الطعام وملبس ومأوى وفرش وطاقة .. الخ .. هنا كفلناه وأعطيناه كفل مما لدينا وليس نصيب .. أي أعطيناه إطار ومحتويات متعددة يمكن التأليف بينها وتحقيق المنفعة الكاملة من هذا التوفيق .. مثلاً الماء والحبوب والخضروات واللحوم والطاقة يمكن صنع اطار ومحتوى هو الطعام .. لذلك كفالة مريم كانت بهذا المعنى أنه كان من يكفلها عليه أن يعطيها أشياء متعددة لكي تعمل على توفيقها معاً لتتكفل بها وهكذا
النصيب
ـــــــــــــــــ
أما النصيب ناتج نقي عن مصدره و صورة من نفس مصدره بخروجه يصبح أكثر نشاطاً واضح بادي ظاهر وبارز .. فلو أحدهم لديه مال .. واقتطع لأحد منه جزء صار نصيباً لأنه أصبح الجزء الأقل وان كان صورة من الأصل ويصبح اكثر وضوحاً ونشاطاً فإذا راكمنا العجين واقتطعنا منه جزء صار صورة من أصل العجين ولكن يكون أكثر نشاطاً ووضوحاً كونه الأسهل تشكيلاً وتحويراً في اليد وفي ذات الوقت الجزء المقتطع لم يتم توفيقه مع شيء آخر كما الكفل لكي يمكن ان نستفيد به فلا يصح الخلط بينهما .. فمكونات العجين هنا كانت كفل العجين ولكن بتمام صنع العجين أصبح الجزء المقطوع منها نصيب من العجين
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ولكن كلمة (كِفْلَيْنِ) ووجود الكسرة في حرف الكاف تعني أن هذا الإطار أو الشيء ذو تأثير كبير وأنشط وأوضح وأعجب وأهم والأكثر تحديداً فهي الأعجب والأصغر والأنشط .. .. والأهم بإضافة الياء أصبح لدى هذا الشخص إطار من الرحمة متوافق مع نسيج حركة حياته .. هذه الرحمة الإلهية بهذا التلاحم تزيد نشاطاً وتتضاعف ويزداد صاحبها نقاءً كل مرة من شوائبه الدنيوية
ـــــــــــــــــــــــــ
ولفظ أَكْفِلْنِيهَا والتي جاءت في طلب النعجة .. فهي بالانضمام لباقي النعاج ال 99 تصبح كفل أي إطار ومحتوى متوافق يمكن أن يستفيد منه ويساعد في بناء نسيج حركة الحياة والنعجة هنا أي شيء نتاجه نقي عنه يكشف عن شيء غير مُدرك هذه النعجة جامعة لمكونات متفرقة لتعطي شيء في أشد حالاته إجمالاً وتاماً
فالنعجة أو الإبل أو البقر إذا ما نظرنا لهم من زاوية إنتاج اللبن فجميعهم نعاج .. كون أن اللبن نقي عن الحيوان نفسه .. فجسد الإبل ليس لبن مثلاً .. ويتكون هذا اللبن من عناصر عدة جامع عناصر متفرقة ومختلفة لتعطي اللبن في أشد حالاته إجمالاً وتاماً بتلك العناصر .. وهو غير مُدرك وغير مرئي قبل اختلاط هذه العناصر فيصير إنتاجاً
وهذا يسري على الماكينة التي يخلط بها العناصر لصناعة شيء ليس من نفس مادتها .. وهكذا .. فالنعجة هنا كل شيء يوفق بين عناصر لإنتاج شيء واحد لم يكن موجوداً من قبل
وطلب أن يكفل نعجة الرجل بنعاجه هو لاكتمال التوافق ما بين المائة وما سوف يساهمون به في زادة كفاءة الناتج .. فلو تصورنا خطوط إنتاج عديدة ينقصها التغليف مثلاً فالفائدة سوف تكون أكبر وأعظم وأفضل لكلاهما وللمجتمع .. لذلك كان هذا خطأ داود الذي وقع فيه عندما حكم بينهما

تعليقات

تعليق واحد
إرسال تعليق
  1. بابارك الله فيك انا من متبعيك والمتشوقين والمتطلعين لتدبرك الرائع لكتاب الله جزاك الله عني خير الجزاء يا دكتور كامل رجاء عندي طلب لو تعطينا تدبرا في قصص الانبياء بدءا بعيسى عليه السلام ومريم على سبيل الذكر لا الحصر مالمقصود بقوله تعالى وما قتلوه وما صلبوه ولكن شبه لهم. وشكرا شكرا شكرا

    ردحذف

إرسال تعليق