القائمة الرئيسية

الصفحات

 هناك طاقتان مسخرتان لتسيير عالم الإنسان .. فقد خلق الله من كل شيء زوجين .. إحداهما إيجابية مطلقة متمثلة في الطاقة الملائكية لا يتم تسخيرها إلا لعمل خاضع لقوانين الله وسنته على الأرض بل يمكن للإنسان الإستزادة من هذه الطاقة كلما زاد إيمانه بتلك القوانين الإلهية .. تلك الطاقة الإيجابية سجدت لآدم أي كانت في خدمته من بدايتة وبداية ذريته حتى نهاية عالم الذرية

الطاقة الأخرى .. هي طاقة سالبة .. لتسيير كل ما هو مختلط بين قانون الله ومخالفته .. ولكل مختلط بين حق وباطل .. ولكل باطل .. تلك الطاقة لا تخرج خارج عالم الإنسان المحدود أي لا تظهر إلا في عالم المادة المحدود لذلك هم الآخرين في نفس مجال الإختبار والإختيار .. وأهم صورها القوة الخفية التي تحرك أدوات التكنولوجيا .. ولأنها سالبة في جميع الأحوال فهي ترهق الإنسان حتى لو كانت مختلطة بما هو حق .. فلها التأثير السالب أيضاً على الإنسان لأنه خرج من نطاق الفطرة البسيطة
تلك القوة والطاقة السالبة من الجن سجدت هي أيضاً لآدم وذريته على خدمته من بدايته وذريته حتى نهايتها .. إلا إبليس وكان منهم .. فلا يسخر قوته وطاقته إلا في كل باطل مطلق بل يعمل على شطن الأشياء من حيث تشبيه الباطل حق وتزيينه
تلك القوتان المسخرتان .. لينال الإنسان الحرية في الإختيار بين ما هو حق وبين ما هو باطل .. وإلا كان مجلوب على الحق دائماً لو كانت القوة التي تحرك عالم الإنسان هي الملائكة فقط .. فتلك القوتان السابحتان من حولك لك الإختيار منها ما شئت
وتلك الطاقتان تنمو وتزداد حين يستدعيها الإنسان سواء الطاقة الإيجابية أو الطاقة السالبة المرهقة .. ومجموع إستدعائها داخل المجتمع والعالم .. ومدى التوازن بين الطاقتان أو زيادة طاقة على الأخرى بمثابة قوة دافعة نحو إحداهما دون الأخرى
فزيادة القتل وسفك الدماء والسرقة والفساد والفسق والفجور هي قوة دافعة نحو مزيد من الطاقة السالبة وضعف القوة الإيجابية داخل المجتمعات والعكس
ولعل بناء الأبراج السكنية حول العالم فسره البعض أنه لإصدار كميات كبيرة من الطاقة السالبة ولكن فسروا تلك الظاهرة بشكل مختلف في محاولة لإضفاء نوع من الغموض حولها
ولكنها ببساطة أبراج بكاملها تعتمد على التكنولوجيا المختلطة بين إستخدامات الحق والباطل .. مجموعة بكم هائل داخل هذا البرج المدجج بالطاقة السالبة المرهقة الدافعة نحو العمل ضد قوانين الله .. فتكون بمثابة مولد دائم كبير لتلك الطاقة السالبة المرهقة الدافعة لإستقطاب المزيد منها
وتأتي المساجد والأرض الزراعية البسيطة والجبال وغيرها من الأشياء الخاضعة للقانون الإلهي المطلق على عكس الطاقة السالبة المرهقة مولدة للطاقة الإيجابية تعيد بناء حتى خلايا الجسد
تلك الطاقتان يمنحهما الله على حسب ما يطلبه الإنسان لذلك قال تعالى :
{ وَمِنَ الْجِنِّ مَنْ يَعْمَلُ بَيْنَ يَدَيْهِ بِإِذْنِ رَبِّهِ وَمَنْ يَزِغْ مِنْهُمْ عَنْ أَمْرِنَا نُذِقْهُ مِنْ عَذَابِ السَّعِيرِ (12) يَعْمَلُونَ لَهُ مَا يَشَاءُ مِنْ مَحَارِيبَ وَتَمَاثِيلَ وَجِفَانٍ كَالْجَوَابِ وَقُدُورٍ رَاسِيَاتٍ اعْمَلُوا آلَ دَاوُودَ شُكْرًا وَقَلِيلٌ مِنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ (13) } (سورة سبأ 12 - 13)
{ إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجَابَ لَكُمْ أَنِّي مُمِدُّكُمْ بِأَلْفٍ مِنَ الْمَلَائِكَةِ مُرْدِفِينَ (9) } (سورة الأَنْفال 9)
{ وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ جَمِيعًا يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ قَدِ اسْتَكْثَرْتُمْ مِنَ الْإِنْسِ وَقَالَ أَوْلِيَاؤُهُمْ مِنَ الْإِنْسِ رَبَّنَا اسْتَمْتَعَ بَعْضُنَا بِبَعْضٍ } (سورة الأَنعام 128)
{ قَالَ عِفْرِيتٌ مِنَ الْجِنِّ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَنْ تَقُومَ مِنْ مَقَامِكَ وَإِنِّي عَلَيْهِ لَقَوِيٌّ أَمِينٌ (39) } (سورة النمل 39)
{ وَمَنْ يَعْشُ عَنْ ذِكْرِ الرَّحْمَنِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَانًا فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ (36) } (سورة الزخرف 36)

تعليقات