القائمة الرئيسية

الصفحات



أسماء الله الحسنى  

السَّمِيعُ

ــــــــــــــــــــــــــــــ

 (سَّ)  المصور والخالق لمراكز وأعماق وسنن ومقياس وقوانين انتقال الأشياء والأفعال والأقوال  من شيء إلى شيء أو من موضع إلى موضع أو من نطاق إلى نطاق في صورة وأشباه أو شبيه أو شِق من أصل الشيء أو الفعل ليتفشى وينتشر في صورة أخرى من أصل الشيء أو الفعل إلى نطاق آخر أو لشيء آخر

 

مثال مادي : عندما يتكلم الإنسان ينتقل الصوت من خلال سنن إلهية وقوانينه من خلال عمق مادي عبر الهواء من نطاقه لينتشر في صورة ترددات تنتقل لتصل لأذان الأشخاص في محيطه بل صور مراكز وأعماق سنن وقوانين دنيوية تعمل على نقل الصورة والصوت بالبث التلفزيوني أو التليفون .. كل هذه الأمثلة المادية خاضعة لقانون وصفة وخصائص اسم الله السميع

 

(مِ) فيجمع ويضم مقاييس وصور من الأشياء أو الأقوال أو الأفعال تندمج مع هذه الأعماق أو المراكز أو السنن أو القوانين وتتداخل في قالب واحد في أثناء انتقالها فيكون تلك المراكز والأعماق والسنن  مقام ومكان وميقات انتقالها فتحل محل ما قبلها على تلك المراكز والأعماق والسنن

 

مثال مادي : عندما يتكلم الإنسان يتم جمع صوته على مركز وأعماق ترددات وتصبح تلك الترددات هي مقامها ومكانها وميقات انتقال هذا الصوت الذي هو صورة من صور الكلام فتصبح الترددات والكلام قالب واحد يحل عليها الكلام ويحل محل ما قبله من كلام وهكذا تستمر عملية الجمع والضم للصوت الصادر من الإنسان تباعاً على تلك الترددات والموجات الأثيرية تباعاً بشكل مستمر

 

(ي) تلك المراكز والأعماق والسنن والقوانين الإلهية هي الأشد تأثيرا والأنشط  والأعجب والأعقد في عملية الانتقال وحلول الأقوال والأفعال والأشياء عليها لتحل على ما قبلها لتتضح وتصبح نسبة نشطة أي هي مراكز وأعماق وضوح الشيء محل الانتقال

 

مثال :فالله تعالى جعل في أعماقنا قوانين وسنن إلهية تمكننا من سماع تفكيرنا وحديث أنفسنا بشكل غير مادي وبدون هذه الأعماق والمراكز لا يمكن أن نتحدث لأنفسنا وينتقل حديثنا وتفكيرنا فنسمع ما هو ليس بشيء مادي فيصير هذا العمق الذي بداخلنا الذي يدور فيه حوارنا هو الأشد تأثيراً والأعجب والأغرب في عملية انتقال الحديث الداخلي بين أذننا الداخلية والنفس والعقل والفؤاد  وكذلك كل عمق مادي مرئي أو لا مرئي ينتقل فيه الصوت والفعل والحركة للشيء فجميعها أعماق هي ذات تأثير في عملية الانتقال فحتى مواضع الشمس في داخل مراكز وفلك وسنن هي قواعد للسمع لهذه الشمس فكل انتقال هو في ذاته سمع وإن صاحبه بصر

 

(عُ) فيصل الشيء أو القول أو الفعل إلى أعماق خفية غير مُدركة  بحلول الشيء أو القول أو الفعل عليها فتكشف عن صور هذا الشيء سواء من خلال إبصاره أو التغيير الذي يصاحب هذا الانتقال داخل هذا العمق

 

مثال مادي : يصل صوت الإنسان إلى أعماق إنسان آخر تلك الأعماق خفية لا ندركها ولكن نعلم عنها من خلال التغيير الذي يحدث نتيجة عملية الانتقال للصوت إلى أعماق هذا الإنسان الآخر فتتغير انفعالاته الظاهرة نتيجة ما تلقاه من كلام فإذا كان أصم فإنه لا يملك الأعماق والسنن الذي تمكنه من تلقي الصوت فلن تتغير إنفعالاته لذلك كان التشبيه للكافرين بأنهم صُم وبُكم كونهم لا يملكون العمق الذي يمنحه الله لمن يهديه للإيمان والذي يجعله يسمع كلام الله ويدور حواره الداخلي بين نفوسهم فكانوا بُكم فقد طمس الله عنهم هذا العمق الخفي

{ وَلَوْ عَلِمَ اللهُ فِيهِمْ خَيْرًا لَأَسْمَعَهُمْ وَلَوْ أَسْمَعَهُمْ لَتَوَلَّوْا وَهُمْ مُعْرِضُونَ (23) } (سورة الأَنْفال 23)

 

وهكذا فإن خصائص وصفة اسم الله تعالى السَّمِيعُ هي السنن الإلهية التي من خلالها ينتقل أي شيء في نطاق أعماق ومراكز وأفلاك بصور منه شبيهة داخل هذه الأعماق وتلك الأعماق هي التي تؤثر وتحكم وتسيطر على مدى وصورة الانتقال وتكشف عن ما ينتقل من خلالها من خلال تغيرات توضح هذا الإنتقال

 

والضم على العين يوضح أن هذه الأعماق والمراكز الخفية تكشف بشكل مستمر عن التغيرات التي تحدث نتيجة انتقال الشيء أو الفعل أو القول فتظهر صورة من الشيء وتوقي وتُخفي تلك الأعماق الباطنة فأنت ترى الشمس ظاهرة ولا ترى القوانين والسنن التي تجعلها تنتقل في نطاق فلكها ولكن يمكن أن تسمعها والسمع هنا من خلال إدراك تلك السنن والقوانين التي تجتمع مع الشيء فتؤثر على الشيء وتجعله ينتقل من حال الى حال أو من نطاق إلى نطاق فنُدرك تلك القوانين فنسمعها

وبإدراك السنن الإلهية نسمعها بقلوبنا  

{ هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ لِتَسْكُنُوا فِيهِ وَالنَّهَارَ مُبْصِرًا إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَسْمَعُونَ (67) } (سورة يونس 67)

{ وَاتَّقُوا اللهَ وَاسْمَعُوا وَاللهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ (108) } (سورة المائدة 108)

{ أَوَلَمْ يَهْدِ لِلَّذِينَ يَرِثُونَ الْأَرْضَ مِنْ بَعْدِ أَهْلِهَا أَنْ لَوْ نَشَاءُ أَصَبْنَاهُمْ بِذُنُوبِهِمْ وَنَطْبَعُ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لَا يَسْمَعُونَ (100) } (سورة الأَعراف 100)

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

 

تعليقات